يوسف الباز بلغيث
05/09/2007, 04:31 PM
فن الرسائل:
رسالة ٌ إلى صديقِي طارق
صديقي العزيز:
نغالبُ أنفسَنا – دومًا – حتىَّ لتُـنازعنا أمانينا ما نبغي..فلا هي ترضى ولا نحن نسعدُ و نهنأ..
والسّعادة ُالتي نرجوها و نجري وراءَها ..تتفلّـتُ من تحت ِآثار ِأقدامِنا كما لوْ أنّها لا تودّ مُجاراتِنا..وكما لا تستطيع العظامُ هزَّ الجَسَدِ المُنهَكِ بالحُمّى، إلا إذا اسْتعادَ عافيتَه بالصّبر والدّواء والإيمان..لا نستطيعُ أنْ نحقـّقَ ما نريد، سوى إذا أسلمنا الأمر لبارئه الحقّ..رضًى..و قناعة..ًوقد لا تتحققْ.
حقا..! قد يكونُ مِنَ المُحزن ِأنْ تتمنّى لقاءَ هبّة ٍ شاردةٍ..سعيدةٍ..و تجدُ نفسَكَ – بعد لـُقياها- حزينًا..و يكونُ الوقتُ حيالَ ذلك سريعا – كالفهدِ - لفرحة ٍ حزينةٍ..و طويلا - كالزّرافة – لألم ٍمُظنيٍّ ..
صديقي العزيز:
الحكمة ُ..هنا و هناك يرسمُ معالمَها الصَّبرُ ..و الضّالة ُ واحدة ْ.
..أجلْ.. ! الحكمة ُهيَ العبقريّة ُ..وللعبقريّة ِشهودٌ على ذلك، والكلمة ُ أحدُ هؤلاء الشّهودِ الذين أشِيرَ إليهمْ بالتميّز ِوالتّحفـّظ ..
وهاهُوَ " المتنبي " ..الشاعرُ..العبقريُّ..المهووسُ بالتّميّز..ألـِفَ النّظرَ إلى كلِّ مَنْ يُحبّهُ أوْ يُنافقهُ أوْ يُهادنُهُ بعيْن ِالارْتقـاء ِفوقَ شُبُهاتِ الظنّ..وقد دسَّ لذلك حكمتَهُ المشهُورة َ:
وإذا كانتِ النفوسُ كبارًا * تعِبتْ في مُرادِِها الأجْسامُ
لا جرمَ .. في أنْ نُشيدَ بصدق ِالمقولةِ الألبانيّةِ القائلة ِ:
" الأحماضُ القويّـة َُ تأكلُ أوْعيتَها "..
إذ ْ تبدأ بحاويها قبلَ أنْ تخرجَ منهُ إلى وعائها الجديدِ، وقد تبْقى حتَّى تصْدأ، ويجفَّ الحمضُ..وما اسْتفدْنا مِنَ الاكتشافِ شيئاً ..
.. ولا ريبَ أنَّ ما أريدُ أنْ يصلَ شغافَ قلبِكَ الطيّبِ ..قدْ وجدَ لنفسِهِ منفـًى..أو لِنقُلْ " مرسًى"..لأنـَّهُ ".. منَ الصّعْب ِأنْ تكونَ لك وقفة ٌ معَ حُرُوف ٍ ألفْتَ تهَجّيها، و- يا للأسف - ﭐسْتعصى عليكَ فهمُ معانيها ".
أخوك / يوسف الباز بلغيث
الجزائر :05/09/2007
رسالة ٌ إلى صديقِي طارق
صديقي العزيز:
نغالبُ أنفسَنا – دومًا – حتىَّ لتُـنازعنا أمانينا ما نبغي..فلا هي ترضى ولا نحن نسعدُ و نهنأ..
والسّعادة ُالتي نرجوها و نجري وراءَها ..تتفلّـتُ من تحت ِآثار ِأقدامِنا كما لوْ أنّها لا تودّ مُجاراتِنا..وكما لا تستطيع العظامُ هزَّ الجَسَدِ المُنهَكِ بالحُمّى، إلا إذا اسْتعادَ عافيتَه بالصّبر والدّواء والإيمان..لا نستطيعُ أنْ نحقـّقَ ما نريد، سوى إذا أسلمنا الأمر لبارئه الحقّ..رضًى..و قناعة..ًوقد لا تتحققْ.
حقا..! قد يكونُ مِنَ المُحزن ِأنْ تتمنّى لقاءَ هبّة ٍ شاردةٍ..سعيدةٍ..و تجدُ نفسَكَ – بعد لـُقياها- حزينًا..و يكونُ الوقتُ حيالَ ذلك سريعا – كالفهدِ - لفرحة ٍ حزينةٍ..و طويلا - كالزّرافة – لألم ٍمُظنيٍّ ..
صديقي العزيز:
الحكمة ُ..هنا و هناك يرسمُ معالمَها الصَّبرُ ..و الضّالة ُ واحدة ْ.
..أجلْ.. ! الحكمة ُهيَ العبقريّة ُ..وللعبقريّة ِشهودٌ على ذلك، والكلمة ُ أحدُ هؤلاء الشّهودِ الذين أشِيرَ إليهمْ بالتميّز ِوالتّحفـّظ ..
وهاهُوَ " المتنبي " ..الشاعرُ..العبقريُّ..المهووسُ بالتّميّز..ألـِفَ النّظرَ إلى كلِّ مَنْ يُحبّهُ أوْ يُنافقهُ أوْ يُهادنُهُ بعيْن ِالارْتقـاء ِفوقَ شُبُهاتِ الظنّ..وقد دسَّ لذلك حكمتَهُ المشهُورة َ:
وإذا كانتِ النفوسُ كبارًا * تعِبتْ في مُرادِِها الأجْسامُ
لا جرمَ .. في أنْ نُشيدَ بصدق ِالمقولةِ الألبانيّةِ القائلة ِ:
" الأحماضُ القويّـة َُ تأكلُ أوْعيتَها "..
إذ ْ تبدأ بحاويها قبلَ أنْ تخرجَ منهُ إلى وعائها الجديدِ، وقد تبْقى حتَّى تصْدأ، ويجفَّ الحمضُ..وما اسْتفدْنا مِنَ الاكتشافِ شيئاً ..
.. ولا ريبَ أنَّ ما أريدُ أنْ يصلَ شغافَ قلبِكَ الطيّبِ ..قدْ وجدَ لنفسِهِ منفـًى..أو لِنقُلْ " مرسًى"..لأنـَّهُ ".. منَ الصّعْب ِأنْ تكونَ لك وقفة ٌ معَ حُرُوف ٍ ألفْتَ تهَجّيها، و- يا للأسف - ﭐسْتعصى عليكَ فهمُ معانيها ".
أخوك / يوسف الباز بلغيث
الجزائر :05/09/2007