المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعوب على طبق من ذهب ..؟؟؟؟؟



بوزيان حجوط
16/08/2007, 05:47 PM
مقالات ساخرة : شعوب على طبــق من ذهـب !!؟؟

بقلم : بوزيان حجـــوط
Hajjout.maktooblog.com
- إنهم يقدمون الوطن لكل من هب ودب ..!!؟؟-

... إهتزت عروش عديدة ، وسقطت أخرى ..فيما العالم يغير جلده شرقا وغربا كل لحظة ودقيقة ! اختفى جدار برلين بالمرة !! وأصبح في خبر كان ...تلاشى في لحظات وجيزة . جاءت العولمة بكل صخبها وشرورها ومفاتنها التي لاتحصى ،انهارت جل الإيدلوجيات عن بكرة أبيها ..وهبت رياح عديدة ، تحولات كبرى ومذهلة من الجهات الأربع . حتى طبقة الأوزون لم تسلم من التغير العارم الذي يجتاح العالم فاتسعت فجوته أكثر ! كل شيء يأتي على الأخضر واليابس قدما ، تسقط نظريات الحدود الإقليمية إلى غير رجعة، تسقط هذه الحدود في البر والبحر معا ! وخريطة الجينوم البشري عبرت بالإنسان الآف السنين الضوئية . جغرافية عالمنا في تحولات مثيرة وبقفزات مذهلة، حالة تشبه كوابيس كافكا ، أو أحلام اليقظة و..
فقط نحن ، لانريد أن يشملنا هذا التحول والتغير الإيجابي ، أو بالأحرى حكوماتنا العربية تراها ملء العين تضرب ارقاما قياسية في نومها الديناصوري على كراسي سلطة القرار .. كل شيء هنا كما هو ...!! منذ الآف القرون الخوالي ، والغابرة مع اكسسوارات مستحدثة لاأقل ..ذلك لايثيرها بالمرة ، وذلك على حد زعمهم –أضغاث أحلام ليس إلا ..
أجيال تمضي ، وأخرى تأتي ، ولاجديد في الأفق ، في أفقنا الديموقراطي . نفس الكوارث بصيغ متجددة،التضحم المالي ، اتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء ، نسبة الأميةالتي تفوق كل تصور ، ونسب التخلف الإجتماعي الكارثي....نفس الوجوه ، والبطون الشرهة ، والمنتفخة ، نفس روائح – طاجين الفساد السيلسي -، نفس الأساليب التقليدية مع عصرنتها لتكون أكثر فتكا وإيلاما لاأقل !وهذه المرة بقفزات حريرية ناعمة جدا في كيفية – سلخ جلد المواطن ديموقراطيا - !!؟ . الزمن ومقولة التاريخ تتوقف عندنا ، تتجمد بقدرة قادر ! نهاية التاريخ التي نادى بها فوكوياما أصبحت مثيرة للسخرية والإشفاق حتى؟ في قواميسنا العربية ، الزمن يتوقف بأثر رجعي ، وعقارب الساعة تهرول إلى الخلف قدما !؟؟.وخلافا لعقارب ساعات العالم أجمع !! صدقوني إنني لاأهذي ، ولا أدعي رؤية المستقبل ، ولا أملك بصيرة رجل مؤمن . ولكني لآأبالغ إن قلت أني أرى كوارث وشيكة الوقوع مرمى البصر، وأملك كذلك فائضا من الحزن والغضب مما يجعلني باستمرار أراقب أمتي داعيا أن تصحو قبل فوات الأوان .
نفس الشخير يعلو ، نفس الأماني الجوفاء .. في الوحدة العربية من المحيط إلى الخليج !والديموقراطية الحقة والشاملة !!والعدالة للجميع لافرق بين عبيد وأسياد ،وبين كوخ مهترىء وقصر باذخ !! وقس على ذلك في التنمية والحرية والتقدم ..نفس المقولات .. نعم للعروبة القحة التي لايأتيها الباطل والحق ولا ...!! نعم للقومية المظفرة ، ومشاريع أوهام التحرر الإقتصادي والتأميم ، والإستقلال الوطني و...و... ؟!.نفس المقولات تتكرر ، بسيناريوهات تحفظ على ظهر قلب –قوالب وحيل الماكرين والميكافيليين ، وتستخدم جيشا من الهواة والمحترفين وأشباه المحترفين في الصيد في المياه العكرة جدا هذه الأيام على طول جغرافية – هذا الخلاء الرحب – عفوا عالمنا العربي .باسم أصول اللعبة الديموقراطية ، وتقنيات المسرح السياسي (لاحظ عزيزي القاريء ، استخدام كلمة لعبة ديموقراطية ..في أعراف وقواميس حياتنا السياسية العربية بدون استثاء ) إلعب...يالها من معنى للدموقراطية الحقة !!؟؟ أي يكفي أن نلهو ونمرح ، ونلعب ، ونصول ونجول و...و هي جوهر ديموقراطيتنا هاته .
حروب داحس مضت، وإن كانت بعض زوابعه لم تنقشع ولم تنته بعد ببلادنا العربية الأبية !!؟ ، وفتن القبائل الغابرة نكاد نسمع بعض صخبها المريع الآن، وحروب التجذيف و الزندقة . وتكالب ملوك الطوائف لتقديم فروض الطاعة المجانية والعمياء للأجنبي الأشقر ، والسير في ركابه طولا وعرضا !! ويقدمون لهم عن طيب خاطر مفاتيح أوطانهم على طبق من ذهب !! نفس الطينة ذاتها إلا أنهم هذه المرة يلبسون –سراويل جينز – ويشربون كوكا كولا ، ويملكون أرصدة لاتخطر على البال في بنوك سويسرا . نفس العقليات تراها تهرول صباح مساء نحو مشارف البيت الأبيض المقدس ! يقدمون – العطايا وريع الوطن – هدية بسيطة لمعالي السيد الأشقر الإمريكي المهاب ،نفس نفس الصورة إلا أنها هذه المرة مطعمة بالألوان المزركشة ، بألوان رقمية مبهرة ، وبأسماء مختلفة باسم التقارب والحضارة، والعيش المشترك .
نفس السقوط المدوي ،نفس المطالب القديمة الجديدة ، نفس التبيعة والولاء الجبان ، ونفس مضامين قصة الثيران الثلاثة!! التي لم تعد تثير أحدا, رغم بلاغتها ورمزيتها العميقة ،وكيف تكفل روح وجوهر التضامن والتكافل ، والحفاظ على مقومات الأمة ، وصولا لصيانة مفهوم الأمن القومي حتى . قصة الثيران لم تعد صالحة بالمرة في عصرنا ، هكذا يقول الساسة المحنكون بين قوسين ..!
ماذا اسمع اللحظـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــة !!!!!؟؟؟؟؟
ألا تسمعون شيئا !؟ إني أسمع شخيرا مميزا هذه المرة ... شخيرا من النوع الممتاز !! شخيرا عاليا ، هاهو يعلو مثلما كان في الماضي القريب والبعيد .. إنه أسمعه الآن بوضوح شديد!! يعلو أكثر يضرب أطنابه على امتداد جغرافية هذا –الخلاء الرحب – عفوا أقصد هذا العالم العربي !! أو بالأحرى هذه الجموع التي تسكن بهذه المناطق دون هدى !! إنه شخير قومي جدا !! عربي قح جدا !!؟ لايبقي ولايضر !! إنه شخيرنا العالي الذي لايشق له غبار ......!؟ أدركوا القطار .. وإلا لن تجدوا مقعدا لكي تعيشوا فوق هذه الكرة الأرضية بعد الآن .... بعدما يكون العالم قد استوطن زحل والمريخ والمشتري ،والقمر حتى . وبالتالي لم تعد الأرض صالحة للبقاء والعيش| فيها بعد 100عام من الآن ....اللهم فاشهد،أني قد بلغت ؟؟.
-------
الكاتب : مبدع من المغرب