المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عن كتاب المعانقات لـ إدواردو غليانو، ترجمة:أسامة اسبر



مريم احمد
21/08/2007, 06:14 PM
http://www.maktoobblog.com/user_files/basmafathi/images/94289.gif

عن كتاب المعانقات لـ إدواردو غليانو، ترجمة:أسامة اسبر

نافذة على الأسئلة:

صوفيا أوبالسكي متقدمة في السن جدا، لا أحد يعرف كم عمرها، ومن يعرف إن كانت تعرف. لديها ساق واحدة وتتحرك على كرسي مدولب. كلاهما مهترئ، هي والكرسي. براغي الكرسي مرتخية، وكذلك براغيها.
حين تسقط، أو حين تقلب الكرسي، تسحب صوفيا نفسها بقدر ما تستطيع إلى الهاتف وتدق الرقم الوحيد الذي تتذكره. وتسأل، من نهاية الزمن: "من أنا؟"

بعيداً عن صوفيا، في بلاد أخرى، هناك لوثيا هيريرا، التي ولدت منذ ثلاث أو أربع سنوات. تسأل لوثيا من بداية الزمن: "ماذا أريد؟"

العالم.

صعد رجل من بلدة نيغوا، الواقعة على الساحل الكولومبي، إلى السماء. حين عاد وصف رحلته، وروى كيف تأمل الحياة البشرية من مكان مرتفع. قال: نحن بحرٌ من ألسنةِ اللهب الصغيرة.
أضاف: العالم كومةُ من البشر، بحر من ألسنة اللهب الصغيرة.
كل شخص يشع بضوئه الخاص وليس هناك لسانا لهب متشابهان. ثمة ألسنة لهب كبيرة وأخرى صغيرة من جميع الألوان. ألسنة لهب بعض البشر هادئة بحيث لا تتأجج حين تهب الريح، بينما يمتلك آخرون ألسنة لهب وحشية تملأ الجو بالشرار. بعض ألسنة اللهب الغبية لا تحرق ولا تضيء، لكن ثمة أخرى تفيض بلهب الحياةب حيث أنك لا تستطيع أن تنظر إليها دون أن ترف عيناك، وإذا اقتربت منها تضيئك.


العنب والخمر.


على فراش الموت، تحدث رجل يعمل في الكروم في إذن مرسليا. قبل أن يموت كشف السر هامساً:
"إن العنب مصنوع من الخمر."
هذا ما روته لي مارسيلا بيريث-سيلبا، وبعدها فكرتُ: إذا كان العنب مصنوعاً من الخمر، فربما نكون الكلمات التي تروي من نحن.



فن للأطفال.



كانت تجلس على كرسي مرتفع أمام صحن من الحساء على مستوى العين. أنفها مجعد، أسنانها محكمة الإغلاق، وذراعاها متصالبتان، توسلت الأم من أجل المساعدة:
قالت متوسلة: "أحك لها حكاية يا أونيليو، أنت الكاتب، اروِلها حكاية."
ملوِّحاً بملعقة الحساء بدأ أونيليو خورخي كاردوسو قصته:
"مرة كان هناك طائر لم يرد أن يتناول عشاءه، أحكم الطائر إغلاق منقاره، وقالت له أمه:ستكون دائما طائراً صغيرا إن لم تأكل النني. لكن الطائر لم ينتبه إلى أمه ولم يفتح منقاره..."
عندئذ انفجرت الطفلة:
يا له من طائر حقير!"