هيثم سعد زيان
31/08/2007, 04:28 PM
تذكرْ و لا تنسَ أنْ تتذكرْ لقد قايضوكَ بطعنةِ خِنجرْ
تذكرْ! و لا تنسَ أنْ تتذكرْ فنفيكَ مِنْ كُلِّ شيءٍ تقرَّرْ
بقلبكَ يَجْثمُ شوكٌ ونارٌ و فِي مُقلتيْكَ السُّؤَالُ تحيَّرْ
فأنى لكَ اليومَ تصْبرُ دَهراً وأيُّوبُ، صَبْرُه وَلى وأدْبرْ
تذكرْ! لقدْ عَادَ طِفلكَ يحبُو و جسمُهُ باللغمِ سَهوًا تعَثرْ
فكيفَ لجسمِهِ يَعرِفُ لغما مدَاهُ مِنَ الطِفلِ حَتمًا لأكبَرْ
تذكرْ! فلا الطِفلُ يُحسنُ صُنعا ولا اللغمُ يسهو فلا يَتفجَّرْ
فهابيلُ أمْلى لقابيلَ أمْرًا مَفادُهُ إنَّ الغُرابَ سَيحفِرْ
لكمْ أَنْ تشُكوا بقولِ القتِيلِ لكُمْ أَنْ تغِيرُوا عَلى أيِّ مَعبَرْ
لكمْ أنْ تبيدُوا بَقايَا الترَابِ ولكِنَّ صِدْقَ الغرَابِ سَيَظهَرْ
تذكرْ! إذا كانَ فِكرُكَ حيا بأنَّكَ مَيتٌ إِذا لمْ تؤَثرْ
فثابرْ عَلى إِعتناقِ الأعالِي وَكُنْ مِثلَ نسْرٍ مَهيبٍ، مُظفرْْ
تذكرْ! فإنَّ التذكرَ زَادٌ لحَربُ البَسُوسِ صرَاعٌ مُدَبرْ
تأكدَ أَنَّ الجَميعَ تمَادَوا فغبْرَاءُ قَالتْ:" لَدَاحِسُ أَجْدَرْ
تذكرْ! سَنابلَ قمحِ تجَنتْ على سُنبلاتٍ بحُلمٍ تكرَّرْ
ولولاهُ يُوسُفُ مَا كنتَ تدْرِي هلِ السَّبعٌ خُضْرٌ أَمِ الكلُّ أخضرْ
وليسَ بأندلسٍ غيرُ " آهٍ " تشَيِّعُ مَجْدًا أَضَاعَهٌ " أَحْمَرْ"
ففي كلِّ يومٍ نشيعُ صَرْحا و بَعدَهُ في النَّفس فِكرُهُ يُثمِرْ
نُوَاجهُ غدْرَ الوُعودِ بحَزْمٍ و نعْلمُ أَنَّ الزَّمانَ سَيَثأَرْ
وفي كلِّ يَومٍ شُعوركَ يرنو إِلى سبأٍ كيْ يُعَانِقَ تدْمُرْ
فمَاذا عَنِ الوَعْدِ حِينَ يُنَادي ومَاذا عَنِ الصَّبرِ حِينَ يُزَمْجرْ
يذوبُ الحديدُ و تهْوِي الحُصونُ وكلُّ الأعاصيرِ حَتمًا سَتكسَرْ
سَلُوا إنْ ثمِلتمْ و أنتمْ حَيَارَى هلِ الخَمرُ عِندَ السّلاطينِ مُسكرْ
سلوا أهل يونس والحوت سرًّا هَلِ البَطنُ أظلمُ أم ظلمُ خَيبَر
سَلٌوا زوجَ لُوطٍ لِماذَا تَجنَّتْ ومَهمَا أَدنتمْ فحتمًا ستُنكِرْ
سَلُوا إِبنَ نُوحٍ هلِ الوقتُ يَكفِي لِيسطُو عَلَى قِمَّةٍ كَيْ يُعَمِّرْ
و فِرعونَ عَنْ زَوجِهِ حِينَ حَنَّتْ لِمُوسَى ، و مُوسَى عَدوٌّ مُقَدَّرْ
وماذا عنِ النملِ حينَ يُنادي حذارِ! جيوشُ سليمانَ تَعْبُرْ
سليمانُ يسمعُ قولاً حكيمًا فيبتسمُ القلبُ واللهَ يشكُرْ
سَلوا إخوَة ًعَنْ شجونِ أبيهِمْ أَعادُوا إِليهِ القمِيصَ فأبْصَرْ
سَلُوا نسْوَة ًعَنْ جَمَالٍ رأينَ فقطعْنَ أَيْدِيَهُنَّ بخِنجَرْ
إلامَ تدَغدِغُنَا الأمْنِياتُ ودَمْعُ القرابينِ لا شيءَ يذكرْ
تذكّرْ! إذا فاضَ جُرْحكَ يَومًا وفاحَ بقبْرِكَ مِسكٌ و عَنبَرْ
وأنتَ تعانِقُ نعْشَكَ حُرًّا ونعشكَ - مِثلكَ- يَزهُو و يَفخرْ
فأنتَ بحقِّ السَّماءِ شَهيدٌ يَرَى مَا تراهُ السَّماءُ وأَكثرْ
وَقفتَ عَلى القبرِ تتلو سَلامًا وحُزنكَ يَعظمُ والنّفسُ تصغرْ
تفتشُ تحْتَ الثرَى عَنْ حُسَامٍ عَنِيدٍ يُلاحِقُ فِي الرُّومِ قيْصَرْ
تمَنيتَ أنْ يَحتويكَ الحُسَامُ وأنْ يستفِيقَ بنفسِكَ عَنْترْ
ترَى مَجدَ مَاضٍ إليكَ مُسَاقا ويَشمُخُ عَدلُ السَّماءِ ويزْأرْ
فَكلًّ قنوعٌ بمِلكِ يدَيْهِ ولا شَاة َتنأى ولا ذِئبَ يَغدُرْ
تَمنَّيتَ مُلْكًا، سُليمانُ فيهِ وكَيفَ لِجِنٍّ لَديْهِ مُسَخَّرْ
وكَيفَ الرّياحُ تَرُوحُ وتَغْدُو بِأمْرِهِ طوْعًا ولا تَتَأخَّرْ
وداوودُ يَنْفُخُ فِي النَّايِ ذِكْرًا وكُلُّ الخَلائِقِ تَغْدو تُكَبِّرْ
تمَنيْتَ تحْلمُ بالزَّهْرِ يَهْفو وخبزِ الشَّعِيرِ ورَشفةِ زَعترْ
وحَولكَ تصْدَحُ شَتى الطُيورِ ونهْرُكَ يَجْرِي ولا يَتعَكرْ
وقرْبَكَ تلعبُ "هِنْدٌ ولَيلَى" ويَجْلِسُ جَنبَكَ "زَيدٌ وجعْفرْ"
ويَحرُسُكَ البَدْرُ حِينَ تنامُ وتصحُو وشَمْسُكَ لمْ تتغيرْ
وأنتَ كَأنكَ شِبْلٌ بأَمْسٍ فطوْرًا تناغِي وطوْرًا تكشّرْ
أتذكرُ كيفَ تنوحُ الشمُوعُ ويسْرِقُ حُلمَكَ ليْلٌ وعَسكرْ
وأنتَ ببَيْتكَ تأوِي صِغارًا وزوجًا ترِيدُكَ أنْ تتحَرَّرْ
ويَشْغلُ بَالكَ حُزْنُ الأهَالِي وبعضُ الأمانِي يَغِيبُ ويَحْضُرْ
هلِ المَرْءُ حرٌٌّ بملْءِ يدَيهِ أمِ المَرْءُ حُرٌّ بفكرٍ وأَسْطُرْ
هلِ اليَاسَمِينُ مُجرّدُ زَهرٍ يفوحُ بلَيْلٍ وفِي الصُّبْحِ يُؤْسرْ
تذكرْ! و لا تنسَ أنْ تتذكرْ بَكى الطفلُ منفاهُ حَتى تبخَّرْ
تذكرْ! و لا تنسَ أنْ تتذكرْ فنفيكَ مِنْ كُلِّ شيءٍ تقرَّرْ
بقلبكَ يَجْثمُ شوكٌ ونارٌ و فِي مُقلتيْكَ السُّؤَالُ تحيَّرْ
فأنى لكَ اليومَ تصْبرُ دَهراً وأيُّوبُ، صَبْرُه وَلى وأدْبرْ
تذكرْ! لقدْ عَادَ طِفلكَ يحبُو و جسمُهُ باللغمِ سَهوًا تعَثرْ
فكيفَ لجسمِهِ يَعرِفُ لغما مدَاهُ مِنَ الطِفلِ حَتمًا لأكبَرْ
تذكرْ! فلا الطِفلُ يُحسنُ صُنعا ولا اللغمُ يسهو فلا يَتفجَّرْ
فهابيلُ أمْلى لقابيلَ أمْرًا مَفادُهُ إنَّ الغُرابَ سَيحفِرْ
لكمْ أَنْ تشُكوا بقولِ القتِيلِ لكُمْ أَنْ تغِيرُوا عَلى أيِّ مَعبَرْ
لكمْ أنْ تبيدُوا بَقايَا الترَابِ ولكِنَّ صِدْقَ الغرَابِ سَيَظهَرْ
تذكرْ! إذا كانَ فِكرُكَ حيا بأنَّكَ مَيتٌ إِذا لمْ تؤَثرْ
فثابرْ عَلى إِعتناقِ الأعالِي وَكُنْ مِثلَ نسْرٍ مَهيبٍ، مُظفرْْ
تذكرْ! فإنَّ التذكرَ زَادٌ لحَربُ البَسُوسِ صرَاعٌ مُدَبرْ
تأكدَ أَنَّ الجَميعَ تمَادَوا فغبْرَاءُ قَالتْ:" لَدَاحِسُ أَجْدَرْ
تذكرْ! سَنابلَ قمحِ تجَنتْ على سُنبلاتٍ بحُلمٍ تكرَّرْ
ولولاهُ يُوسُفُ مَا كنتَ تدْرِي هلِ السَّبعٌ خُضْرٌ أَمِ الكلُّ أخضرْ
وليسَ بأندلسٍ غيرُ " آهٍ " تشَيِّعُ مَجْدًا أَضَاعَهٌ " أَحْمَرْ"
ففي كلِّ يومٍ نشيعُ صَرْحا و بَعدَهُ في النَّفس فِكرُهُ يُثمِرْ
نُوَاجهُ غدْرَ الوُعودِ بحَزْمٍ و نعْلمُ أَنَّ الزَّمانَ سَيَثأَرْ
وفي كلِّ يَومٍ شُعوركَ يرنو إِلى سبأٍ كيْ يُعَانِقَ تدْمُرْ
فمَاذا عَنِ الوَعْدِ حِينَ يُنَادي ومَاذا عَنِ الصَّبرِ حِينَ يُزَمْجرْ
يذوبُ الحديدُ و تهْوِي الحُصونُ وكلُّ الأعاصيرِ حَتمًا سَتكسَرْ
سَلُوا إنْ ثمِلتمْ و أنتمْ حَيَارَى هلِ الخَمرُ عِندَ السّلاطينِ مُسكرْ
سلوا أهل يونس والحوت سرًّا هَلِ البَطنُ أظلمُ أم ظلمُ خَيبَر
سَلٌوا زوجَ لُوطٍ لِماذَا تَجنَّتْ ومَهمَا أَدنتمْ فحتمًا ستُنكِرْ
سَلُوا إِبنَ نُوحٍ هلِ الوقتُ يَكفِي لِيسطُو عَلَى قِمَّةٍ كَيْ يُعَمِّرْ
و فِرعونَ عَنْ زَوجِهِ حِينَ حَنَّتْ لِمُوسَى ، و مُوسَى عَدوٌّ مُقَدَّرْ
وماذا عنِ النملِ حينَ يُنادي حذارِ! جيوشُ سليمانَ تَعْبُرْ
سليمانُ يسمعُ قولاً حكيمًا فيبتسمُ القلبُ واللهَ يشكُرْ
سَلوا إخوَة ًعَنْ شجونِ أبيهِمْ أَعادُوا إِليهِ القمِيصَ فأبْصَرْ
سَلُوا نسْوَة ًعَنْ جَمَالٍ رأينَ فقطعْنَ أَيْدِيَهُنَّ بخِنجَرْ
إلامَ تدَغدِغُنَا الأمْنِياتُ ودَمْعُ القرابينِ لا شيءَ يذكرْ
تذكّرْ! إذا فاضَ جُرْحكَ يَومًا وفاحَ بقبْرِكَ مِسكٌ و عَنبَرْ
وأنتَ تعانِقُ نعْشَكَ حُرًّا ونعشكَ - مِثلكَ- يَزهُو و يَفخرْ
فأنتَ بحقِّ السَّماءِ شَهيدٌ يَرَى مَا تراهُ السَّماءُ وأَكثرْ
وَقفتَ عَلى القبرِ تتلو سَلامًا وحُزنكَ يَعظمُ والنّفسُ تصغرْ
تفتشُ تحْتَ الثرَى عَنْ حُسَامٍ عَنِيدٍ يُلاحِقُ فِي الرُّومِ قيْصَرْ
تمَنيتَ أنْ يَحتويكَ الحُسَامُ وأنْ يستفِيقَ بنفسِكَ عَنْترْ
ترَى مَجدَ مَاضٍ إليكَ مُسَاقا ويَشمُخُ عَدلُ السَّماءِ ويزْأرْ
فَكلًّ قنوعٌ بمِلكِ يدَيْهِ ولا شَاة َتنأى ولا ذِئبَ يَغدُرْ
تَمنَّيتَ مُلْكًا، سُليمانُ فيهِ وكَيفَ لِجِنٍّ لَديْهِ مُسَخَّرْ
وكَيفَ الرّياحُ تَرُوحُ وتَغْدُو بِأمْرِهِ طوْعًا ولا تَتَأخَّرْ
وداوودُ يَنْفُخُ فِي النَّايِ ذِكْرًا وكُلُّ الخَلائِقِ تَغْدو تُكَبِّرْ
تمَنيْتَ تحْلمُ بالزَّهْرِ يَهْفو وخبزِ الشَّعِيرِ ورَشفةِ زَعترْ
وحَولكَ تصْدَحُ شَتى الطُيورِ ونهْرُكَ يَجْرِي ولا يَتعَكرْ
وقرْبَكَ تلعبُ "هِنْدٌ ولَيلَى" ويَجْلِسُ جَنبَكَ "زَيدٌ وجعْفرْ"
ويَحرُسُكَ البَدْرُ حِينَ تنامُ وتصحُو وشَمْسُكَ لمْ تتغيرْ
وأنتَ كَأنكَ شِبْلٌ بأَمْسٍ فطوْرًا تناغِي وطوْرًا تكشّرْ
أتذكرُ كيفَ تنوحُ الشمُوعُ ويسْرِقُ حُلمَكَ ليْلٌ وعَسكرْ
وأنتَ ببَيْتكَ تأوِي صِغارًا وزوجًا ترِيدُكَ أنْ تتحَرَّرْ
ويَشْغلُ بَالكَ حُزْنُ الأهَالِي وبعضُ الأمانِي يَغِيبُ ويَحْضُرْ
هلِ المَرْءُ حرٌٌّ بملْءِ يدَيهِ أمِ المَرْءُ حُرٌّ بفكرٍ وأَسْطُرْ
هلِ اليَاسَمِينُ مُجرّدُ زَهرٍ يفوحُ بلَيْلٍ وفِي الصُّبْحِ يُؤْسرْ
تذكرْ! و لا تنسَ أنْ تتذكرْ بَكى الطفلُ منفاهُ حَتى تبخَّرْ