المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قال الشيخ (قصة قصيرة)



نهي رجب محمد
29/07/2007, 08:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

بعد التحية، أرسل إليكم بأول مشاركاتي معكم، أنا أكتب القصة القصيرة منذ سنوات، وأنتظر تعليقاتكم.
سهيلة




قال الشيخ (قصة قصيرة)


قال لي شيخي عليك بلبس الصوف والنوم على الخشن من الفراش لكن جسدي اعتاد لباس الحرير الدمشقيِّ والنوم على وسائد المخمل كيف لي أن أطيعه؟!

قررت أن أجرب: اشتريت لباسًا وفراشًا خشنًا ولكنني لم استطع النوم.
رجعتُ إليه فقال: لا تأكل لحمًا قط.
- أنا أمير، أحب مشهد الخراف المحشوة بالأرز والزعفران، لست أكولاً، اكتفي بفخذ الضأن وقليل من الثريد، كيف أمتنع عن أطيب عاداتي في الطعام؟
خشيت أن أعود إلى شيخي فيردني خائبًا من طول ما رفضت أوامره ماذا أفعل؟
استجمعتُ شجاعتي وعدت إليه قال: أعرف أنك لا تطيع نصائحي، ارجع إلى أهلك ولا تطرق خيمتي ثانية.
- لكنني أريد توجيهك.
عدت أدراجي واتكأتُ على جانبي الأيمن، دخلت على زوجتي تتبخر في ثوب يماني مُقصب، فشرحت صدري، وعندما شممت عطرها أدركت أنني في فردوس أرضيِّ، أنجبت لي ولدي الأول ووريث عرشي، فرحتُ به وألبسته خاتم الملك منذ أن كان صبيًا.
كانت له مرضعة تقوم على حضانته والعناية به، وأفردت للصبي جناحًا خاصًا في قصري، جئتُ بأمهر البنائين وصُنعتْ ساحة مليئة بالأراجيح في وسطها بركة دائرية مُلئت بالسمك الملون النادر.

شبَّ ولدي عن الطوق، أحضرت له مؤدبًا وفقيهًا، كبرَ وصار راشدًا، يجيد فنون القول، يشرح الكَلِمَ بمهارة شيخ مُعلم، يقرأ القرآن فيبتهج من يسمعه.

عينتُ له مدربًا للسلاح فصار ولدي فارسًا وأميرًا مفوهًا، كنت فخورًا به بين قومي ورافقني في رحلات صيدي، كان سهمًا صائبًا وصيده دائمًا سمينًا.
تسليت بمرافقته ووجدته عند شيبتي.
في أحد الأيام دخلَ عليَّ يرفل في ثيابه الخُضر.
قال: أبي اسمح لي بالخروج على رأس الجند.
- أخشى عليك صولة الموت.
- أصبحتُ رجلاً لا أخشى شيئًا.
- ولكنني شيخ هرم لا أحتمل فراقك.
- سأعود بالنصر- إن شاء الله- فتقر عينك.
- وإذا قتلت؟
- حُسبتُ عند الله شهيدًا!
- رفقًا بي ودع الجيش لقواده.
- كفاك خوفًا عليَّ.

كنت أشعر أنني لن أراه، كأنه لن يعود تسليت بالخروج كل صباح والنظر إلى البركة ومتابعة السمك الملون.

جاءني رسول من ثغر البلاد، انقبض صدري وخشيت أن اسمع له.
قال: أبشرك بعودة الأمير فاتحًا.
- ارتج قلبي .. أهو بخير؟!

قذفت بهواجسي إلى البركة وخرجت إلى كرسي العرش استقبل وفود المهنين من أرجاء المعمورة.
عندما أطفئت مشاعل البهو شعرت بالضيق ومرَّ الوقت ثقيلاً على صدري، لمـَّا سمعتُ هُتاف الجند فرحت وخرجت بملابس النوم استقبل ولدي الفاتح.

انصرف القوم، خلوت به فكشف لي عن جرحه فآلمني توجعه وبعثت في طلب الطبيب.
قال: إصابته عميقة، أُهمل الجرح وقتًا طويلاً حتى تقيح وانتشر الورم.
- افعل شيئًا أيها الطبيب.
- إنها إرادة الله..
هالني الرعب فوقعتُ مغشيًا عليَّ لمـَّا فتحتُ عيني وجدتني في فراشي والأضواء مطفأة وصوته لا يصل إليَّ، عرفت أنه قد مات.

لم استطع النوم، شعرت أنني لا أطيق ثوبي أو فراشي دخلت عليَّ زوجتي في ثوب الحداد تواسني فأشحت عنها خرجتُ إلى البركة وأمرت بردمها وخلعت لباسي وخاتم ملكي ووهبته زوجتي وانزويت في جناح ولدي اقطع الوقت بالنظر إلى قوسه وإلى ثيابه الخضر حتى خشيت على نفسي لوثة الجنون قالوا: طارقٌ يريد لقاءك.
- لكنني لا أبغى رؤية أحد.
ـ إنه يصر على الانتظار.
- دعوة يدخل.
- مرحى مرحى أيها الشيخ كيف عرفت بمصابي؟
- ألم أقل لك متى أردتني سأجدك.
- وكيف لي أن أجد راحتي بعد فقد عزيزي؟!
لم تطق طريقتنا فكيف تطيق صبرًا لا تعرفه!
- انصحني أيها الشيخ!
- لماذا خلعت خاتمك وتركت عرشك؟
- أيها الشيخ أعطني أنت جوابًا وحيدًا شافيًا: لماذا ذهب ولدي؟
- أنت أدرى بولدك، دعاه أَجَلُه فلبَّاه فكان أسرعُ منك إليه وفطِن إلى الحقيقة فذهب.
- أي حقيقة؟
- ستعرفها يومًا.
- أيها الشيخ، انتظر.
- لم يعد بقائي إلى جوارك يفيدك قلتُ ما لديَّ
- ولكنني لم أفهم!
- الأيام قصيرة لا تعطيني فرصة لأكرر لك؛ اعتمد على قريحتك وابحث ربما تجد جوابًا في يومٍ ما.
ـ أيها الشيخ، أيها الشيخ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


نهى رجب محمد


اللقب/ سهيلة

نهي رجب محمد
31/07/2007, 03:31 PM
اتمني ان تعرض قصتي للقراءة مع باقي المشاركات

هيثم سعد زيان
21/08/2007, 10:52 AM
سيدتي/ ينام في سردك حلم بهي الطلعة يراود حقيقة تبحث عن مريد...

وفقك الله

مريم احمد
31/08/2007, 05:26 PM
قصة قال "الشيخ" نجحت بمحافظتها على خط الحكاية وتقنياتهاالجمالية في نقل حيرة الإنسان بين مغريات الحياة/ الدنيا الزائلة وصوت الشيخ رمز الحكمة والنصيحة.

نهي رجب محمد
31/08/2007, 08:14 PM
شكرا سيدتي الباحثة المربدية علي هذا النقد الجميل
تمنيت أن يفهم كلام شيخي وأنا فرحة بكلماتك العطرة بورك في جهدك ومزيد من التواصل المثمر
سهيلة 31/8/2007

نهي رجب محمد
31/08/2007, 08:21 PM
شكرا للأخ هيثم تعليقه القصيرِ(في سردك حلم بهي الطلعةيبحث عن مريد)
سهيلة31/8/2007

ابو مريم
31/08/2007, 09:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

بعد التحية، أرسل إليكم بأول مشاركاتي معكم، أنا أكتب القصة القصيرة منذ سنوات، وأنتظر تعليقاتكم.
سهيلة




قال الشيخ (قصة قصيرة)



قال لي شيخي عليك بلبس الصوف والنوم على الخشن من الفراش لكن جسدي اعتاد لباس الحرير الدمشقيِّ والنوم على وسائد المخمل كيف لي أن أطيعه؟!

قررت أن أجرب: اشتريت لباسًا وفراشًا خشنًا ولكنني لم استطع النوم.
رجعتُ إليه فقال: لا تأكل لحمًا قط.
- أنا أمير، أحب مشهد الخراف المحشوة بالأرز والزعفران، لست أكولاً، اكتفي بفخذ الضأن وقليل من الثريد، كيف أمتنع عن أطيب عاداتي في الطعام؟
خشيت أن أعود إلى شيخي فيردني خائبًا من طول ما رفضت أوامره ماذا أفعل؟
استجمعتُ شجاعتي وعدت إليه قال: أعرف أنك لا تطيع نصائحي، ارجع إلى أهلك ولا تطرق خيمتي ثانية.
- لكنني أريد توجيهك.
عدت أدراجي واتكأتُ على جانبي الأيمن، دخلت على زوجتي تتبخر في ثوب يماني مُقصب، فشرحت صدري، وعندما شممت عطرها أدركت أنني في فردوس أرضيِّ، أنجبت لي ولدي الأول ووريث عرشي، فرحتُ به وألبسته خاتم الملك منذ أن كان صبيًا.
كانت له مرضعة تقوم على حضانته والعناية به، وأفردت للصبي جناحًا خاصًا في قصري، جئتُ بأمهر البنائين وصُنعتْ ساحة مليئة بالأراجيح في وسطها بركة دائرية مُلئت بالسمك الملون النادر.

شبَّ ولدي عن الطوق، أحضرت له مؤدبًا وفقيهًا، كبرَ وصار راشدًا، يجيد فنون القول، يشرح الكَلِمَ بمهارة شيخ مُعلم، يقرأ القرآن فيبتهج من يسمعه.

عينتُ له مدربًا للسلاح فصار ولدي فارسًا وأميرًا مفوهًا، كنت فخورًا به بين قومي ورافقني في رحلات صيدي، كان سهمًا صائبًا وصيده دائمًا سمينًا.
تسليت بمرافقته ووجدته عند شيبتي.
في أحد الأيام دخلَ عليَّ يرفل في ثيابه الخُضر.
قال: أبي اسمح لي بالخروج على رأس الجند.
- أخشى عليك صولة الموت.
- أصبحتُ رجلاً لا أخشى شيئًا.
- ولكنني شيخ هرم لا أحتمل فراقك.
- سأعود بالنصر- إن شاء الله- فتقر عينك.
- وإذا قتلت؟
- حُسبتُ عند الله شهيدًا!
- رفقًا بي ودع الجيش لقواده.
- كفاك خوفًا عليَّ.

كنت أشعر أنني لن أراه، كأنه لن يعود تسليت بالخروج كل صباح والنظر إلى البركة ومتابعة السمك الملون.

جاءني رسول من ثغر البلاد، انقبض صدري وخشيت أن اسمع له.
قال: أبشرك بعودة الأمير فاتحًا.
- ارتج قلبي .. أهو بخير؟!

قذفت بهواجسي إلى البركة وخرجت إلى كرسي العرش استقبل وفود المهنين من أرجاء المعمورة.
عندما أطفئت مشاعل البهو شعرت بالضيق ومرَّ الوقت ثقيلاً على صدري، لمـَّا سمعتُ هُتاف الجند فرحت وخرجت بملابس النوم استقبل ولدي الفاتح.

انصرف القوم، خلوت به فكشف لي عن جرحه فآلمني توجعه وبعثت في طلب الطبيب.
قال: إصابته عميقة، أُهمل الجرح وقتًا طويلاً حتى تقيح وانتشر الورم.
- افعل شيئًا أيها الطبيب.
- إنها إرادة الله..
هالني الرعب فوقعتُ مغشيًا عليَّ لمـَّا فتحتُ عيني وجدتني في فراشي والأضواء مطفأة وصوته لا يصل إليَّ، عرفت أنه قد مات.

لم استطع النوم، شعرت أنني لا أطيق ثوبي أو فراشي دخلت عليَّ زوجتي في ثوب الحداد تواسني فأشحت عنها خرجتُ إلى البركة وأمرت بردمها وخلعت لباسي وخاتم ملكي ووهبته زوجتي وانزويت في جناح ولدي اقطع الوقت بالنظر إلى قوسه وإلى ثيابه الخضر حتى خشيت على نفسي لوثة الجنون قالوا: طارقٌ يريد لقاءك.
- لكنني لا أبغى رؤية أحد.
ـ إنه يصر على الانتظار.
- دعوة يدخل.
- مرحى مرحى أيها الشيخ كيف عرفت بمصابي؟
- ألم أقل لك متى أردتني سأجدك.
- وكيف لي أن أجد راحتي بعد فقد عزيزي؟!
لم تطق طريقتنا فكيف تطيق صبرًا لا تعرفه!
- انصحني أيها الشيخ!
- لماذا خلعت خاتمك وتركت عرشك؟
- أيها الشيخ أعطني أنت جوابًا وحيدًا شافيًا: لماذا ذهب ولدي؟
- أنت أدرى بولدك، دعاه أَجَلُه فلبَّاه فكان أسرعُ منك إليه وفطِن إلى الحقيقة فذهب.
- أي حقيقة؟
- ستعرفها يومًا.
- أيها الشيخ، انتظر.
- لم يعد بقائي إلى جوارك يفيدك قلتُ ما لديَّ
- ولكنني لم أفهم!
- الأيام قصيرة لا تعطيني فرصة لأكرر لك؛ اعتمد على قريحتك وابحث ربما تجد جوابًا في يومٍ ما.
ـ أيها الشيخ، أيها الشيخ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


نهى رجب محمد




اللقب/ سهيلة


أختي نهى أعجبت كثيرا بالقصة تحياتي أختي.

نهي رجب محمد
31/08/2007, 09:16 PM
شكرا أبو مريم
سهيلة

نهي رجب محمد
09/09/2007, 11:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

بعد التحية، أرسل إليكم بأول مشاركاتي معكم، أنا أكتب القصة القصيرة منذ سنوات، وأنتظر تعليقاتكم.
سهيلة




قال الشيخ (قصة قصيرة)



قال لي شيخي عليك بلبس الصوف والنوم على الخشن من الفراش جسدي اعتاد لباس الحرير الدمشقي, والنوم على وسائد المخمل كيف لي أن أطيعه؟!

قررت أن أجرب: اشتريت لباسًا وفراشًا خشنًا ولكنني لم استطع النوم.
رجعتُ إليه فقال: لا تأكل لحمًا قط.
- أنا أمير، أحب مشهد الخراف المحشوة بالأرز والزعفران، لست أكولاً، اكتفي بفخذ الضأن وقليل من الثريد، كيف أمتنع عن أطيب عاداتي في الطعام؟
خشيت أن أعود إلى شيخي فيردني خائبًا من طول ما رفضت أوامره ماذا أفعل؟
استجمعتُ شجاعتي وعدت إليه قال: أعرف أنك لا تطيع نصائحي، ارجع إلى أهلك ولا تطرق خيمتي ثانية.
- لكنني أريد توجيهك.
عدت أدراجي واتكأتُ على جانبي الأيمن، دخلت على زوجتي تتبخر في ثوب يماني مُقصب، فشرحت صدري، وعندما شممت عطرها أدركت أنني في فردوس أرضيِّ، أنجبت لي ولدي الأول ووريث عرشي، فرحتُ به وألبسته خاتم الملك منذ أن كان صبيًا.
كانت له مرضعة تقوم على حضانته والعناية به، وأفردت للصبي جناحًا خاصًا في قصري، جئتُ بأمهر البنائين وصُنعتْ ساحة مليئة بالأراجيح في وسطها بركة دائرية مُلئت بالسمك الملون النادر.

شبَّ ولدي عن الطوق، أحضرت له مؤدبًا وفقيهًا، كبرَ وصار راشدًا، يجيد فنون القول، يشرح الكَلِمَ بمهارة شيخ مُعلم، يقرأ القرآن فيبتهج من يسمعه.

عينتُ له مدربًا للسلاح فصار ولدي فارسًا وأميرًا مفوهًا، كنت فخورًا به بين قومي ورافقني في رحلات صيدي، كان سهمًا صائبًا وصيده دائمًا سمينًا.
تسليت بمرافقته ووجدته عند شيبتي.
في أحد الأيام دخلَ عليَّ يرفل في ثيابه الخُضر.
قال: أبي اسمح لي بالخروج على رأس الجند.
- أخشى عليك صولة الموت.
- أصبحتُ رجلاً لا أخشى شيئًا.
- ولكنني شيخ هرم لا أحتمل فراقك.
- سأعود بالنصر- إن شاء الله- فتقر عينك.
- وإذا قتلت؟
- حُسبتُ عند الله شهيدًا!
- رفقًا بي ودع الجيش لقواده.
- كفاك خوفًا عليَّ.

كنت أشعر أنني لن أراه، كأنه لن يعود تسليت بالخروج كل صباح والنظر إلى البركة ومتابعة السمك الملون.

جاءني رسول من ثغر البلاد، انقبض صدري وخشيت أن اسمع له.
قال: أبشرك بعودة الأمير فاتحًا.
- ارتج قلبي .. أهو بخير؟!

قذفت بهواجسي إلى البركة وخرجت إلى كرسي العرش استقبل وفود المهنين من أرجاء المعمورة.
عندما أطفئت مشاعل البهو شعرت بالضيق ومرَّ الوقت ثقيلاً على صدري، لمـَّا سمعتُ هُتاف الجند فرحت وخرجت بملابس النوم استقبل ولدي الفاتح.

انصرف القوم، خلوت به فكشف لي عن جرحه فآلمني توجعه وبعثت في طلب الطبيب.
قال: إصابته عميقة، أُهمل الجرح وقتًا طويلاً حتى تقيح وانتشر الورم.
- افعل شيئًا أيها الطبيب.
- إنها إرادة الله..
هالني الرعب فوقعتُ مغشيًا عليَّ لمـَّا فتحتُ عيني وجدتني في فراشي والأضواء مطفأة وصوته لا يصل إليَّ، عرفت أنه قد مات.

لم استطع النوم، شعرت أنني لا أطيق ثوبي أو فراشي دخلت عليَّ زوجتي في ثوب الحداد تواسني فأشحت عنها خرجتُ إلى البركة وأمرت بردمها وخلعت لباسي وخاتم ملكي ووهبته زوجتي وانزويت في جناح ولدي اقطع الوقت بالنظر إلى قوسه وإلى ثيابه الخضر حتى خشيت على نفسي لوثة الجنون قالوا: طارقٌ يريد لقاءك.
- لكنني لا أبغى رؤية أحد.
ـ إنه يصر على الانتظار.
- دعوة يدخل.
- مرحى مرحى أيها الشيخ كيف عرفت بمصابي؟
- ألم أقل لك متى أردتني سأجدك.
- وكيف لي أن أجد راحتي بعد فقد عزيزي؟!
لم تطق طريقتنا فكيف تطيق صبرًا لا تعرفه!
- انصحني أيها الشيخ!
- لماذا خلعت خاتمك وتركت عرشك؟
- أيها الشيخ أعطني أنت جوابًا وحيدًا شافيًا: لماذا ذهب ولدي؟
- أنت أدرى بولدك، دعاه أَجَلُه فلبَّاه فكان أسرعُ منك إليه وفطِن إلى الحقيقة فذهب.
- أي حقيقة؟
- ستعرفها يومًا.
- أيها الشيخ، انتظر.
- لم يعد بقائي إلى جوارك يفيدك قلتُ ما لديَّ
- ولكنني لم أفهم!
- الأيام قصيرة لا تعطيني فرصة لأكرر لك؛ اعتمد على قريحتك وابحث ربما تجد جوابًا في يومٍ ما.
ـ أيها الشيخ، أيها الشيخ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


نهى رجب محمد




اللقب/ سهيلة


سعيدة بدخول شيخي إلي ساحة الاستفتاءومرحبا بهذه المنافسة الشريفة
أعتقد أن القص حضور للحياة وتجاور القصص القصيرة في هذه المسابقة
نوع من العزف السردي الجميل شكرا لكل قارئ ذواقة ولكل ناقد موضوعي
سهيلة9/9/2007

محمد حسين
12/09/2007, 10:43 AM
كاتبة القصّه المحترمه
السلام عليكم :- وبـــعــد
قرأت القصّه الشيـّقه و أستمتعـت بها.... الذي جلب إنتباهي و دهشتي ... هو لماذا اختارت كاتبة القصّه شخصية الرجل مع انها لو أبدلته بالمرأه ، الزوجه ثم الأم أمام الشيخ لكانت اكثر صدا و شجنا ...

في النهايه القصّه فيها حكمة معرفة الحقيقه ........ حيّاكي الله.

عن - محمد حسين .

نهي رجب محمد
12/09/2007, 08:16 PM
شكرا للأخ الكريم محمدحسين مروره بقصتي
ردا علي سؤاله:لماذا اخترت شخصية الرجل ولماذا لم تكن الشخصية امرأة ؟
شكرا علي هذا السؤال
لم أسأل نفسي من قبل عن خياراتي للشخصيات لأني اعتبر ذلك عملا نقديا اتركه لأهل الاختصاص
ولكن عندما قرأت القصة مرات رأيت الرجل أقدر علي صياغة هذه اللغة الصوفية والدخول الي تجربة العزلة
احسست المرأة لا تصوغ تجاربها بهذه اللغة الصوفية التي تقدم رسالة حكمية تلخيصية لخلاصة تجربة
سهيلة

طارق شفيق حقي
24/09/2007, 10:53 AM
http://www.merbad.net/news.php?action=view&id=920 (http://www.merbad.net/news.php?action=view&id=920)

تم نشرها في مجلة المربد

تستحق المركز الثاني ( كما أرى)

المسرحية واضحة في القصة

بناء النصع لى أسس الحكمة والاستفادة من الموروث الثقافي التراثي

لكن ما جعل قصة جدي تقفز للمركز الأول هو كما أرى

أن هذه القصة لم تنجح كما نجحت قصة جدي في تحويل قصدية القاص نحو شخصيات حقيقية واقعية , فتماهت الأفكار بالشخصيات

هنا في هذه القصة رغم إيحائها بقدرة القاصة على البناء القصصي

لكن كانت بحاجة للتماهي , وأن تظهر الشخصيات حقيقية عضوية لا مجرد أفكار تتكلم

حياك الله أختي الكريمة

نهي رجب محمد
25/09/2007, 06:46 AM
شكرا للأستاذ :طارق شفيق حقي علي نقده الموضوعي لقصتي (قال الشيخ )
استفدت كثيرا من تعليقاتكم القبمة علي الشخصيات وتماهيها مع الأفكار ملاحظاتكم بناءة
وسعدت بالتواجد علي صفحات المربد إلي لقاء قريب في قصة أخري جديدة
سهيلة25/9/2007

عبدالوهاب موسى
09/01/2008, 08:25 AM
الله الله الله
الإبداع الأصيل الطاهر
الجميل قريب العهد من
الله لذلك فهو نفحة
إلهية تحمل تذكيرا بذى
الجلال والإكرام فينطق
لسان الحال بعد انتهاء
لسان المقال من حكيه
الشفيف الذى أجلسنا
فى حضرة القرب فينطق
لسان الحال بألفاظ الجلال
والجمالوالإسم الأعظم فيها الله.
ألا ترى أيها القارئ العزيز
نور الحقيقة السرمدى-
وهى عين المنى- ينساب
من فم الشيخ عطره القرب
بعطر مستقطر من شذا أريج
ورود حضرة االمعية التى
تمخض بها ورد الأذكار الدائمة
فجعل الملائكة السياحين فى
الأرض يتنادون : هلموا إلى
بغيتكم.
حوارية جميلة فى أسلوب
سردى رائع بين أهل الحق
عين الحقيقة وبين أهل الظاهر
المادى أو قل بين النور والظلام.
لوإلتزم الأمير بواجبات تلمذته على
يدى شيخه الذى إختار طواعية
لهان عليه الحزن كله !.
ألم يقل فى بدء الحكى :"قال لى
شيخى................................"
وهانت عليه الدنية فالآخرة خير
وأبقى علم تلك الحقيقة كثر من
ملوك وأمراء منهم سيدى إبراهيم
بن أدهم رضى الله عنه علم الحقيقة
فالتزم .
تاركا الملك خلفه وأدار وجهه نحونها
وبلغة العامة وهى من لب القص دار
وشّه (أى وجهه) فأصبح درويشا متذللا لها
لايرى إلا إيّاها
لعلمه أن التذلل للمعشوق عز فى شريعة
العاشق.
حوارية فيها لقطة سينمائية للماضى
العطر بلغة السينما والفن تسمى
نقديا:فلاش باك تظهر وتجسد ماتم
بين الأدنى والأعلى بين العبد
الصالح(الخضر) وبين نبى وسول من
أولى العزم هو الكليم موسى عليه
السلام وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام
.................................................. .......
.................................................. .......
فللحديث بقية...................................
ومن قارئى العذر وله العتبى
فقد حفظت هذا الجزء بالإرسال لفقدى
صفحة الوورد فجأة!!.
لحفظها وإكمال إطلالتى النقدية الفورية
والتى لا أدرى لها سببا سوى تشذلى!! .
لكم تقديرى وللمبدعة شكرى ثلاثا:-
الأولى :عن إبداعها .
الثانية :عن مرورها المعطار بسيرتى الذاتية
فى قسمى الخاص بفسيفساء على
جدار المربد وهذا هو نهجى وديدنى
رد شكر مشارك لى بمشاركة لى فى
عمل له أولا تفعيلا للإبداع ولموقنعنا
الحبيب.
الثالثة: على صفحتى التى شرفتها بمرور ها
الحاتمى.
دمتم جميعا بخير .
ولكم منى كل الود.

ابو يونس الطيب
27/03/2008, 08:50 AM
الفاضلة نهى ....

عن أبي حدرد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنتضلوا واخشوشنوا وامشوا حفاة رواه الطبراني"
هكذا كان يريد الشيخ للامير ان يفعل ..ولكن تاه في فردوسه الأرضيِّ..
لم يستطع ان يقلع عن بعض الملذات طوعا ولكنه في النهاية ترك كل ما يملك...وظل يبحث عن حقيقة ما حدث له ...
سرد قصصي رائع تخللته حوارات جميلية احتلت مكانها في النص بشكل منسق أعطت المتلقي فسحة اكبر ورؤية أدق للاحداث ..
دمت ...