المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأخ الكريم تيسير الناشف يحدثنا عن أول رسالة خطها على الورق ...



أبو شامة المغربي
22/08/2007, 09:49 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حديث عن الرسالة الخطية
تيسير الناشف
إذا ما دعونا الأخ الكريم تيسير إلى أن يحدثنا، قدر الإمكان، عن أول رسالة خطها على الورق، وعن آخر عهده بكتابة الرسائل بخط اليد، وعما يحتفظ به من ذكريات جميلة حول كتابة الرسائل الخطية عموما، فيا ترى ما عساه يحدثنا به في هذا الشأن؟
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
تيسير الناشف
يتحدث إلى أهل المربد الكرام
عن الرسالة الخطية
http://www.lesgifsa-bijou.com/divers/chandelles/vela2.gif
في انتظار الحديث
http://gallery.7oob.net/data/media/19/y3.gif
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

د. تيسير الناشف
14/10/2007, 09:20 PM
الأخ السيد أبو شامة المغربي أدامه الله

سلامات وتحيات،

جعله الله تعالى عيد فطر مباركا، وأعاده الله على العرب والمسلمين وهم في اليمن والسلامة والطمأنينة.

أشكرك على دعوتك إياي إلى الكتابة عن الرسالة الخطية. وكما ترى لم أبدأ بالكتابة. أنا الآن بصدد الإعداد لبحث سأقدمه بعد أسبوعين تقريبا في مدينة نيو أورلينز بولاية لويزيانا ولبحث سأقدمه في مدينة أورلندو بولاية فلوريدا، ويتناول البحثان موضوع العوامل التي تمنع أو تبطئ تحقيق التنمية في البلدان النامية خصوصا.

وأعتز بدعوتك الكريمة هذه وسأبدأ بالكتابة حين أشعر بأنني مهيؤ لذلك،

مع المودة والمحبة.

تيسير الناشف
أستاذ مرافق، كلية ميرسر، نيو جيرزي

أبو شامة المغربي
15/10/2007, 12:55 AM
http://www.lesgifsa-bijou.com/divers/chandelles/vela2.gif
http://gallery.7oob.net/data/media/19/y3.gif
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

د. تيسير الناشف
24/11/2007, 10:26 PM
هذا الحديث عن المداد ومصاحبته غير كامل. ولإحياء الذكريات من السليم نبش تجاعيد الذاكرة.

برؤيتي الآن للمِداد الأسود أو الأزرق في المِحبرة ذات القاعدة العريضة والجوانب المثلثة أو المربعة أعود طوعا بشوق دافق إلى سنوات اليفاعة التي كانت فيها الأصابع معتادة على غمس الريشة المعدنية الصفراء اللون واللامعة في هذا المداد. ما انفك أشعر أن رائحة المداد القوية تعبق في أنفي.

لقد جعلت القطرة أو القطرات الصغيرة التي كان رأس الريشة المدبب الكالح اللون ينقلها من المحبرة إلى الورق عملية الكتابة أبطأ. لا بد من أن أعصاب اليد والساعد والذراع كانت مضغوطة من التكرار السريع لنقل الريشة لغمسها في المداد الراكد في المحبرة ثم العودة بالأصابع بها إلى الورقة. ولعل الوقت الذي كان تكرار هذا الغمس يتيحه أعطاني فرصة أطول للتفكير والتأمل في ما كنت أخطه على الورقة التي يتفشى فيها الحبر بسرعة كبيرة أو قليلة ، فيطغي الحبر المتفشي بجرأة وثقة وعزم على بعض الكلمات القريبة المخطوطة.

كان اللمعان القوي للريشة الطويلة يبهر العينين أحيانا. لقد اعتدت على ذلك اللمعان الطاغي. وتوصلت بعد لأي، كما أذكر، طريقة لتفادي انبهار النظر. حال وصول الريشة وهي في يدي إلى مكان بين المحبرة والورق فيه تنعكس أشعة الشمس أو ضوء القنديل الباهت المتغذي بالنفط على الريشة فترتد إلى العينين -- في هذه الحالة كنت أحرك رأسي صوب زاوية أقدَرها تقديرا لتفادي الضوء المنعكس الباهر.

تلك الريشة المعدنية الصفراء التي تحول لونها بفعل جفاف المداد عليها والمحبرة على الطاولة المكسوة بغطاء جبال سورية ولبنان وفلسطين تذكرانني بشجر الرمان والعناب الذي كان ماثلا في حاكورة المنزل الذي ولدت فيه والذي يؤدي إلى طريق أراضينا المزروعة بحمضيات الوطن الحبيب وأعنابه وزيتونه الخالد.

وتلك الريشة والمحبرة تعيدان بنشاط إلى الذاكرة صورة والدي وهو يحمل الإبريق المملوء بالماء متوجها إلى المصطبة المرتفعة للوضوء تمهيدا لإقامة الصلاة.

تلك الريشة والمحبرة تعيدان بثقة إلى ذاكرتي صوت أمي بعيد رفع أذان الفجر، مبتهلة في هدأة الليل العميقة إلى الله القدير أن يوفق أبناءها وبناتها، وأن يكمل الحياة بالستر.

أتوق إلى الأيام التي كنت فيها أخلو إلى نفسي وأمسك بالريشة لأخط كلمات تحمل معاني ومشاعر تجيش في النفس. تلك الأيام تنتمي إلى الأيام التي يطيب لنا بحق أن نسميها الأيام الطيبة الخالية من وجع الرأس من ازدحام شواغل وقضايا العصر الحاضر وليس العصر المتحضر.

أيامها كان والدي، الذي نشأ على وضع حطة واعتمار العقال، يحدثنا، أنا وأخوتي وأخواتي، بألم وحسرة عن الجند الأتراك الذين رآهم والدي وهو في سن اليفاعة عند نهاية الحرب العالمية الأولى، والعطش والجوع ينهشان وجوههم وصحتهم وهمتهم ويجعلان مفاومتهم للجند البريطانيين المتقدمين من ناحية العريش وغزة أقل فعالية. وأشعر كأنني لا أريد أن أخط تلك القصص التاريخية التي يحملها كثيرون إلا بالريشة المغموسة في المداد الأسود. نعم، كان ذلك المداد يتفشى، ولكن كانت ورقة تجفيف المداد التي كانت في متناول اليد إلى جانب المحبرة تقف بالمرصاد لأي مداد قد ينزع إلى التفشي والامتداد والتوسع إلى ما حولها فتصد تلك الورقة ذلك التوسع والاحتلال.

مع مودتي.

تيسير الناشف

أبو شامة المغربي
28/11/2007, 03:17 PM
http://gallery.7oob.net/data/media/19/y3.gif
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com