المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة : عراك



د.مصطفى عطية جمعة
03/08/2007, 01:28 PM
قصة قصيرة : عِــــــــــراك د. مصطفى عطية جمعة
بسطتْ طرحتها على حجرها ، سوّتْ بأصابعها نتوءات شعرها ،دبيب الصداع مع تسلط أشـعة الظهيرة ،آليتهافي المناداة على " الشمام و العنب " . تصرخ في ابنها بدوي أن يوقظ أباه . يقدم الصغير ببطيخة تسيل احمرارًا على جلبابه المتسخ .
تثاؤب الأب ، سباب متقطع ، يده تمتد للقلة الساخنة المركونة فوق أحد الأقفاص بالدكان . ذراعاه في جلبابه المعلّق ، لاسته وطاقيته .. ، مناداته على امرأته ، تستقر محفظته المنتفخة في جيب الصديري،
ترسل له ورقة السندويشات ، إشارتها لبائع الشاي المتجوّل بصينيته .
قضماته ، ورشفاته ، وجنتاه المتهدلتان بفعل السهر والحشيش . نفخ بقرف نحو زوجنه .
* * * *
" أم وليد " العايقة ، تسكن وراء السوق ، زوجها في السعودية .سمسمة وجهها تبرز من طرحتها، وقد تعلّق ابنها بملاءتها وهو يمتص حبة مانجو .
تنقلت بين البائعات حتى أم بدوي ، بحلق فيها الزوج .
- بكم كيلو الشمام ؟
- نبيع بالحبة ، وليس بالكيلو .
- كل السوق يبيع بالكيلو ..
- أنا أبيع على كيفي ، أنتِ ولية …….
فردت أم وليد ملاءتها ، هبّتْ أم بدوي من وراء شمامها ، قبضتها على حديد الميزان . بدوي ممسكًا بوليد . بحلقة الزوج في غريمة زوجته .
زحمة السوق ، ركلات وشتائم و"شباشب" ، يتمزق كتف أم وليد . يختلط سائل البطيخ مع اصفرار المانجو . عيناه مثبتتان على الكتف المكشوف . يتداخل مبعدًا امرأته . تدفعه ، يده على قفاها ، تنقلب :
- يا واطي … ، أنا من فجرية ربنا ، وأنت آكل ، شارب ، نائم و …………. ، وراسم نفسك معلم بفلوسي .
هائج نحوها ، شلّحت ملابسها : - زهقتَ مني ؟
تناثر هرم الشمام ، صفعاته ، شتائمها . قالت إحدى البائعات : " كل أسبوع لهما عركة ".
* * * *
الليل ، أنفاس الحشيش في دكان مهجور ، ينفخ بزهق . تنفس الفجر ، يتمايل إلى دكان امرأته . موضعها بين الأقفاص ، يزيح ابنه . سباب مع لمسات الأيدي . " غير معقول أن أرجع بائعًا للثوم في السوق .." الاحتكاك المتقزز .

د.ألق الماضي
03/08/2007, 11:38 PM
قصصك منتزعة من الواقع ، بل إن ما قرأته منها يكاد يقف عند طبقة معينة من طبقات المجتمع وهي طبقات كانت ملهمة لجل القصاص والروائيين بثرائها ومخزونها الذي يتجدد دوما.
لحظت فيما قرأته أستاذي تحقق نظريتك (كتابة الحواس والإحساس)فهنا أحسسنا بالحواس جميعا تسهم في تشكيل النص وإن كان لحاسة السمع نصيب الأسد من تلك النصوص التي شرفت بقراءتها لك.
نصك يحمل رسالة ويصور نموذجا متفشيا في كثير من المجتمعات العربية.
سعدت بملامسة هذا الجمال...

د.مصطفى عطية جمعة
06/08/2007, 11:38 PM
قصصك منتزعة من الواقع ، بل إن ما قرأته منها يكاد يقف عند طبقة معينة من طبقات المجتمع وهي طبقات كانت ملهمة لجل القصاص والروائيين بثرائها ومخزونها الذي يتجدد دوما.

لحظت فيما قرأته أستاذي تحقق نظريتك (كتابة الحواس والإحساس)فهنا أحسسنا بالحواس جميعا تسهم في تشكيل النص وإن كان لحاسة السمع نصيب الأسد من تلك النصوص التي شرفت بقراءتها لك.
نصك يحمل رسالة ويصور نموذجا متفشيا في كثير من المجتمعات العربية.

سعدت بملامسة هذا الجمال...


الأخت العزيزة الدكتورة ألق الماضي
أشكرك خالص الشكر على هذا الدأب في القراءة والاطلاع ، وكم أنا سعيد غاية السعادة بهذه المتابعة الدقيقة لكتاباتي المتواضعة ، وهي متابعة تنم عن ذوق مرهف ، وثقافة عالية .
لك تقديري لشخصك وقلمك .