المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة للشاعر عمر منيب ادلبي



صلاح الحسن
05/05/2005, 06:25 PM
[align=center:c03fc762b7]قصائد مشــبهة بالفعــل

ـ الأرض‏

يَودّون لو أنتهي‏

مثل كلِّ الكلام المباحْ‏

يودّون لو يتقوَّسُ ظهري،‏

ويسقط من لغة العمرِ‏

حرفُ الصّباحْ‏

يدي جفنُ هذا التّرابِ‏

الذي سخّنته الهزائمُ‏

حتى التبخّرِ‏

ماذا تراني سأفعلُ‏

حين يعضُّ الخليفةُ ثلجَ أصابعهِ‏

ويشيحُ انكسارهُ عنّي؟‏

وماذا سأفعلُ‏

حين تسيلُ على وجنةِ النازفينَ‏

الأناشيدُ:‏

صبراً فموعدُكم جرحُ أرضٍ يبابْ!!؟‏

إلى من أدحرج غيمي الهزيلَ‏

لينفخَ فيه جنونَ الهطولِ‏

وحولي يقيم الخواءُ تماثيلَهُ؟‏

صدئٌ أيّهذا الخرابْ!!‏

وقوفاً بمفترق النارِ‏

أَشهدُ:‏

رأسٌ وحيدٌ لكلّ الحواةِ‏

يودُّ لو انّي‏

أخبّئ آخرَ صوتٍ لديَّ بكفيهِ‏

كي لا أحاولَ أن أتلمّسَ وجهي الشقيَّ‏

النبيَّ‏

وأوقفَ نزفَ جهاتِ السرابْ.‏

وقوفاً أراني،‏

استرقتُ قليلاً من الصّحوِ‏

كي أَشهدَ اليومَ نخلاً‏

تناهضَ حتى تجمّعَ في ركبتيهِ‏

على هيئةِ القبرِ‏

والقبرُ في بحرِ عمري يعومُ.‏

وأَشهد كيفَ تطوّحني كالحاتُ الحدودِ‏

لها قرصُ شمسي يدورُ‏

ولي عورةٌ في مهبِّ العيونِ‏

تكوّرني،‏

ثمَ أَصْغُرُ أكثرَ من حبةِ الرملِ‏

والرملُ قربَ شهيقي يحومُ.‏

هو النهر منّي‏

غداة تسرّبَ من غبطةِ الهم سراً‏

هديلُ بكائي‏

ومدد دمعي على أفقٍ‏

يُولمُ الشوكَ،‏

لا شيءَ غيرُ الجفافِ دمي،‏

وتُشيعُ القوافلُ:‏

غارت ملائكةُ الماءِ عند السقوط الأخيرْ.‏

سآمة وجهي من هجرة الدمعِ‏

ما من سحابٍ يُقِلْنِي إلى حضرةِ الماءِ‏

والماءُ شيخٌ جليلٌ‏

وسُبْحَةُ وِرْدِيَ لمَّا تَزَلْ أبجديتَهُ‏

كيف صارَ‏

وصرتُ المريدَ؟‏

يمدُّ يديهِ‏

أُقَبِّلُ،‏

أو أُكتَبَ اليومَ زنديقَ‏

هذا الزمانِ المريرْ.‏

فكيف بآلاء هذا الزمان الأجاجِ‏

أكذّبُ؟‏

إن خفَّ يومٌ جنينٌ إليَّ‏

ولم أستزِدْ من أخيهِ الكبيرْ‏

وكيف بآلاءِ صمتيَ أكفرُ؟‏

حتى لُعنتُ... حُرقتُ‏

وذنبيَ إنّي بسرّي عن الغيب للرّيح بحتُ‏

سآمةُ قلبيَ‏

من غيمةٍ باتّساع الفضاءِ‏

تضيق على قطرةٍ تتلألأُ‏

في عينِ عصفورةٍ في الهجير‏

يودون لو أنتهي‏

مثل أسطورة في كتاب صغير‏

يودون‏

لكنني ما قبست من الضوء فيَّ‏

إلى الآن غير فتيلٍ قصير‏

ـ الشورى‏

سابحٌ في الخوفِ‏

لا ميناء ينجيني‏

من الموج الذي لا يستريحُ .‏

لكأنّي مفردٌ‏

إلا من اسمي‏

أعزلٌ إلا من الهطلِ الذي يهمي الجريحُ .‏

لم تَكَدْ كفايَ تقسو‏

حين سارت في عروقي رعشةٌ‏

تنبئُ عن عمقِ سؤالي.‏

كل ما تخفيه عنّي الحجبُ السوداءُ‏

ألقى بي شقياً‏

قابَ قوسين وأدنى‏

من ضلالي.‏

لكأنَّ الأرضَ قبري،‏

ويوازيها هوائي المرُّ‏

حتى لا أرى منّي‏

ولا مثقالَ شبرٍ‏

من ظلالي.‏

أيها الغيبُ لماذا‏

قلت كن للحزنِ عمري؟‏

ولماذا أَمرُهُمْ شورى‏

وما استفتيتُ يوماً ما بأمري؟‏

ربّما أمحو سطوراً‏

بعصا الشكِّ‏

لأشتقَّ من الأسبابِ ما يزكي يقيني.‏

أيها الغيبُ الذي يسكن في قلبي‏

أما من آيةٍ‏

ما مسّها إنسٌ ولا جانٌ‏

تؤاخيني‏

لأنجو من ظنوني؟‏

ـ الدخان‏

ولمّا يكن موعدٌ بيننا‏

كي تغيبي‏

إلى آخر القطرات بفنجان صبري.‏

هدوءٌ سحيقٌ‏

يُشيّع نقرَ أصابعيَ الراجفاتِ‏

على ركبتيَّ‏

وقلبي بدا مسرفاً بالطبولِ‏

يودُّ انحسارَ القميص قليلاً‏

ليخرجَ عينيه من باب صدري.‏

تضاءلَ ظلّي‏

ولم يُبدِ ليلُ انتظاريَ‏

من خيطكِ اللؤلؤيِّ حضوراً‏

ليسموَ بالوَرْدِ فجري.‏

جميعُ الدّروبِ إلى القلبِ تفضي‏

فما السرُّ كي يتورَّدَ حزني‏

على عتباتِ خدودي؟‏

وهذا الضَّياعُ الطويلُ‏

لمن يكمنُ الآن قربي‏

ويبدو أشدَّ التباساً من البحرِ؟‏

هذا الدخانُ السَّديميُّ‏

يحجبُ عنّي أصابعَ كفي‏

كأنّيَ في لُجَّةِ الموجِ‏

في ظلماتٍ بدا بعضُها فوق بعضٍ‏

فماذا تخبئُ لي يا ظلامُ؟‏

وهذي القناديلُ‏

ما زلتُ فيها الفتيلَ‏

ولم أستطع في كثيف الدخان سطوعاً‏

فكيف أقولُ: عليكِ السلامُ؟‏

صدايَ ردايَ،‏

وبينهما يزحف الوقتُ‏

كالسلحفاةِ على تلّةِ الرملِ‏

لكن ظلّيَ لا يستطيلُ‏

بما لا يحقّ لمثليَ أن يستطيلَ‏

وئيداً تَثَامَلَ برزخُ بحرينِ‏

خَالطَ فِيَّ الفراغَ ازدحامُ.‏

فكيف أُعِدُّ صبايَ‏

أَعُدُّ خطايَ إلى درب روحي إليك؟‏

وكيف أقولُ: عليكِ السلامُ؟‏

فلولا تهزّينَ لغزاً عتيماً‏

تَنَاوَمَ فوقي،‏

فترتَدُّ للعينِ أجنحةُ الضوءِ‏

لولا قرأتِ عليَّ من الآيِ‏

ما شاءَ للروحِ أن تحتفي بالسماءِ‏

غداة الدخانِ‏

فآتيك ماءً معيناً‏

يقولُ: عليكِ الغمامُ.‏

ـ الشعراء‏

لِمَنِ القصيدةُ تشعل القنديلَ‏

في أفق تكحّلَ بالمراثي‏

والعيون الغائرة؟‏

للزاحفينَ إلى شرود الخمرِ؟‏

أم لتمائم الأشباحِ‏

يُخرِجُ سحرَها العبثيَّ‏

مصباحٌ غفا في الذاكرة؟‏

للشّعر أخلعُ قبّعاتِ النعي‏

للبحرِ المعلّق من مساميرِ الخليلِ‏

وغزوة النّثر الهزيلِ‏

وما يكابدهُ المغنّي‏

والحوارُ.‏

للناي تكسر وزنَها الرعويَّ‏

حين تطلُّ راقصةٌ،‏

ويضحك شهريارُ.‏

لنوافذِ الكلماتِ لا تفضي إذا فُتِحتْ‏

إلى أسرارها‏

فكأَنّها الضدانِ يلتبسانِ‏

أمواهٌ ونارُ.‏

متوهماً بطيوف موسيقا تراقصُهُ‏

احتمى قلمي بشالِ الشِّعرِ‏

كان البردُ يدلقُ من خوابيه‏

النعاسَ على الغناءْ.‏

متوهماً قلبي،‏

تأرجح في العروضِ‏

ولم يذق في حانة الشعراءِ نخباً‏

غيرَ ما عَصَرَ الهواءْ.‏

لا بُدَّ من صمتٍ جليلٍ‏

كي يَعُدَّ القلبُ من خفقاته الموتى،‏

ويصغي للسماءْ.‏

ولنبضهِ أن يستريحَ الآنَ‏

من عصفِ القوافي‏

من ضلالِ نبوءةِ الكلماتِ‏

حتّى يقفلَ الشعراءُ‏

حانوتَ التفجّعِ والبكاءْ.‏

لا مرفأً آنستُ في زبدِ الكلامِ‏

ولا تسابيحاً لحرفٍ إن هوى‏

من سورةِ الشعراءِ‏

يُنْهِضُني ويمضي صوبَ سدرةِ نشأتي،‏

فلأيِّ حادثةٍ‏

يردُّ النصُّ أسبابَ النزولِ‏

إذا اليقينُ هو احتمالُ؟‏

ولمن يعيد الشِّعرُ‏

ترتيبَ الجهاتِ‏

إذا الجنوبُ هو الشمالُ؟‏

للشعرِ أخلع قبّعات النّعي،‏

للشعراءِ‏

ما دامت مدائنهم تحاصرها جيوشُ الغيبِ‏




عمر منيب ادلبي [/align:c03fc762b7]

طارق شفيق حقي
05/05/2005, 07:32 PM
[align=center:0a306f6cbf] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لكل من تأتي به تحية ولك تحيتان

ربما أصبح كلامنا كله مشبه بالفعل

أهلا بكما[/align:0a306f6cbf]

صلاح الحسن
19/05/2005, 04:43 PM
أشكر لك سعة صدرك

أيها الصديق

وعمر من الشعراء المميزين

وقد حصل على عدة جوائز محلية وعربية

منها سعاد الصباح