المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصباح ديوجين.. وفلسفة البرميل



عشتار
23/04/2005, 09:13 PM
[align=center:07f2285757]My name is Diogenes,my nickname is dog.
Ferryman you bring the dead men
to the otherside of Hades,
bring me also, and if I did something
in my whole life,
it is that I relieved the human life
from any useless pride![/align:07f2285757]


يحكى أنه عاش في أثينا خلال القرن الثالث قبل الميلاد رجل اسمه ديوجين.. وكان يلقب ،نظراً لأسلوب حياته، بالـ ( Cynic) وهي كلمة إغريقية تعني بالإنكليزية (dog) أما معناها بالعربية فتستطيعون البحث عنه إن شئتم...
ومن هنا جاء اسم الاتجاه الفلسفي المعروف بالـ (Cynicism) أو الكلبية..


ذهب هذا الرجل يوماً إلى الفيلسوف اليوناني أنتيثينس (وهو أحد أتباع سقراط ) وطلب منه أن يقبل به كتلميذ.. فرفض الأستاذ.. وعندما ألح ديوجين بطلبه .. ضربه أنتيثينس بعصاه، فقال ديوجين:

"اضربني كما تشاء.. لكنك لن تجد أبداً عصاً أصلب من تصميمي على البقاء والاستماع لما تقوله.. طالما أنه يستحق الاستماع"...


وعندها أُعجب الأستاذ به وقبله بين تلامذته... ومنذ ذلك الوقت أُعتبر ديوجين أحد أهم الفلاسفة الكلبيين..


يؤمن هذا المذهب بمبدأ سقراط القائل بأن الفضيلة هي غاية الحياة وهي سر السعادة.. حيث عرّف الفضيلة بأنها المعرفة.. ثم كل من جاء بعده حاول الوصول لهذه الفضيلة كل على طريقته...
وكانت الكلبية هي أحد المدارس الثلاث التي تفرعت عن السقراطية ( الرواقية، الأبيقورية، الكلبية)


بالنسبة للكلبيين فقد كانوا يرون أن السعادة هي المقدرة على التخلي عن كل شيء.. وأنها تتحقق بالعيش وفقاً للطبيعة وعبر تحقيق الاكتفاء الذاتي بالاستغناء عن كل ما هو زائد عن الحاجة ..
طبعاً لا يعتبر المذهب الكلبي مدرسة فلسفية منظمة بكل معنى الكلمة وإنما كان طريقة حياة أكثر من كونه نظام فلسفي..


كانوا يرفضون كل ما هو سائد من أعراف وقوانين وعادات وتقاليد ولم تكن نظرة الناس إليهم تهمهم في شيء..


وكان ديوجين أشهر رواد هذا المذهب..وأكثرهم طرافة.. لأنه كان يطبق نظريته عملياً.. ليثبت للناس أن الفضيلة ليست مجرد نظريات فلسفية...


حيث لم يكن يملك أي شيء .. وكان معتاداً على ضبط النفس والتقشف الصارم معرضا نفسه إلى البرد والحر الشديدين.. فكان يرتدي عباءة خشنة ويحمل عصا ومحفظة صغيرة.. ويعيش في برميل!!


عُرِف بازدرائه للغنى وذمه لمظاهر الترف والإسراف والتبذير.. والاكتفاء بما يتفضل به الناس عليه من طعام..


كان يقول أنه فقط أولئك الذين اعتادوا على الحياة الناعمة.. سيشعرون بالتذمر عندما يجربوا العكس..
أما أولئك الذين اعتادوا على حياة خالية من المتع.. فيبدو أنهم يجدون متعة أكبر في ازدراء مباهج الحياة...
تماماً كما يجد المحب قيمة ومتعة أكبر في البعد عمن يحب!!






[align=center:07f2285757]مصباح ديوجين المضيء
أبحث عن رجل!![/align:07f2285757]

[align=center:07f2285757]http://www.w6w.net/users/23-04-2005/w6w_w6w_200504232135061320c4e62bf4.gif[/align:07f2285757]

يقال أن ديوجين كان طوال حياته يحمل مصباحاً مضيئاً ويتجول به نهاراً بحثاً عن (honest man)..

اعذروني فلم أجد بديلاً مناسباً لهذه الكلمة وعندما بحثت عنها في القاموس أعطاني كل هذه المعاني:

(شريف.. محترم.. فاضل.. أمين.. مستقيم.. صادق.. صريح.. مخلص.. متواضع.. بسيط.. بريء)

فلم أعرف كيف يمكن أن تجتمع كل هذه المعاني في رجل واحد!!!

ولهذا عذرت ديوجين الذي لم يستطع أن يعثر بين شعبه على هذا الـ (أونست مان) ..فكيف له أن يجد رجلاً لم أجده حتى في قاموس!!

(ملاحظة: الرجل هنا يُقصد بها الإنسان بشكل عام)

[align=left:07f2285757]How sad indeed! In vain I have searched among you for a human being, true human being, but have only found rascals and scoundrels.[/align:07f2285757]


والآن أصبح مصباح ديوجين .. مصباح الحكمة.. و رمزاً للبحث عن الحقيقة..

ويبدو أن كل المثقفين العرب يحملون مصباح ديوجين!!

فعندما حاولت البحث عن ما يمكن أن يكون قد كُتب عن ديوجين في الصفحات العربية.. فوجئت أن الجميع يقول ( أنا أحمل مصباح ديوجين) بحثاً عن شيء ما!!!



أما بالنسبة لديوجين فيبدو أنه لم يكن يبحث عن شيء (يعرف مسبقاً أنه لن يجده) بقدر ما كان يحاول خلال هذا البحث أن يكشف الناس على حقيقتهم.. فكان يلجأ للسخرية والتهكم ليفضح طبائع البشر وسلوكهم...

بمعنى أنه كان: a sneering fault-finder





[align=center:07f2285757]بعض أقواله[/align:07f2285757]





سُئِل مرة: هل الموت شر؟

أجاب: كيف يمكن أن يكون شر .. ونحن لا نشعر به عندما يكون بيننا!!



وعندما قال أحدهم بأن الحياة هي الشر..

قال: ليست الحياة .. وإنما ممارستها بشكل خاطىء!!




سأله أحدهم: لماذا تدرس الفلسفة؟؟

فأجاب: ما أهمية أن تعيش.. إن لم تتعلم كيف تعيش بشكل جيد!!




رأى ذات مرة شاباً متأنقاً بشكل مبالغ به فقال:

هو حمقٌ للرجال.. وسذاجةٌ للنساء...




سُئِل مرة: لماذا يتصدق الناس على المتسولين ولا يفعلون ذلك مع الفلاسفة؟؟

قال: الناس تتصدق على المتسولين لأنهم يخشون أن يصبحوا مثلهم..

لكن لا أحد يتوقع أنه سيصبح فيلسوفاً يوماً ما!!!




سأل يوماً بخيلاً شيئاً من الطعام..

فقال له البخيل: سأعطيك لو استطعت إقناعي

فقال ديوجين: لو كنت أستطيع إقناعك .. لأقنعتك بشنق نفسك!!




ذات مرة كان مسافراً فأمسك به قطاع الطرق وساقوه إلى سوق النخاسة لبيعه كعبد.. وعندما سألوه:

ماذا بإمكانك أن تفعل؟؟

قال: أحكم الرجال.. بيعوني لمن يريد سيداً له!!

وعندما سمعه أحدهم.. أخذه إلى بيته وجعله معلماً لأولاده...



يبدو أن هذه الحادثة قد تركت أثراً واضحاً في نفس المواطن العربي.. حيث يستخدمها الكاتب العربي في مقالاته السياسية.. إذ يرى في ديوجبن صورة للحاكم العربي أو الغربي (لا فرق).. الذي مازال يصرخ فينا قائلاً: من يشتري له سيداً؟؟

والغريب أنه مازال يجد من يشتريه!!! رغم أنه لم يعد يحمل مصباح الحكمة!!!






[align=center:07f2285757]ديوجين وأفلاطون[/align:07f2285757]




كانت هناك عدواة بين أفلاطون وديوجين..

حيث كان أفلاطون يمجّد المدينة الفاضلة وحكامها.. وكان يرفض أي نوع من الآداب والفنون إن لم يتغنوا بالحاكم والمدينة الفاضلة...

أما ديوجين فقد كان يرفض كل هذه المظاهر الكاذبة وكان يسخر من المدينة الفاضلة وينقد قوانين المجتمع والحضارة السائدة وكان يعبّر عن رفضه هذا عملياً بأسلوب حياته..




ذات مرة رآه أفلاطون يغسل الخس ( كان يفعل ذلك للحصول على لقمة عيشه)

فقال له أفلاطون: لو توددت للحاكم لما اضطررت لهذا العمل..

أجابه ديوجين: لو غسلت أنت الخس.. لما اضطررت لتملق الحاكم!!!




نعت أفلاطون مرة ديوجين بالـ ( dog) ..

فأجابه ديوجين: هذا صحيح... لأنني دائماً أعود إلى أولئك الذين يبيعونني!!!



كان ديوجين يقول عن محاضرات أفلاطون بأنها إضاعة للوقت..

وذات مرة كان أفلاطون يحاضر بين طلابه ويعرّف الإنسان بـ (حيوان بلا ريش ويمشي على قدمين )
فدخل ديوجين حاملاً بيده (صوص) وقال:

انظروا.. ها هو إنسان أفلاطون!!!



كان ديوجين يأكل تيناً مجففاً فرآه أفلاطون فسمح له أن يشاركه بها.. فتقدم أفلاطون وأكل التين..
فقال ديوجين: قلت لك أن تشاركني به لا أن تأكله كله!!






[align=center:07f2285757]ديوجين والإسكندر الكبير[/align:07f2285757]
[align=center:07f2285757]
http://www.w6w.net/users/23-04-2005/w6w_w6w_20050423213730132031c702f5.gif[/align:07f2285757]

يقال أن الاسكندر الكبير( ملك مقدونيا وأحد عباقرة الحرب في كل العصور) مر يوماً بديوجين فوجده جالساً في برميله يستحم بأشعة الشمس، فوقف الاسكندر أمامه قائلاً:


- أنا الملك الإسكندر الكبير..


- وأنا ديوجين الكلبي..


- ألست خائفاً مني؟؟


- هل أنت رجل صالح أم شرير؟؟


- بل أنا رجل صالح..


- ومن يخاف من الصالح إذاً!!



ثم سأله الاسكندر: هل تعيش في هذا البرميل فقط لكي تلفت انتباه الناس وإعجابهم بك؟؟؟


قال ديوجين: وهل فعلاً تريد أنت فتح بلاد فارس وتوحيد كل بلاد الإغريق.. أم تفعل ذلك فقط لتنال الإعجاب؟؟؟


ابتسم الاسكندر وقال: هذا برميل مليء بالحكمة..


فقال ديوجين: أتمنى لو كان لدي بدل هذا البرميل المليء بالحكمة.. نقطة واحدة من الحظ الجيد..


للحكمة طعم مر.. وأحياناً تودي بك إلى الهلاك.. بينما الحظ يفتح لك أبواباً ويحقق لك سعادة ما كنت تحلم بها!!!


أعجب الإسكندر.. الذي يعرف جيداً معنى الحظ.. بكلام ديوجين ، ثم أخبره أن يطلب منه ما يشاء ليلبيه له..


فأجابه ديوجين بهدوء : أريد منك شيئاً واحداً...


إنك الآن تقف أمامي وتحجب عني أشعة الشمس..


لذا لا تحرمني من الشيء الوحيد الذي لا تستطيع منحي إياه...


لا تحجب شمسي بظلك!!





وينقل عن الاسكندر الكبير أنه قال: لو لم أكن الاسكندر الكبير.. لتمنيت أن أكون ديوجين..


كما يقال أنهما ماتا في نفس اليوم.. ديوجين عن عمر يناهز التسعين والاسكندر عن عمر لا يتجاوز الثلاثة والثلاثين...


حيث قرر ديوجين ذات يوم أن يتوقف عن التنفس ويمنع الهواء من الدخول إلى رئتيه.. ربما اقتنع يومها أنه لا جدوى من البحث!!!



ترى.. خلال جلوسه في ذلك البرميل وتجوله مع ذلك القنديل.. هل كان ديوجين يرى ما لم يستطع رؤيته الآخرين!!!





[align=left:07f2285757]THE OLD PHILOSOPHER FROM SINOPE IS GONE
HE DOES NOT EXIST ANYMORE
HE WAS FAMEST FOR HIS WAY OF LIVING AND TEACHING
HE ALLWAYS CARRIED A STICK AND WORE A WORNOUT ROBE
HE LIVED IN THE COUNTRY SIDE BECAUSE HOUSES COULD NOT HAVE ROOM
FOR HIS FREEDOM
HE KEPT LIPS FIERCLY CLOSED HE STOPPED BREATHING AND DIE
I THINK THAT IT IS FAIR THAT HIS NAME WAS DIOGENES
HE WAS A SEED OF DIAS (ZEUS) THE FATHER OF ALL GODS
HE WAS: ONE PROUD - HEAVENLY DOG [/align:07f2285757]




جمع وإعداد: عشتار/ophelia