المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."



المساوي
18/07/2007, 05:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوتي الأفاضل رواد المربد العامر

أطرح بين أيدي كل الإخوة المربديين الكرام هذا الموضوع قصد جمع أكبر قدر ممكن من الآراء أو التفسيرات أو القراءات الممكنة التي حاولت الإحاطة بهذه القضية الجوهرية في فهم وصياغة أقدم قصة في العالم وهي قصة بدء الخليقة وخصوصا خلق أبينا آدم عليه السلام من خلال أعظم كتاب في الوجود هو القرآن الكريم..
ولقد تناول هذه القضية مجموعة من المفسرين والباحثين والدارسين وإن كانوا جميعهم لا يخرجون حسب ما أعلم عما راج في كتب التفسير القديم اللهم إلا ما كان من الدكتور عبدالصبور شاهين الذي حاول أن يقرأ بعين النظريات العلمية المعاصرة..
على كل حال أحبتي في الله أتمنى أن أجد هطولا من منقولاتكم وغيثا من أفكاركم ومطرا مدرارا من اجتهاداتكم..
فإن لي في القضية رأيا أرجو أن لا أكون إليه مسبوقا..
وأحب أن يكون لمربدنا الزاهر قصب السبق في نشره دراسة تامة كاملة تحت عنوان "لماذا قالت الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء" في إطار الدراسة المطولة المعنونة بـ: "قراءة جديدة للسرد القصصي في الخطاب القرآني" والتي نشرت بعض أجزائها من قبل..
والله الموفق..

القضية هي:
لماذا قالت الملائكة لرب العزة والجلال كما جاء في سورة البقرة:
**++ ... أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ... ++**
بعد أن أعلن لهم سبحانه وتعالى:
**++ ... إني جاعل في الأرض خليفة... ++**

أبو شامة المغربي
18/07/2007, 06:46 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
سلام الله عليك أخي الكريم
المساوي
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
لك من أخيك أبي شامة المغربي غيث الشكر وفيض التقدير على ما بادرت إليه من سؤال قديم جديد في آن واحد، وهو من بين الأسئلة التي بعثت ذوي الألباب على محاولة معرفة أجوبتها الكافية الشافية، وشجعتهم على بذل الجهد من أجل إعمال التفكير في محتوياتها ودلالاتها وحقائقها، وهي بالفعل أسئلة تستحق من الفرد المسلم تمام العناية ومنتهى الإهتمام، ولتكن هذه الصفحة في رحاب المربد الزاهر مجرى مشاركات أهل المربد الكرام ومرساها بعون الله وتوفيقه ...
حياك الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
18/07/2007, 06:51 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
يقول الله عز وجل في سورة البقرة
http://www.eng6.com/quran/quran/lb.gif بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ http://www.eng6.com/quran/quran/rb.gif
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً، قَالُواْ: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء، وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ، قَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ http://www.eng6.com/quran/quran/30.gif (http://www.eng6.com/quran/meaning.php?Action=1&QuranID=37&ShowByQuranID=1) وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ، فَقَالَ: أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ http://www.eng6.com/quran/quran/31.gif (http://www.eng6.com/quran/meaning.php?Action=1&QuranID=38&ShowByQuranID=1) قَالُواْ: سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا، إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ http://www.eng6.com/quran/quran/32.gif (http://www.eng6.com/quran/meaning.php?Action=1&QuranID=39&ShowByQuranID=1) قَالَ: يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ، فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ: أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ http://www.eng6.com/quran/quran/33.gif (http://www.eng6.com/quran/meaning.php?Action=1&QuranID=40&ShowByQuranID=1)...
صدق الله العظيم
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
18/07/2007, 07:08 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
مما جاء في تفسير
ابن كثير
"وَإِذْ قَالَ رَبّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدّسُ لَكَ، قَالَ إِنّيَ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"
يخبر تعالى بامتنانه على بني آدم بتنويهه بذكرهم في الملأ الأعلى قبل إيجادهم, فقال تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة} أي واذكر يا محمد إذ قال ربك للملائكة واقصص على قومك ذلك, وحكى ابن جرير عن بعض أهل العربية وهو أبو عبيدة أنه زعم أن إذ ههنا زائدة وأن تقدير الكلام وقال ربك, وردّه ابن جرير, قال القرطبي وكذا رده جميع المفسرين حتى قال الزجاج هذا اجتراء من أبي عبيدة {إني جاعل في الأرض خليقة} أي قوماً يخلف بعضهم بعضاً قرناً بعد قرن وجيلاً بعد جيل كما قال تعالى: {هو الذي جعلكم خلائف الأرض} قال: {ويجعلكم خلفاء الأرض} وقال: {ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون} وقال: {فخلف من بعدهم خلف} وقرى في الشاذ: {إني جاعل في الأرض خليقة} حكاها الزمخشري وغيره, ونقل القرطبي عن زيد بن علي وليس المراد ههنا بالخليفة آدم عليه السلام فقط كما يقوله طائفة من المفسرين, وعزاه القرطبي إلى ابن عباس وابن مسعود وجميع أهل التأويل وفي ذلك نظر بل الخلاف في ذلك كثير حكاه الرازي في تفسيره وغيره والظاهر أنه لم يرد آدم عيناً إذ لو كان ذلك لما حسن قول الملائكة: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} فإنهم أرادوا أن من هذا الجنس من يفعل ذلك وكأنهم علموا ذلك بعلم خاص أو بما فهموه من الطبيعة البشرية, فإنه أخبرهم أنه يخلق هذا الصنف من صلصال من حمإ مسنون أو فهموا من الخليفة أنه الذي يفصل بين الناس ما يقع بينهم من المظالم ويردعهم عن المحارم والمآثم, قاله القرطبي: أو أنهم قاسوهم على من سبق كما سنذكر أقوال المفسرين في ذلك, وقول الملائكة هذا ليس على وجه الاعتراض على الله ولا على وجه الحسد لبني آدم كما قد يتوهمه بعض المفسرين, وقد وصفهم الله تعالى بأنهم لا يسبقونه بالقول أي لا يسألونه شيئاً لم يأذن لهم فيه, وههنا لما أعلمهم بأنه سيخلق في الأرض خلقاً, قال قتادة: وقد تقدم إليهم أنهم يفسدون فيها, فقالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} الاَية, وإنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك يقولون: يا ربنا ما الحكمة في خلق هؤلاء مع أن منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدماء, فإن كان المراد عبادتك فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك أي نصلي لك كما سيأتي. أي ولا يصدر منا شيء من ذلك, وهلا وقع الاقتصار علينا ؟ قال الله تعالى مجيباً لهم عن هذا السؤال: {إني أعلم مالا تعلمون} أي إني أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها مالا تعلمون أنتم فإني جاعل فيهم الأنبياء وأرسل فيهم الرسل ويوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون والعباد والزهاد والأولياء والأبرار والمقربون والعلماء والعاملون والخاشعون والمحبون له تبارك وتعالى المتبعون رسله صلوات الله وسلامه عليهم, وقد ثبت في الصحيح أن الملائكة إذا صعدت إلى الرب تعالى بأعمال عباده يسألهم وهو أعلم: كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون. وذلك لأنهم يتعاقبون فينا ويجتمعون في صلاة الصبح وفي صلاة العصر, فيمكث هؤلاء ويصعد أولئك بالأعمال كما قال عليه الصلاة والسلام: «يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل» فقولهم: أتيناهم وهم يصلون وتركناهم هم يصلون من تفسير قوله لهم: {إني أعلم ما لا تعلمون}, وقيل معنى قوله تعالى جواباً لهم: {إني أعلم ما لا تعلمون} إني لي حكمة مفصلة في خلق هؤلاء والحالة ما ذكرتم لا تعلمونها, قيل إنه جواب {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك} فقال: {إني أعلم ما لا تعلمون} أي من وجود إبليس بينكم وليس هو كما وصفتم أنفسكم به. وقيل بل تضمن قولهم: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك} طلباً منهم أن يسكنوا الأرض بدل بن آدم, فقال الله تعالى لهم: {إني أعلم ما لا تعلمون} من أن بقاءكم في السماء أصلح لكم وأليق بكم. ذكرها الرازي مع غيرها من الأجوبة, والله أعلم.
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

المساوي
18/07/2007, 07:18 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته
أخي المفضال الدكتور أبا شامة المغربي
أحيي فيك حسن الاهتمام ويسر الاستجابة
ولك مني كامل الاحترام وتمام التقدير
ولك من الله كل الخير
أحسن الله إليك ووفقك لما يحب ويرضى
إنه سميع مجيب
وأرجو أن تكون هذه البداية مطرية رحموية
والله من وراء القصد

أبو شامة المغربي
18/07/2007, 07:51 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
يقول الله عز وجل في سورة البقرة
http://www.eng6.com/quran/quran/lb.gif بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ http://www.eng6.com/quran/quran/rb.gif
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/2/30/1.png
صدق الله العظيم
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
18/07/2007, 07:59 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
يقول الله عز وجل في سورة البقرة
http://www.eng6.com/quran/quran/lb.gif بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ http://www.eng6.com/quran/quran/rb.gif
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/2/30/1.png
صدق الله العظيم
مما جاء في تفسير
الطبري
"قَالُوا: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ"
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا وَيَسْفِك الدِّمَاء} قَالَ أَبُو جَعْفَر: إنْ قَالَ قَائِل: وَكَيْفَ قَالَتْ الْمَلَائِكَة لِرَبِّهَا إذْ أَخْبَرَهَا أَنَّهُ جَاعِل فِي الْأَرْض خَلِيفَة: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا وَيَسْفِك الدِّمَاء} وَلَمْ يَكُنْ آدَم بَعْد مَخْلُوقًا وَلَا ذُرِّيَّته، فَيَعْلَمُوا مَا يَفْعَلُونَ عِيَانًا؟ أَعَلِمَتْ الْغَيْب فَقَالَتْ ذَلِكَ؟ أَمْ قَالَتْ مَا قَالَتْ مِنْ ذَلِكَ ظَنًّا؟ فَذَلِكَ شَهَادَة مِنْهَا بِالظَّنِّ وَقَوْل بِمَا لَا تَعْلَم، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْ صِفَتهَا، فَمَا وَجْه قَيْلهَا ذَلِكَ لِرَبِّهَا؟ قِيلَ: قَدْ قَالَتْ الْعُلَمَاء مِنْ أَهْل التَّأْوِيل فِي ذَلِكَ أَقْوَالًا، وَنَحْنُ ذَاكِرُو أَقْوَالهمْ فِي ذَلِكَ، ثُمَّ مُخْبِرُونَ بِأَصَحِّهَا بُرْهَانًا وَأَوْضَحَهَا حُجَّةً، فَرُوِيَ عَنْ ابْن عَبَّاس فِي ذَلِكَ ...
حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن سَعِيد، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْر بْن عُمَارَة، عَنْ أَبِي رَوْق، عَنْ الضَّحَّاك، عَنْ ابْن عَبَّاس، قَالَ: كَانَ إبْلِيس مِنْ حَيّ مِنْ أَحْيَاء الْمَلَائِكَة، يُقَال لَهُمْ "الْحِنّ" خُلِقُوا مِنْ نَار السَّمُوم مِنْ بَيْن الْمَلَائِكَة، قَالَ: وَكَانَ اسْمه الْحَارِث. قَالَ: وَكَانَ خَازِنًا مِنْ خُزَّانِ الْجَنَّة. قَالَ: وَخُلِقَتْ الْمَلَائِكَة كُلّهمْ مِنْ نُور غَيْر هَذَا الْحَيّ. قَالَ: وَخُلِقَتْ الْجِنّ الَّذِينَ ذُكِرُوا فِي الْقُرْآن مِنْ مَارِج مِنْ نَار، وَهُوَ لِسَان النَّار الَّذِي يَكُون فِي طَرَفهَا إذْ أُلْهِبَتْ. قَالَ: وَخُلِقَ الْإِنْسَان مِنْ طِين، فَأَوَّل مَنْ سَكَنَ الْأَرْض الْجِنّ، فَأَفْسَدُوا فِيهَا وَسَفَكُوا الدِّمَاء، وَقَتَلَ بَعْضهمْ بَعْضًا. قَالَ: فَبَعَثَ اللَّه إلَيْهِمْ إبْلِيس فِي جُنْد مِنْ الْمَلَائِكَة، وَهُمْ هَذَا الْحَيّ الَّذِينَ يُقَال لَهُمْ "الْحِنّ" فَقَتَلَهُمْ إبْلِيس وَمَنْ مَعَهُ حَتَّى أَلْحَقهُمْ بِجَزَائِر الْبُحُور وَأَطْرَاف الْجِبَال. فَلَمَّا فَعَلَ إبْلِيس ذَلِكَ اغْتَرَّ فِي نَفْسه، وَقَالَ: قَدْ صَنَعْت شَيْئًا لَمْ يَصْنَعهُ أَحَد. قَالَ: فَاطَّلَعَ اللَّه عَلَى ذَلِكَ مِنْ قَلْبه، وَلَمْ تَطَّلِع عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، فَقَالَ اللَّه لِلْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُ: {إنِّي جَاعِل فِي الْأَرْض خَلِيفَة} فَقَالَتْ الْمَلَائِكَة مُجِيبِينَ لَهُ: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا وَيَسْفِك الدِّمَاء} كَمَا أَفْسَدَتْ الْجِنّ وَسَفَكَتْ الدِّمَاء؟ وَإِنَّمَا بُعِثْنَا عَلَيْهِمْ لِذَلِكَ، فَقَالَ: {إنِّي أَعْلَم مَا لَا تَعْلَمُونَ} يَقُول: إنِّي قَدْ اطَّلَعْت مِنْ قَلْب إبْلِيس عَلَى مَا لَمْ تَطَّلِعُوا عَلَيْهِ مِنْ كِبْره وَاغْتِرَاره ...
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

هيا الشريف
18/07/2007, 08:05 PM
موضوع مفيد وشيق وهو بحق يحتاج المناقشة
سلمت بنات افكارك ياالمساوي...وسلمت يمين جهودك أبو شامة
....
لي تعليق آراه بسيط ولا ادعي فيه العلم الجزيل ..

لكني اقرأ في قوله تعالى "إني جاعل في الارض خليفة"
معنى خليفة هنا فُسر بمعناه اللغوي:

أي قوماً يخلف بعضهم بعضاً قرناً بعد قرن وجيلاً بعد جيل

لكني أرى فيه تخصيصا لهذا الجنس ... أو تعريفا لهم
وكان الآية تقول أني جاعل في الأرض جيل يخلف بعضهم بعضا لكنهم جنس جديد يختلف عن الملائكة

لذا بادرت الملائكة بالقول على لسان المقارنة بينها وبين هذا الجنس وكأنها فهمت تماما القصد من قوله "خليفة"
" أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء.." بينما نحن "ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك"

ليجيب الله سبحانه وتعالى على ماجاء على لسانهم من مقارنة قُصد بها التعجب والاستنكار
"أني اعلم مالا تعلمون"

لماذا قالت الملائكة
(أتجعل فيها من...)
لأنها فهمت من قوله تعالى (أني جاعل في الارض خليفة )
جنسا جديدا مختلفا عنهم ولهم مهام ووظائف جديدة مختلفة عما اعتاد الملائكة على فعله
.......

والله ورسوله أعلم

دمتم

أبو شامة المغربي
18/07/2007, 08:17 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
يقول الله عز وجل في سورة البقرة
http://www.eng6.com/quran/quran/lb.gif بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ http://www.eng6.com/quran/quran/rb.gif
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/2/30/1.png
صدق الله العظيم
مما جاء في تفسير
القرطبي
"قَالُوا: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ"
قَدْ عَلِمْنَا قَطْعًا أَنَّ الْمَلَائِكَة لَا تَعْلَم إِلَّا مَا أُعْلِمَتْ وَلَا تَسْبِق بِالْقَوْلِ، وَذَلِكَ عَامّ فِي جَمِيع الْمَلَائِكَة، لِأَنَّ قَوْله: "لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ" خَرَجَ عَلَى جِهَة الْمَدْح لَهُمْ، فَكَيْف قَالُوا: "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا؟" فَقِيلَ: الْمَعْنَى أَنَّهُمْ لَمَّا سَمِعُوا لَفْظ خَلِيفَة فَهِمُوا أَنَّ فِي بَنِي آدَم مَنْ يُفْسِد، إِذْ الْخَلِيفَة الْمَقْصُود مِنْهُ الْإِصْلَاح وَتَرْك الْفَسَاد، لَكِنْ عَمَّمُوا الْحُكْم عَلَى الْجَمِيع بِالْمَعْصِيَةِ، فَبَيَّنَ الرَّبّ تَعَالَى أَنَّ فِيهِمْ مَنْ يُفْسِد وَمَنْ لَا يُفْسِد، فَقَالَ تَطْيِيبًا لِقُلُوبِهِمْ: "إِنِّي أَعْلَم"، وَحَقَّقَ ذَلِكَ بِأَنْ عَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء، وَكَشَفَ لَهُمْ عَنْ مَكْنُون عِلْمه.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَلَائِكَة قَدْ رَأَتْ وَعَلِمَتْ مَا كَانَ مِنْ إِفْسَاد الْجِنّ وَسَفْكهمْ الدِّمَاء، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْأَرْض كَانَ فِيهَا الْجِنّ قَبْل خَلْق آدَم، فَأَفْسَدُوا وَسَفَكُوا الدِّمَاء، فَبَعَثَ اللَّه إِلَيْهِمْ إِبْلِيس فِي جُنْد مِنْ الْمَلَائِكَة، فَقَتَلَهُمْ وَأَلْحَقَهُمْ بِالْبِحَارِ وَرُءُوس الْجِبَال، فَمِنْ حِينَئِذٍ دَخَلَتْهُ الْعِزَّة، فَجَاءَ قَوْلهمْ: "أَتَجْعَلُ فِيهَا" عَلَى جِهَة الِاسْتِفْهَام الْمَحْض: هَلْ هَذَا الْخَلِيفَة عَلَى طَرِيقَة مَنْ تَقَدَّمَ مِنْ الْجِنّ أَمْ لَا؟ قَالَ أَحْمَد بْن يَحْيَى ثَعْلَب، وَقَالَ اِبْن زَيْد وَغَيْره: إِنَّ اللَّه تَعَالَى أَعْلَمَهُمْ أَنَّ الْخَلِيفَة سَيَكُونُ مِنْ ذُرِّيَّته قَوْم يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض وَيَسْفِكُونَ الدِّمَاء، فَقَالُوا لِذَلِكَ هَذِهِ الْمَقَالَة، إِمَّا عَلَى طَرِيق التَّعَجُّب مِنْ اِسْتِخْلَاف اللَّه مَنْ يَعْصِيه أَوْ مِنْ عِصْيَان اللَّه مَنْ يَسْتَخْلِفهُ فِي أَرْضه وَيُنْعِم عَلَيْهِ بِذَلِكَ، وَإِمَّا عَلَى طَرِيق الِاسْتِعْظَام وَالْإِكْبَار لِلْفَصْلَيْنِ جَمِيعًا: الِاسْتِخْلَاف وَالْعِصْيَان. وَقَالَ قَتَادَة: كَانَ اللَّه أَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ إِذَا جَعَلَ فِي الْأَرْض خَلْقًا أَفْسَدُوا وَسَفَكُوا الدِّمَاء، فَسَأَلُوا حِين قَالَ تَعَالَى: "إِنِّي جَاعِل فِي الْأَرْض خَلِيفَة" أَهُوَ الَّذِي أَعْلَمَهُمْ أَمْ غَيْره؟ وَهَذَا قَوْل حَسَن، رَوَاهُ عَبْد الرَّزَّاق قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَر عَنْ قَتَادَة فِي قَوْله: "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا" قَالَ: كَانَ اللَّه أَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ إِذَا كَانَ فِي الْأَرْض خَلْق أَفْسَدُوا فِيهَا وَسَفَكُوا الدِّمَاء، فَلِذَلِكَ قَالُوا: "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا"، وَفِي الْكَلَام حَذْف عَلَى مَذْهَبه، وَالْمَعْنَى إِنِّي جَاعِل فِي الْأَرْض خَلِيفَة يَفْعَل كَذَا وَيَفْعَل كَذَا، فَقَالُوا: أَتَجْعَلُ فِيهَا الَّذِي أَعْلَمْتنَاهُ أَمْ غَيْره؟ وَالْقَوْل الْأَوَّل أَيْضًا حَسَن جِدًّا، لِأَنَّ فِيهِ اِسْتِخْرَاج الْعِلْم وَاسْتِنْبَاطه مِنْ مُقْتَضَى الْأَلْفَاظ، وَذَلِكَ لَا يَكُون إِلَّا مِنْ الْعُلَمَاء، وَمَا بَيْن الْقَوْلَيْنِ حَسَن، فَتَأَمَّلْهُ.
وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ سُؤَالَهُ تَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ بِقَوْلِهِ: (كَيْف تَرَكْتُمْ عِبَادِي) - عَلَى مَا ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم وَغَيْره - إِنَّمَا هُوَ عَلَى جِهَة التَّوْبِيخ لِمَنْ قَالَ: أَتَجْعَلُ فِيهَا؟ وَإِظْهَار لِمَا سَبَقَ فِي مَعْلُومه إِذْ قَالَ لَهُمْ: "إِنِّي أَعْلَم مَا لَا تَعْلَمُونَ". قَوْله: "مَنْ يُفْسِد فِيهَا" "مَنْ" فِي مَوْضِع نَصْب عَلَى الْمَفْعُول بِتَجْعَل وَالْمَفْعُول الثَّانِي يَقُوم مَقَامه "فِيهَا".
"يُفْسِد" عَلَى اللَّفْظ، وَيَجُوز فِي غَيْر الْقُرْآن يُفْسِدُونَ عَلَى الْمَعْنَى، وَفِي التَّنْزِيل: " وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِع إِلَيْك" [الْأَنْعَام: 25] عَلَى اللَّفْظ، "وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ" عَلَى الْمَعْنَى.
وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ

عَطْف عَلَيْهِ، وَيَجُوز فِيهِ الْوَجْهَانِ، وَرَوَى أُسَيْد عَنْ الْأَعْرَج أَنَّهُ قَرَأَ: "وَيَسْفِك الدِّمَاء" بِالنَّصْبِ، يَجْعَلهُ جَوَاب الِاسْتِفْهَام بِالْوَاوِ كَمَا قَالَ: أَلَمْ أَكُ جَاركُمْ وَتَكُون بَيْنِي وَبَيْنكُمْ الْمَوَدَّة وَالْإِخَاء وَالسَّفْك: الصَّبّ. سَفَكْت الدَّم أَسْفِكهُ سَفْكًا: صَبَبْته، وَكَذَلِكَ الدَّمْع، حَكَاهُ اِبْن فَارِس وَالْجَوْهَرِيّ. وَالسَّفَّاك: السَّفَّاح، وَهُوَ الْقَادِر عَلَى الْكَلَام. قَالَ الْمَهْدَوِيّ : وَلَا يُسْتَعْمَل السَّفْك إِلَّا فِي الدَّم , وَقَدْ يُسْتَعْمَل فِي نَثْر الْكَلَام يُقَال سَفَكَ الْكَلَام إِذَا نَثَرَهُ . وَوَاحِد الدِّمَاء دَم , مَحْذُوف اللَّام . وَقِيلَ : أَصْله دَمِي . وَقِيلَ دَمِي , وَلَا يَكُون اِسْم عَلَى حَرْفَيْنِ إِلَّا وَقَدْ حُذِفَ مِنْهُ , وَالْمَحْذُوف مِنْهُ يَاء وَقَدْ نُطِقَ بِهِ عَلَى الْأَصْل , قَالَ الشَّاعِر : فَلَوْ أَنَّا عَلَى حَجَر ذُبِحْنَا جَرَى الدَّميَانِ بِالْخَبَرِ الْيَقِين.
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ

أَيْ نُنَزِّهك عَمَّا لَا يَلِيق بِصِفَاتِك . وَالتَّسْبِيح فِي كَلَامهمْ التَّنْزِيه مِنْ السُّوء عَلَى وَجْه التَّعْظِيم , وَمِنْهُ قَوْل أَعْشَى بَنِي ثَعْلَبَة : أَقُول لَمَّا جَاءَنِي فَخْره سُبْحَان مِنْ عَلْقَمَة الْفَاخِر أَيْ بَرَاءَة مِنْ عَلْقَمَة . وَرَوَى طَلْحَة بْن عُبَيْد اللَّه قَالَ : سَأَلْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَفْسِير سُبْحَان اللَّه فَقَالَ : ( هُوَ تَنْزِيه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَنْ كُلّ سُوء ) . وَهُوَ مُشْتَقّ مِنْ السَّبْح وَهُوَ الْجَرْي وَالذَّهَاب , قَالَ اللَّه تَعَالَى : " إِنَّ لَك فِي النَّهَار سَبْحًا طَوِيلًا " [ الْمُزَّمِّل : 7 ] فَالْمُسَبِّح جَارٍ فِي تَنْزِيه اللَّه تَعَالَى وَتَبْرِئَته مِنْ السُّوء . وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام فِي " نَحْنُ " , وَلَا يَجُوز إِدْغَام النُّون فِي النُّون لِئَلَّا يَلْتَقِي سَاكِنَانِ . مَسْأَلَة : وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَسْبِيح الْمَلَائِكَة , فَقَالَ اِبْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس : تَسْبِيحهمْ صَلَاتهمْ , وَمِنْهُ قَوْل اللَّه تَعَالَى : " فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ " [ الصَّافَّات : 143 ] أَيْ الْمُصَلِّينَ . وَقِيلَ : تَسْبِيحهمْ رَفْع الصَّوْت بِالذِّكْرِ , قَالَهُ الْمُفَضَّل , وَاسْتَشْهَدَ بِقَوْلِ جَرِير : قَبَّحَ الْإِلَه وُجُوه تَغْلِب كُلَّمَا سَبَّحَ الْحَجِيج وَكَبَّرُوا إِهْلَالَا وَقَالَ قَتَادَة : تَسْبِيحهمْ : سُبْحَان اللَّه , عَلَى عُرْفه فِي اللُّغَة , وَهُوَ الصَّحِيح لِمَا رَوَاهُ أَبُو ذَرّ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ : أَيّ الْكَلَام أَفْضَل ؟ قَالَ : ( مَا اِصْطَفَى اللَّه لِمَلَائِكَتِهِ أَوْ لِعِبَادِهِ سُبْحَان اللَّه وَبِحَمْدِهِ ) . أَخْرَجَهُ مُسْلِم . وَعَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن قُرْط أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة أُسْرِيَ بِهِ سَمِعَ تَسْبِيحًا فِي السَّمَوَات الْعُلَا : سُبْحَان الْعَلِيّ الْأَعْلَى سُبْحَانه وَتَعَالَى ذِكْره الْبَيْهَقِيّ . قَوْله تَعَالَى " بِحَمْدِك " أَيْ وَبِحَمْدِك نَخْلِط التَّسْبِيح بِالْحَمْدِ وَنَصِلهُ بِهِ . وَالْحَمْد : الثَّنَاء , وَقَدْ تَقَدَّمَ . وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون قَوْلهمْ : " بِحَمْدِك " اِعْتِرَاضًا بَيْن الْكَلَامَيْنِ , كَأَنَّهُمْ قَالُوا : وَنَحْنُ نُسَبِّح وَنُقَدِّس , ثُمَّ اِعْتَرَضُوا عَلَى جِهَة التَّسْلِيم , أَيْ وَأَنْتَ الْمَحْمُود فِي الْهِدَايَة إِلَى ذَلِكَ . وَاَللَّه أَعْلَم .
وَنُقَدِّسُ لَكَ

أَيْ نُعَظِّمك وَنُمَجِّدك وَنُطَهِّر ذِكْرك عَمَّا لَا يَلِيق بِك مِمَّا نَسَبَك إِلَيْهِ الْمُلْحِدُونَ , قَالَ مُجَاهِد وَأَبُو صَالِح وَغَيْرهمَا . وَقَالَ الضَّحَّاك وَغَيْره : الْمَعْنَى نُطَهِّر أَنْفُسنَا لَك اِبْتِغَاء مَرْضَاتك وَقَالَ قَوْم مِنْهُمْ قَتَادَة : " نُقَدِّس لَك " مَعْنَاهُ نُصَلِّي . وَالتَّقْدِيس : الصَّلَاة . قَالَ اِبْن عَطِيَّة : وَهَذَا ضَعِيف . قُلْت : بَلْ مَعْنَاهُ صَحِيح , فَإِنَّ الصَّلَاة تَشْتَمِل عَلَى التَّعْظِيم وَالتَّقْدِيس وَالتَّسْبِيح , وَكَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول فِي رُكُوعه وَسُجُوده : ( سُبُّوح قُدُّوس رَبّ الْمَلَائِكَة وَالرُّوح ) . رَوَتْهُ عَائِشَة أَخْرَجَهُ مُسْلِم . وَبِنَاء " قَدَّسَ " كَيْفَمَا تَصَرَّفَ فَإِنَّ مَعْنَاهُ التَّطْهِير , وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : " اُدْخُلُوا الْأَرْض الْمُقَدَّسَة " [ الْمَائِدَة : 21 ] أَيْ الْمُطَهَّرَة . وَقَالَ : " الْمَلِك الْقُدُّوس " [ الْحَشْر : 23 ] يَعْنِي الطَّاهِر , وَمِثْله : " بِالْوَاد الْمُقَدَّس طُوًى " [ طَه : 12 ] وَبَيْت الْمَقْدِس سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ الْمَكَان الَّذِي يُتَقَدَّس فِيهِ مِنْ الذُّنُوب أَيْ يُتَطَهَّر , وَمِنْهُ قِيلَ لِلسَّطْلِ : قَدَس ; لِأَنَّهُ يُتَوَضَّأ فِيهِ وَيُتَطَهَّر , وَمِنْهُ الْقَادُوس . وَفِي الْحَدِيث : ( لَا قُدِّسَتْ أُمَّة لَا يُؤْخَذ لِضَعِيفِهَا مِنْ قَوِيّهَا ) . يُرِيد لَا طَهَّرَهَا اللَّه , أَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ فِي سُنَنه . فَالْقُدْس : الطُّهْر مِنْ غَيْر خِلَاف , وَقَالَ الشَّاعِر : فَأَدْرَكْنَهُ يَأْخُذْنَ بِالسَّاقِ وَالنَّسَا كَمَا شَبْرَقَ الْوِلْدَان ثَوْب الْمُقَدَّس أَيْ الْمُطَهَّر . فَالصَّلَاة طُهْرَة لِلْعَبْدِ مِنْ الذُّنُوب , وَالْمُصَلِّي يَدْخُلهَا عَلَى أَكْمَل الْأَحْوَال لِكَوْنِهَا أَفْضَل الْأَعْمَال , وَاَللَّه أَعْلَم .
قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ

" أَعْلَم " فِيهِ تَأْوِيلَانِ , قِيلَ : إِنَّهُ فِعْل مُسْتَقْبَل . وَقِيلَ : إِنَّهُ اِسْم بِمَعْنَى فَاعِل , كَمَا يُقَال : اللَّه أَكْبَر , بِمَعْنَى كَبِير , وَكَمَا قَالَ : لَعَمْرك مَا أَدْرِي وَإِنِّي لَأَوْجَل عَلَى أَيّنَا تَعْدُو الْمَنِيَّة أَوَّل فَعَلَى أَنَّهُ فِعْل تَكُون " مَا " فِي مَوْضِع نَصْب بِأَعْلَم , وَيَجُوز إِدْغَام الْمِيم فِي الْمِيم . وَإِنْ جَعَلْته اِسْمًا بِمَعْنَى عَالِم تَكُون " مَا " فِي مَوْضِع خَفْض بِالْإِضَافَةِ . قَالَ اِبْن عَطِيَّة : وَلَا يَصِحّ فِيهِ الصَّرْف بِإِجْمَاعٍ مِنْ النُّحَاة , وَإِنَّمَا الْخِلَاف فِي " أَفْعَل " إِذَا سُمِّيَ بِهِ وَكَانَ نَكِرَة , فَسِيبَوَيْهِ وَالْخَلِيل لَا يَصْرِفَانِهِ, وَالْأَخْفَش يَصْرِفهُ . قَالَ الْمَهْدَوِيّ : يَجُوز أَنْ تُقَدِّر التَّنْوِين فِي " أَعْلَم " إِذَا قَدَّرْته بِمَعْنَى عَالِم , وَتَنْصِب " مَا " بِهِ , فَيَكُون مِثْل حَوَاجّ بَيْت اللَّه . قَالَ الْجَوْهَرِيّ : وَنِسْوَة حَوَاجّ بَيْت اللَّه , بِالْإِضَافَةِ إِذَا كُنَّ قَدْ حَجَجْنَ , وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَجَجْنَ قُلْت : حَوَاجّ بَيْت اللَّه , فَتَنْصِب الْبَيْت , لِأَنَّك تُرِيد التَّنْوِين فِي حَوَاجّ . قَوْله تَعَالَى " مَا لَا تَعْلَمُونَ " اِخْتَلَفَ عُلَمَاء التَّأْوِيل فِي الْمُرَاد بِقَوْلِهِ تَعَالَى : " مَا لَا تَعْلَمُونَ " . فَقَالَ اِبْن عَبَّاس : كَانَ إِبْلِيس - لَعَنَهُ اللَّه - قَدْ أُعْجِبَ وَدَخَلَهُ الْكِبْر لَمَّا جَعَلَهُ خَازِن السَّمَاء وَشَرَّفَهُ , فَاعْتَقَدَ أَنَّ ذَلِكَ لِمَزِيَّةٍ لَهُ , فَاسْتَخَفَّ الْكُفْر وَالْمَعْصِيَة فِي جَانِب آدَم عَلَيْهِ السَّلَام . وَقَالَتْ الْمَلَائِكَة : " وَنَحْنُ نُسَبِّح بِحَمْدِك وَنُقَدِّس لَك " [ الْبَقَرَة : 30 ] وَهِيَ لَا تَعْلَم أَنَّ فِي نَفْس إِبْلِيس خِلَاف ذَلِكَ , فَقَالَ اللَّه تَعَالَى لَهُمْ : " إِنِّي أَعْلَم مَا لَا تَعْلَمُونَ " [ الْبَقَرَة : 30 ] . وَقَالَ قَتَادَة : لَمَّا قَالَتْ الْمَلَائِكَة " أَتَجْعَلُ فِيهَا " [ الْبَقَرَة : 30 ] وَقَدْ عَلِمَ اللَّه أَنَّ فِيمَنْ يُسْتَخْلَف فِي الْأَرْض أَنْبِيَاء وَفُضَلَاء وَأَهْل طَاعَة قَالَ لَهُمْ "إِنِّي أَعْلَم مَا لَا تَعْلَمُونَ " . قُلْت: وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون الْمَعْنَى إِنِّي أَعْلَم مَا لَا تَعْلَمُونَ مِمَّا كَانَ وَمِمَّا يَكُون وَمِمَّا هُوَ كَائِن, فَهُوَ عَامّ.
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
18/07/2007, 08:21 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
يقول الله عز وجل في سورة البقرة
http://www.eng6.com/quran/quran/lb.gif بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ http://www.eng6.com/quran/quran/rb.gif
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/2/30/1.png
صدق الله العظيم
مما جاء في تفسير
الجلالين
"قَالُوا: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ"
وَاذْكُرْ يَا مُحَمَّد إذْ "قَالَ رَبّك لِلْمَلَائِكَةِ إنِّي جَاعِل فِي الْأَرْض خَلِيفَة" يَخْلُفنِي فِي تَنْفِيذ أَحْكَامِي فِيهَا وَهُوَ آدَم "قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا" بِالْمَعَاصِي "وَيَسْفِك الدِّمَاء" يُرِيقهَا بِالْقَتْلِ كَمَا فَعَلَ بَنُو الْجَانّ، وَكَانُوا فِيهَا، فَلَمَّا أَفْسَدُوا أَرْسَلَ اللَّه عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَة فَطَرَدُوهُمْ إلَى الْجَزَائِر وَالْجِبَال "وَنَحْنُ نُسَبِّح" مُتَلَبِّسِينَ "بِحَمْدِك" أَيْ نَقُول سُبْحَان اللَّه "وَنُقَدِّس لَك" نُنَزِّهك عَمَّا لَا يَلِيق بِك فَاللَّام زَائِدَة وَالْجُمْلَة حَال أَيْ فَنَحْنُ أَحَقّ بِالِاسْتِخْلَافِ قَالَ تَعَالَى "إنِّي أَعْلَم مَا لَا تَعْلَمُونَ" مِنْ الْمَصْلَحَة فِي اسْتِخْلَاف آدَم وَأَنَّ ذُرِّيَّته فِيهِمْ الْمُطِيع وَالْعَاصِي فَيَظْهَر الْعَدْل بَيْنهمْ فَقَالُوا لَنْ يَخْلُق رَبّنَا خَلْقًا أَكْرَم عَلَيْهِ مِنَّا وَلَا أَعْلَم لِسَبْقِنَا لَهُ وَرُؤْيَتنَا مَا لَمْ يَرَهُ فَخَلَقَ اللَّه تَعَالَى آدَم مِنْ أَدِيم الْأَرْض أَيْ وَجْههَا بِأَنْ قَبَضَ مِنْهَا قَبْضَة مِنْ جَمِيع أَلْوَانهَا وَعُجِنَتْ بِالْمِيَاهِ الْمُخْتَلِفَة وَسَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوح فَصَارَ حَيَوَانًا حَسَّاسًا بَعْد أَنْ كَانَ جَمَادًا.
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

المساوي
18/07/2007, 10:54 PM
حياكم الله أحبتي في الله

المزيد المزيد من المنقولات والاجتهادات

فهذا مجال خصب لتحريك الأفكار وتنوير العقول

ومحاولة فهم القديم وطرحه وتقديم الجديد ودعمه

وفتح الجسور بينهما كي تكتمل الرؤية

ولا مجال هنا لادعاء توقف التفكر في كتاب الله تعالى

مادام هذا الكتاب العظيم لا يبخل على قرائه بالمزيد من المعارف والكنوز

الأدبية والعلمية والمعرفية والثقافية..

إنه الكتاب الذي لا حدود لعطائه مثله مثل صاحبه

فتعالى سبحانه وجل في ملكه وسما عز وجل بقوله:

**++ إني أعلم ما لا تعلمون++**

فهل من مزيد يا أهل المربد الكرام

والله الموفق

المساوي
21/07/2007, 03:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما زلنا ننتظر هطولكم يا أشاوس المربد الزاهر

آية كريمة تحمل خيرا كثيرا

ما رأيكم في ما سطره الدكتور عبدالصبور شاهين

في كتابه "أبي آدم..."

طارق شفيق حقي
21/07/2007, 10:04 PM
سلام الله عليك أخي الكريم وأحسن الله إليك

في قول الملائكة أتجعل فيها من يفسد, معرفة مضمنة بوجود من سفك الدماء وأفسد.
السؤال الآن من هو هذا المخلوق؟

في ما أعلم أنهم خلق الجان، الذين سبق خلقهم خلق الإنسان، وهم من أفسد في الأرض وسفك الدماء، وهناك من ذهب إلى أن خلق الإنسان قد تكرر، فهناك أكثر من آدم قد خلق !!
والله أعلم

المساوي
21/07/2007, 11:32 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته
أخي الفاضل لك مني كل التحايا، ولك من الله جزيل الشكر
نعم أخي العزيز هذان رأيان ذهب إلى أولهما كثير من الخلق ..
وأما ثانيهما فقد وقف عليه بعضهم، وأظن أن د.عبد الصبور أولهم ..
لكن ألا ترى معي أن أمور الغيب تحتاج منا للإيمان بها إلى ما يسندها من آية قرآنية أو حديث نبوي صحيح ..؟؟؟
وبالله التوفيق ..

أبو شامة المغربي
22/07/2007, 09:59 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
يقول الله عز وجل في سورة البقرة
http://www.eng6.com/quran/quran/lb.gif بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ http://www.eng6.com/quran/quran/rb.gif
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/2/30/1.png
لنتدبر جميعا هذه الآيات القرآنية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم
"قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ؟ قَالَ: أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ"
الأعراف / 12
{وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ"
الحجر / 27
"قَالَ: أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ، خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ"
ص / 76
"وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ"
الرحمن / 15
صدق الله العظيم، وبلغ رسوله المصطفى الصادق الأمين
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
22/07/2007, 10:11 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
يقول الله عز وجل في سورة البقرة
http://www.eng6.com/quran/quran/lb.gif بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ http://www.eng6.com/quran/quran/rb.gif
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/2/30/1.png
من بين الأسئلة التي تفرض نفسها في الآية الثلاثين من سورة البقرة، هذا السؤال:
إذا كانت صفة الفساد مشتركة بين الجن والإنس، فهل سفك الدماء صفة مشتركة بينهما؟
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

المساوي
22/07/2007, 09:07 PM
أحسن الله تعالى لكل الإخوة الذين شاركونا هذا الموضوع

وأخص بالذكر أخانا الفاضل السباق للخيرات

الدكتور أبا شامة المغربي

وكذلك نحسبه ولا نزكي على الله أحدا..

لك من الله كل الخيرات أخانا الفاضل

أما فيما يتعلق بسؤالكم فهو وجيه ومشروع

ويمكن أن نجد له تخريجة بإذن الله تعالى

لكن يبدو لي والله أعلم

أن هناك مجموعة من الأسئلة التي يمكن طرحها وبشكل منطقي

إلا أنها في حقيقتها تعتبر أسئلة نابعة

أو قل اضطرنا لطرحها فهم معين

-أقول فيه والله أعلم-

لا يعطي القراءة الصحيحة للآيات

التي تناولت قصة بدء الخليقة بشكل عام..

أبو شامة المغربي
22/07/2007, 09:20 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
أخي الكريم
المساوي
أسأل الله القريب المجيب أن يجعلني وإياك وسائر أهل المربد الأزاهر وجميع أهل الإسلام الخالد سباقين على الدوام إلى صالح الأعمال وطيب الأقوال
آمين .. آمين
والحمد لله رب العالمين
http://www.9o9i.com/uploads/56bc5785e0.gif
حياك الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
22/07/2007, 09:26 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
يقول الله عز وجل في سورة البقرة
http://www.eng6.com/quran/quran/lb.gif بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ http://www.eng6.com/quran/quran/rb.gif
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/2/30/1.png
من بين الأسئلة التي تفرض نفسها في الآية الثلاثين من سورة البقرة، هذا السؤال:
من المقصود بكلمة "الخليفة" في هذه الآية الكريمة، ترى هل هو "آدم" عليه السلام؟ أم هم أبناء آدم؟
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

المساوي
22/07/2007, 09:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم




لماذا قالت الملائكة:



"أتجعل فيها من يفسد فيها..."



الأستاذ عبدالرزاق المساوي



00++**هذا مدخل للقراءة الجديدة المقترحة لبعض مشاهد قصة بدء الخليقة**++00






إن السرد القصصي يعتبر ركيزة من ركائز التربية الإسلامية وأسا من أسس القرآن الكريم ودعامة من دعائم الخطاب الرباني الموجه لكل الناس بدون استثناء.. بله إنه يعتبر التصوير الحقيقي بأدوات تعبيرية ذات طابع سردي، ولغوية ذات سمات جمالية تعتمد مقومات التصوير بالريشة البلاغية الحية.. والتقديم التشخيصي والأنموذجي كأنك أمام أحداث ووقائع وشخصيات تمر بين يديك بكل انسيابية وتترك بصماته على مخيلتك وتأثر في مسار حياتك.. ثم إن هذا السرد القصصي هو الحديث الواقعي والإنساني لكل موضوعات القرآن الكريم ولكل مكونات الخطاب الرباني العظيم.. فهو يرصد أهم وأبلغ وأعمق ما يطرحه ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه.. ويشخص موضوعاته وما تناوله من قضايا عقدية وسلوكية.. فكرية ومعرفية.. نظرية وتطبيقية.. إنها سرد قصصي يأخذ بلغته الربانية بتلابيب الحياة البشرية في مسارها الطويل من المهد إلى اللحد، من الخلق إلى الجزاء.. (1)
(1) انظر مقدمة قراءة جديدة للسرد القصصي في الخطاب القرآني على الرابط: http://www.odabasham.net/show.php?sid=10517

كما يعتبر السرد القصصي في الخطاب القرآني دليلا حيا على أن كل ما أتى به الإسلام من شرعة ومنهاج، بناء على ما سبق ذكره، يتميز بالواقعية ولا يرتبط بأي حال من الأحوال بالخيال.. ويتميز بالإنسانية ولا يرتبط بما فوق الطبيعة البشرية.. فما أتى به الإسلام من قضايا لا تخرج عن أن تكون قضايا قابلة للتطبيق الحي والترجمة الميسرة إلى حركات واقعية.. وها هي كوكبة الأنبياء والرسل والصالحين في كل زمان ومكان تقدم الدليل على ذلك من خلال ما سطره كتاب الله تعالى عنهم وما أثبته التاريخ مصدقا بما جاء في هذا الكتاب العظيم.. (2)
(2) انظر "السرد القصصي في الخطاب القرآني بين الحقيقة والخيال" على الرابط التالي: http://www.odabasham.net/show.php?sid=11098

ولأهمية هذه القضية وفاعليتها في التأثير على المتلقي نجد السرد القصصي يشغل مكانا واسعا وحيزا كبيرا وفضاء مكانيا متراميا من جغرافية النص القرآني الجليل.. ويتمدد عبر خريطته الشاسعة في فضاءات عديدة ومتنوعة ومختلفة وبأشكال متغايرة ومتباينة من أول سورة إلى آخر سورة....
ولكن هذا السرد القصصي بكل ما يحمل من معاني رائعة راقية.. وموضوعات جميلة فائقة.. وبكل ما يشكله من تصوير رائع موفق للمرامي القرآنية والغايات الإسلامية.. وبكل ما يشخص من مثل وقيم عالية وأخلاق فاضلة وسلوكيات متعالية.. وبكل ما يسلطه من أضواء كاشفة على الأفكار المنحطة والسلوكات الدانية والتصرفات المشينة.. وبكل ما يزخر به من أداء لغوي عال وبلاغي فصيح.. وبكل ما يقدمه من جمالية لفظية وشاعرية تركيبية عز نظيرهما.. تعرض هذا السرد القصصي مثله مثل بعض القضايا الإسلامية الأخرى لعدد من التعسفات وكثير من التجاوزات وجملة من المفاهيم الغريبة عن طبيعته مما أفقده العديد من خصوصياته، ونأى به عن كثير من المزايا والأهداف النبيلة التي من أجلها صيغ بالشكل الذي هو عليه في كتاب الله تعالى، بله لقد أفرغه هذا التدخل البشري من فحواه وجعله كأنه أجوف لا طائلة تحته اللهم إلا من الجانب الحكائي حيث إن القصة القرآنية أصبحت تعيش بين الحقيقة والخيال في حياة كثير من الناس، وأضحت بينهم تروى للتسلية والتفكه والسمر وضرب الأمثال.. أو تقرأ للخوض -وبجميع الوسائل المتاحة- في الغيبيات والقضايا التي لم يشهد أحد خلقها.. ولم يعيشوا أحداثها ولا زمانها ولا مكانها ولا أشخاصها.. ولا ارتكزوا في التعامل معها على ما هو حقائق تاريخية مدونة وغير محرفة، ولا اعتمدوا على روايات محققة مدققة لا يرقى إليها الشك من أي جهة.. مما أدى وبكل وضوح إلى الحديث عن التاريخ البشري بشكل خرافي أو برؤية أسطورية، أو بضرب من الظن الذي لا يغني من الحق شيئا.. (3)
(3) انظر كتاب "قصص الأنبياء" المسمى بـ "العرائس" من تأليف ابن إسحاق أحمد بن إبراهيم الثعلبي..

وتأتي قصة آدم عليه السلام أول قصة قرآنية تحيط بها المشكلات من جميع الجهات.. فلقد كانت أكثر القصص القرآني عرضة للتفسير الخرافي والتحليل الأسطوري والعرض الحكواتي، حتى أمسى القارئ للقرآن الكريم في سرده القصصي لأحداث بدء الخليقة لا يستطيع أن يتخلص من كثير من الأفكار التي علقت بأحداث القصة والتي جاءت روايتها عن رجال ثقات استنادا إلى مصادر كتابية تم التعامل معها بمرونة زادت عن الحد حتى انقلبت إلى الضد.. مما زاد القصة القرآنية في حلقتها الآدمية غموضا ولفا في المجهول كما زادها إيغالا في الأسطورية.. وكيف لا وهي قصة بدء الخليقة، فكلما بعدت القصة في الزمان كلما أحاطها الناس بهالة من الأفكار العجائبية والآراء الأسطورية.. وغدا المرء المتلقي لا يفرق في فهمها بين ما هو حق وحقيقة وما هو باطل وخيال، بين ما يتصل بالقص الرباني الموثق والمشهود له بالصدق، وما له علاقة بالحكي الإنساني والتفكير البشري.. بين ما هو وحي وما هو رأي.. بين ما هو غاية في الأهمية وما هو وسيلة للتسلية.. لقد اختلطت الأمور على متلقي الخطاب القرآني في شقه السرد قصصي.. وللأسف الشديد التبس الأمر حتى على بعض أولئك الذين يعتبرون من أهل العلم والفضل قديمهم وحديثهم.. (4)
(4) انظر كتاب الدكتور عبد الصبور شاهين "أبي آدم قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة" دار أخبار اليوم قطاع الثقافة جمهورية مصر العربية-الناشر دار الاعتصام سنة النشر 1998..

وإن من جملة الأمور التي أثارتها قصة آدم عليه السلام في القرآن الكريم وأسالت مداد أقلام كثيرة قديما وحديثا.. وحيرت عقولا عديدة وأربكت فهم النص القرآني المتعلق بالقصة ككل وما يرتبط بها.. تلك الحلقة العجيبة أو تلك اللقطة الهائلة أو ذلك المشهد الرائع الذي أتى في الخطاب القرآني في سورة البقرة على صرح اللغة العربية الحية ومحمل البلاغة الراقية المتحركة.. إنه المشهد المفعم بالحركة.. وهو يصور وأقول يصور بالمفهوم السينمائي لحظة الحوار العلوي بين رب العالمين عز وجل وعباده الطائعين من ملائكته المقربين.. والتي كانت لحظة مثيرة إثارة مفيدة جدا من خلال رسم صورة قمة التسامح في الحوار بين الخالق والمخلوق.. ومعبرة تعبيرا حيا عن السمو والعلو والنزاهة والكرامة في مناقشة قضية جوهرية بين صاحبها وواضعها سبحانه في علوه وبعض خلقه الذين من المفروض بداهة أن لا يناقشوا ولا يحاوروا بله يسمعوا وينفدوا.. إنها لحظة مشهدية حبلى بالمعاني العظيمة والدلالات الجليلة إلا أنها تعرضت لسوء فهم وتأويل جعلها عوض أن تكون للعبرة والعظة والدروس المفيدة ومعلمة من معالم التربية القرآنية في مسيرة الحياة الإنسانية، أصبحت مثار نقاش عقيم وجدال سقيم لا طائلة تحته وتأويلات لا فائدة ترجى منها.. وما أظن أن الأمر كان يحتاج إلى كل ما أثير من ضجيج فكري وصخب علمي وصل عند بعضنا – غفر الله لنا ولهم - إلى حد التقاضي..(5)
(5) انظر مقدمة الطبعة الثانية لكتاب عبدالصبور.. الصفحة: 19.. م.س.


ولا بأس هنا من التذكير بالآيات القرآنية الكريمة وسرد ما جاء في تأويلها ببعض كتب التفسير القديمة والحديثة كي نقف على ما هو كائن أولا ثم بعد ذلك نحاول قراءة الآيات القرآنية بالشكل الذي نقترحه ونسأل الله تعالى التوفيق إنه سميع مجيب..





00++** يــتــــبـــع **++00

نوف
24/07/2007, 12:01 AM
بدأ رب العزة الآية الكريمة بقولة " إني جاعل "
للتأكيد على خلافة الأرض وتعميرها
وعرض ذلك للملائكة لم يكن إلا للإخبار فقط .. لأن قدر الله كائن
أما " رد الملائكة " بسؤال التعجب " أتجعل فيها " لم يكن – كما أسلفتم- من باب الإنكار ورد ما قدره الله
ومن خلال تكرار قراءتي لهذه الآية لمحت أمرًا ألا وهو
طريقة الحوار بما فيها من إيجاز عجيب يأسر القلوب والألباب
لقد شرّف الله عزو جل ملائكته بأن أخبرهم بخلق الإنسان ليكون الخليفة على هذه الأرض
وهنا تكريم للملائكة نلحظه عند قرائتنا للحوار
وتكريم للبشر عندما جعل أبوهم آدم
" وعلم آدم الأسماء كلها"
ترى ما الذي توحيه لنا الكلمة السابقة ؟؟؟؟

طارق شفيق حقي
24/07/2007, 09:35 AM
ما لفت انتباهي كذلك


أن الملائكة مخلوقات نورانية طيعة

والحوار الذي جرى بينها وبين الله سبحانه وتعالى

فيه دلالة كبيرة على أن الملائكة تحاور الله , وتبدي رأيها , وتعرض فكرتها

ذلك يعني أن لهم ذوات تحس وتدرك وتعرف وتميز

المساوي
25/07/2007, 04:02 AM
يقول الله عز وجل في سورةالبقرة

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً، قَالُواْ: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء، وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ، قَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (http://www.eng6.com/quran/meaning.php?Action=1&QuranID=37&ShowByQuranID=1)وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ، فَقَالَ: أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (http://www.eng6.com/quran/meaning.php?Action=1&QuranID=38&ShowByQuranID=1)قَالُواْ: سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا، إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (http://www.eng6.com/quran/meaning.php?Action=1&QuranID=39&ShowByQuranID=1)قَالَ: يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ، فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ: أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُون (http://www.eng6.com/quran/meaning.php?Action=1&QuranID=40&ShowByQuranID=1)...
صدق اللهالعظيم


%% القول فـي تأويـل قوله تعالـى: قالُوا أتَـجْعَلُ فِـيها مَنْ يُفْسِدُ فِـيها وَيَسْفِكُ الدّماءَ.
قال أبو جعفر: إن قال قائل: وكيف قالت الـملائكة لربها إذ أخبرها أنه جاعل فـي الأرض خـلـيفة: أتَـجْعَلُ فِـيها مَنْ يُفْسِدُ فِـيها وَيَسْفِكُ الدّماءَ ولـم يكن آدم بعد مخـلوقا ولا ذرّيته, فـيعلـموا ما يفعلون عيانا؟ أعلـمت الغيب فقالت ذلك, أم قالت ما قالت من ذلك ظنّا, فذلك شهادة منها بـالظن وقول بـما لا تعلـم, وذلك لـيس من صفتها, فما وجه قـيـلها ذلك لربها؟ قـيـل: قد قالت العلـماء من أهل التأويـل فـي ذلك أقوالا ً%%(6)
(6) جامع البيان عن تأويل آي القرآن تأليف أبي جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 ه‍.. قدم له الشيخ خليل الميس.. ضبط وتوثيق وتخريج صدقي جميل العطار
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.. 1415 ه‍ / 1995 م

%%قَدْ عَلِمْنَا قَطْعًا أَنَّ الْمَلَائِكَةلَا تَعْلَم إِلَّا مَا أُعْلِمَتْ وَلَا تَسْبِق بِالْقَوْلِ، وَذَلِكَ عَامّ فِيجَمِيع الْمَلَائِكَة، لِأَنَّ قَوْله: "لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ" خَرَجَعَلَى جِهَة الْمَدْح لَهُمْ، فَكَيْف قَالُوا: "أَتَجْعَلُ فِيهَامَنْ يُفْسِد فِيهَا؟" فَقِيلَ: الْمَعْنَى أَنَّهُمْ لَمَّا سَمِعُوا لَفْظخَلِيفَةفَهِمُوا أَنَّ فِي بَنِي آدَم مَنْيُفْسِد، إِذْالْخَلِيفَةالْمَقْصُود مِنْهُالْإِصْلَاح وَتَرْك الْفَسَاد، لَكِنْ عَمَّمُوا الْحُكْم عَلَى الْجَمِيعبِالْمَعْصِيَةِ، فَبَيَّنَ الرَّبّ تَعَالَى أَنَّ فِيهِمْ مَنْ يُفْسِد وَمَنْلَا يُفْسِد، فَقَالَ تَطْيِيبًا لِقُلُوبِهِمْ: "إِنِّي أَعْلَم"، وَحَقَّقَذَلِكَ بِأَنْ عَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء، وَكَشَفَ لَهُمْ عَنْ مَكْنُونعِلْمه.
وَقِيلَ: إِنَّالْمَلَائِكَة قَدْ رَأَتْ وَعَلِمَتْ مَا كَانَ مِنْ إِفْسَادالْجِنّوَسَفْكهمْ الدِّمَاء، وَذَلِكَ لِأَنَّالْأَرْض كَانَ فِيهَاالْجِنّقَبْل خَلْقآدَم، فَأَفْسَدُوا وَسَفَكُوا الدِّمَاء، فَبَعَثَ اللَّه إِلَيْهِمْإِبْلِيسفِي جُنْد مِنْ الْمَلَائِكَة، فَقَتَلَهُمْوَأَلْحَقَهُمْ بِالْبِحَارِ وَرُءُوس الْجِبَال، فَمِنْ حِينَئِذٍ دَخَلَتْهُالْعِزَّة، فَجَاءَ قَوْلهمْ: "أَتَجْعَلُ فِيهَا" عَلَى جِهَة الِاسْتِفْهَامالْمَحْض: هَلْ هَذَاالْخَلِيفَةعَلَى طَرِيقَةمَنْ تَقَدَّمَ مِنْ الْجِنّ أَمْ لَا؟ قَالَ أَحْمَد بْن يَحْيَى ثَعْلَب، وَقَالَاِبْن زَيْد وَغَيْره: إِنَّ اللَّه تَعَالَى أَعْلَمَهُمْ أَنَّ الْخَلِيفَةسَيَكُونُ مِنْ ذُرِّيَّته قَوْم يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض وَيَسْفِكُونَالدِّمَاء، فَقَالُوا لِذَلِكَ هَذِهِ الْمَقَالَة، إِمَّا عَلَى طَرِيقالتَّعَجُّب مِنْ اِسْتِخْلَاف اللَّه مَنْ يَعْصِيه أَوْ مِنْ عِصْيَان اللَّهمَنْ يَسْتَخْلِفهُ فِي أَرْضه وَيُنْعِم عَلَيْهِ بِذَلِكَ، وَإِمَّا عَلَى طَرِيقالِاسْتِعْظَام وَالْإِكْبَار لِلْفَصْلَيْنِ جَمِيعًا: الِاسْتِخْلَافوَالْعِصْيَان. وَقَالَ قَتَادَة: كَانَ اللَّه أَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ إِذَا جَعَلَفِي الْأَرْض خَلْقًا أَفْسَدُوا وَسَفَكُوا الدِّمَاء، فَسَأَلُوا حِين قَالَتَعَالَى: "إِنِّي جَاعِل فِي الْأَرْض خَلِيفَة" أَهُوَالَّذِي أَعْلَمَهُمْ أَمْ غَيْره؟ وَهَذَا قَوْل حَسَن، رَوَاهُ عَبْد الرَّزَّاققَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَر عَنْ قَتَادَة فِي قَوْله: "أَتَجْعَلُفِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا" قَالَ: كَانَ اللَّه أَعْلَمَهُمْ أَنَّهُإِذَا كَانَ فِي الْأَرْض خَلْق أَفْسَدُوا فِيهَا وَسَفَكُوا الدِّمَاء،فَلِذَلِكَ قَالُوا: "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا"، وَفِي الْكَلَامحَذْف عَلَى مَذْهَبه، وَالْمَعْنَى إِنِّي جَاعِل فِي الْأَرْض خَلِيفَة يَفْعَلكَذَا وَيَفْعَل كَذَا، فَقَالُوا: أَتَجْعَلُ فِيهَا الَّذِي أَعْلَمْتنَاهُ أَمْغَيْره؟ وَالْقَوْل الْأَوَّل أَيْضًا حَسَن جِدًّا، لِأَنَّ فِيهِ اِسْتِخْرَاجالْعِلْم وَاسْتِنْبَاطه مِنْ مُقْتَضَى الْأَلْفَاظ، وَذَلِكَ لَا يَكُون إِلَّامِنْ الْعُلَمَاء، وَمَا بَيْن الْقَوْلَيْنِ حَسَن،فَتَأَمَّلْهُ.وَقَدْقِيلَ: إِنَّ سُؤَالَهُ تَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ بِقَوْلِهِ: (كَيْف تَرَكْتُمْعِبَادِي) - عَلَى مَا ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم وَغَيْره - إِنَّمَا هُوَ عَلَىجِهَة التَّوْبِيخ لِمَنْ قَالَ: أَتَجْعَلُ فِيهَا؟ وَإِظْهَار لِمَا سَبَقَ فِيمَعْلُومه إِذْ قَالَ لَهُمْ: "إِنِّي أَعْلَم مَا لَا تَعْلَمُونَ". قَوْله: "مَنْيُفْسِد فِيهَا" "مَنْ" فِي مَوْضِع نَصْب عَلَى الْمَفْعُول بِتَجْعَل وَالْمَفْعُول الثَّانِي يَقُوم مَقَامه "فِيهَا"."يُفْسِد" عَلَى اللَّفْظ، وَيَجُوز فِي غَيْر الْقُرْآن يُفْسِدُونَ عَلَى الْمَعْنَى، وَفِي التَّنْزِيل: " وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِع إِلَيْك" [الْأَنْعَام: 25] عَلَىاللَّفْظ، "وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ" عَلَىالْمَعْنَى.وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ:عَطْف عَلَيْهِ، وَيَجُوزفِيهِ الْوَجْهَانِ، وَرَوَى أُسَيْد عَنْ الْأَعْرَج أَنَّهُ قَرَأَ: "وَيَسْفِكالدِّمَاء" بِالنَّصْبِ، يَجْعَلهُ جَوَاب الِاسْتِفْهَام بِالْوَاوِ كَمَا قَالَ: أَلَمْ أَكُ جَاركُمْ وَتَكُون بَيْنِي وَبَيْنكُمْ الْمَوَدَّة وَالْإِخَاءوَالسَّفْك: الصَّبّ. سَفَكْت الدَّم أَسْفِكهُ سَفْكًا: صَبَبْته، وَكَذَلِكَالدَّمْع، حَكَاهُ اِبْن فَارِس وَالْجَوْهَرِيّ. وَالسَّفَّاك: السَّفَّاح، وَهُوَالْقَادِر عَلَى الْكَلَام. قَالَ الْمَهْدَوِيّ : وَلَا يُسْتَعْمَل السَّفْكإِلَّا فِي الدَّم , وَقَدْ يُسْتَعْمَل فِي نَثْر الْكَلَام يُقَال سَفَكَالْكَلَام إِذَا نَثَرَهُ. وَوَاحِد الدِّمَاء دَم، مَحْذُوف اللَّام. وَقِيلَ:أَصْله دَمِي. وَقِيلَ دَمِي، وَلَا يَكُون اِسْم عَلَى حَرْفَيْنِ إِلَّا وَقَدْحُذِفَ مِنْهُ، وَالْمَحْذُوف مِنْهُ يَاء وَقَدْ نُطِقَ بِهِ عَلَى الْأَصْل،قَالَ الشَّاعِر: فَلَوْ أَنَّا عَلَى حَجَر ذُبِحْنَا جَرَى الدَّميَانِبِالْخَبَرِ الْيَقِين.
وَنَحْنُ نُسَبِّحُبِحَمْدِكَ: أَيْ نُنَزِّهك عَمَّا لَايَلِيق بِصِفَاتِك. وَالتَّسْبِيح فِي كَلَامهمْ التَّنْزِيه مِنْ السُّوء عَلَىوَجْه التَّعْظِيم، وَمِنْهُ قَوْل أَعْشَى بَنِي ثَعْلَبَة: أَقُول لَمَّاجَاءَنِي فَخْره سُبْحَان مِنْ عَلْقَمَة الْفَاخِر أَيْ بَرَاءَة مِنْ عَلْقَمَة.وَرَوَى طَلْحَة بْن عُبَيْد اللَّه قَالَ: سَأَلْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهعَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَفْسِير سُبْحَان اللَّه فَقَالَ: ( هُوَ تَنْزِيهاللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَنْ كُلّ سُوء ). وَهُوَ مُشْتَقّ مِنْ السَّبْح وَهُوَالْجَرْي وَالذَّهَاب، قَالَ اللَّه تَعَالَى: "إِنَّ لَك فِي النَّهَار سَبْحًاطَوِيلًا" [ الْمُزَّمِّل : 7 ] فَالْمُسَبِّح جَارٍ فِي تَنْزِيه اللَّه تَعَالَىوَتَبْرِئَته مِنْ السُّوء. وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام فِي " نَحْنُ "، وَلَايَجُوز إِدْغَام النُّون فِي النُّون لِئَلَّا يَلْتَقِي سَاكِنَانِ. مَسْأَلَة:وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَسْبِيح الْمَلَائِكَة، فَقَالَ اِبْنمَسْعُود وَابْن عَبَّاس: تَسْبِيحهمْ صَلَاتهمْ، وَمِنْهُ قَوْل اللَّه تَعَالَى: " فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ" [الصَّافَّات : 143 ] أَيْالْمُصَلِّينَ. وَقِيلَ: تَسْبِيحهمْ رَفْع الصَّوْت بِالذِّكْر، قَالَهُالْمُفَضَّل، وَاسْتَشْهَدَ بِقَوْلِ جَرِير: قَبَّحَ الْإِلَه وُجُوه تَغْلِبكُلَّمَا سَبَّحَ الْحَجِيج وَكَبَّرُوا إِهْلَالَا وَقَالَ قَتَادَة : تَسْبِيحهمْ : سُبْحَان اللَّه، عَلَى عُرْفه فِي اللُّغَة، وَهُوَ الصَّحِيح لِمَا رَوَاهُأَبُو ذَرّ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيّالْكَلَام أَفْضَل ؟ قَالَ: (مَا اِصْطَفَى اللَّه لِمَلَائِكَتِهِ أَوْلِعِبَادِهِ سُبْحَان اللَّه وَبِحَمْدِهِ). أَخْرَجَهُ مُسْلِم. وَعَنْ عَبْدالرَّحْمَن بْن قُرْط أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَلَيْلَة أُسْرِيَ بِهِ سَمِعَ تَسْبِيحًا فِي السَّمَوَات الْعُلَا: سُبْحَانالْعَلِيّ الْأَعْلَى سُبْحَانه وَتَعَالَى ذِكْره الْبَيْهَقِيّ . قَوْله تَعَالَى " بِحَمْدِك " أَيْ وَبِحَمْدِك نَخْلِط التَّسْبِيح بِالْحَمْدِ وَنَصِلهُ بِهِ.وَالْحَمْد: الثَّنَاء، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون قَوْلهمْ: " بِحَمْدِك " اِعْتِرَاضًا بَيْن الْكَلَامَيْنِ، كَأَنَّهُمْ قَالُوا: وَنَحْنُنُسَبِّح وَنُقَدِّس، ثُمَّ اِعْتَرَضُوا عَلَى جِهَة التَّسْلِيم، أَيْ وَأَنْتَالْمَحْمُود فِي الْهِدَايَة إِلَى ذَلِكَ.وَاَللَّه أَعْلَم .وَنُقَدِّسُ لَكَ: أَيْ نُعَظِّمك وَنُمَجِّدكوَنُطَهِّر ذِكْرك عَمَّا لَا يَلِيق بِك مِمَّا نَسَبَك إِلَيْهِ الْمُلْحِدُون، قَالَ مُجَاهِد وَأَبُو صَالِح وَغَيْرهمَا. وَقَالَ الضَّحَّاك وَغَيْره:الْمَعْنَى نُطَهِّر أَنْفُسنَا لَك اِبْتِغَاء مَرْضَاتك وَقَالَ قَوْم مِنْهُمْقَتَادَة: "نُقَدِّس لَك" مَعْنَاهُ نُصَلِّي. وَالتَّقْدِيس: الصَّلَاة،قَالَ اِبْن عَطِيَّة: وَهَذَا ضَعِيف. قُلْت: بَلْ مَعْنَاهُ صَحِيح، فَإِنَّالصَّلَاة تَشْتَمِل عَلَى التَّعْظِيم وَالتَّقْدِيس وَالتَّسْبِيح، وَكَانَرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول فِي رُكُوعه وَسُجُوده ( سُبُّوح قُدُّوس رَبّ الْمَلَائِكَة وَالرُّوح ). رَوَتْهُ عَائِشَة أَخْرَجَهُمُسْلِم. وَبِنَاء "قَدَّسَ" كَيْفَمَا تَصَرَّفَ فَإِنَّ مَعْنَاهُ التَّطْهِير،وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى: "اُدْخُلُوا الْأَرْض الْمُقَدَّسَة"[ الْمَائِدَة : 21 ] أَيْ الْمُطَهَّرَة. وَقَالَ: "الْمَلِك الْقُدُّوس" [ الْحَشْر : 23 ] يَعْنِي الطَّاهِر، وَمِثْله: "بِالْوَاد الْمُقَدَّس طُوًى" [طَه : 12 ] وَبَيْت الْمَقْدِس سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ الْمَكَان الَّذِي يُتَقَدَّس فِيهِمِنْ الذُّنُوب أَيْ يُتَطَهَّر، وَمِنْهُ قِيلَ لِلسَّطْلِ: قَدَس، لِأَنَّهُيُتَوَضَّأ فِيهِ وَيُتَطَهَّر، وَمِنْهُ الْقَادُوس. وَفِي الْحَدِيث: (لَاقُدِّسَتْ أُمَّة لَا يُؤْخَذ لِضَعِيفِهَا مِنْ قَوِيّهَا). يُرِيد لَاطَهَّرَهَا اللَّه، أَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ فِي سُنَنه. فَالْقُدْس: الطُّهْرمِنْ غَيْر خِلَاف، وَقَالَ الشَّاعِر: فَأَدْرَكْنَهُ يَأْخُذْنَ بِالسَّاقِوَالنَّسَا كَمَا شَبْرَقَ الْوِلْدَان ثَوْب الْمُقَدَّس أَيْ الْمُطَهَّر.فَالصَّلَاة طُهْرَة لِلْعَبْدِ مِنْ الذُّنُوب، وَالْمُصَلِّي يَدْخُلهَا عَلَىأَكْمَل الْأَحْوَال لِكَوْنِهَا أَفْضَل الْأَعْمَال، وَاَللَّه أَعْلَم .قَالَإِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ: "أَعْلَم " فِيهِتَأْوِيلَانِ، قِيلَ: إِنَّهُ فِعْل مُسْتَقْبَل. وَقِيلَ: إِنَّهُ اِسْمبِمَعْنَى فَاعِل، كَمَا يُقَال: اللَّه أَكْبَر، بِمَعْنَى كَبِير، وَكَمَاقَالَ: لَعَمْرك مَا أَدْرِي وَإِنِّي لَأَوْجَل عَلَى أَيّنَا تَعْدُوالْمَنِيَّة أَوَّل فَعَلَى أَنَّهُ فِعْل تَكُون "مَا" فِي مَوْضِع نَصْببِأَعْلَم، وَيَجُوز إِدْغَام الْمِيم فِي الْمِيم. وَإِنْ جَعَلْته اِسْمًابِمَعْنَى عَالِم تَكُون "مَا"فِي مَوْضِع خَفْض بِالْإِضَافَةِ. قَالَ اِبْنعَطِيَّة: وَلَا يَصِحّ فِيهِ الصَّرْف بِإِجْمَاعٍ مِنْ النُّحَاة، وَإِنَّمَاالْخِلَاف فِي "أَفْعَل" إِذَا سُمِّيَ بِهِ وَكَانَ نَكِرَة، فَسِيبَوَيْهِوَالْخَلِيل لَا يَصْرِفَانِهِ، وَالْأَخْفَش يَصْرِفهُ. قَالَ الْمَهْدَوِيّ:يَجُوز أَنْ تُقَدِّر التَّنْوِين فِي "أَعْلَم" إِذَا قَدَّرْته بِمَعْنَىعَالِم، وَتَنْصِب "مَا" بِهِ، فَيَكُون مِثْل حَوَاجّ بَيْت اللَّه. قَالَالْجَوْهَرِيّ: وَنِسْوَة حَوَاجّ بَيْت اللَّه، بِالْإِضَافَةِ إِذَا كُنَّ قَدْحَجَجْنَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَجَجْنَ قُلْت: حَوَاجّ بَيْت اللَّه، فَتَنْصِبالْبَيْت، لِأَنَّك تُرِيد التَّنْوِين فِي حَوَاجّ. قَوْله تَعَالَى:"مَا لَاتَعْلَمُونَ" اِخْتَلَفَ عُلَمَاء التَّأْوِيل فِي الْمُرَاد بِقَوْلِهِ تَعَالَى: "مَا لَا تَعْلَمُونَ". فَقَالَ اِبْن عَبَّاس: كَانَ إِبْلِيس - لَعَنَهُاللَّه - قَدْ أُعْجِبَ وَدَخَلَهُ الْكِبْر لَمَّا جَعَلَهُ خَازِن السَّمَاءوَشَرَّفَهُ، فَاعْتَقَدَ أَنَّ ذَلِكَ لِمَزِيَّةٍ لَهُ، فَاسْتَخَفَّ الْكُفْروَالْمَعْصِيَة فِي جَانِب آدَم عَلَيْهِ السَّلَام. وَقَالَتْ الْمَلَائِكَة: "وَنَحْنُ نُسَبِّح بِحَمْدِك وَنُقَدِّس لَك" [ الْبَقَرَة : 30 ] وَهِيَ لَاتَعْلَم أَنَّ فِي نَفْس إِبْلِيس خِلَاف ذَلِكَ , فَقَالَ اللَّه تَعَالَى لَهُمْ: " إِنِّي أَعْلَم مَا لَا تَعْلَمُونَ " [ الْبَقَرَة : 30 ]. وَقَالَ قَتَادَة:لَمَّا قَالَتْ الْمَلَائِكَة "أَتَجْعَلُ فِيهَا" [الْبَقَرَة : 30] وَقَدْعَلِمَ اللَّه أَنَّ فِيمَنْ يُسْتَخْلَف فِي الْأَرْض أَنْبِيَاء وَفُضَلَاءوَأَهْل طَاعَة قَالَ لَهُمْ "إِنِّي أَعْلَم مَا لَا تَعْلَمُونَ". قُلْت:وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون الْمَعْنَى إِنِّي أَعْلَم مَا لَا تَعْلَمُونَ مِمَّاكَانَ وَمِمَّا يَكُون وَمِمَّا هُوَ كَائِن، فَهُوَ عَامّ..% (7)
(7) كتاب الجامع لأحكام القرآن، المشهور بـ "تفسير القرطبي"، تأليف أبو عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي. تفسير سورة البقرة..

%%فأخبر تعالى أنه خاطب الملائكة قائلاً لهم: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} أعلم بما يريد أن يخلق من آدم وذريته الذين يخلف بعضهم بعضاً كما قال: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ} وقال: {وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ} فأخبرهم بذلك على سبيل التنويه بخلق آدم وذريته، كما يخبر بالأمر العظيم قبل كونه، فقالت الملائكة سائلين على وجه الاستكشاف والاستعلام عن وجه الحكمة، لا على وجه الاعتراض والتنقص لبني آدم والحسد لهم، كما قد يتوهمه بعض جهلة المفسرين، قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}. قيل علموا أن ذلك كائن بما رأوا ممن كان قبل آدم من الجن والبن. قاله قتادة. وقال عبد الله بن عمر: كانت الجن قبل آدم بألفي عام فسفكوا الدماء، فبعث الله إليهم جنداً من الملائكة فطردوهم إلى جزائر البحور. وعن ابن عبَّاس نحوه. وعن الحسن: ألهموا ذلك. وقيل: لما اطلعوا عليه من اللوح المحفوظ، فقيل أطلعهم عليه هاروت وماروت عن ملك فوقهما يقال له السجل. رواه ابن أبي حاتم عن أبي جعفر الباقر. وقيل: لأنهم علموا أن الأرض لا يخلق منها إلا من يكون بهذه المثابة غالباً.%%(8)
(8) انظر كتاب "قََََََصَصُ الأنْبِيَاءِ"للإمام ابن الحافظ ابن كثير.. باب: ما ورد في خلق آدم عليه السلام..

%%ويوحيقول الملائكة هذا بأنه كان لديهم من شواهد الحال، أو من تجارب سابقة فيالأرض، أو من إلهام البصيرة، ما يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق، أو منمقتضياتحياته على الأرض، وما يجعلهم يعرفون أو يتوقعون أنه سيفسد في الأرض، وأنهسيسفكالدماء.. %%(9)
(9)انظر كتاب "في ظلال القرآن" للشهيد سيد قطب رحمه الله تعالى.. سورة البفرة..

%%(جاعل) يراد به الاستقبال فلذلك عمل، ويجوز أن يكون بمعنى خالق، فيتعدى إلى مفعول واحد، وأن يكون بمعنى مصير فيتعدى إلى مفعولين ويكون (في الارض) هو الثانى (خليفة) فعيلة بمعنى فاعل، أى يخلف غيره، وزيدت الهاء للمبالغة (أتجعل) الهمزة للاسترشاد، أى تجعل فيها من يفسد كمن كان فيها من قبل، وقيل استفهموا عن أحوال أنفسهم، أي أتجعل فيها مفسدا ونحن على طاعتك أو نتغير (يسفك) الجمهور على التخفيف وكسر الفاء، وقد قرئ بضمها وهى لغتان، ويقرأ بالتشديد للتكثير، وهمزة (الدماء) منقلبة عن ياء لان الاصل دمى، لانهم قالوا دميان (بحمدك) في موضع الحال تقديره: نسبح مشتملين بحمدك أو متعبدين بحمدك (ونقدس لك) أى لاجلك، ويجوز أن تكون اللام زائدة: أى نقدسك، ويجوز أن تكون معدية للفعل كتعدية الباء مثل سجدت لله%% (10)
(10)انظر كتاب"إملاء مامن به الرحمنمن وجوه الاعراب والقراء?ات في جميع القرآن"تأليفأبي البقاء عبدالله بن الحسين بن عبدالله العكبري(538 - 616 ه‍(

كلام كثير في الموضوع وآراء عديدة حول هذا المشهد ومحاولات للفهم والتفسير متعددة ومختلفة.. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى الحيرة التي انتابت كل من وقف عند هذا النص القرآني المعجز الذي أصبح لغزا يجب حله فانهالت الأفكار والآراء والتفسيرات والتأويلات والاجتهادات والبحث في المأثورات، ولكن للأسف كان البحث عن حل اللغز المفتعل من خارج اللغز نفسه مما أسفر عن إنتاج كمية هائلة من النصوص المفسرة من خارج المنظومة الإسلامية نفسها إما في شكل قول يعتبر مأثورا أو رأي يؤخذ مرجوحا أو نقل عن عالم ثقة، أو نسخ من كتاب مسطور.. كل هذه أشكال تعتبر مصادر اعتمدها المفسرون القدامى من سلف هذه الأمة.. وذلك إما لفهم بعض الأحداث المسرودة في النص القرآني.. وإما لتفكيك وتفصيل بعض ما أجمله الخطاب الرباني.. أو لملء بعض الفراغات التي تبدت للمتأمل بين حلقات كل قصة من القصص القرآني.. إلا أن الأمر لم يخل من مغامرات علمية تركت خلفها ركاما من التأويلات غير السليمة أو لا تستند على الأقل إلى ما يدعمها من نصوص صريحة وصحيحة خصوصا وأن القضايا المطروحة للنقاش غالبا ما تكون قضايا عقدية غيبية لا يؤخذ فيها إلا بالدليل القطعي وما سواه يعتبر على الهامش الذي يفيد ما لم يحدث خدوشا في الرؤية الإيمانية والتصور الإسلامي والحقائق الربانية..
فلماذا يا ترى لم يهتم القرآن الكريم بتفاصيل ما كان من الخلق قبل قصة آدم عليه السلام؟؟؟
هل فعلا غيب تاريخا طويلا وعريضا يعد بملايين السنين، ولم يأت على ذكره بالكامل كما يظن بعضهم؟؟؟
هل يمكن أن يقف القرآن الكريم على كثير من تفاصيل بعض القصص ولا يذكر تفاصيل أخرى قد تكون أهم منها؟؟؟
بل حتى أقرب الحلقات إلى حلقة خلق آدم في سلسلة بدء الخليقة والتي هي حلقة خلق الملائكة وحلقة خلق إبليس لا نجد في القرآن الكريم تفصيلا عنهما ولا عن كيفية أو مراحل خلقهما ولا حتى عن الكون الذي سوف يسخر لخدمة المستخلف فيه.. وهذا يرجع في تقديرنا إلى أن القرآن الكريم يريد أن يسلط الضوء على ما له علاقة بالحياة الآدمية من البداية إلى النهاية مرورا بما يفيد الإنسان من محطات المخلوقات الأخرى..
لقد خلق الله تعالى الملائكة من نور..فعن عائشة (http://javascript<b></b>:popUp3(25))- رضي اللَّه عنها- قالت : قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم : خلِقت الملائكة من نّور ، وخلق الجانّ من مارِج من نار ، وخلق آدم ممّا وصف لكم . رواه مسلم (http://javascript<b></b>:popUp3(17080)). (11)
(11) رواه مسلم (http://javascript<b></b>:popUp3(17080))كتاب الزهد (4 / 2294 ) (رقم : 2996) . مسلم الزهد والرقائق (2996) ، أحمد (6/153(
ثم فتنهم - سبحانه وتعالى وهو ربهم- فتنتين أو قل امتحنهما بامتحانين ولقد كان الأول منهما إدخال إبليس في كوكبتهم وجعله بين ظهرانيهم مع أنه ليس من طبيعتهم ولا من جنسهم وليس على شاكلتهم ولا يملك خصائصهم ولا تتوفر فيه خصالهم.. ومع ذلك لم يثيروا موضوع هذا المخلوق الغريب عنهم ولم يسألوا الله عن سبب وجوده بينهم وهم يعلمون أنه من الجن أي من طبيعة وأصل غير طبيعتهم أو أصلهم.. فكان صمتهم الذي يدل عليه عدم الإشارة القرآنية إلى ضده - كما سجل عنهم تعليقهم على اختيار آدم خليفة في الأرض في شكل حوار جرى بينها وبين الله سبحانه وتعالى.. وقد كان هذا الحوار دليلا على أن الملائكة تحاور الله تعالى بكل طلاقة في إطار الحكمة الربانية، وتبدي من خلال حوارها رأيها وعلمها في إطار "سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا" وتعرض فكرتها ونظرتها وهي تعلم علم اليقين أن الله عدل وحق فتح لهم هذا الباب في إطار رحمته التي لا تحجر على الرأي والفكر بل تقنع بالدليل والمشاهدة ومن ثمة كانت أمام جواب آدم عن الأسماء أكثر خضوعا لله تعالى- إذن سكوتها وصمتها وعدم إثارة موضوع تواجد إبليس طينة غير طينتهم هو عين الرضا منهم بما أمر به الله تعالى من تواجده بينهم.. فهو كان معهم وبينهم ولم يكن منهم كما شاع عند العوام وما كان قط من جنسهم ثم حوله المولى جل وعلا..
وثانيهما أن الملائكة سارعت إلى تنفيذ أمر الله تعالى بالسجود لآدم عليه السلام بمجرد أن صدرت الإشارة الإلهية بذلك (وأقول الإشارة بمعنى أن الأمر كان بإشارة من العلي القدير إشارة تدل على السجود بشكل يناسب المقام والمكان والزمان والحال.. وليس بالكلمة والقول الذي يليق برب العزة والجلال، وسوف أوضح هذا الأمر في حينه إن شاء الله تعالى)، تقبلت الملائكة أمر الله تعالى بمجرد أن أشار لجميع من حضر دون مناقشة الموضوع.. ولم يتأخر أحد منهم في طاعة المولى عز وجل مع وجود عنصر مشاغب بينهم وهو إبليس الذي لم يطع ربه ولم يستطع التأثير بسلوكه ذاك في الملائكة ولم يتمكن من أن يصبح عنصر تشويش على الرغم من تبجحه بقضية الأفضلية النارية على أصل الخلقة الطينية.. كيف كان سيكون إبليس لو كان من طبيعة نورانية..؟؟ ولماذا لم تتكلم الملائكة عن طبيعتها وأفضليتها لتواجه على الأقل هذا التبجح والاستكبار والأنانية التي سيطرت بشكل ملموس على إبليس..؟ لقد دللت مرة أخرى على قمة الطاعة لله تعالى وعدم التطاول والتدخل في أمر تولى ربها سبحانه بنفسه تصحيح مساره وضبطه..
وهكذا يمكن القول بأن الملائكة استطاعت أن تنجح في اختبارها بشقيه معا "القبول وعدم التعرض ثم الاستجابة الفورية وعدم التدخل" ومن ثمة حصلت على ما مجموعه من النقط عشرة على عشرة (10/10)...

أما إبليس فلقد كان هو الآخر مستهدفا بفتنة أو اختبار وامتحان في دورتين كانت الدورة الأولى عبارة عن تنفيذ طلب وهو أمر الله تعالى له وهو ضمن الملائكة بالسجود لآدم فكان عليه أن يقبل بالامتثال لذلك الأمر.. ولو فقط لأنه كان هو الآخر مقبولا بين من لا علاقة له بهم ولم يرفضوا وجوده بينهم مع أنه من نار وليس من نور.. ثم كان عليه أن يقبل مادام يمثل فردا داخل جماعة.. وحتى في رده لم يقل بأنه غير معني بالأمر بالسجود لأن ذلك كان موجها للملائكة فقط من هنا قلت إن الأمر كان عبارة عن إشارة يفهم منها سجود الجميع ثم تمت صياغتها لتبليغها للمتلقي في شكل ألفاظ "إذ قلنا للملائكة اسجدوا.." ولم يقل قلنا للملائكة يا ملائكة اسجدوا.. حتى يستثنى إبليس فالخطاب كان موجها دون استعمال لأسلوب النداء الذي سيخصص المنادى ويوضح طبيعته فكأننا أمام مشهد خطابي يتحدث فيه المولى جل جلاله إلى كل من يمثل أمام عظمته بمجموعة من الأخبار القادمة (من خلق آدم وطبيعته وكيفيته...) والمطالب المقدمة (من تنفيذ أمر الله بالسجود والطاعة..).. ثم نقل الله تعالى هذا المشهد في كتابه الخالد بأسلوب تصويري نستشف منه أن اللغة كانت واصفة لمجموعة من الأحداث والوقائع بكل تلقائية راسمة الخطوط العريضة لطريقة التواصل التي تمت بين الخالق سبحانه ومخلوقيه معا الملائكة جماعة وإبليس فردا.. فكان أن امتثلت الأولى ورفض الثاني.. وبذلك ضيع نقط الدورة هذه ولم يحصل منها على ما يفيده، ثم أتيحت له فرصة ثانية وهي عبارة عن دورة استدراكية - إذا صح التشبيه مرة أخرى - ربما يحصل منها على خير ينفعه وقد كانت عبارة عن سؤال للاستيتاب أولا والاستنكار ثانيا.. وذلك عندما قال له المولى جل وعلا "ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك..." وبأسلوب النداء المحدد لطبيعة المنادى"قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين" فكان الجواب عن السؤال الاستيتابي والاستنكاري: "لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون" و"أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين.." لقد واجه إبليس وضعه ممتحنا ومختبرا أو مفتونا بمزيد من التعنت والاستكبار والتطاول والعصيان، ولم ينف أنه كان مقصودا بأمر الله تعالى كما أنه لم يثبت غير طبيعة خلقته فهو لم يدع أنه كان من الملائكة أو أنه خلق من نور ثم تحول بله هو يصر على طبيعته النارية ويدعي أفضليتها فكأنه يدعي العلم والمعرفة على الله جل في علاه.. فكانت النتيجة النهائية الرسوب في الاختبارين معا بمجموع النقط صفر على عشرة (0/10)...

أما آدم فقد خضع هو الآخر لأنموذجين من الاختبار مثله مثل الملائكة ومثل إبليس فكانت الدورة الأولى عبارة عن القيام بسلوك معين المطلوب فيه من آدم عدم الفعل "ولا تقربا هذه الشجرة.." لكنه لم يكن في مستوى الملائكة في تعاملها مع إبليس الغدة الزائدة عليهم، لم يكن مثلهم مع أنه حذر ولم يحذروا.. لقد استمع آدم لصوت الراسب الأول إبليس الذي لم يكن يملك في الحقيقة أي إجابة صحيحة لا في علاقته بربه ولا في علاقته بهذا المخلوق الجديد، اللهم إلا اللف والدوران والوعود الكاذبة.. وليس معه أي رأي مفيد قد يعود نفعه على آدم، هو لم ينفع حتى نفسه فكيف ينفع غيره.. فكان أن وقع آدم وزوجه في شرك ذلك الكسول المتكبر.. فكانت استجابتهما في غير محلها ووقعا في السلوك المحرم مما أفقدهما نقط هذه الدورة.. فجاءت الدورة الثانية وكانت عبارة عن دورة استدراكية استيتابية كما وقع تمام لإبليس، أجابا فيها عن السؤال: "ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين؟؟" بقولهما: "ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" وهكذا استفاد آدم وزوجه من نتيجة هذه الدورة على الرغم من أنه " عصى آدم ربه فغوى.." فكانت النتيجة النهائية " ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى" الفوز بالمعدل والذي هو خمسة على عشرة (5/10)..

فكانت إذن الرتبة الأولى من نصيب الملائكة الذين لم يحتجوا لما رأوا ولم يعصوا إذ أمروا.. فكانت لهم المرتبة العلى عند الله تعالى.. ومن ثمة ركزت فيهم خصلة عظيمة هي أنهم "لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون" و"يسبحون بالليل والنهار لا يفترون"..
ثم كانت الرتبة الثانية من نصيب آدم الذي حرم الجنة التي كان سيكون فيها كما قال له ربه عز وجل "إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وإنك لا تظمأ فيها ولا تضحى" وخسر هذه الجولة التي كلفته الحياة في رغد العيش.. ولكنه استطاع أن يحصل على رتبة الخلافة في الأرض والتصرف فيها وفق التعليمات الربانية التي سطرها تعالى من خلال قوله سبحانه: "..فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" (البقرة:38 وهذه الخلافة تخول له التصرف في كل ما له علاقة بالأرض أي كل ما يدور في فلكها أو يرتبط بها من بعيد أو من قريب.. وهذا كان نتيجة فوزه ونجاحه في الدورة الاستدراكية..
أما إبليس فقد خسر كل شيء طرد من الجنة ومن رحمة الله تعالى.. ثم أصبح تبعا وتابعا لآدم في خلافته ولم ينل من شرف الوجود إلا الصراع والعداوة والبغضاء وكفى بها أمراضا مهلكات..

00++** يــتــبــع إن شاء الله تعالى **++00

المساوي
28/07/2007, 01:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام على كل الأحبة ورحمة الله وبركاته

يبدو أن هناك آراء كثيرة تحاول أن تفسر سبب قول الملائكة ذاك..
وأشهرها قول قديم يعزو الأمر إلى كون الملائكة عاشت ردحا من الزمن ترقب مخلوقا كان قبل آدم عليه السلام اسمه "الجان" عمروا الأرض وعتوا فيها فسادا حتى حاربتهم وأفنتهم إلا من إبليس الذي كان من الصالحين فبقي معهم.. ومن ثمة قامت الملائكة بقياس الشاهد على الغائب.. قالوا قولتهم بناء على ما لمسوه في الخلق الأول..
وهناك رأي حديث يقول به الدكتور عبدالصبور شاهين مفاده أن قبل خلق آدم عليه السلام كان قوم يسمى البشر وما آدم وزوجه إلا من سلالة البشر "هما آدم وزوجه حواء ، (..) أول من تألقت فيه صفات ( الإنسان ) من سلالات البشر.."
ولقد حاول أن يوضح لنا الفرق بين البشر والإنسان وكيف أن آدم اصطفي من البشر الذين عمروا الأرض وأفسدوا فيها وأعاد الله تعالى تشكيله.. إلى آخر قيله..
على كل حال يبقى السؤال مطروحا وبإلحاح يقول:

من أين وردت هذه الفكرة؟؟

فكرة الجن الذين عمروا الأرض قبل آدم؟؟
و فكرة البشر الذين بادوا واختير من بينهم آدم؟؟

هل يعقل أن يتحدث القرآن عن أقوام بادوا في التاريخ وربما بإسهاب لا أظن أنهم يصلون في الأهمية إلى مسألة بداية الخليقة ومع ذلك ذكرت أحوالهم ومعيشتهم وربما بتفصيل ثم يترك موضوع من الأهمية بمكان دون ذكر أو إشارة؟؟

المساوي
31/07/2007, 01:40 AM
لقد جعل الله تعالى إبليس بين الملائكة تكريما له.. وجعل سجودهم تكريما لآدم.. ثم جعل بين إبليس وآدم اختبارا..
التكريم


بالوجود بالسجود


إبليس الملائكة آدم

إن هذا الجعل الإلهي تم عن طريق نوع من التواصل مع الأطراف الثلاثة.. ولقد كان تواصلا تاما كاملا حقق كل أهدافه بحيث كان المرسل واضحا والرسائل بينة والمتلقي مستعدا مما جعل التفاهم والتوافق سمة الحوار والتواصل..
لكن يبقى السؤال المطروح هو كيف تم هذا الحوار وذاك التواصل؟ وما هي طبيعة اللغة التي تم بها؟ وما هي الأجواء التي ساهمت فيه؟ وكيف استطاع المتلقي أن يستوعب الرسالة التي تصله من رب العالمين مباشرة؟
لا يستطيع امرؤ كيف ما كان أن يزعم أن الحوار بين الله وخلقه كان في تلك المرحلة من تاريخ الخليقة بشكل معين ومحدد لا لفظيا ولا تلميحيا ولا إشاريا ولا نفسيا.. بله كل ما في الأمر أن القضية برمتها مرت بما يناسب الوضع الذي كانت عليه المخلوقات التي شاركت في ذلك الحدث العظيم والذي رسم خطوطه وفصوله وأجواءه الله رب العالمين كما يليق بجلاله وعظمته.. المهم هو أن هناك نوعا من التواصل تم بطريقة ما وشكل ما وأدوات ما وسياق ما وظروف ما وسَنـَـنٍ ما بين الله تعالى مرسلا ومخاطبا ومتلقيا وبين مخاطبيه المرسل إليهم والمتلقين المباشرين لخطاب وحوار رب العالمين.. إنه نوع من التواصل يليق بجلال الله تعالى ويتناسب مع طبيعة المتلقين آنذاك ويتوافق مع السياق العام الذي وضعه الباري جل وعلا في ظروف هو من أنشأها أول مرة حتى يتم ذلك النوع من التواصل كما أراد له الله تعالى أن يتم ثم يوحيه سبحانه إلينا بالطريقة التي نفهمها ونعي بها الرسالة الربانية ضمن ذلك الخطاب القرآني العظيم..
هكذا نفهم ما حدث وما وقع وما قصه علينا كتاب ربنا سبحانه دون إيغال في محاولات التفسير التي نشأت نتيجة تعامل مغلوط في أسسه مع الخطاب القرآني الكريم والذي كان سببا في كثير من المقاربات ذات الطابع الأسطوري والخرافي والتجسيدي..
ونعود إلى ما سبق من الحديث لنبين أن الأمر الرباني لكل من المخلوقات الثلاثة لم يكن إجباريا بله كان اختياريا واختباريا على اعتبار أن كل واحد منهم سيكون مسؤولا وخاضعا للاختبار.. ولذلك نرى أن الأمر كان يسير على مسطرة "افعل أو لا تفعل".. ومن اختيار المتلقي للطاعة أو عدمها سيكون جزاؤه ويتحدد مصيره.. وهكذا وجدنا الملائكة كما سبقت الإشارة قمة في الاستجابة الإيجابية للأوامر الربانية فقد كان سكوتهم عن مخلوق بينهم ليس من طبيعتهم مثل سجودهم لمخلوق لا معرفة لهم به.. امتثالا لأمر الله تعالى دون النظر إلى طبيعة الكائن الذي بينهم أو الكائن الذي سيسجدون له، ودون ربط عملية الكينونة أو السجود بذواتهم وطبيعتهم ودون أن تثير فيهم أي حزازات نفسية.. وحتى عندما أرادوا التدخل لإبداء رأيهم وطرح طبيعتهم وما هم عليه من كمال الطاعة، بعد سماعهم التقرير الإلهي في نهاية الأمر بخلافة آدم في الأرض كان تدخلهم في غاية الأدب مع الله فصيغ بشكل سؤال استفساري متميز بكمال التسبيح والتقديس.. وليس تقريريا ولا استنكاريا.. وسوف نأتي على ذكر تفصيل ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى..
ثم انتقل موضوع الاختبار من عالم الملائكة إلى إبليس وآدم.. إنه الاختبار والامتحان للحصول على الخلافة فكان مجموع نقط إبليس صفرا لأنه رسب في اختبار الأمر والتلقي "اسجدوا" كما رسب في اختبار الاختيار النفسي التلقائي "التوبة والأوبة إلى الله".. وحصل آدم على المعدل لأنه رسب هو الآخر في امتحان الأمر والتلقي "لا تقربا هذه الشجرة".. ولكنه استطاع أن يستدرك أمره في امتحان الاختيار النفسي التلقائي عندما اختار التوبة والرجوع إلى الله والاستغفار.. وكان جزاء الاختبار الأول "الأمر والتلقي" بالنسبة لآدم وإبليس الخروج من الجنة في حين كان جزاء الامتحان الثاني "الاختيار النفسي التلقائي" أن حصل آدم من رب العالمين على الخلافة في الأرض وحرمها إبليس كما حرم رحمة الله تعالى..

الاختبار (1)


إبليس آدم


افعل لا تفعل


عصى واستكبر نسي وعصى


النتيجة (1)


الطرد من الجنة والرحمة الطرد من الجنة

الاختبار (2)

إبليس آدم


استكبار وطغيان عودة وتوبة

النتيجة (2)

تبعية خلافة في الأرض

الأمر الرباني



أمر نهي


افعل (اسجد) لا تفعل (لا تأكل..)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 10:03 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
"... وهناك رأي حديث يقول به الدكتور عبد الصبور شاهين، مفاده أن قبل خلق آدم عليه السلام كان قوم يسمى البشر، وما آدم وزوجه إلا من سلالة البشر "هما آدم وزوجه حواء، (..) أول من تألقت فيه صفات (الإنسان) من سلالات البشر .."
ولقد حاول أن يوضح لنا الفرق بين البشر والإنسان، وكيف أن آدم اصطفي من البشر، الذين عمروا الأرض وأفسدوا فيها، وأعاد الله تعالى تشكيله .. إلى آخر قيله ..."
عبد الرزاق المساوي
***
للأخ الكريم المساوي جزيل الشكر على ما ساقه هنا من إفادة في شأن رأي الدكتور عبد الصبور شاهين ...
فالأمر إذن يتطلب النظر في ما جاء في آيات الله جل وعلا، وفي ما ورد في أحاديث رسوله الصادق الأمين حول الكلمات التالية وما تعنيه وتدل عليه في سياق الخلق، وهي:
آدم - البشر - الإنسان
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 10:19 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق آدم في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ، خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ، ثمَّ قَالَ لَهُ كُن، فَيَكُونُ"
سورة آل عمران / الآية 59
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 10:22 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق آدم في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ، ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ، ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ: اسْجُدُواْ لآدَمَ، فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ"
سورة الأعراف / الآية 11
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 10:28 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق البشر في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ: إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ"
سورة الحجر / الآية 28
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 10:30 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق البشر في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً، فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً، وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً"
سورة الفرقان / الآية 54
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 10:31 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق البشر في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ: إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ"
سورة ص / الآية 71
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 10:37 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق البشر في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى: نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ، قُلْ: فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم، بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ، يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ، وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ، وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ"
سورة المائدة/ الآية 18
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 10:40 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق البشر في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"قَالَ: لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ"
سورة الحجر/ الآية 33
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 10:45 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق البشر في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ، ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ"
سورة الروم/ الآية 20
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 10:49 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق الإنسان في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ، وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً"
سورة النساء/ الآية 28
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 10:51 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق الإنسان في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ"
سورة الحجر/ الآية 26
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 10:52 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق الإنسان في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ، فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ"
سورة النحل/ الآية 4
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 10:55 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق الإنسان في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً"
سورة مريم/ الآية 67
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 10:57 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق الإنسان في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ، سَأُرِيكُمْ آيَاتِي، فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ"
سورة الأنبياء/ الآية 37
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 10:58 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق الإنسان في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ"
سورة المؤمنون/ الآية 12
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 10:59 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق الإنسان في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ، وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ"
سورة السجدة/ الآية 7
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 11:00 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق الإنسان في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ، فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ"
سورة يس/ الآية 77
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 11:02 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق الإنسان في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ، وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ، وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ"
سورة ق/ الآية 16
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 11:03 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق الإنسان في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"خَلَقَ الْإِنسَانَ"
سورة الرحمن/ الآية 3
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 11:04 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق الإنسان في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ"
سورة الرحمن/ الآية 14
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 11:05 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق الإنسان في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً"
سورة المعارج/ الآية 19
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 11:07 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق الإنسان في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً"
سورة الإنسان/ الآية 1
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 11:08 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق الإنسان في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ، فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً "
سورة الإنسان/ الآية 2
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 11:10 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق الإنسان في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ، خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ، يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ"
سورة الطارق/ الآيات 5 - 6 - 7
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 11:11 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق الإنسان في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ"
سورة البلد/ الآية 4
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 11:12 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق الإنسان في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ"
سورة التين/ الآية 4
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 11:13 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق الإنسان في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ"
سورة العلق/ الآية 2
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 11:17 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
خلق الإنسان في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"
سورة الذاريات/ الآية 56


"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا، وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء، وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ، إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً"
سورة النساء/ الآية 1
"هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا، فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً، فَمَرَّتْ بِهِ، فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ"
سورة الأعراف/ الآية 189
"خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا، وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ، يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ، ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَأَنَّى تُصْرَفُونَ"
سورة الزمر/ الآية 6
"الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ، إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ، هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ، وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ، فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ، هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى"
سورة النجم/ الآية 32
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 11:35 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
آدم في لسان العرب
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
"... قال ابن الأَثير: الأُدْم جمع آدم كأَحْمَر وحُمْر، والأُدْمة في الإِبل: البياض مع سواد المُقْلَتَيْن، قال: وهي في الناس
السُّمرة الشديدة، وقيل: هو من أُدْمة الأَرض، وهو لَوْنُها، قال: وبه سمي آدم أَبو البَشَر، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ..."
لسان العرب
ابن منظور الإفريقي
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 11:38 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
البشر في لسان العرب
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
"... بشر: البَشَرُ: الخَلْقُ يقع على الأُنثى والذكر، والواحد والاثنين، والجمع لا يثنى ولا يجمع؛ يقال: هي بَشَرٌ وهو بَشَرٌ وهما بَشَرٌ وهم بَشَرٌ.
ابن سيده: البَشَرُ الإِنسان الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء، وقد يثنى، وفي التنزيل العزيز: أَنُؤُمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا؟ والجمع أَبشارٌ..."
لسان العرب
ابن منظور الإفريقي
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2007, 11:44 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
الإنسان في لسان العرب
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
"... أنس: الإِنسان: معروف؛ وقوله:
أَقَلْ بَنو الإِنسانِ، حين عَمَدْتُمُ*
إِلى من يُثير الجنَّ، وهي هُجُودُ
يعني بالإِنسان آدم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وقوله عز وجل: وكان الإِنسانُ أَكْثَرَ شيء جَدَلاً؛ عنى بالإِنسان هنا الكافر، ويدل على ذلك قوله عز وجل: ويُجادِلُ الذين كفروا بالباطل لِيُدْحِضُوا به الحقَّ؛ هذا قول الزجّاج، فإِن قيل: وهل يُجادل غير الإِنسان؟ قيل: قد جادل إِبليس وكل من يعقل من الملائكة، والجنُّ تُجادل، لكن الإِنسان أَكثر جدلاً، والجمع الناس، مذكر. وفي التنزيل: يا أَيها الناسُ؛ وقد يؤنث على معنى القبيلة أَو الطائفة، حكى ثعلب: جاءَتك الناسُ، معناه: جاءَتك القبيلة أَو
... والإِنسانُ أَصله إِنْسِيانٌ، لأَن العرب قاطبة قالوا في تصغيره: أُنَيْسِيانٌ، ..."
لسان العرب
ابن منظور الإفريقي
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

المساوي
31/07/2007, 02:50 PM
إلى الأخ العزيز أبي شامة المغربي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لكم أخي الكريم جزيل الشكر على ما سقتموه

من نصوص القرآن الكريم ولسان العرب المبين

عن بعض الكلمات التي تدخل في إطار موضوعنا هذا..

وإني لأرجو من العلي القدير أن

ييسر لنا فهم ثم نشر ما جاء في بابه هذا..

فهناك أمور كثيرة تثار في هذا الشأن..

والحري بنا أن تتسع صدورنا لمناقشة كل ما قيل وما يقال

إلى يوم القيامة..

فكل من يملك فسيلة فعليه أن يغرسها قبل أن تقوم قيامته

والشرط الأساس في غرسه :

أن يتأكد من أن الذي بيديه فعلا فسيلة..

وأن يتعلم كيفية الغرس حتى تؤتي ثمارها..

وأن يختار لها الأجواء المناسبة..

والله ولي التوفيق..

المساوي
05/08/2007, 02:16 AM
يقول الله سبحانه وتعالى:

قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ

(ص:77)

قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ

(الأعراف:12)

قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً

(البقرة:37)

على ماذا يعود ضمير الغائبة "ــها" المتصل بحرف الجر "منــ" في الخطابين {فاهبط منها + فاخرج منها}؟ والخطاب فيهما موجه لإبليس، والخطاب "اهبطوا" الموجه لإبليس وآدم وزوجه.. فاهبط أو اخرج فعلا أمر فاعلهما هو الله تعالى ومفعولهما هو إبليس.. وقد يأخذان من حيث ظروف فعلهما أو من حيث تطبيقهما أو ترجمتهما إلى واقع، شكلا ملموسا أي مكانا محددا كالجنة حينها مثلا، أو من بين فئة معينة كالملائكة مثلا.. كما قد يدلا على شيء معنوي كالخروج من رحمة الله أو الهبوط من مكانة مرموقة كان قد تبوأها من قبل بحكم انخراطه في صفوف الكرام.. ولقد سبق أن قلنا بأن تكريم إبليس كان بالوجود مع الملائكة وفي منزلتهم ومن بينهم وإن كان أصله من الجن ولم يكن من جنسهم ولا من فصيلتهم..
إن السياق السردي للقصة - وأقول للقصة ولا أقول للسورة أو الآية- هو الذي سيرشدنا إلى المقصود بالضمير - ــها- لأن أحداث القصة تبين أن الأمر صدر في حق إبليس وحده قبل أن يصدر في حق آدم وزجه معه ثم زكي بتكراره مرة ثانية في حق إبليس.. ولذلك بدا غامضا أصل الضمير "من حيث على ماذا يعود؟؟" حتى جاء الحكم والأمر في حق آدم فأصبح واضحا كي تتعادل الكفتان كل منهما دخل الجنة التي حدثنا عنها القرآن الكريم وكلاهما خرج منها بمعصية فأصبحت من ثمة هذه الجنة تحمل معنيين سابق ولاحق.. فالسابق حين اعتبرت ظرف اختبار واللاحق حين صيرت ظرف جزاء.. أو بمعنى آخر تحولت تلك الجنة من مكان اختبار وامتحان وابتلاء إلى مكان جزاء ووعد للطائعين والمتقين ومن ثمة أضحت جنة الخلود بما أنها أصبحت جنة للجزاء..
فبعدما كانت فضاء لمعرفة الطائع الكامل أصبحت هدفا له وملاذا ولو بعد حين، وقد حافظت على الخصائص التي كانت عليها قبل أن تصبح جنة الخلود.. وتلك الخصائص هي التي جاء ذكرها في سورة "طه" حيث يقول المولى جل وعلا لآدم عليه السلام: ((...إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وإنك لا تظمأ فيها ولا تضحى..)) (طه:116)
إن الخطأ الذي ينتابنا أحيانا هو أننا نناقش قضية أو فكرة قبلية انطلاقا من قضية أو فكرة بعدية.. بمعنى آخر عندما نتحدث مثلا عن قضية السجود فإننا نناقش الموضوع بالفكرة الإسلامية الحاضرة - والموغلة في القدم- التي تعتبره عبادة لا تجوز إلا لله تعالى في حين أن أمر السجود كان في زمن آخر ومكان آخر وأجواء أخرى مختلفة تماما عن الفضاء والأجواء التي ننطلق منها نحن في الدنيا قبل جعل السجود فكرة إنسانية تشريعية لها بعد العبادة وبعد التكليف، بمعنى آخر كان السجود في إطار تلك الظروف التي حكينا عنها يحمل معنى آخر مخالفا لما جاء بعد التشريع تماما كما كان آدم عليه السلام رجلا عاديا ممتحنا قبل أن يصبح نبيا مرسلا حاملا للأمانة مسؤولا عنها..



وكذلك الأمر بالنسبة لقضية الجنة هل هي جنة الخلد أم جنة في الأرض أم جنة أخرى؟؟


أريد فقط أن أطرح سؤالا وهو كالتالي متى كانت قضية الخلود في الجنة سارية المفعول أقبل أول تشريع رباني أم بعده؟ هنا تدخل قضية التطور التدريجي للأشياء على مستوى الخلق والفكرة والزمان والمكان والقضية والأحداث ومن ثمة على مستوى الألفاظ والمعاني والدلالات.. وليس تطورا من جانب واحد..

أبو شامة المغربي
05/08/2007, 10:35 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
الجنة في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
جاء في الذكر الحكيم بعد
بسم الله الرحمن الرحيم
"قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً، لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ"
سورة الأعراف/ الآية 18
"قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا، فَإِنَّكَ رَجِيمٌ"
سورة الحجر/ الآية 34
"قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا، فَإِنَّكَ رَجِيمٌ، وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ"
سورة ص/ الآية 77
قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا، فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا، فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ"
سورة الأعراف/ الآية 13
"قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً،فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى، فَمَن تَبِعَ هُدَايَ، فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ، وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ"
سورة البقرة/ الآية 38
صدق الله العظيم
الراجح والله أعلم، هو أن ضمير الغائبة "ها"، المثبت في هذه الآيات القرآنية الكريمة يدل على الجنة التي وعد الله عز وجل بها عباده المتقين، وأن الجنة المقصودة خطا وروحا في هذه الآيات الكريمة هي جنة الخلد، إذ أن تعريفها بـ"أل"، وشتان بين ما يعنيه التعريف وما يدل عليه التنكير، وفحوى السياق يشهدان بأن الجنة المعنية هي جنة المأوى، وليس جنة امتحان واختبار لآدم عليه السلام وزوجه حواء، فلنقرأ بروية الآيات القرآنية التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ، وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا، وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ، فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ"
سورة البقرة/ الآيات 35
"وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ، فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا، وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ، فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ"
سورة الأعراف/ الآية 19
"فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ، فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ، بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا، وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ، وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا: أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ، وَأَقُل لَّكُمَا: إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ"
سورة الأعراف/ الآية 22
"يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ، كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ، يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا، إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ، إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ"
سورة الأعراف/ الآية 27
"فَقُلْنَا: يَا آدَمُ، إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ، فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى"
سورة طه/ الآية 117
"فَأَكَلَا مِنْهَا، فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا، وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ، وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى"
سورة طه/ الآية 121
صدق الله العظيم، وبلغ رسوله الصادق الأمين
عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
05/08/2007, 11:07 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
الجنة في القرآن الكريم
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
يقول الحكيم العليم
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"
سورة آل عمران/ الآية 133
"قُلْ: أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ؟ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيراً"
سورة الفرقان/ الآية 15
"وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ"
سورة الشعراء/ الآية 85
"عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى"
سورة النجم/ الآية 15
"فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ"
سورة الواقعة/ الآية 89
"سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ، أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ، وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ"
سورة الحديد/ الآية 21
"فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ"
سورة الحاقة/ الآية 22
"أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ"
سورة المعارج/ الآية 38
"وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً"
سورة الإنسان/ الآية 12
"فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ"
سورة الغاشية/ الآية 10
صدق الله العظيم، وبلغ رسوله الصادق الأمين
عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

المساوي
05/08/2007, 11:59 AM
أشكرك أخي الكريم أبا شامة على ما تفضلت به ونعم به وأكرم..

إن القضية أخي الفاضل تحتاج فعلا إلى روية وإمعان نظر..

خصوصا إذا نظرنا إلى ما جادت به قرائح السلف الصالح

في هذه النقطة وما دار بينهم من خلاف حولها

والذي كان مركز الحوار فيه

قد انقسم حول هل هي جنة الخلد التي وعد المتقون

فلماذا يخرج منها من دخلها أول مرة..

أم هي جنة بمعنى الربوة في أرض زاهرة مخضرة..

أم هي جنة أخرى كانت للاختبار؟؟؟

وكل هذا يحاول أصحابه التدليل عليه

من النصوص الدينية واللغوية..إلخ..

لكن يبدو أن كلامي لم يكن واضحا كما يجب

فأنا لم أختر من هذه الآراء رأيا دعمته

أو رجحته على غيره..

بل ما قمت به هو توضيح أن تلك الجنة

هي فعلا جنة الخلد لكن هي كذلك

في الوقت نفسه كانت جنة امتحان

قبل أن تصبح جنة المأوى بمعنى آخر كلمة الله العليا

بكينونة ذلك المكان جنة المأوى

لم يسر مفعولها على الخلق إلا بعد أن أصبح هذا الخلق مسؤولا

"مسؤولية وعد ووعيد"..

فهو المكان الواحد - وليس أماكن متعددة -

الذي كان في زمن محدد للاختبار..

ثم كان في زمن آخر وعدا صادقا من الله لعباده الأخيار..

وقد كان في علم الله تعالى أنها هي جنة الخلد

منذ أن خلقها وبناها وسوى أمرها..

إلا أنها خضعت هي لإرادة المولى جل وعلا

كي تكون في وقت ما فضاء للاختبار..

وحتى يتم التعرف على المكان الذي سيؤول به الأمر

إلى أن يصبح هدفا فيما بعد ويصبو ويهفو إليه

كل تائب وآيب إلى الله تعالى..

إنها هي هي بكل تفاصيلها الجغرافية والطبيعية والجزائية

التي وصفت بها في النصوص القرآنية والحديثية

إلا أنها عاشت هي الأخرى مرحلتين تاريخيتين عظيمتين

أرادهما لها الله تعالى..

وهو الفعال لما يريد سبحانه وتعالى..

أبو شامة المغربي
05/08/2007, 12:06 PM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
آدم في الحديث النبوي الشريف
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
"أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم، فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه ، فنهس منها نهسة ثم قال: (أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مم ذلك؟ يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، وتدنو الشمس، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس: ألا ترون ما قد بلغكم، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض: عليكم بآدم، فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له: أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه، ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى نوح ..."
الراوي: أبو هريرة - الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري- المصدر: الجامع الصحيح
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
05/08/2007, 12:12 PM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
آدم في الحديث النبوي الشريف
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
"خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك، نفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن"
الراوي: أبو هريرة - الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري- المصدر: الجامع الصحيح
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
05/08/2007, 12:16 PM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
آدم في الحديث النبوي الشريف
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
"أول من يدعى يوم القيامة آدم، فتراءى ذريته، فيقال: هذا أبوكم آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: أخرج بعث جهنم من ذريتك، فيقول: يا رب كم أخرج، فيقول: أخرج من كل مائة تسعة وتسعين، فقالوا: يا رسول الله، إذا أخذ منا من كل مائة تسعة وتسعون، فماذا يبقى منا؟ قال: إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود".
الراوي: أبو هريرة - الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري- المصدر: الجامع الصحيح
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
05/08/2007, 12:22 PM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
آدم في الحديث النبوي الشريف
http://ektob.com/uploads/n/nourresala/4392.gif
"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يتفلون ولا يمتخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة - الألنجوج، عود الطيب - وأزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعا في السماء)".
الراوي: أبو هريرة - الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري- المصدر: الجامع الصحيح
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

نهي رجب محمد
05/08/2007, 09:25 PM
الموضوع شيق والمناقشة فيه بهذه الدقة مفيدةجزاكم الله خيرا والله اعلم سهيلة:idea:

أحمد الحمّادي
29/03/2008, 06:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قضية في غاية الاهمية, ونقاش علمي ممتاز
ولكن السؤال لماذا توقف النقاش عند هذه النقطة
القضية لم تنضج بعد, تحتاج المزيد
أين الأستاذ المساوي ؟
أين الدكتور أبو شامة ؟


أرجو المتابعة حتى نستطيع الوصول إلى نتيجة
بارك الله فيكم جميعا

المساوي
24/04/2008, 02:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد نبي الرحمة وآله وصحبه..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته

السلام على كل الأحبة المربديين مشرفين وأعضاء وزوارا..

كيف حال الأحبة كل الأحبة وأخص بالذكر هنا أخي الفاضل الدكتور "أبو شامة المغربي"؟؟

أسأل الله الكريم أن يكون الجميع بخير..

أعود إلى الإخوة الكرام بعد غيبة طالت وأسأل الله تعالى أن أن يكون العود أحمد وأن يديمه سبحانه

وتعالى..

إليكم إخوتي مني كل المحبة والتقدير..

وأرجو التفاعل مع الموضوع والمساهمة بأي فكرة أو مأثور والله الموفق..

أبو شامة المغربي
24/04/2008, 08:44 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
سلام الله عليك أخي الكريم
عبد الرزاق المساوي
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
لله الحمد والشكر على إشراقة شمس حروفك المزهرة من جديد، وليكن بمشيئة الله عز وجل عودك عودا أحمدا ...
نسأل الله جل جلاله أن يرزقنا علما نافعا وقلبا خاشعا
حياك الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
aghanime@hotmail.com

أحمد الحمّادي
24/04/2008, 05:27 PM
قبل دقائق معدودة وصلتني رسالة عبر بريدي الالكتروني وعنوانها منتديات اسواق المربد : رد على مشاركة 'قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."'‏
ففرحت كثيراً , ولكنني ازدت فرحاً وفرحاً عندما فتحتها فوجدت أن الذي قام بالمشاركة في الموضوع هو قلم الأستاذ " المساوي "
الحق كل الحق أني احترم هذا القلم وصاحب هذا القلم, ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نتوجه إلى الله بالدعاء أن لا يحرمنا أشراقة شمس حروف الأستاذ " المساوي "


تابعوا سادتي فإنا متابعون إن شاء الله ..

المساوي
25/04/2008, 01:57 AM
من هنا جاءت بداية البحث عن التساوي والتعادل في النتيجة فلا يعقل في منطق إبليس أن يبقى خارج الجنة وحده بل لابد أن يصاحبه في ذلك غريمه وعدوه آدم الذي كان سببا في طرده.. وهذا بطبيعة الحال يتطلب البحث عن المداخل الضامنة للإيقاع بآدم ومن ثمة الانتصار عليه..
وكان أهم مدخل هو التحريض على الممنوع والمحرم.. ومن هنا كان المنطلق الإبليسي وكانت وسيلته الأساس في الوصول إلى مبتغاه بما أنه خارج الجنة وبعيد جسديا عن آدم وزوجه..
كانت وسيلته هي التأثير عن بعد وذلك باستعمال ما كان من طبيعة خلقته: النار التي يشتد أوارها في مكان بعيد ويسرح دخانها في مكان أبعد منه.. والوسوسة تلك عملية إستراتيجية خطيرة استطاع إبليس استغلالها لصالحه سلاحا نفاثا من خلاله سينفث في روع آدم كل ما يمكنه من تحقيق ما يصبو إلى تحقيقه من أهداف حربية تؤدي في آخر المطاف إلى هزيمة آدم..
فكان هذا الوسواس عبارة عن أسلحة فتاكة تنخر النفس في حالها الضعيفة ومن ثمة تسيطر على مراكز القوة فتشل الحركة إلا في إطار ما يصبو إليه الموسوس..
هذا الأخير الذي يسعى إلى التأثير على الخصم كي يوقعه.. وهذا هو ما قام به إبليس في حق آدم لما سخر الوسوسة وهي خاصية جنية شيطانية مرتبطة بالطبيعة النارية التي يكون أوارها في مكان ودخانها في مكان آخر بعيد..
إذن سخرها واستغلها كطبيعة خلقية من أجل التحريض والإغواء والتزيين والضرب على الأوتار الحساسة والتخويف من المصير المجهول والتشكيك فيما هو موعود به وتقديم الأمور على غير حقيقتها أو على غير أصلها وذلك بجمال اللفظ وحسن التعبير، ورونق السبك وبهاء المظهر، وتنميق المنظر وزركشة النتائج والرفع من قيمة الأهداف وتصوير الحقيقة الربانية في صورة مغلوطة ومزيفة..
وذلك للحصول على ثقة المخاطب/المتلقي والذي هو آدم وبعد ذلك يتم تحقيق الهدف المرسوم من قبل إبليس والذي هو في آخر المطاف انتقام ورد الاعتبار النفسي والتساوي في المعصية والخروج من الرحمة والجنة..




°°**..أرجو التثبيت..**°°

أحمد الحمّادي
25/04/2008, 05:52 AM
أستاذنا الكريم عبد الرزاق المساوي :
هل الاجتهاد جائز في حق الملائكة؟
وكيف نستطيع أن نوفق بين قولهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ) وبين قولهم ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا)
يعني هل يمكننا أن نقول بأن قولهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ) كان عن سابق علم علمه الله إياهم , وعلى أساس هذا العلم بنوا قولهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ) ؟
تساؤلات تنتظر إجابتكم سيدي

المساوي
25/04/2008, 05:07 PM
قبل دقائق معدودة وصلتني رسالة عبر بريدي الالكتروني وعنوانها منتديات اسواق المربد : رد على مشاركة 'قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."'‏
ففرحت كثيراً , ولكنني ازدت فرحاً وفرحاً عندما فتحتها فوجدت أن الذي قام بالمشاركة في الموضوع هو قلم الأستاذ " المساوي "
الحق كل الحق أني احترم هذا القلم وصاحب هذا القلم, ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نتوجه إلى الله بالدعاء أن لا يحرمنا أشراقة شمس حروف الأستاذ " المساوي "


تابعوا سادتي فإنا متابعون إن شاء الله ..


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:


يسرني أخي الفاضل أن تكون من المتابعين لهذا النقاش الثر والمشاركين في هذا الحوار الطيب.. وزادك الله تعالى فرحا وفرحا في الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب..

وأشكرك أخي الكريم على كلماتك العذبة في القلم وصاحبه.. وما هذا إلا من حسن خلقك زادك الله فضلا على فضلك..

وأسأل الله الكريم ألا يحرمنا من بعضنا على أرض هذا المربد الخصيب..

ولنا إن شاء الله تعالى جولات عديدة حول هذا الموضوع المثير للجدل والنقاش منذ القديم والله الموفق لكل خير..


والسلام على كل الأحبة ورحمة من الله وبركاته

المساوي
25/04/2008, 05:24 PM
أستاذنا الكريم عبد الرزاق المساوي :
هل الاجتهاد جائز في حق الملائكة؟
وكيف نستطيع أن نوفق بين قولهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ) وبين قولهم ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا)
يعني هل يمكننا أن نقول بأن قولهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ) كان عن سابق علم علمه الله إياهم , وعلى أساس هذا العلم بنوا قولهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ) ؟
تساؤلات تنتظر إجابتكم سيدي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


أخي المفضال أحمد زادنا الله وإياك علما ومعرفة وفهما..


إن الإجابة عن هذا السؤال لهو أس الموضوع ولبه ونحن نحاول -بإذن الله تعالى-

التدرج للحصول عليه وليس للوصول إليه لأن الإجابة الصحيحة كما أراها والله تعالى

أعلى وأعلم ما أظن أني عثرت عليها في بحثي المتواصل في هذا الموضوع بأي مصدر

أو مرجع..

ولذلك وضعت هذا العنوان " لماذا قالت الملائكة:.......؟" على صفحات مربدنا الزاهر لعلي

أعثر على من يطرح شيئا مما أجد في نفسي جوابا لسؤالنا هذا..

وعليه أتمنى من كل المربديين أن يجدوا معنا في البحث والتنقيب في كل ما يتيسر من

مصادر العلم والمعرفة كي نغني الموضوع من جهة ثم نخرجه من دائرة الخلاف من جهة

ثانية..


((**والله الموفق لكل خير**))

أحمد الحمّادي
25/04/2008, 06:58 PM
وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته
بارك الله فيكم أستاذنا الحبيب " عبد الرزاق المساوي " على كلماتكم التي تنبض بالمحبة والجمال والنور , وأسأله تعالى أن يجعلنا من المتحابين في جلاله, وان يظلنا في ظله يوم لا ظل الا ظله ..آمين.
أستاذنا الكريم
قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله تعالى في تفسيره الكبير لجواب الملائكة: ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا):
والذين أنكروا معصيتهم(أي الملائكة) ذكروا في ذلك وجهين: الأول: أنهم إنما قالوا ذلك على وجه الاعتراف بالعجز والتسليم بأنهم لا يعلمون ما سئلوا عنه وذلك لأنهم قالوا إنا لا نعلم إلا ما علمتنا فإذا لم تعلمنا ذلك فكيف نعلمه، الثاني: أن الملائكة إنما قالوا: { أَتَجْعَلُ فِيهَا } لأن الله تعالى أعلمهم ذلك فكأنهم قالوا إنك أعلمتنا أنهم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء فقلنا لك أتجعل فيها من يفسد فيها وأما هذه الأسماء فإنك ما أعلمتنا كيفيتها فكيف نعلمها.


انتهى كلام الرازي

المساوي
25/04/2008, 11:44 PM
وبارك فيك أخي الحبيب وجمعنا في رحمته..


أخي الفاضل إن الشيخ الرازي جمع في تفسيره لهذه القصة أقوالا كثيرة وآراء عديدة ناقش بعضها

ودحض ثانية وأشار إلى إلى أخرى على سبيل الاستئناس..


ولذلك يمكن نقل *بين الحين والحين* بعض ما جاء في ذلك الكتاب على أساس أنه جمع

بعض ما تفرق في غيره، وإن كنت أعتبر أكثر ما جاء في الموضوع زيادات كانت نتيجة فهم

غير موفق للقصة القرآنية بشكل عام ولقصة آدم عليه السلام بشكل خاص..

أحمد الحمّادي
26/04/2008, 10:51 AM
أستاذنا الكريم " عبد الرزاق المساوي " بارك الله فيكم وزادك علما وفهما
لنا عودة إن شاء الله ..

أبو شامة المغربي
27/04/2008, 06:30 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
سلام الله عليكم أهل المربد الكرام
ورحمته تعالى وبركاته
وبعد ...
يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (http://javascript<b></b>:Open_Menu())*وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَٰئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَٰدِقِينَ (http://javascript<b></b>:Open_Menu())*قَالُواْ سُبْحَٰنَكَ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ (http://javascript<b></b>:Open_Menu())*قَالَ يَآ ءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِيۤ أَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (http://javascript<b></b>:Open_Menu())"
صدق الله العظيم
جاء في "تفسير القرآن" للفيروز آبادي
(المتوفى عام 817 هـ)
الآتي:
{وَإِذْ قَالَ} وقد قال {رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ} الذين كانوا في الأرض {إِنِّي جَاعِلٌ} خالق أخلق {فِي ٱلأَرْضِ} من الأرض {خَلِيفَةً} بدلاً منكم {قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا} أتخلق فيها {مَن يُفْسِدُ فِيهَا} بالمعاصي {وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ} بالظلم {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} نصلي لك بأمرك {وَنُقَدِّسُ لَكَ} ونذكرك بالطهارة {قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ} ما يكون من ذلك الخليفة {مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا} أسماء الذرية ويقال أسماء الدواب وغير ذلك حتى القصعة والقصيعة والسكرجة {ثُمَّ عَرَضَهُمْ} على مذهب الشخوص {عَلَى ٱلْمَلاَئِكَةِ} الذين أمروا بالسجود {فَقَالَ أَنْبِئُونِي} أخبروني {بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ} الخلق والذرية {إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} في مقالتكم الأولى {قَالُواْ سُبْحَانَكَ} تبنا إليك من ذلك {لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ} ألهمتنا {إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ} بنا وبهم {ٱلْحَكِيمُ} بأمرنا وبأمرهم {قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُمْ} أخبرهم {بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ} أخبرهم {بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِيۤ أَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ} غيب ما يكون في السموات والأرض {وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ} ما تظهرون لربكم من الطاعة لآدم {وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} منه ويقال ما أبدى لهم إبليس وما كنتم منهم.
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
27/04/2008, 06:41 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
سلام الله عليكم أهل المربد الكرام
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ، وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ؟ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu())"
صدق الله العظيم
جاء في "تفسير بحر العلوم" للسمرقندي
(المتوفى عام 375هـ)
الآتي:
قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰئِكَةِ} روي عن أبي عبيدة أنه قال: معناه وقال ربك للملائكة وإذ زيادة، وروي عن الفراء أنه قال: واذكر معناه إذ قال ربك وقال مقاتل: معناه، وقد قال ربك للملائكة، والملائكة: جماعة الملك، وهذا اللفظ على غير القياس لأنه يقال: ملائكة بالهمز ويقال للواحد: ملك بغير همز، وإنما قيل ذلك لأنه في الأصل كان مألك بالهمز، فأسقط الهمز للتخفيف. وأصله من: ألك يألك (ألوكا) وهو الرسالة. كما قال القائل:
وغلام أرسلته أمه*بألوك، فبذلنا ما سأل
وإنما سميت الملائكة ملائكة لأنهم رسل الله تعالى، وإنما أراد ها هنا بعض الملائكة، وهم الملائكة الذين كانوا في الأرض، وذلك أن الله تعالى لما خلق الأرض، خلق الجان من مارج من نار، أي من لهب من نار لا دخان لها، فكثر نسله، وهم الجان بنو الجان، فعملوا في الأرض بالمعاصي وسفكوا الدماء، فبعث الله تعالى ملائكة سماء الدنيا، وأمر عليهم إبليس وكان اسمه عزازيل، حتى هزموا الجن، وأخرجوهم من الأرض إلى جزائر البحار، وسكنوا الأرض، فصار الأمر عليهم في العبادة أخف، لأن كل صنف من الملائكة يكون أرفع في السماوات، فيكون خوفهم أشد وملائكة سماء الدنيا يكون أمرهم أيسر من الذين فوقهم، فلما سكنوا الأرض صار الأمر عليهم أخف مما كانوا، وسكنوا الأرض واطمأنوا إليها، وكل من اطمأن إلى الدنيا أمر بالتحول عنها، فأخبرهم الله تعالى أنه يريد أن يخلق في الأرض خليفة [فذلك قوله تعالى {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰئِكَةِ} يعني الذين هم في الأرض {إِنِّي جَاعِلٌ فِى ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً} يعني أريد أن أخلق في الأرض خليفة] سواكم.
فشق ذلك عليهم وكرهوا ذلك {فَقَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا} يعني أتخلق فيها {مَن يُفْسِدُ فِيهَا} كما أفسدت الجن {وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَاء} كما سفكت الجن {وَنَحْنُ نُسَبّحُ بِحَمْدِكَ} أي نصلي لك بأمرك، ويقال معناه: نحن نسبح بحمدك ونحمدك {وَنُقَدِّسُ لَكَ} قال بعضهم: نقدس أنفسنا لك، يعني نطهر أنفسنا بالعبادة عن المعصية، وقال بعضهم: نقدس لك، أي ننسك إلى الطهارة ونقدس أنفسنا لك: {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} قال مجاهد: علم من إبليس المعصية وعلم من آدم الخدمة والطاعة، ولم تعلم الملائكة بذلك. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: قد علم أنه سيكون من بني آدم من يسبح بحمده ويقدس له ويطيعه، ويقال: قد علم الله تعالى أنه سيكون في ولد آدم من الأنبياء والصالحين والأبرار، وذكر في الخبر أنه لما أراد الله تعالى أن يخلق آدم بعث جبريل ليجمع التراب من وجه الأرض، فلما نزل جبريل وأراد أن يجمع التراب، قالت له الأرض: بحق الله عليك لا تفعل، فإني أخشى أن يخلق من ذلك خلقاً يعصي الله تعالى فأستحي من ربي.
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
27/04/2008, 06:53 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
سلام الله عليكم أهل المربد الكرام
ورحمته عز وجل وبركاته
وبعد ...
يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ، وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ؟ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu())"
صدق الله العظيم
جاء في "تفسير النكت والعيون" للماوردي
(المتوفى عام 450هـ)
الآتي:
قوله عز وجل: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ في الأَرْضِ خَلِيفَةً}، في قوله: "وَإِذْ" وجهان: أحدهما: أنه صلة زائدة، وتقدير الكلام: وقال ربك للملائكة، وهذا قول أبي عبيدة، واستشهد بقول الأسود بن يعفر:
فَإِذَا وَذلِكَ لاَ مَهَاةَ لذِكْرِهِ*وَالدَّهْرُ يَعْقُبُ صَالِحاً بِفَسَادِ
والوجه الثاني: أن "إذ" كلمة مقصورة، وليست بصلة زائدة، وفيها لأهل التأويل قولان: أحدهما: أن الله تعالى لما ذكَّر خلقه نِعَمَهُ عليهم بما خلقه لهم في الأرض، ذكّرهم نِعَمَهُ على أبيهم آدَمَ {إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}، وهذا قول المفضَّل.والثاني: أن الله تعالى ذكر ابتداء الخلق، فكأنه قال: وابتدأ خلقكم {إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}، وهذا من المحذوف الذي دَلَّ عليه الكلام، كما قال النمر بن تَوْلَبَ:
فَإِنَّ الْمَنَّيةَ مَنْ يَخْشَهَا* فَسَوفَ تُصَادِفُهُ أَيْنَمَا
يريد: أينما ذهب، فأما الملائكة فجمع مَلَكٍ، وهو مأخوذ من الرسالة، يقال: ألِكِني إليها أي أرسلني إليها، قال الهذلي:
ألِكْنِي وَخَيْرُ الرَّسُو*لِ أَعْلَمُهُمْ بنواحِي الخَبَرْ
والألوك الرِّسالة، قال لبيد بن ربيعة:
وَغُلاَمٍ أَرْسَلَتْهُ أُمُّهُ*بأَلُوكٍ فَبَذَلْنَا مَا سَألْ
وإنما سميت الرسالة ألوكاً لأنها تُؤْلك في الفم، والفرس يألك اللجام ويعلكه، بمعنى يمضغ الحديد بفمه، والملائكة أفضل الحيوان وأعقل الخلق، إلا أنهم لا يأكلون، ولا يشربون، ولا ينكحون، ولا يتناسلون، وهم رسل الله، لا يعصونه في صغير ولا كبير، ولهم أجسام لطيفة لا يُرَوْنَ إلا إذا قوَّى الله أبصارنا على رؤيتهم، وقوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ في الأَرْضِ خَلِيفَةً} اختلف في معنى {جاعل} على وجهين: أحدهما: أنه بمعنى خالق، والثاني: بمعنى جاعل، لأن حقيقة الجَعْل فِعْلُ الشيء على صفةٍ، وحقيقة الإحداث إيجاد الشيء بعد العدم، و{الأرض} قيل: إنها مكة، وروى ابن سابط، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دُحِيَت الأرضُ من مكةَ"، ولذلك سميت أم القرى، قال: وقبر نوح، وهود، وصالح، وشعيب بن زمزم، والركن، والمقام، وأما "الخليفة" فهو القائم مقام غيره، من قولهم: خَلَفَ فلانٌ فلاناً، والخَلَفُ بتحريك اللام من الصالحين، والخَلْفُ بتسكينها من الطالحين، وفي التنزيل:
"فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ"
[مريم: 59]
وفي الحديث: "ينقل هذا العِلْمَ من كل خَلَفٍ عُدُولُهُ"، وفي خلافة آدم وذريته ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه كان في الأرض الجِنُّ، فأفسدوا فيها، سفكوا الدماء، فأُهْلِكوا، فَجُعِل آدم وذريته بدلهم، وهذا قول ابن عباس.
والثاني: أنه أراد قوماً يَخْلُفُ بعضهم بعضاً من ولد آدم، الذين يخلفون أباهم آدم في إقامة الحق وعمارة الأرض، وهذا قول الحسن البصري.
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
27/04/2008, 07:10 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
سلام الله عليكم أهل المربد الكرام
ورحمته عز وجل وبركاته
وبعد ...
يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ، وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ؟ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu())"
صدق الله العظيم
جاء في "تفسير معالم التنزيل" للبغوي
(المتوفى عام 516هـ)
الآتي:
قوله تعالىٰ: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ} أي وقال ربك وإذ زائدة وقيل: معناه واذكر إذ قال ربك وكذلك كل ماورد في القرآن من هذا النحو، فهذا سبيله، وإذ وإذا حرفا توقيت، إلا أن إذ للماضي وإذا للمستقبل، وقد يوضع أحدهما موضع الآخر قال المبرد: إذا جاء (إذ) مع المستقبل كان معناه ماضياً كقوله تعالىٰ
{وإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ}
[الأنفال: 30]
يريد وإذ مكروا، وإذا جاء (إذا) مع الماضي كانت معناه مستقبلاً كقوله:
{فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ}
[النازعات: 34]
{إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ}
[النصر: 1]
أي: يجيء {لِلْمَلَـٰئِكَةِ} جمع ملك وأصله مألك من المَأَلُكَة والألوُكَةِ والألُوكِ، وهي: الرسالة فقلبت فقيل مَلأْك، ثم حذفت الهمزة طلباً للخفة لكثرة استعماله ونقلت حركتها إلى اللام فقيل: مَلَك، وأراد بهم الملائكة الذين كانوا في الأرض، وذلك أن الله تعالىٰ خلق السماء والأرض، وخلق الملائكة والجن، فأسكن الملائكة السماء، وأسكن الجن الأرض، فغبروا فعبدوا دهراً طويلاً في الأرض، ثم ظهر فيهم الحسد والبغي، فأفسدوا وقتلوا، فبعث الله إليهم جنداً من الملائكة يقال لهم: الجن، وهم خزان الجنان اشتق لهم من الجنة رأسهم إبليس، وكان رئيسهم ومرشدهم وأكثرهم علماً، فهبطوا إلى الأرض، فطردوا الجن إلى شعوب الجبال (وبطون الأودية) وجزائر البحور، وسكنوا الأرض، وخفف الله عنهم العبادة، وأعطى الله إبليس ملك الأرض، وملك السماء الدنيا وخزانة الجنة، فكان يعبد الله تارة في الأرض، وتارة في السماء، وتارة في الجنة، فدخله العجب، فقال في نفسه: ما أعطاني الله هذا الملك إلاّ لأني أكرم الملائكة عليه، فقال الله تعالى له ولجنده: {إِنِّي جَاعِلٌ} خالق {فِى ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً} أي بدلاً منكم ورافعكم إلي، فكرهوا ذلك لأنهم كانوا أهون الملائكة عبادة، والمراد بالخليفة هٰهنا آدم، سماه خليفة لأنه خلف الجن أي جاء بعدهم، وقيل لأنه يخلفه غيره، والصحيح أنه خليفة الله في أرضه لإِقامة أحكامه، وتنفيذ وصاياه {قَالُوۤاْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا} بالمعاصي {وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ} بغير حق، أي كما فعل بنو الجان فقاسوا الشاهد على الغائب، وإلا فهم ما كانوا يعلمون الغيب {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} قال الحسن: نقول سبحان الله وبحمده، وهو صلاة الخلق وصلاة البهائم وغيرهما سوى الآدميين، وعليها يرزقون.
أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان أنا مسلم بن الحجاج أنا زهير بن حرب أنا حبان بن هلال أنا وهيب أنا سعيد الجريري عن أبي عبد الله الجسري عن عبادة بن الصامت عن أبي ذر "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الكلام أفضل قال: «ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده سبحان الله وبحمده»"
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
27/04/2008, 07:36 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
سلام الله عليكم أهل المربد الكرام
ورحمته عز وجل وبركاته
وبعد ...
يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu())*وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَٰئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَٰدِقِينَ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu())*قَالُواْ سُبْحَٰنَكَ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu())"
صدق الله العظيم
جاء في "تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" لابن عطية
(المتوفى عام 546هـ)
الآتي:
قال معمر بن المثنى: "إذ زائدة، والتقدير وقال ربك". قال أبو إسحاق الزجاج: "هذا اجتراء من أبي عبيدة ". قال القاضي أبو محمد: وكذلك رد عليه جميع المفسرين.وقال الجمهور: ليست بزائدة وإنما هي معلقة بفعل مقدر تقديره واذكر إذ قال، وأيضاً فقوله: {خلق لكم ما في الأرض جميعاً} الآية، يقتضي أن يكون التقدير وابتداء خلقكم إذ قال ربك للملائكة، وإضافة رب إلى محمد صلى الله عليه وسلم ومخاطبته بالكاف تشريف منه له، وإظهار لاختصاصه به، والملائكة واحدها ملك أصله ملاك على وزن مفعل من لاك إذا أرسل، وجمعه ملائكة على وزن مفاعلة.وقال قوم: أصل ملك مألك، من ألك إذا أرسل، ومنه قول عدي بن زيد: [الرمل]
أبلغ النعمان عني مألكاً* أنه قد طال حبسي وانتظاري
واللغتان مسموعتان لأك وألك، قلبت فيه الهمزة بعد اللام فجاء وزنه معفل، وجمعه ملائكة، وزنه معافلة.وقال ابن كيسان: "هو من ملك يملك، والهمزة فيه زائدة كما زيدت في شمأل من شمل، فوزنه فعأل، ووزن جمعه فعائلة " وقد يأتي في الشعر على أصله كما قال: [الطويل]
فلستِ لأنسيٍّ ولكنْ لمَلأكٍ*تَنَزَّلَ مَن جَوِّ السماءِ يصُوبُ
وأما في الكلام فسهلت الهمزة وألقيت حركتها على اللام أو على العين في قول ابن كيسان فقيل ملك، والهاء في ملائكة لتأنيث الجموع غير حقيقي، وقيل هي للمبالغة كعلامة ونسابة، والأول أبين.وقال أبو عبيدة: " الهمزة في ملائكة مجتلبة لأن واحدها ملك".قال القاضي أبو محمد بن عبد الحق رضي الله عنه: فهذا الذي نحا إليه ابن كيسان.و{جاعل} في هذه الآية بمعنى خالق، ذكره الطبري عن أبي روق، ويقضي بذلك تعديها إلى مفعول واحد، وقال الحسن وقتادة: "جاعل بمعنى فاعل".وقال ابن سابط عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الأرض هنا يعني بها مكة، لأن الأرض دحيت من تحتها، ولأنها مقرٌّ من هلك قومه من الأنبياء، وإن قبر نوح وصالح بين المقام والركن". و{خليفة} معناه من يخلف.قال ابن عباس: "كانت الجن قبل بني آدم في الأرض فأفسدوا وسفكوا الدماء، فبعث الله إليهم قبيلاً من الملائكة قتلهم، وألحق فلَّهم بجزائر البحار ورؤوس الجبال، وجعل آدم وذريته خليفة".وقال الحسن: "إنما سمى الله بني آدم خليفة، لأن كل قرن منهم يخلف الذي قبله، الجيل بعد الجيل".قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: ففي هذا القول، يحتمل أن تكون بمعنى خالفة وبمعنى مخلوفة.
وقال ابن مسعود: "إنما معناه خليفة مني في الحكم بين عبادي بالحق وبأوامري" يعني ذلك آدم عليه السلام، ومن قام مقامه بعده من ذريته.وقرأ زيد بن علي "خليقة" بالقاف.وقوله تعالى: {قالوا أتجعل فيها} الآية، وقد علمنا قطعاً أن الملائكة لا تعلم الغيب ولا تسبق بالقول، وذلك عام في جميع الملائكة، لأن قوله: "لا يسبقونه بالقول" خرج على جهة المدح لهم.قال القاضي أبو بكر بن الطيب: "فهذه العموم، فلا يصح مع هذين الشرطين، إلا أن يكون عندهم من إفساد الخليفة في الأرض نبأ ومقدمة".قال ابن زيد وغيره: إن الله تعالى أعلمهم أن الخليفة سيكون من ذريته قوم يفسدون ويسفكون الدماء، فقالوا لذلك هذه المقالة.قال القاضي أبو محمد: فهذا إما على طريق التعجب من استخلاف الله من يعصيه، أو من عصيان من يستخلفه الله في أرضه وينعم عليه بذلك، وإما على طريق الاستعظام والإكبار للفصلين جميعاً، الاستخلاف، والعصيان.وقال أحمد بن يحيى ثعلب وغيره: إنما كانت الملائكة قد رأت وعلمت ما كان من إفساد الجن وسفكهم الدماء في الأرض، فجاء قولهم {أتجعل فيها} الأية، على جهة الاستفهام المحض، هل هذا الخليفة على طريقة من تقدم من الجن أم لا؟وقال آخرون: كان الله تعالى قد أعلم الملائكة أنه يخلق في الأرض خلقاً يفسدون ويسفكون الدماء، فلما قال لهم بعد ذلك: {إني جاعل} {قالوا أتجعل فيها} الآية، على جهة الاسترشاد والاستعلام، هل هذا الخليفة هو الذي كان أعلمهم به قبل أو غيره؟والسفك صب الدم، هذا عرفه، وقد يقال سفك كلامه في كذا إذا سرده، وقرأءة الجمهور بكسر الفاء، وقرأ أبو حيوة وابن أبي عبلة: "ويسفكُ" بضم الفاء، وقرأ ابن هرمز "ويسفك" بالنصب بواو الصرف كأنه قال: من يجمع أن يفسد وأن يفسك، وقال المهدوي: هو نصب في جواب الاستفهام، قال القاضي أبو محمد والأول أحسن.وقولهم: {ونحن نسبح بحمدك} قال بعض المتأولين: هو على جهة الاستفهام، كأنهم أرادوا {ونحن نسبح بحمدك} الآية، أن نتغير عن هذه الحال.قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: وهذا يحسن مع القول بالاستفهام المحض في قولهم: {أتجعل}؟، وقال آخرون: معناه التمدح ووصف حالهم، وذلك جائز لهم كما قال يوسف عليه السلام:
{ إني حفيظ عليم }
[يوسف: 55].قال القاضي أبو محمد: وهذا يحسن مع التعجب الاستعظام لأن يستخلف الله من يعصيه في قولهم {أتجعل} وعلى هذا أدبهم بقوله تعالى: {إني أعلم ما لا تعلمون}، وقال قوم: معنى الآية ونحن لو جعلتنا في الأرض واستخلفتنا نسبح بحمدك، وهذا أيضاً حسن مع التعجب والاستعظام في قولهم: {أتجعل}، ومعنى {نسبح بحمدك} ننزهك عما لا يليق بك وبصفاتك، وقال ابن عباس وابن مسعود: "تسبيح الملائكة صلاتهم لله".وقال قتادة: "تسبيح الملائكة قولهم سبحان الله على عرفه في اللغة".و{بحمدك} معناه: نخلط التسبيح بالحمد ونصله به، ويحتمل أن يكون قوله {بحمدك} اعتراضاً بين الكلامين، كأنهم قالوا ونحن نسبح ونقدس، ثم اعترضوا على جهة التسليم، أي وأنت المحمود في الهداية إلى ذلك.{ونقدس لك} قال الضحاك وغيره: معناه نطهر أنفسنا لك ابتغاء مرضاتك، والتقديس التطهير بلا خلاف، ومنه الأرض المقدسة أي المطهرة، ومنه بيت المقدس، ومنه القدس الذي يتطهر به.وقال آخرون: {ونقدس لك} معناه ونقدسك أي نعظمك ونطهر ذكرك عما لا يليق به. قاله مجاهد وأبو صالح وغيرهما.وقال قوم: نقدس لك معناه نصلي لك.قال القاضي أبو محمد: وهذا ضعيف.وقوله تعالى: {إني أعلم ما لا تعلمون} الأظهر أن {أعلم} فعل مستقبل، و{ما} في موضع نصب به، وقيل {أعلم} اسم،
و{ما} في موضع خفض بالإضافة، ولا يصح الصرف فيه بإجماع من النحاة، وإنما الخلاف في أفعل إذا سمي به وكان نكرة، فسيبويه والخليل لا يصرفانه، والأخفش يصرفه.واختلف أهل التأويل في المراد بقوله تعالى: {ما لا تعلمون} فقال ابن عباس: " كان إبليس- لعنه الله - قد أعجب ودخله الكبر لما جعله الله خازن السماء الدنيا وشرفه"، وقيل: بل لما بعثه الله إلى قتل الجن الذين كانوا أفسدوا في الأرض، فهزمهم وقتلهم بجنده، قاله ابن عباس أيضاً، واعتقد أن ذلك لمزية له، واستحقب الكفر والمعصية في جانب آدم عليه السلام.قال: فلما قالت الملائكة {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}، وهي لا تعلم أن في نفس إبليس خلاف ذلك، قال الله لهم {إني أعلم ما لا تعلمون} يعني ما في نفس إبليس.وقال قتادة: لما قالت الملائكة {أتجعل فيها من يفسد فيها} وقد علم الله تعالى أن فيمن يستخلف في الأرض أنبياء وفضلاء وأهل طاعة، قال لهم {إني أعلم ما لا تعلمون} يعني أفعال الفضلاء من بني آدم.
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
27/04/2008, 07:54 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
سلام الله عليكم أهل المربد الكرام
ورحمته عز وجل وبركاته
وبعد ...
يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu())"
صدق الله العظيم
جاء في "تفسير زاد المسير في علم التفسير" لابن الجوزي
(المتوفى عام 597هـ)
الآتي:
قوله تعالى: {وإِذ قالَ ربُّكَ للملائِكَةِ}.كان أبو عبيدة يقول: «إذ» ملغاة، وتقدير الكلام: وقال ربك، وتابعه ابن قتيبة، وعاب ذلك عليهما الزجاج وابن القاسم، وقال الزجاج: إذ: معناها: الوقت، فكأنه قال: ابتداء خلقكم إذ قال ربك للملائكة، والملائكة: من الألوك، وهي الرسالة، قال لبيد:
وغلام أرسلتْه أمه*بألوك فبذلنا ما سأل
وواحد الملائكة: ملك، والأصل فيه: ملأك. وأنشد سيبويه:
فلست لإِنسي ولكن لملأكٍ*تنزل من جوِّ السماء يصوب
قال أبو إِسحاق: ومعنى ملأك: صاحب رسالة، يقال: مألَكة ومألُكة وملأكة، ومآلك: جمع مألكة. قال الشاعر:
أبلغ النعمان عني مألكاً*أنه قد طال حبسي وانتظاري
وفي هؤلاء الملائكة قولان: أحدهما: أنهم جميع الملائكة، قاله السدي عن أشياخه، والثاني: أنهم الذين كانوا مع إبليس حين أُهبط إلى الأرض، ذكره أبو صالح عن ابن عباس.ونقل أنه كان في الأرض قبل آدم خلق، فأفسدوا، فبعث الله إبليس في جماعة من الملائكة فأهلكوهم.واختلفوا ما المقصود في إخبار الله عز وجل الملائكة بخلق آدم على ستة أقوال.أحدها: أن الله تعالى علم في نفس إبليس كبراً، فأحب أن يطلع الملائكة عليه، وأن يظهر ما سبق عليه في علمه، رواه الضحاك عن ابن عباس، والسدي عن أشياخه.والثاني: أنه أراد أن يبلو طاعة الملائكة، قاله الحسن.والثالث: أنه لما خلق النار خافت الملائكة، فقالوا: ربنا لمن خلقت هذه؟ قال: لمن عصاني، فخافوا وجود المعصية منهم، وهم لا يعلمون بوجود خلق سواهم، فقال لهم:
{إني جاعل في الأرض خليفة}
[البقرة:30] قاله ابن زيد.والرابع: أنه أراد إظهار عجزهم عن الإحاطة بعلمه، فأخبرهم حتى قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها؟ فأجابهم: إني أعلم ما لا تعلمون.والخامس: أنه أراد تعظيم آدم بذكره بالخلافة قبل وجوده، ليكونوا معظمين له إن أوجده.والسادس: أنه أراد إعلامهم بأنه خلقه ليسكنه الأرض، وإن كان ابتداء خلقه في السماء.والخليفة: هو القائم مقام غيره، يقال: هذا خلف فلان وخليفته. قال ابن الأنباري: والأصل في الخليفة خليف، بغير هاء، فدخلت الهاء للمبالغة في مدحه بهذا الوصف، كما قالوا: علاَّمة ونسّابة وراوية، وفي معنى خلافة آدم قولان.أحدهما: أنه خليفة عن الله تعالى في إقامة شرعه، ودلائل توحيده، والحكم في خلقه، وهذا قول ابن مسعود ومجاهد.والثاني: أنه خلف من سلف في الأرض قبله، وهذا قول ابن عباس والحسن.قوله تعالى: {أَتجعلُ فيها مَنْ يُفْسِدُ فيها}فيه ثلاثة أقوال.أحدها: أن ظاهر الألف الاستفهام، دخل على معنى العلم ليقع به تحقيق. قال جرير:
ألستم خير من ركب المطايا*وأندى العالمين بطون راح
والثاني: أنهم قالوه لاستعلام وجه الحكمة، لا على وجه الاعتراض. ذكره الزجاج.والثالث: أنهم سألوا عن حال أنفسهم، فتقديره: أتجعل فيها من يفسد فيها ونحن نسبح بحمدك أم لا؟وهل علمت الملائكة أنهم يفسدون بتوقيف من الله تعالى، أم قاسوا على حال من قبلهم؟ فيه قولان.أحدهما: أنه بتوقيف من الله تعالى، قاله ابن مسعود وابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة، وابن زيد وابن قتيبة، وروى السدي عن أشياخه: أنهم قالوا: ربنا وما يكون ذلك الخليفة؟ قال: يكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون، ويقتل بعضهم بعضاً، فقالوا: {أَتجعل فيها من يفسد فيها}.والثاني: أنهم قاسوه على أحوال من سلف قبل آدم، روي نحو هذا عن ابن عباس وأبي العالية ومقاتل.قوله تعالى: {وَيَسْفك الدِّماءَ}قرأ الجمهور بكسر الفاء، وضمها ابن مصرف وإبراهيم بن أبي عبلة، وهما لغتان، وروي عن طلحة وابن مقسم: ويُسَفِّك: بضم الياء، وفتح السين، وتشديد الفاء مع كسرها، وهي لتكثير الفعل وتكريره. وسفكُ الدم: صبُّه وإراقته وسفحه، وذلك مستعمل في كل مضيّع، إلا أن السفك يختص الدم، والصب والسفح والإِراقة يقال في الدم وفي غيره.وفي معنى تسبيحهم أربعة أقوال: أحدها: أنه الصلاة، قاله ابن مسعود وابن عباس، والثاني: أنه قول: سبحان الله، قاله قتادة، والثالث: أنه التعظيم والحمد، قاله أبو صالح، والرابع: أنه الخضوع والذل، قاله محمد بن القاسم الأنباري.قوله تعالى: {وَنُقدِّسُ لك}القدس: الطهارة، وفي معنى تقديسهم ثلاثة أقوال: أحدها: أن معناه: نتطهر لك من أعمالهم، قاله ابن عباس، والثاني: نعظمك ونكبرك، قاله مجاهد، والثالث: نصلي لك، قاله قتادة.قوله تعالى: {إني أعلم ما لا تعلمون}فيه أربعة أقوال: أحدها: أن معناه: أعلم ما في نفس إبليس من البغي والمعصية، قاله ابن عباس، ومجاهد، والسدي عن أشياخه، والثاني: أعلم أنه سيكون من ذلك الخليفة أنبياء وصالحون، قاله قتادة، والثالث: أعلم أني أملأ جهنم من الجنة والناس، قاله ابن زيد، والرابع: أعلم عواقب الأمور، فأنا أبتلي من تظنون أنه مطيع، فيؤديه الابتلاء إلى المعصية كإبليس، ومن تظنون به المعصية فيطيع، قاله الزجاج.
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
27/04/2008, 08:02 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
سلام الله عليكم أهل المربد الكرام
ورحمته عز وجل وبركاته
وبعد ...
يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu())"
صدق الله العظيم
جاء في "تفسير القرآن" لابن عبد السلام
(المتوفى عام 660هـ)
الآتي:
{وَإِذْ قَالَ} "إذ" صلة، أو أصلية مقصودة، لما ذكر نعمه لخلقه بما خلق لهم في الأرض ذكَّرهم نعمه على أبيهم آدم صلى الله عليه وسلم أو أنه ذكر ابتداء الخلق، كأنه قال وابتدأ خلقكم إذ قال ربك. {لِلْملآئِكَةِ} الملك مأخوذ من ألك يألك إذا أرسل [والألوك: الرسالة] سميت بذلك، لأنها تولك في الفم، يقال: الفرس يألك اللجام ويعلكه، ألكنى إليها: أرسلني إليها، والملك: أفضل الحيوان، وأعقل الخلق، لا يأكل، ولا يشرب ولا ينكح، ولا ينسل، وهو رسول لا يعصي الله ـ تعالى ـ في قليل ولا كثير، له جسم لطيف لا يرى إلا إذا قوّى الله ـ تعالى ـ أبصارنا. {جَاعِلٌ} خالق، أو فاعل. {فِى الأَرْضِ} قيل إنها مكة. {خَلِيفَةً} الخليفة من قام مقام غيره، خليفة: يخلفني في الحكم بين الخلق، هو آدم صلى الله عليه وسلم ومن قام مقامه من ذريته، أو بنو آدم يخلفون آدم، ويخلف بعضهم بعضاً في العمل بالحق، وعمارة الأرض، أو آدم وذريته خلفاء من الذين كانوا فيها فأفسدوا، وسفكوا الدماء. {أَتَجْعَلُ} استفهام لم يجبهم عنه، أو إيجاب قالوه ظناً لما رأوا الجن قد أفسدوا في الأرض ألحقوا الإنس بهم في ذلك، أو قالوه عن إخبار الله تعالى لهم بذلك، فذكروا ذلك استعظاماً لفعلهم مع أنعامه عليهم، أو قالوه تعجباً من استخلافه لهم مع إفسادهم. {وَيَسْفِكُ} السفك: صب الدم خاصة، والسفح: مثله إلا أنه يستعمل في كل مائع على وجه التضييع، ولذلك قيل للزنا سفاح. {نُسَبِّحُ} التسبيح: التنزيه من السوء على وجه التعظيم، فلا يُسبَّح غير الله ـ تعالى ـ، لأنه قد صار مستعملاً في أعلى مراتب التعظيم التي لا يستحقها سواه، نسبح لك نصلي لك، أو نعظمك، أو التسبيح المعروف، أو هو رفع الصوت بالذكر. {وَنُقَدِّسُ لَكَ} التقديس: التطهير، الأرض المقدسة: المطهرة. نقدس: نصلي لك، أو نطهرك من الأدناس، أو التقديس المعروف. {مَا لا تَعْلَمُونَ} ما أضمره إبليس من المعصية، أو من ذرية آدم صلى الله عليه وسلم من الأنبياء المصلحين، أو ما اختص بعلمه من تدبير المصالح.
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
27/04/2008, 08:18 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
سلام الله عليكم أهل المربد الكرام
ورحمته عز وجل وبركاته
وبعد ...
يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu())*وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَٰئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَٰدِقِينَ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu())*قَالُواْ سُبْحَٰنَكَ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu())"
صدق الله العظيم
جاء في "تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل" للنسفي(المتوفى عام 710هـ)
الآتي:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰئِكَةِ} "إذ" نصب بإضمار «اذكر». والملائكة جمع ملأك كالشمائل جمع شمأل وإلحاق التاء لتأنيث الجمع. {إِنّي جَاعِلٌ} أي مصير من جعل الذي له مفعولان وهما {فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً} وهو من يخلف غيره "فعيلة" بمعنى "فاعلة" وزيدت الهاء للمبالغة والمعنى: خليفة منكم لأنهم كانوا سكان الأرض فخلفهم فيها آدم وذريته، ولم يقل خلائف أو خلفاء لأنه أريد بالخليفة آدم، واستغنى بذكره عن ذكر بنيه كما تستغني بذكر أبي القبيلة في قولك "مضر وهاشم"، أو أريد من يخلفكم أوخلقاً يخلفكم فوحد لذلك، أو خليفة مني، لأن آدم كان خليفة الله في أرضه، وكذلك كل نبي، قال الله تعالى:
"يا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَـٰكَ خَلِيفَةً فِي ٱلأَرْضِ"
[ص: 26]
وإنما أخبرهم بذلك ليسألوا ذلك السؤال، ويجابوا بما أجيبوا به، فيعرفوا حكمته في استخلافهم قبل كونهم، أو ليعلِّم عباده المشاورة في أمورهم قبل أن يقدموا عليها، وإن كان هو بعلمه وحكمته البالغة غنياً عن المشاورة. {قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا} تعجب من أن يستخلف مكان أهل الطاعة أهل المعصية، وهو الحكيم الذي لا يجهل، وإنما عرفوا ذلك بإخبار من الله تعالى، أو من جهة اللوح أو قاسوا أحد الثقلين على الآخر. {وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَاءَ} أي يصب، والواو في {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ} للحال كما تقول: أتحسن إلى فلان، وأنا أحق منه بالإحسان؟ {بِحَمْدِكَ} في موضع الحال أي نسبح حامدين لك ومتلبسين بحمدك كقوله تعالى:
{وَقَدْ دَّخَلُواْ بِٱلْكُفْرِ}
[المائدة: 61]
أي دخلوا كافرين. {وَنُقَدِّسُ لَكَ} ونطهر أنفسنا لك، وقيل: التسبيح والتقديس تبعيد الله من السوء من سبح في الأرض وقدس فيها إذا ذهب فيها وأبعد. {قَالَ إِنّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} أي أعلم من الحكم في ذلك ما هو خفي عليكم يعني يكون فيهم الأنبياء والأولياء والعلماء، و"ما" بمعنى "الذي" وهو مفعول أعلم والعائد محذوف أي ما لا تعلمونه، "إني" حجازي وأبو عمرو.
{وَعَلَّمَ ءَادَمَ} هو اسم أعجمي وأقرب أمره أن يكون على فاعل كآزو، واشتقاقهم آدم من أديم الأرض أو من الأدمة كاشتقاقهم يعقوب من العقب، وإدريس من الدرس، وإبليس من الإبلاس.
{ٱلأَسْمَاء كُلَّهَا}، أي أسماء المسميات، فحذف المضاف إليه لكونه معلوماً مدلولاً عليه بذكر الأسماء إذ الإسم يدل على المسمى وعوض منه اللام كقوله تعالى:
"وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ شَيْباً"
[مريم: 4]
ولا يصح أن يقدر وعلم آدم مسميات الأسماء على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، لأن التعليم تعلق بالأسماء لا بالمسميات لقوله تعالى: "أنبئوني بأسماء هؤلاء" - و- "أنبئهم بأسمائهم"، ولم يقل "أنبئوني بهؤلاء وأنبئهم بهم"، ومعنى تعليمه أسماء المسميات أنه تعالى أراه الأجناس التي خلقها وعلمه أن هذا اسمه فرس، وهذا اسمه بعير، وهذا اسمه كذا، وهذا اسمه كذا.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: علمه اسم كل شيء حتى القصعة والمغرفة. {ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَـٰئِكَةِ} أي عرض المسميات، وإنما ذكر لأن في المسميات العقلاء فغلبهم، وإنما استنبأهم وقد علم عجزهم عن الإنباء على سبيل التبكيت {فَقَالَ أَنبِئُونِي} أخبروني {بِأَسْمَاءِ هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ} في زعمكم أني أستخلف في الأرض مفسدين سفاكين للدماء، وفيه رد عليهم وبيان أن فيمن يستخلفه من الفوائد العلمية التي هي أصول الفوائد كلها ما يستأهلون لأجله أن يستخلفوا. {قَالُواْ سُبْحَـٰنَكَ} تنزيهاً لك أن يخفى عليك شيء أو عن الاعتراض عليك في تدبيرك، وأفادتنا الآية أن علم الأسماء فوق التخلي للعبادة فكيف بعلم الشريعة؟! وانتصابه على المصدر تقديره سبحت الله تسبيحاً {لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا} وليس فيه علم الأسماء، و"ما" بمعنى "الذي"، والعلم بمعنى المعلوم أي لا معلوم لنا، إلا الذي علمتنا. {إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَلِيمُ} غير المعلم {ٱلْحَكِيمُ} فيما قضيت وقدرت، والكاف اسم"إن" و "أنت" مبتدأ، وما بعده خبره والجملة خبر "إن"، أو "أنت" فصل والخبر "العليم". و"الحكيم" خبر ثانٍ.
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
27/04/2008, 08:32 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
سلام الله عليكم أهل المربد الكرام
ورحمته عز وجل وبركاته
وبعد ...
يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu())*وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَٰئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَٰدِقِينَ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu())*قَالُواْ سُبْحَٰنَكَ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu())"
صدق الله العظيم
جاء في "لباب التأويل في معاني التنزيل" للخازن
(المتوفى عام 725هـ)
الآتي:
قوله تعالى: {وإذ قال ربك} أي واذكر يا محمد إذ قال ربك وكل ما ورد في القرآن من هذا النحو فهذا سبيله، وقيل إذ زائدة والأول أوجه {للملائكة} جمع ملك وأصله مألك من المألكة والألوكة وهي لفظ البغوي وهي الرسالة وأراد بالملائكة الذين كانوا في الأرض وذلك أن الله تعالى خلق الأرض والسماء وخلق الملائكة والجن فأسكن الملائكة السماء وأسكن الجن الأرض، فعبدوا دهراً طويلاً، ثم ظهر فيهم الحسد والبغي فأفسدوا وقتلوا، فبعث الله إليهم جناً من الملائكة يقال لهم الجان ورأسهم إبليس وهم خزان الجنان فهبطوا إلى الأرض وطردوا الجن إلى جزائر البحور وشعوب الجبال وسكنوا هم الأرض وخفف الله عنهم العبادة وأعطى الله إبليس ملك الأرض وملك السماء الدنيا وخزانة الجنة، وكان رئيسهم ومرشدهم وأكثرهم علماً فكان يعبد الله تارة في الأرض وتارة في السماء وتارة في الجنة فدخله العجب وقال في نفسه: ما أعطاني الله هذا الملك إلاّ لأني أكرم الملائكة عليه فقال له ولجنده {إني جاعل في الأرض خليفة} أي إني خالق خليفة يعني بدلاً منكم ورافعكم إليّ، فكرهوا ذلك لأنهم كانوا أهون الملائكة عبادة والمراد بالخليفة هنا آدم عليه الصلاة والسلام لأنه خلف الجن وجاء بعدهم.
وقيل لأنه يخلفه غيره والصحيح إنه إنما سمي خليفة لأنه خليفة الله في أرضه لإقامة حدوده وتنفيذ قضاياه {قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها} أي بالمعاصي {ويسفك الدماء} أي بغير حق كما فعل الجن، فإن قلت من أين عرفوا ذلك حتى قالوا هذا القول؟ قلت يحتمل أن يكونوا عرفوا ذلك بإخبار الله إياهم أو قاسوا الشاهد على الغائب، وقيل إنهم لما رأوا أن آدم خلق من أخلاط مركبة علموا أنه يكون فيه الحقد والغضب، ومنهما يتولد الفساد وسفك الدماء فلهذا قالوا ذلك.
وقيل لما خلق الله تعالى النار خافت الملائكة، وقالوا لمن خلقت هذه النار؟ قال لمن عصاني فلما قال إني جاعل في الأرض خليفة قالوا هو ذلك. فإن قلت الملائكة معصومون فكيف وقع منهم هذا الاعتراض. قلت ذهب بعضهم إلى أنهم غير معصومين واستدل على ذلك بوجوه منها قوله {أتجعل فيها من يفسد فيها} ومن ذهب إلى عصمتهم أجاب عنه بأن هذا السؤال إنما وقع على سبيل التعجب لا على سبيل الإنكار والاعتراض فإنهم تعجبوا من كمال حكم الله تعالى وإحاطة علمه بما خفي عليهم، ولهذا أجابهم بقوله {إني أعلم ما لا تعلمون} وقيل: إن العبد المخلص في حب سيده يكره أن يكون له عبد آخر يعصيه فكان سؤالهم على وجه المبالغة في إعظام الله عز وجل: {ونحن نسبح بحمدك} أي نقول: سبحان الله وبحمده وهي صلاة الخلق وعليها يرزقون (م) عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الكلام أفضل؟ قال: "ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده سبحان الله وبحمده"
قال ابن عباس رضي الله عنهما كل ما جاء في القرآن من التسبيح، فالمراد منه الصلاة، فيكون المعنى ونحن نصلي لك. وقيل أصل التسبيح تنزيه الله عما لا يليق بجلاله فيكون المعنى، ونحن ننزهك عن كل سوء ونقيصة، ومعنى بحمدك حامدين لك أو ملتبسين بحمدك، فإنه لولا إنعامك علينا بالتوفيق لم نتمكن من ذلك {ونقدس لك} أصل التقديس التطهير أن نطهرك عن النقائص وكل سوء، ونصفك بما يليق بعزك وجلالك من العلو والعظمة واللام صلة وقيل معناه نطهر أنفسنا لطاعتك وعبادتك {قال إني أعلم ما لا تعلمون} قيل إنه جواب لقول الملائكة {أتجعل فيها} فقال تعالى: {أعلم} من وجوه المصلحة والحكمة ما لا تعلمون. وقيل أعلم أن فيهم من يعبدني ويطيعني وهم الأنبياء والأولياء والصالحون، ومن يعصيني منكم وهو إبليس، وقيل أعلم أنهم يذنبون ويستغفرون فاغفر لهم.فصل: في ماهية الملائكة وقصة خلق آدم عليه السلامقيل إن الملائكة أجسام لطيفة هوائية خلقت من النور تقدر أن تتشكل بأشكال مختلفة، مسكنهم السموات عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلاّ وملك واضع جبهته لله ساجداً" أخرجه الترمذي بزيادة، وقال حديث حسن غريب.
وأما صفة خلق آدم عليه السلام فقال وهب بن منبه: لما أراد الله تعالى أن يخلق آدم أوحى ألى الأرض أني خالق منك خليقة منهم من يطيعني ومنهم من يعصيني فمن أطاعني أدخلته الجنة، ومن عصاني أدخلته النار، قالت الأرض أتخلق مني خلقاً يكون للنار قال نعم، فبكت الأرض فانفجرت منها العيون إلى يوم القيامة، فبعث الله إليها جبريل ليأتيه بقبضة منها من أحمرها وأسودها وطيبها وخبيثها، فلما أتاها ليقبض منها قالت: أعوذ بعزة الله الذي أرسلك إليّ أن لا تأخذ مني شيئاً فرجع جبريل إلى مكانه وقال: يا رب استعاذت بك مني فكرهت أن أقدم عليها فقال الله تعالى لميكائيل: انطلق فأتني منها فلما أتاها ليقبض منها قالت له ما قالت لجبريل، فرجع إلى ربه فقال ما قالت له، فقال لعزرائيل انطلق فأتني بقبضة من الأرض فلما أتاها قالت له الأرض، أعوذ بعزة الله الذي أرسلك أن لا تأخذ مني شيئاً، فقال: وأنا أعوذ بعزته أن أعصي له أمراً. وقبض منها قبضة من جميع بقاعها من عذبها ومالحها وحلوها ومرها وطيبها وخبيثها، وصعد بها إلى السماء فسأله ربه عز وجل وهو أعلم بما صنع فاخبره بما قالت له الأرض وبما رد عليها فقال الله تعالى: وعزتي وجلالي لأخلقن مما جئت به خلقاً ولأسلطنك على قبض أرواحهم لقلة رحمتك.
ثم جعل الله تلك القبضة نصفها في الجنة ونصفها في النار ثم تركها ما شاء الله ثم أخرجها فعجنها طيناً لازباً مدة ثم حمأ مسنوناً مدة ثم صلصالاً ثم جعلها جسداً وألقاه على باب الجنة فكانت الملائكة يعجبون من صفة صورته لأنهم لم يكونوا رأوا مثله، وكان إبليس يمر عليه ويقول لأمر ما خلق هذا ونظر إليه فإذا هو أجوف فقال هذا خلق لا يتمالك، وقال يوماً للملائكة إن فضل هذا عليكم ما تصنعون؟ فقالوا نطيع ربنا ولا نعصيه فقال إبليس في نفسه لئن فضل علي لأعصينه ولئن فضلت عليه لأهلكنه فلما أراد الله تعالى أن ينفخ فيه الروح أمرها أن تدخل في جسد آدم فنظرت فرأت مدخلاً ضيقاً فقالت يا رب كيف أدخل هذا الجسد؟ قال الله عز وجل لها ادخليه كرهاً وستخرجين منه كرهاً فدخلت في يافوخه فوصلت إلى عينيه فجعل ينظر إلى سائر جسده طيناً فصارت إلى أن وصلت منخزيه فعطس فلما بلغت لسانه قال: الحمد لله رب العالمين وهي أول كلمة قالها فناداه الله تعالى رحمك ربك يا أبا محمد ولهذا خلقتك. ولما بلغت الروح إلى الركبتين همّ ليقوم فلم يقدر، قال الله تعالى:
{خلق الإنسان من عجل}
[الأنبياء: 37] فلما بلغت إلى الساقين والقدمين استوى قائماً بشراً سوياً لحماً ودماً وعظاماً وعروقاً وعصباً وأحشاء وكسي لباساً من ظفر يزداد جسده جمالاً وحسناً كل يوم، وجعل في جسده تسعة أبواب سبعة في رأسه وهي الأذنان يسمع بهما والعينان يبصر بهما والمنخران يشم بهما والفم فيه اللسان يتكلم به والأسنان يطحن بها ما يأكله ويجد لذة المطعومات بها وبابين في أسفل جسده وهما القبل والدبر يخرج منهما ثفل طعامه وشرابه وجعل عقله في دماغه وفكره وصرامته في قلبه وشرهه في كليته وغضبه في كبده ورغبته في رئته وضحكه في طحاله وفرجه وحزنه في وجهه فسبحان من جعله يسمع بعظم ويبصر بشحم وينطق بلحم ويعرف بدم وركب فيه الشهوة وحجزه بالحياء (ق) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خلق الله تعالى آدم عليه السلام وطوله ستون ذراعاً ثم قال اذهب فسلم على أولئك نفر من الملائكة فاستمع ما يحيونك به فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم فقالوا: السلام عليك ورحمة الله فزاده ورحمة فكل من يدخل الجنة على صورة آدم. قال: فلم يزل الخلق ينقص حتى الأن (م) عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما صور الله آدم تركه ما شاء الله أن يتركه، فجعل إبليس يطوف به ينظر ما هو فلما رآه أجوف عرف أنه لا يتمالك"
عن أبي موسى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله تبارك تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب" أخرجه الترمذي وأبو داود. قوله عز وجل: {وعلم آدم الأسماء كلها} سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض، وقيل لأنه كان آدم اللون وكنيته أبو محمد، وقيل: أبو البشر، ولما خلق الله آدم وتم خلقه، علمه أسماء الأشياء كلها، وذلك أن الملائكة قالوا ليخلق ربنا ما شاء، فلن يخلق خلقاً أكرم علم منا، وإن كان فنحن أعلم منه لأنا خلقنا قبله ورأينا ما لم يره، فأظهر الله فضل آدم عليهم بالعلم، وفيه دليل لمذهب أهل السنة أن الأنبياء أفضل من الملائكة وإن كانوا رسلاً، قال ابن عباس: علمه آدم اسم كل شيء حتى القصعة والقصيعة، وقيل: خلق الله كل شيء من الحيوان والجماد وغير ذلك، وعلم آدم اسماءها كلها فقال يا آدم هذا بعير وهذا فرس وهذه شاة حتى أتى على آخرها، وقل علم آدم أسماء الملائكة وقيل أسماء ذريته وقيل علمه اللغات كلها {ثم عرضهم} يعني تلك الأشخاص، وإنما قال عرضهم ولم يقل عرضها لأن المسميات إذا جمعت من يعقل ومن لا يعقل عبر عنه بلفظ من يعقل لتغليب العقلاء عليهم كما يعبر عن الذكور والإناث بلفظ الذكور {على الملائكة فقال} يعني تعجيزاً لهم {أنبئوني} أي أخبروني {بأسماء هؤلاء}، يعني تلك الأشخاص {إن كنتم صادقين} أي إني لم أخلق خلقاً إلاّ كنتم أفضل منه وأعلم {قالوا}، يعني الملائكة {سبحانك} تنزيهاً لك وذلك لما ظهر عجزهم {لا علم لنا إلاّ ما علمتنا} أي إنك أجل من نحيط بشيء من علمك إلاّ ما علمتنا {إنك أنت العليم} أي بخلقك وهو من أسماء الصفات التامة وهو المحيط بكل المعلومات {الحكيم} أي في أمرك، وله معنيان أحدهما أنه القاضي العدل والثاني المحكم للأمر كيلا يتطرق إليه الفساد.
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
27/04/2008, 09:00 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
سلام الله عليكم أهل المربد الكرام
ورحمته عز وجل وبركاته
وبعد ...
يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu())*وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَٰئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَٰدِقِينَ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu())*قَالُواْ سُبْحَٰنَكَ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu())"
صدق الله العظيم
جاء في "البحر المحيط" لأبي حيان
(المتوفى عام 754هـ)
الآتي:
إذ: اسم ثنائي الوضع مبني لشبهه بالحرف وضعاً أو افتقاراً، وهو ظرف زمان للماضي، وما بعده جملة اسمية أو فعلية، وإذا كانت فعلية قبح تقديم الاسم على الفعل وإضافته إلى المصدرة بالمضارع، وعمل المضارع فيه مما يجعل المضارع ماضياً، وهو ملازم للظرفية إلا أن يضاف إليه زمان، ولا يكون مفعولاً به، ولا حرفاً للتعليل أو المفاجأة، ولا ظرف مكان، ولا زائدة، خلافاً لزاعمي ذلك، ولها أحكام غير هذا ذكرت في النحو. الملك: ميمه أصلية وهو فعل من الملك، وهو القوة، ولا حذف فيه، وجمع على فعائله شذوذاً، قاله أبو عبيدة، وكأنهم توهموا أنه ملاك على وزن فعال، وقد جمعوا فعالاً المذكر، والمؤنث على فعائل قليلاً. وقيل وزنه في الأصل فعأل نحو شمأل ثم نقلوا الحركة وحذفوا، وقد جاء فيه ملأك، فيحتمل أن يكون فعأ، وعلى هذا تكون الهمزة زائدة في فاء الكلمة وعينها، فمنهم من قال: الفاء لام، والعين همزة، من لاك إذا أرسل، وهي لغة محكية، فملك أصله ملأك، فخفف بنقل الحركة والحذف إلى فعل، قال الشاعر:
فلست لإنسى ولكن لملأك* تنزل من جو السماء يصوب
فجاء به على الأصل، وهذا قول أبي عبيدة، واختاره أبو الفتح، وملائكة على هذا القول مفاعلة. ومنهم من قال الفاء همزة، والعين لام من الألوكة، وهي الرسالة، فيكون على هذا أصله مألكاً، ويكون ملأك مقلوباً، جعلت فاؤه مكان عينه، وعينه مكان فائه، فعلى هذا القول يكون في وزنه معلاً، ومنهم من قال: الفاء لام، والعين واو، ومن لاك الشيء: أداره في فيه، وصاحب الرسالة يديرها في فيه، فهو مفعل من ذلك، نحو: معاذ، ثم حذفوا العين تخفيفاً. فعلى هذا القول يكون وزنه معلاً، وملائكة على القول مفاعلة، والهمزة أبدلت من واو كما أبدلت في مصائب. وقال النضر بن شميل: الملك لا تشتق العرب فعله ولا تصرفه، وهو مما فات علمه، انتهى. والتاء في الملائكة لتأنيث الجمع، وقيل: للمبالغة، وقد ورد بغير تاء، قال الشاعر:
أنـا خـالـد صلـت عليـك المـلائـك
خليفة: فعيلة، وفعيلة تأتي بمعنى الفاعل للمبالغة، كالعليم، أو بمعنى المفعول كالنطيحة، والهاء للمبالغة. السفك: الصب والإراقة، لا يستعمل إلا في الدم، ويقال: سفك وسفك وأسفك بمعنى، ومضارع سفك يأتي على يفعل ويفعل. الدماء: جمع دم، ولامه ياء أو واو محذوفة لقولهم: دميان ودموان، وقصره وتضعيفه مسموعان من لسان العرب، والمحذوف اللام، قيل: أصله فعل، وقيل: فعل، التسبح: تنزيه الله وتبرئته عن السوء، ولا يستعمل إلا لله تعالى، وأصله من السبح، وهو الجري. والمسبح جار في تنزيه الله تعالى، التقديس: التطهير، ومنه بيت المقدس والأرض المقدسة، ومنه القدس: السطل الذي يتطهر به، والقداس: الجمان، قال الشاعر:
كنظـم قـداس سلكـه متقطـع
وقال الزمخشري: من قدس في الأرض إذا ذهب فيها وأبعد. علم: منقول من علم التي تتعدى لواحد، فرقوا بينها وبين علم التي تتعدى لاثنين في النقل، فعدوا تلك بالتضعيف، وهذه بالهمزة، قاله الأستاذ أبو علي الشلوبين، وسيأتي الكلام عليه عند الشرح. آدم: اسم أعجمي كآزر وعابر، ممنوع الصرف للعلمية والعجمة، ومن زعم أنه أفعل مشتق من الأدمة، وهي كالسمرة، أو من أديم الأرض، وهو وجهها، فغير صواب، لأن الاشتقاق من الألفاظ العربية قد نص التصريفيون على أنه لا يكون في الأسماء الأعجمية، وقيل: هو عبري من الأدام، وهو التراب، ومن زعم أنه فاعل من أديم الأرض فخطؤه ظاهراً لعدم صرفه، وأبعد الطبري في زعمه أنه فعل رباعي سمي به. العرض: إظهار الشيء حتى تعرف جهته. الإنباء: الإخبار، ويتعدى فعله الواحد بنفسه والثاني بحرف جر، ويجوز حذف ذلك الحرف، ويضمن معنى أعلم فيتعدى إلى ثلاثة. هؤلاء: إسم إشارة للقريب، وها: للتنبيه، والاسم أولاء: مبني على الكسر، وقد تبدل همزته هاء فيقال: هلاء، قد يبنى على الضم فيقال: أولاء، وقد تشبع الضمة قبل اللام فيقال: أولاء، قاله قطرب. وقد يقال: هؤلاء بحذف ألف ها وهمزة أولاء وإقرار الواو التي بعد تلك الهمزة، حكاه الأستاذ أبو علي الشلوبين، وأنشد قوله:
تجلد لا تقل هولاء هذا* بكى لما بكى أسفاً عليكا
وذكر الفراء: أن المد في أولاء لغة الحجاز، والقصر لغة تميم، وزاد غيره أنها لغة بعض قيس وأسد، وأنشد للأعشى:
هؤلاء ثم هؤلاء كلاأعطيت نعالاً محذوة بنعال
والهمزة عند أبي علي لام الفعل، ففاؤه ولامه همزة، وعند أبي العباس بدل من الياء وقعت بعد ألف فقلبت همزة. سبحانك: معناه تنزيهك، وسبحان اسم وضع موضع المصدر، وهو مما ينتصب بإضمار فعل من معناه لا يجوز إظهاره، وهو من الأسماء التي لزمت النصب على المصدرية، ويضاف ويفرد، فإذا أفرد كان منوناً، نحو قول الشاعر:
سبحانه ثم سبحاناً نعوذ به*وقبلنا سبح الجودي والجمد
فقيل: صرفه ضرورة، وقيل: لجعله نكرة غير منون، نحو قول الشاعر:
أقول لما جاءني فخبره* سبحان من علقمة الفاخر
جعله علماً فمنعه الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون، وزعم بعض النحويين أنه إذا أفرد كان مقطوعاً عن الإضافة، فعاد إليه التنوين، ومن لم ينونه جعله بمنزلة قبل وبعد، وقد ردّ هذا القول في كتب النحو. الحكيم: فعيل بمعنى مفعل، من أحكم الشيء: أتقنه ومنعه من الخروج عما يريده. الإبداء: الإظهار، والكتم: الإخفاء.{وإذ قال ربك للملائكة}: لم يرد في سبب نزول هذه الآيات شيء، ومناسبتها لما قبلها أنه لما امتن عليهم بخلق ما في الأرض لهم، وكان قبله إخراجهم من العدم إلى الوجود، أتبع ذلك ببدء خلقهم، وامتن عليهم بتشريف أبيهم وتكريمه وجعله خليفة وإسكانه دار كرامته، وإسجاد الملائكة تعظيماً لشأنه وتنبيهاً على مكانه واختصاصه بالعلم الذي به كمال الذات وتمام الصفات، ولا شك أن الإحسان إلى الأصل إحسان إلى الفرع، وشرف الفرع بشرف الأصل.
واختلف المعربون في إذ، فذهب أبو عبيدة وابن قتيبة إلى زيادتها، وهذا ليس بشيء، وكان أبو عبيدة وابن قتيبة ضعيفين في علم النحو. وذهب بعضهم إلى أنها بمعنى قد، التقدير: وقد قال ربك، وهذا ليس بشيء، وذهب بعضهم إلى أنه منصوب نصب المفعول به بأذكر، أي واذكر: {إذ قال ربك}، وهذا ليس بشيء، لأن فيه إخراجها عن بابها، وهو أنه لا يتصرف فيها بغير الظرفية، أو بإضافة ظرف زمان إليها. وأجاز ذلك الزمخشري وابن عطية وناس قبلهما وبعدهما، وذهب بعضهم إلى أنها ظرف. واختلفوا، فقال بعضهم: هي في موضع رفع، التقدير: ابتداء خلقكم. وقال بعضهم في موضع نصب، التقدير: وابتداء خلقكم، إذ قال ربك. وناسب هذا التقدير لما تقدم قوله:
"خلق لكم ما في الأرض جميعاً"
[البقرة: 29]
وكلا هذين القولين لا تحرير فيه، لأن ابتداء خلقنا لم يكن وقت قول الله للملائكة: {إني جاعل في الأرض خليفة}، لأن الفعل العامل في الظرف لا بد أن يقع فيه، أما أن يسبقه أو يتأخر عنه، فلا لأنه لا يكون له ظرفاً. وذهب بعضهم إلى أن إذ منصوب يقال بعدها، وليس بشيء، لأن إذ مضافة إلى الجملة بعدها والمضاف إليه لا يعمل في المضاف. وذهب بعضهم إلى أن نصبها بأحياكم، تقديره:
"وهو الذي أحياكم"
[الحج: 66]
{إذ قال ربك}، وهذا ليس بشيء لأنه حذف بغير دليل، وفيه أن الإحياء ليس واقعاً في وقت قول الله للملائكة، وحذف الموصول وصلته، وإبقاء معمول الصلة. وذهب بعضهم إلى أنه معمول لخلقكم من قوله تعالى:
"اعبدوا ربكم الذي خلقكم"
[البقرة: 21]
{وإذ قال ربك}، فتكون الواو زائدة، ويكون قد فصل بين العامل والمعمول بهذه الجمل التي كادت أن تكون سوراً من القرآن، لاستبداد كل آية منها بما سيقت له، وعدم تعلقها بما قبلها التعلق الإعرابي.
فهذه ثمانية أقوال ينبغي أن ينزه كتاب الله عنها. والذي تقتضيه العربية نصبه بقوله: {قالوا أتجعل}، أي وقت قول الله للملائكة: {إني جاعل في الأرض}، {قالوا أتجعل} ، كما تقول في الكلام: إذ جئتني أكرمتك، أي وقت مجيئك أكرمتك، وإذ قلت لي كذا قلت لك كذا، فانظر إلى حسن هذا الوجه السهل الواضح، وكيف لم يوفق أكثر الناس إلى القول به، وارتبكوا في دهياء وخبطوا خبط عشواء. وإسناد القول إلى الرب في غاية من المناسبة والبيان، لأنه لما ذكر أنه خلق لهم ما في الأرض، كان في ذلك صلاح لأحوالهم ومعايشهم، فناسب ذكر الرب وإضافته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تنبيه على شرفه واختصاصه بخطابه، وهز لاستماع ما يذكر بعد ذلك من غريب افتتاح هذا الجنس الإنساني، وابتداء أمره ومآله.
وهذا تنويع في الخطاب، وخروج من الخطاب العام إلى الخطاب الخاص، وفي ذلك أيضاً إشارة لطيفة إلى أن المقبل عليه بالخطاب له الحظ الأعظم والقسم الأوفر من الجملة المخبر بها، إذ هو في الحقيقة أعظم خلفائه، ألا ترى إلى عموم رسالته ودعائه وجعل أفضل أنبيائه أمّ بهم ليلة إسرائه، وجعل آدم فمن دونه يوم القيامة تحت لوائه، فهو المقدم في أرضه وسمائه وفي دارَي تكليفه وجزائه. واللام في للملائكة: للتبليغ، وهو أحد المعاني التي جاءت لها اللام، فظاهر لفظ الملائكة العموم، وقال بذلك قوم، وقال قوم هو عام المراد به الخصوص، وهم سكان الأرض من الملائكة بعد الجان، وقيل: هم المحاربون مع إبليس، ومعمول القول إني جاعل، وكان ذلك مصدراً بأن، لأن المقصود تأكيد الجملة المخبر بها، وإن هذا واقع لا محالة وإن تكسر بعد القول، ولفتحها بعده عند أكثر العرب شروط ذكرت في النحو، وبنو سليم يفتحونها بعده من غير شرط، وقال شاعرهم:
إذا قلت إني آيب أهل بلدة* نزعت بها عنها الولية بالهجر
جاعل: اسم فاعل بمعنى الاستقبال، ويجوز إضافته للمفعول إلا إذا فصل بينهما كهذا، فلا يجوز، وإذا جاز إعماله، فهو أحسن من الإضافة، نص على ذلك سيبويه، وقال الكسائي: هما سواء، والذي أختاره أن الإضافة أحسن، وقد ذكرنا وجه اختيارنا ذلك في بعض ما كتبناه في العربية. وفي الجعل هنا قولان: أحدهما: أنه بمعنى الخلق، فيتعدى إلى واحد، قاله أبو روق، وقريب منه ما روي عن الحسن وقتادة أنه بمعنى فاعل، ولم يذكر ابن عطية غير هذا. والثاني: أنه بمعنى التصيير، فيتعدى إلى اثنين. والثاني هو في الأرض، أي: مصير في الأرض خليفة، قاله الفراء، ولم يذكر الزمخشري غيره، وكلا القولين سائغ، إلا أن الأول عندي أجود، لأنهم قالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها}؟ فظاهر هذا أنه مقابل لقوله: {جاعل في الأرض خليفة}. فلو كان الجعل الأول على معنى التصيير لذكره ثانياً، فكان: أتجعل فيها خليفة من يفسد فيها؟ وإذا لم يأت كذلك، كان معنى الخلق أرجح. ولا احتياج إلى تقدير خليفة لدلالة ما قبله عليه، لأنه إضمار، وكلام بغير إضمار أحسن من كلام بإضمار، وجعل الخبر اسم فاعل، لأنه يدل على الثبوت دون التجدد شيئاً شيئاً.والجعل: سواء كان بمعنى الخلق أو التصيير، وكان آدم هو الخليفة على أحسن الفهوم، لم يكن إلا مرة واحدة، فلا تكرر فيه، إذ لم يخلقه أو لم يصيره خليفة إلا مرة واحدة. وقوله: في الأرض: ظاهره الأرض كلها، وهو قول الجمهور.
وقيل: أرض مكة. وروى ابن سابط هذا التفسير بأنها أرض مكة مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإن صح ذلك لم يعدل عنه، قيل: ولذلك سمي وسطها بكة، لأن الأرض بكت من تحتها، واختصت بالذكر لأنها مقر من هلك قومه من الأنبياء، ودفن بها نوح وهود وصالح بين المقام والركن، وتكون الألف واللام فيها للعهد نحو:
{ فلن أبرح الأرض }
[يوسف: 80]
{وكذلك مكنا ليوسف في الأرض}
[يوسف: 21]
{استضعفوا في الأرض}
[القصص: 5] وقال الشاعر:
يقولون لي أرض الحجاز حديثة* فقلت وما لي في سوى الأرض مطلب
وقرأ الجمهور: خليفة، بالفاء، ويحتمل أن يكون بمعنى الخالف، ويحتمل أن يكون بمعنى المخلوف، وإذا كان بمعنى الفاعل كان معناه: القائم مقام غيره في الأمر الذي جعل إليه. والخليفة، قيل: هو آدم لأنه خليفة عن الملائكة الذين كانوا في الأرض، أو عن الجن بني الجان، أو عن إبليس في ملك الأرض، أو عن الله تعالى، وهو قول ابن مسعود وابن عباس. والأنبياء هم خلائف الله في أرضه، واقتصر على آدم لأنه أبو الخلائف، كما اقتصر على مضر وتميم وقيس، والمراد القبيلة. وقيل: ولد آدم لأنه يخلف بعضهم بعضاً: إذا هلكت أمة خلفتها أخرى، قاله الحسن، فيكون مفرداً أُريد به الجمع، كما جاء:
{وهو الذي جعلكم خلائف الأرض}
[الأنعام: 165]
{ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم}
[النور: 55]
وقيل: الخليفة اسم لكل من انتقل إليه تدبير أهل الأرض والنظر في مصالحهم، كما أن كل من ولى الروم: قيصر، والفرس: كسرى، واليمن: تبَّع. وفي المستخلف فيه آدم قولان: أحدهما: الحكم بالحق والعدل. الثاني: عمارة الأرض، يزرع ويحصد ويبني ويجري الأنهار. وقرأ زيد بن علي وأبو البرهسم عمران: خليقة، بالقاف ومعناه واضح.وخطاب الله الملائكة بقوله: {إني جاعل في الأرض خليفة} أن كان للملائكة الذين حاربوا مع إبليس الجن، فيكون ذلك عاماً بأنه رافعهم إلى السماء ومستخلف في الأرض آدم وذريته. وروي ما يدل على ذلك عن ابن عباس، وهو ما ملخصه: أن الله أسكن الملائكة السماء، والجن الأرض، فعبدوا دهراً طويلاً ثم أفسدوا وحسدوا، فاقتتلوا، فبعث الله إليهم جنداً من الملائكة رأسهم إبليس، وكان أشدهم وأعلمهم، فهبطوا الأرض وطردوا الجن إلى شعف الجبال وبطون الأودية وجزائر البحور وسكنوها، وخفف عنهم العبادة، وأعطى الله إبليس ملك الأرض وملك سماء الدنيا وخزانة الجنة، فكان يعبد تارة في الأرض وتارة في الجنة، فدخله العجب وقال في نفسه: ما أعطاني الله هذا إلا أني أكرم الملائكة عليه. فقال الله تعالى له ولجنوده: { إني جاعل في الأرض خليفة } بدلاً منكم ورافعكم إليّ، فكرهوا ذلك لأنهم كانوا أهون الملائكة عبادة، وقالوا: { أتجعل } الآية. وإن كان الملائكة، جميع الملائكة. فسبب القول: إرادة الله أن يطلع الله الملائكة على ما في نفس إبليس من الكبر وأن يظهر ما سبق عليه في علمه.
روي عن ابن عباس، وعن السدي، عن أشياخه: وأن يبلو طاعة الملائكة، قاله الحسن، أو أن يظهر عجزهم عن الإحاطة بعلمه، أو أن يعظم آدم بذكر الخلافة قبل وجوده، ليكونوا مطمئنين له إذا وجدوا، أو أن يعلمهم بخلقه ليسكن الأرض وإن كان ابتداء خلقه في السماء، وأن يعلمنا أن نشاور ذوي الأحلام منا وأرباب المعرفة إذ استشار الملائكة اعتباراً لهم، مع علمه بحقائق الأشياء، أو أن يتجاوز الخطاب بما ذكر فيحصل منهم الاعتراف والرجوع عما كانوا يظنون من كمال العلم، أو أن يظهر علو قدر آدم في العلم بقوله لآدم: {أنبئهم بأسمائهم} ، أو أن يعلمنا الأدب معه وامتثال الأمر، عقلنا معناه أو لم نعقله، لتحصل بذلك الطاعة المحضة أو أن تطمئن قلوب الملائكة حين خلق الله النار فخافت وسألت: لمن خلقت هذا؟ قال: لمن عصاني. إذ لم يعلموا وجود خلق سواهم، قاله ابن زيد. وقال بعض أهل الإشارة في قوله: {إني جاعل في الأرض خليفة}: سابق العناية، لا يؤثر فيه حدوث الجناية، ولا يحط عن رتبة الولاية، وذلك أنه تعالى نصب آدم خليفة عنه في أرضه مع علمه بما يحدث عنه من مخالفة أمره التي أوجبت له الإخراج من دار الكرامة وأهبطه إلى الأرض التي هي محل الأكدار، ومع ذلك لم يسلبه ما ألبسه من خلع كرامته، ولا حطه عن رتبة خلافته، بل أجزل له في العطية فقال:
{ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى}
[طه: 122]، قال الشاعر:
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد* جاءت محاسنه بألف شفيع
كان عمر ينقل الطعام إلى الأصنام والله يحبه، قال الشاعر:
أتظنني من زلة أتعتب*قلبي عليك أرق مما تحسب
ويقال إن الله سبحانه خلق ما خلق ولم يقل في شيء منها ما قال في حديث آدم، حيث قال: {إني جاعل في الأرض خليفة}. فظاهر هذا الخطاب تنبيه لشرف خلق الجنان وما فيها، والعرش بما هو عليه من انتظام الأجزاء وكمال الصورة، ولم يقل: إني خالق عرشاً أو جنة أو ملكاً، وإنما قال ذلك تشريفاً وتخصيصاً لآدم. قالوا تقدم أن الاختيار في العامل إذ هو، قالوا: ومعموله الجملة من قوله: أتجعل؟ ولما كانت الملائكة لا تعلم الغيب ولا تسبق بالقول، لم يكن قولهم: {أتجعل فيها} الآية، إلا عن نبأ ومقدمة، فقيل: الهمزة، وإن كان أصلها للاستفهام، فهو قد صحبه معنى التعجب، قاله مكي وغيره، كأنهم تعجبوا من استخلاف الله من يعصيه أو من يعصي من يستخلفه في أرضه. وقيل: هو استفهام على طريق الاستعظام، والإكبار للاستخلاف والعصيان. وقيل: هو استفهام معناه التقرير، قاله أبو عبيدة، قال الشاعر:
ألستم خير من ركب المطايا* وأندى العالمين بطون راح
وعلى هذه الأقوال يكون علمهم بذلك قد سبق، إما بإخبار من الله، أو بمشاهدة في اللوح، أو يكون هو مخلوق غيرهم وهم معصومون، أو قالوا ذلك بطريق القياس على من سكن الأرض فأفسد قبل سكنى الملائكة، أو استنبطوا ذلك من لفظ خليفة، إذ الخليفة من يكون نائباً في الحكم، وذلك يكون عند التظالم. وقيل: هو استفهام محض، قاله أحمد بن يحيـى، وقدره: أتجعل هذا الخليفة على طريقة من تقدّم من الجن أم لا؟ وفسره أبو الفضل البجلي: أي أم تجعل من لا يفسد، وقدره غيرهما، ونحن نسبح بحمدك، أم نتغير؟ فعلى الأقوال الثلاثة الأول لا معادل للاستفهام، لأنه مذهوب به مذهب التعجب أو الاستعظام أو التقرير. وعلى القول الرابع يكون المعادل مفعول أتجعل، وهو من يفسد. وعلى القول الخامس تكون المعادلة من الجملة الحالية التي هي قوله، ونحن نسبح بحمدك. وقرأ الجمهور: ويسفك بكسر الفاء ورفع الكاف. وقرأ أبو حياة وابن أبي عبلة: بضم الفاء. وقُرىء: ويسفك من أسفك ويسفك من سفك مشدّد الفاء. وقرأ ابن هرمز: ويسفك بنصب الكاف، فمن رفع الكاف عطف على يفسد، ومن نصب فقال المهدوي: هو نصب في جواب الاستفهام، وهو تخريج حسن وذلك أن المنصوب في جواب الاستفهام أو غيره بعد الواو بإضمار أن يكون المعنى على الجمع، ولذلك تقدر الواو بمعنى مع، فإذا قلت: أتأتينا وتحدثنا ونصبت، كان المعنى على الجمع بين أن تأتينا وتحدثنا، أي ويكون منك إتيان مع حديث، وكذلك قوله:
أتبيت ريان الجفون من الكرى*وأبيت منك بليلة الملسوع
معناه: أيكون منك مبيت ريان مع مبيتي منك بكذا، وكذلك هذا يكون منك جعل مفسد مع سفك الدماء. وقال أبو محمد بن عطية: النصب بواو الصرف قال: كأنه قال من يجمع أن يفسد وأن يسفك، انتهى كلامه. والنصب بواو الصرف ليس من مذاهب البصريين. ومعنى واو الصرف: أن الفعل كان يستحق وجهاً من الإعراب غير النصب فيصرف بدخول الواو عليه عن ذلك الإعراب إلى النصب كقوله تعالى:
{ويعلم الذين يجادلون}
[الشورى: 35]
في قراءة من نصب، وكذلك:
{ويعلم الصابرين}
[آل عمران: 142]
فقياس الأول الرفع، وقياس الثاني الجزم، فصرفت واو الفعل إلى النصب، فسميت واو الصرف، وهذا عند البصريين منصوب بإضمار أن بعد الواو. والعجب من ابن عطية أنه ذكر هذا الوجه أولاً وثنى بقول المهدوي، ثم قال: والأول أحسن. وكيف يكون أحسن وهو شيء لا يقول به البصريون وفساده مذكور في علم النحو؟ ولما كانت الصلة يفسد، وهو فعل في سياق الإثبات، فلا يدل على التعميم في الفساد. نصوا على أعظم الفساد، وهو سفك الدماء، لأنه به تلاشي الهياكل الجسمانية التي خلقها الله، ولو لم ينصوا عليه لجاز أن لا يراد من قولهم: يفسد، وكرر فيها لأن في ذلك تنبيهاً على أن ما كان محلاً للعبادة وطاعة الله كيف يصير محلاً للفساد؟ كما مر مثله في قوله:
{وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض}
[البقرة: 11]
ولم يحتج إلى تكرير فيها بعد قوله: ويسفك، اكتفاء بما سبق وتنكباً أن يكرروا فيها ثلاث مرات. ألا ترى أنهم نقدوا على أبي الطيب قوله:
ونهب نفوس أهل النهب أولى* بأهل النهب من نهب القماش
{ونحن نسبح}: جملة حالية، والتسبيح التنزيه، قاله قتادة: أو رفع الصوت بذكر الله تعالى، قاله المفضل: والخضوع والتذلل، قاله ابن الأنباري، أو الصلاة، أي نصلي لك، من المسبحين: أي من المصلين، قاله ابن مسعود وابن عباس، أو التعظيم، أي ونحن نعظمك، قاله مجاهد، أو تسبيح خاص، وهو: سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ذي العظمة والجبروت، سبحان الحيّ الذي لا يموت. ويعرف هذا بتسبيح الملائكة، أو بقول: سبحان الله وبحمده.وفي حديث عن عبادة بن الصامت، عن أبي ذر، "أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الكلام أفضل قال:«ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده سبحان الله وبحمده»" {بحمدك}: في موضع الحال، والباء فيه للحال، أي نسبح ملتبسين بحمدك، كما تقول: جاء زيد بثيابه، وهي حال متداخلة لأنها حال في حال. وقيل: الباء للسبب، أي بسبب حمدك، والحمد هو الثناء، والثناء ناشيء عن التوفيق للخير والإنعام على المثنى، فنزل الناشىء عن السبب منزلة السبب فقال: ونحن نسبح بحمدك، أي بتوفيقك وإنعامك، والحمد مصدر مضاف إلى المفعول نحو قوله: من دعاء الخير، أي بحمدنا إياك. والفاعل عند البصريين محذوف في باب المصدر، وإن كان من قواعدهم أن الفاعل لا يحذف وليس ممنوع في المصدر، كما ذهب إليه بعضهم، لأن أسماء الأجناس لا يضمر فيها، لأنه لا يضمر إلا فيما جرى مجرى الفعل، إذ الإضمار أصل في الفعل، ولا حاجة تدعو إلى أن في الكلام تقديماً وتأخيراً، كما ذهب إليه بعضهم، وأن التقدير: ونحن نسبح ونقدس لك بحمدك، فاعترض بحمدك بين المعطوف والمعطوف عليه لأن التقديم والتأخير مما يختص بالضرورة، فلا يحمل كلام الله عليه، وإنما جاء بحمدك بعد نسبح لاختلاط التسبيح بالحمد. وجاء قوله بعد: {ونقدس لك} كالتوكيد، لأن التقديس هو: التطهير، والتسبيح هو: التنزيه والتبرئة من السوء، فهما متقاربان في المعنى. ومعنى التقديس كما ذكرنا التطهير، ومفعوله أنفسنا لك من الأدناس، قاله الضحاك وغيره، أو أفعالنا من المعاصي، قاله أبو مسلم، أو المعنى: نكبرك ونعظمك. قاله مجاهد وأبو صالح، أو نصلي لك، أو نتطهر من أعمالهم يعنون بني آدم. حكى ذلك عن ابن عباس، أو نطهر قلوبنا عن الالتفات إلى غيرك، واللام في لك فيل زائدة، أي نقدّسك.
وقيل: لام العلة متعلقة بنقدّس، قيل: أو بنسج وقيل: معدية للفعل، كهي في سجدت لله، وقيل: اللام للبيان كاللام بعد سقياً لك، فتتعلق إذ ذاك بمحذوف دلّ عليه ما قبله، أي تقديسنا لك. والأحسن أن تكون معدية للفعل، كهي في قوله:
{يسبح لله}
[الجمعة: 1، التغابن: 1]
و{سَبَّح لله}
[الحديد: 1، الحشر: 1، الصف: 1]
وقد أبعد من ذهب إلى أن هذه الجملة من قوله: {ونحن نسبح} استفهامية حذف منها أداة الاستفهام وأن التقدير، أو نحن نسبح بحمدك، أم نتغير، بحذف الهمزة من غير دليل، ويحذف معادل الجملة المقدرة دخول الهمزة عليها، وهي قوله: أم نتغير، وليس ذلك مثل قوله:
لعمرك ما أدري وإن كنت دارياً* بسبع رمين الجمر أم بثمان
يريد: أبسبع، لأن الفعل المعلق قبل بسبع والجزء المعادل بعده يدلان على حذف الهمزة. ولما كان ظاهر قول الملائكة: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدّس لك}، مما لا يناسب أن يجاوبوا به الله، إذ قال لهم: {إني جاعل في الأرض خليفة}، وكان من القواعد الشرعية والعقائد الإسلامية عصمة الملائكة من المعاصي والاعتراض، لم يخالف في ذلك إلا طائفة من الحشوية، وهي مسألة يتكلم عليها في أصول الدين، ودلائلها مبسوطة هناك، احتاج أهل العلم إلى إخراج الآية السابقة عن ظاهرها وحملها كل قائل ممن تقدّم قوله على ما سبح له، وقوي عنده من التأويل الذي هو سائغ في علم اللسان، وقال بعض أهل الإشارات: الملائكة لما توهموا أن الله تعالى أقامهم في مقام المشورة بأن لهم وجه المصلحة في بقاء الخلافة فيمن يسبح ويقدس، وأن لا ينقلها إلى من يفسد فيها ويسفك، فعرضوا ذلك على الله، وكان ذلك من جملة النصح في الاستشارة، والنصح في ذلك واجب على المستشار، ولله تعالى الحكم فيما يمضي من ذلك ويختار.ومن أندر ما وقع في تأويل الآية ما ذهب إليه صاحب (كتاب فك الأزرار)، وهو الشيخ صفي الدين أبو عبد الله الحسين بن الوزير أبي الحسن علي بن أبي المنصور الخزرجي، قال: في ذلك الكتاب ظاهر كلام الملائكة يشعر بنوع من الاعتراض، وهم منزهون عن ذلك، والبيان، أن الملائكة كانوا حين ورود الخطاب عليهم مجملين، وكان إبليس مندرجاً في جملتهم، فورد منهم الجواب مجملاً. فلما انفصل إبليس عن جملتهم بإبائه وظهورإبليسيته واستكباره، انفصل الجواب إلى نوعين: فنوع الاعتراض منه كان عن إبليس، وأنواع الطاعة والتسبيح والتقديس كان عن الملائكة. فانقسم الجواب إلى قسمين، كانقسام الجنس إلى جنسين، وناسب كل جواب من ظهر عنه والله أعلم. انتهى كلامه. وهو تأويل حسن، وصار شبيهاً بقوله تعالى:
{وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا}
[البقرة: 135]
لأن الجملة كلها مقولة، والقائل نوعان، فرد كل قول لمن ناسبه.
وقيل في قوله: {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}، إشارة إلى جواز التمدح إلى من له الحكم في التولية ممن يقصد الولاية، إذا أمن على نفسه الجور والحيف، ورأى في ذلك مصلحة. ولذلك جاز ليوسف، على نبينا وعليه السلام، طلبه الولاية، ومدح نفسه بما فيها فقال:
{اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم}
[يوسف: 55]، قال: { إني أعلم } ، مضارع علم وما مفعولة بها موصولة، قيل: أو نكرة موصوفة، وقد تقدم: أنا لا نختار، كونها نكرة موصوفة، وأجاز مكي بن أبي طالب والمهدوي وغيرهما أن تكون أعلم هنا اسماً بمعنى فاعل، وإذا كان كذلك جاز في ما أن تكون مجرورة بالإضافة، وأن تكون في موضع نصب، لأن هذا الاسم لا ينصرف، وأجاز بعضهم أن تكون أفعل التفضيل. والتقدير: أعلم منكم، وما منصوبة بفعل محذوف يدل عليه أعلم، أي علمت، وأعلم ما لا تعلمون.وهذا القول فيه خروج عن الظاهر وادعاء حذفين: أحدهما: حذف المفضل عليه وهو منكم، والثاني: الفعل الناصب للموصول، وأما ما أجازه مكي فهو مبني على أمرين غير صحيحين، أحدهما: ادّعاء أن أفعل تأتي بمعنى فاعل، وهذا قال به أبو عبيدة من المتقدمين، وخالفه النحويون وردوا عليه قوله، وقالوا: لا يخلوا أفعل من التفضيل، وإن كان يوجد في كلام بعض المتأخرين أن أفعل قد يخلو من التفضيل، وبنوا على ذلك جواز مسألة يوسف أفضل إخوته، حتى أن بعضهم ذكر في جواز اقتياسه خلافاً، تسليماً منه أن ذلك مسموع من كلام العرب فقال: واستعماله عارياً دون من مجرداً عن معنى التفضيل، مؤولاً باسم فاعل أو صفة مشبهة، مطرد عند أبي العباس، والأصح قصره على السماع، انتهى كلامه. والأمر الثاني: أنه إذا سلم وجود أفعل عارياً من معنى التفضيل، فهو يعمل عمل اسم الفاعل أم لا. والقائلون بوجود ذلك لا يقولون بإعماله عمل اسم الفاعل إلا بعضهم، فأجاز ذلك، والصحيح ما ذهب إليه النحويون المتقدمون من كون أفعل لا يخلو من التفضيل، ولا مبالاة بخلاف أبي عبيدة لأنه كان يضعف في النحو، ولا بخلاف بعض المتأخرين لأنهم مسبوقون بما هو كالإجماع من المتقدمين، ولو سلمنا سماع ذلك من العرب، فلا نسلم اقتياسه، لأن المواضع التي أوردت دليلاً على ذلك في غاية من القلة، مع أنها قد تؤولت. ولو سلمنا اقتياس ذلك، فلا نسلم كونه يعمل عمل اسم الفاعل. وكيف نثبت قانوناً كلياً ولم نسمع من العرب شيئاً من أفراد تركيباته لا يحفظ: هذا رجل أضرب عمراً، بمعنى ضارب عمراً، ولا هذه امرأة أقتل خالداً، بمعنى قاتلة خالداً، ولا مررت برجل أكسى زيداً جبة، بمعنى: كاس زيداً جبة، وهل هذا إلا إحداث تراكيب لم تنطق العرب بشيء من نظيرها؟ فلا يجوز ذلك.
وكيف يعدل في كتاب الله عن الشيء الظاهر الواضح من كون أعلم فعلاً مضارعاً إلى هذا الذي هو؟ كما رأيت في علم النحو، وإنما طولت في هذه المسألة لأنهم يسلكون ذلك في مواضع من القرآن سيأتي بيانها، إن شاء الله تعالى، فينبغي أن يتجنب ذلك، ولأن استعمال أفعل عارية من معنى التفضيل مشهور عند بعض المتأخرين، فنبهت على ما في ذلك، والمسألة مستوفاة الدلائل. نذكر في علم النحو: {ما لا تعلمون} الذي مدح الله به نفسه من العلم دونهم علمه ما في نفس إبليس مع البغي والمعصية، قاله ابن عباس ومجاهد والسدي عن أشياخه أو علمه بأنه سيكون من ذلك الخليفة أنبياء وصالحون، قاله قتادة، أو علمه بمن يملأ جهنم من الجنة والناس، قاله ابن زيد؛ أو علمه بعواقب الأمور فيبتلي من تظنون أنه مطيع فيؤديه الابتلاء إلى المعصية، ومن تظنون أنه عاص فيؤديه الابتلاء إلى الطاعة فيطيع، قاله الزجاج، أو علمه بظواهر الأمور وباطنها، جليها ودقيقها، عاجلها وآجلها، صالحها وفاسدها، على اختلاف الأحوال والأزمان علماً حقيقياً، وأنتم لا تعلمون ذلك، أو علمه بغير اكتساب ولا نظر ولا تدبر ولا فكر، وأنتم لا تعلمون المعلومات على هذا النسق. أو علمه بأن معهم إبليس، أو علمه باستعظامكم أنفسكم بالتسبيح والتقديس. والذي يدل عليه ظاهر اللفظ أنه أخبرهم إذا تكلموا بالجملة السابقة التي هي أتجعل فيها بأنه يعلم ما لا تعلمونه. وأبهم في إخباره الأشياء التي يعلمها دونهم، فإذا كان كذلك، فإخباره بأنه يجعل في الأرض خليفة يقتضي التسليم له والرجوع إليه فيما أراد أن يفعله والرضا بذلك، لأن علمه محيط بما لا يحيط به علم عالم، جل الله وعز. والأحسن أن يفسر هذا المبهم بما أخبر به تعالى عنه من قوله، قال: {ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض} الآية.{وعلم آدم الأسماء كلها}: لما أخبر تعالى الملائكة عن وجه الحكمة في خلق آدم وذريته على سبيل الإجمال، أراد أن يفصل، فبين لهم من فضل آدم ما لم يكن معلوماً لهم، وذلك بأن علمه الأسماء ليظهر فضله وقصورهم عنه في العلم، فتأكد الجواب الإجمالي بالتفضيل. ولا بد من تقدير جملة محذوفة قبل هذا، لأنه بها يتم المعنى ويصح هذا العطف، وهي: فجعل في الأرض خليفة. ولما كان لفظ الخليفة محذوفاً مع الجملة المقدرة، أبرزه في قوله: {وعلم آدم} ، ناصاً عليه ومنوهاً بذكره باسمه. وأبعد من زعم أن: {وعلم آدم} معطوف على قوله، قال من قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل}، وهل التعليم بتكليم الله تعالى له في السماء، كما كلم موسى في الأرض، أو بوساطة ملك أو بالإلهام؟ أقوال أظهرها أن الباري تعالى هو المعلم، لا بواسطة ولا إلهام...

(http://javascript<b></b>:InnerLink_onchange(19,20,1))
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
aghanime@hotmail.com

أحمد الحمّادي
27/04/2008, 06:32 PM
بارك الله فيكم دكتور أبو شامة المغربي على النقل الطيب
الكلام حول القضية كتير وكثير وكثير ... ولو أردنا نقل ما قاله علماء التفسير في هذه الاية لما اتسع المقام
سأحاول نقل الجديد في القضية وليس ما يتكرر .. ولعل هذا ما يصبو إليه الأستاذ عبد الرزاق المساوي حفظه الله ورعاه :
قرأت كلاماً للشيخ العلامة ابن عاشور في التحرير والتنوير فأحببت نقله وهو ما نصه :
وفي المجيء بالصلة جملة فعلية دلالة على توقع أن يتكرر الإفساد والسفك من هذا المخلوق وإنما ظنوا هذا الظن بهذا المخلوق من جهة ما استشعروه من صفات هذا المخلوق المستخلف بإدراكهم النوراني لهيئة تكوينه الجسدية والعقلية والنطقية إما بوصف الله لهم هذا الخليفة أو برؤيتهم صورة تركيبه قبل نفخ الروح فيه وبعده، والأظهر أنهم رأوه بعد نفخ الروح فيه فعلموا أنه تركيب يستطيع صاحبه أن يخرج عن الجبلة إلى الاكتساب وعن الامتثال إلى العصيان فإن العقل يشتمل على شاهية وغاضبة وعاقلة ومن مجموعها ومجموع بعضها تحصل تراكيب من التفكير نافعة وضارة، ثم إن القدرة التي في الجوارح تستطيع تنفيذ كل ما يخطر للعقل وقواه أن يفعله ثم إن النطق يستطيع إظهار خلاف الواقع وترويج الباطل، فيكون من أحوال ذلك فساد كبير ومن أحواله أيضاً صلاح عظيم وإن طبيعة استخدام ذي القوة لقواه قاضية بأنه سيأتي بكل ما تصلح له هذه القوى خيرها وشرها فيحصل فعل مختلط من صالح وسيء، ومجرد مشاهدة الملائكة لهذا المخلوق العجيب المراد جعله خليفة في الأرض كاف في إحاطتهم بما يشتمل عليه من عجائب الصفات على نحو ما سيظهر منها في الخارج لأن مداركهم غاية في السمو لسلامتها من كدرات المادة، وإذا كان أفراد البشر يتفاوتون في الشعور بالخفيات، وفي توجه نورانية النفوس إلى المعلومات، وفي التوسم والتفرس في الذوات بمقدار تفاوتهم في صفات النفس جبلية واكتسابية ولدنية التي أعلاها النبوة، فما ظنك بالنفوس الملكية البحتة؟وفي هذا ما يغنيك عما تكلف له بعض المفسرين من وجه اطلاع الملائكة على صفات الإنسان قبل بدوها منه من توقيف واطلاع على ما في اللوح أي علم الله، أو قياس على أمة تقدمت وانقرضت، أو قياس على الوحوش المفترسة إذ كانت قد وجدت على الأرض قبل خلق آدم كما في سفر التكوين من التوراة. وبه أيضاً تعلم أن حكم الملائكة هذا على ما يتوقع هذا الخلق من البشر لم يلاحظ فيه واحد دون آخر، لأنه حكم عليهم قبل صدور الأفعال منهم وإنما هو حكم بما يصلحون له بالقوة، فلا يدل ذلك على أن حكمهم هذا على بني آدم دون آدم حيث لم يفسد، لأن في هذا القول غفلة عما ذكرناه من البيان.

المساوي
28/04/2008, 12:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام على كل الأحبة

السلام على حبيبي أبي شامة المغربي

السلام على حبيبي أحمد الحمادي

ورحمة الله وبركاته ومغفرته...


أولا ألتمس المعذرة من أخي الفاضل أبي شامة لكوني لم أنتبه لما سطرته يمينكم

المباركة قبل منقولاته المفيدة واختياراته الرائعة.. أعتذر منكم أخي وأشكركم على

ما يبذله قلمكم الهادف وأبارك لكم ما تصبو إليه نفسكم وأرجو لكم من الله العلي القدير

كل التوفيق..

أما أخي الكريم أحمد الحمادي فأشد على يديه بقوة مع ابتسامة عريضة تصاحبها

همسات رقيقة تحمل عبير المحبة والتقدير..

أخي الكريم لقد لمست في كلام العلامة ابن عاشور -وهو يعتبر من كبار مفسري القرآن

الكريم في العصر الحديث- اجتهادا لا بأس به لتجاوز محنةالاختلاف حول هذا الموضوع،

إلا أنه رحمه الله في نظرنا لم يلامس ما سنطرحه إن شاء الله تعالى..

لكن المهم عندي هو أنه استطاع أن يشير إلى ضحالة الآراء السابقة وعدم قدرتها على

فصل المقال في تفسير آيات سورة البقرة..


وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى إنه الموفق لكل خير..

أحمد الحمّادي
28/04/2008, 08:09 PM
وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته
أستاذنا الأجل " عبد الرزاق المساوي " حفظه الله ورعاه
نسأل الله تعالى الذي أكرمنا بمعرفتكم أن ينعم علينا بدوام البقاء معكم والنهل من معينكم


سيدي :
من خلال النظر في الآيات القرآنية التي تتحدث عن قصة آدم عليه السلام في كتاب الله؛ وجدت بأن الملائكة عليهم سلام الله سلموا في قضية خلق آدم في كل المواضع التي ذكرت فيها القصة,و لم يحتجوا على ذلك -إن صح التعبير - إلا في قصة آدم عليه السلام في سورة البقرة ولنقرأ الآيات القرآنية معاً ونشاهد ذلك :
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } (30) سورة البقرة


{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ 28 فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} (30) سورة الحجر


{إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} (73) سورة ص


والسؤال هنا : هل السر في قول الحق سبحانه وتعالى ( إني جاعل في الأرض خليفة ) هو الذي دعا الملائكة لقول ما قالوا؟ أم أن الأمر خلاف ذلك ؟
أستاذنا الكريم " عبد الرزاق المساوي " لعلنا نستطيع الاقتراب شيئا فشيئا من الجواب كلما أنعمنا النظر في الآيات القرآنية الكريمة, ودققناه في أقوال بعض العلماء في هذه القضية الكبيرة ..


لنا عودة بحول الله بعد تعقيبكم حفظكم الله ورعاكم.

أحمد الحمّادي
29/04/2008, 07:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذنا الأجل " عبد الرزاق المساوي " حفظكم الله ورعاكم
لعلني أستطيع الجزم أن الذي جعل الملائكة يقولون هذا القول هي مفردة " خليفة "
فإن الأمر يدور حولها, وهي المفردة الوحيدة-بعد البحث- التي أخالها يخرج منها قول الملائكة ..
ولكن كيف؟
لعلني امتلك الجواب ..
ولكن بعد تعقيبكم سيدي حتى استطيع طرح ما لدي من نتائج..
أدام الله رفدكم

مرود المجذوب
30/04/2008, 09:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم..
لقد تتبعت الموضوع حرفا حرفا..
فالحمد لله..
وأشكر الإخوة الأفاضل على مداخلاتهم المفيدة جدا..
وأقول..
إن الحديث في القرآن الكريم كلام شيق جدا..
وكلما فتحنا للقرآن قلوبنا.. أعطانا من بركاته وفتح لنا من مغاليقه..
وفي هذا الموضوع.. ككل المواضيع التي تعتمد النص القرآني حجة.. يمكن أن تجد في القرآن مؤيدا لها من القرآن..
.. فقد أؤيد رأيي من القرآن.. وقد تنقضه لي من القرآن.. إلا ما كان من المحكمات البينات..
وإلا ما كان من الترهات التي لا تستقيم لمنطق ولا لعقل.. فهذا مما لا يلتفت إليه..
من خلال القراءات التي اطلعت عليها في ثنايا الموضوع.. أفادتني كثيرا.. لكنها أثارتني كذلك..
وسأعرض لبعضها تباعا إن شاء الله تعالى..
فشكرا جزيلا لكل المشاركين..
كل باسمه..

عماد ابو رياض
14/05/2008, 12:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين وبعد :
اخي العزيز المحترم
الكل يعرف في القران ماهو محكم وما هو متشابه .. وجعل باب الاجتهاد مفتوح لامة الحبيب .. اختلف واجتهد العلماء جزاهم الله خيرا في هذا الموضوع ومن باب التنوير وحث الباحث بالغوص في بحور العلم والتفكير ومن
اجتهد واصاب فله اجرين ومن اجتهد واخطأ فله اجر على ان لايتزمت في رأي ويرى غيره بابطل ... فأقول جزاك
الله خيرا ... من النضريات التي سبقت الاسلام اكثرها جاءت من الكتب السماويه فأخذ من الفلاسفه مااخذ
من الكتب السماويه وطور فيها حسب عقله وتفكيره ..
كانت الارض يسكنها البشر وهذه الاقوام اجساد بأنفس بلا روح واقصد بالروح هو العقل .. فكان همهم شهوتهم
وقتلهم بعضهم لبعض لايعرفون الرحمه وبمعنى اخر لاعقل يلزمهم بما يفيدهم او يضرهم اي كالبهائم فـــــــــي
تواجدهم .....
فاراد الله تعالى ان يغير هذه الاقوام ويجعل منهم خليفه فأختار ادم وانهى البقيه ووضع فيه الروح وعلمه كل شيء
فتغير الخلق من البشر الى الانس الذين ورثوا الانسانيه من العقل الموهوب لهم من الله تعالى علما ان في الارض من عالم الجن قبل البشر ....
فاعتراض الملائكه على الخلق الاول وجعله خليفه ولما بدا لهم ما به من تغيرات سجدوا له تشريفا .......

والله تعالى اعلم .... تحياتي واشواقي لك اخي العزيز

أحمد الحمّادي
18/05/2008, 08:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين وبعد :
اخي العزيز المحترم
الكل يعرف في القران ماهو محكم وما هو متشابه .. وجعل باب الاجتهاد مفتوح لامة الحبيب .. اختلف واجتهد العلماء جزاهم الله خيرا في هذا الموضوع ومن باب التنوير وحث الباحث بالغوص في بحور العلم والتفكير ومن
اجتهد واصاب فله اجرين ومن اجتهد واخطأ فله اجر على ان لايتزمت في رأي ويرى غيره بابطل ... فأقول جزاك
الله خيرا ... من النضريات التي سبقت الاسلام اكثرها جاءت من الكتب السماويه فأخذ من الفلاسفه مااخذ
من الكتب السماويه وطور فيها حسب عقله وتفكيره ..
كانت الارض يسكنها البشر وهذه الاقوام اجساد بأنفس بلا روح واقصد بالروح هو العقل .. فكان همهم شهوتهم
وقتلهم بعضهم لبعض لايعرفون الرحمه وبمعنى اخر لاعقل يلزمهم بما يفيدهم او يضرهم اي كالبهائم فـــــــــي
تواجدهم .....
فاراد الله تعالى ان يغير هذه الاقوام ويجعل منهم خليفه فأختار ادم وانهى البقيه ووضع فيه الروح وعلمه كل شيء
فتغير الخلق من البشر الى الانس الذين ورثوا الانسانيه من العقل الموهوب لهم من الله تعالى علما ان في الارض من عالم الجن قبل البشر ....
فاعتراض الملائكه على الخلق الاول وجعله خليفه ولما بدا لهم ما به من تغيرات سجدوا له تشريفا .......

والله تعالى اعلم .... تحياتي واشواقي لك اخي العزيز



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم
الرأي الذي تفضلت به قال به بعض العلماء. ولكن ليس هناك دليل صحيح يثبت صحة هذا الرأي .


بانتظار شيخنا وأستاذنا "عبد الرزاق المساوي" فقط أطال الغياب, وكلنا شوق.

المساوي
10/06/2008, 01:24 AM
:bism:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تتمة لما سبق:


لقد جاءت الوسوسة على الشكل التالي يقول تعالى:

((...فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى..))
(طه:117)

((..فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا

وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ

أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ

وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ.)) (الأعراف:20)

من أين أتت فكرة الخلود هذه؟

وكيف استطاع إبليس أن يغري بها آدم وزوجه؟

كيف استطاع إبليس أن يغري آدم وحواء بالملك أو الملكية؟

وكيف استطاع أن يغريهما بالملائكية؟

وكيف استطاع أن يغريهما بالخلود؟

كيف عرف هذه المسائل ولا أحد يدرك أن الخلود موجود؟؟

وأنى للزوجين بمعرفة هذه الأمور حتى يتمكن إبليس من إغرائهما بها؟؟

هل يعني ذلك أن هذه القضايا كانت هدفا مسبقا؟؟

وكيف تم التعاقب أو الانتقال في إغواء إبليس لآدم

من الملكية إلى الملائكية إلى الخلود؟

كل هذه القضايا الإبليسية المطروحة على الزوجين

مغرية وتدفع للتفكير فيها والانصياع لها والعمل على تحقيقها..

وخصوصا إذا قدمت في شكل مثير وغلاف جذاب وإيقاع ملحاح وأسلوب ضامن..



ثم كيف تم لإبليس ذلك الحوار -كما قال بعض المغرضين-

مع آدم وهو مطرود من الجنة؟

""كيف عاد الشيطان إلى الجنة بعد أن طرده الله

ليوسوس إلى آدم وحواء بالأكل من الشجرة المحرمة ؟؟

أم أنه تسلل بدون علم الله إلى الجنة ؟؟"" (1)

تعالى الله عما يقول الجهلة علوا كبيرا..


(1) انظر الرابط: ***************

طارق شفيق حقي
10/06/2008, 10:01 AM
سلام الله عليكم
أتعبنا مفهوم الكم ونحن نلهث وراء الكثرة, ونتباهي بالأرقام
نتباهى بعدد ختمات القرآن, وترانا لم نتدبر حرف منه

الصحيح هو تدبر آي القرآن الكريم والعمل على خطى الصحابة في فهم الآية والآيتين والعمل بها ثم معرفة غيرها

-

في موضوع كيف عاد إبليس إلى الجنة وهو مطرود, سمعت كلاماً كثيراً حول ذلك , منه ما قاله المفسر الشعراواي رحمه الله
أن النار تكون في مكان ودخانها في مكان, و وسوسة إبليس هي كالدخان
بكل الأحوال يجب أن نفهم المجاز في القرآن قبل أن نريد فهم أي آية
فقوله" يجري من ابن آدم مجرى الدم" يحسبه الكثيرون أن يجري في عروقنا
وهذه الصورة هي للتقريب, وهذا من باب المجاز
كنت أنوي سرد باب عن المجاز في القرآن وتبيان استخدام الجمل وقد قارب ذلك موعده بإذن الله

-

الموضوع الأم هنا وهو كيف عرفت الملائكة بوجود من سفك الدماء, والتفسير أن الجن خلق قبل الإنس وقد سفك الدماء

هناك سؤال في ذهني قد يحل الموضوع ولا أعرف دقته , وعلينا أن نكون دقيقين مع كلام الله وحذرين في تفسير أو نقل جمع آراء المفسرين:

لماذا لا نقول أن الملائكة اطلعت على اللوح المحفوظ , وعرفت منه المثال الأول قصة قتل قابيل لهابيل
فهي قرأت ما سيحدث الأرض, لكنها لم تكن تعلم متى سيخلق ذلك , وحين قال الله تعالى: إني جاعل في الأرض خليفة.."
قالت له وهي قد قرأت اللوح المحفوظ : أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء....."

والله أعلم بذلك

القضية مفتوحة للنقاش

طارق شفيق حقي
10/06/2008, 10:31 AM
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ 36 فالبقرة

اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ 61 البقرة


قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ 24 قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ 25 الأعراف

القرآن يفسر بعضه بعضه
الجنة التي سكن فيها آدم لم تكن جنة الخلد
وكلمة اهبطوا لا تعني النزول , ودليل ذلك كلمة اهبطوا مصر
اهبطوا كما فسرها المفسرون تعني دنو منزلة, أي اهبطوا منزلة

عماد ابو رياض
10/06/2008, 11:00 AM
تحياتي للجميع وادعوا لهم ان يكون لهم الاجر في حهدهم ... اما عن الرابط الموجود الذي يربطنا بالنصراني
الذي يبشر بالنصرانيه ويريد ان يستفيق المسلمين ليس هو من يرشدنا الى ديننا وليس هو من يفســـــر
لنا ... لو كانو حقا مااضاعوا الانجيل وفسروه حسب اهوائهم ... ان وعد الله ات لامحاله وسوف تبان لهـــــــم
الحقيقه في الدنيا قبل الاخره .

طارق شفيق حقي
10/06/2008, 09:07 PM
سلام الله عليك
تم حذف الرابط
أخي الكريم المساوي

هؤلاء الزعران تقف خلفهم جهة مشبوهة , يحركهم باحث يهودي يدعي النصرانية
والغاية حرب طائفية في مصر خاصة وفي الوطن العربي عامة
الحوار العلمي وغير العلمي لن يفيد معهم
عدم الاعلان لهم أفضل
حياك الله

أحمد الحمّادي
13/06/2008, 05:43 PM
الأستاذ الكريم " عبد الرزاق المساوي "
حمداً لله تعالى على سلامتكم وعودتكم إلى المنتدى
وعودة كلماتكم الطيبة على صفحاته
لقد كنا ننتظر عودتكم بفارغ الصبر
ولقد قرأنا مشاركتكم في موضوع " المكتبة "
فقلقنا كثيرا
ولم نملك سوى الدعاء لكم في ظهر الغيب بتفريج الهموم وتنفيس الكروب
ولا زال الدعاء موصول
سنعود للمتابعة في هذا الموضوع الشيق إن شاء الله تعالى
دمتم ودام برُّكم وفضلكم

المساوي
08/08/2008, 01:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين


السلام عليكم جميعكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه

أشكر كل الذين سألوا عن المساوي..

وأحيي كلا باسمه على الاهتمام والمشاركات

وأبعد الله عنا وعنكم مكدرات الحياة

ووقانا شر الفتن إنه سميع مجيب

وسنستمر بحول الله وقوته

على الرغم من المكابدات

وبالله التوفيق

أبو شامة المغربي
13/08/2008, 11:28 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
http://www.mirage3.com/vb/images/avatars/33333.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif

غير مسجل
27/08/2009, 01:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله اخواني الكرام
سؤالي هذا هو بعد قول الملائكة " (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ). في هذه الحالة كانت الملائكة تعلم بخلق كان يعيش على الأرضيفسد فيها ويسفك الدماء في فترة ماقبل خلق البشرية هل من توضيح أكثر جزاكم الله خيرا ؟؟

بويترورن
27/08/2009, 02:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله اخواني اخواتي الكرام
سؤالي هو بعد قول الملائكة (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).
هذا يعني أن الملائكة كانت على علم بمخلوق كان يسكن على الأرض يفسد فيها ويسفك الدماء؟ أرجو منكم اخواني توضيح أكثر جزاكم الله خيرا. رمضان كريم.

عبد المنعم جبر عيسي
30/08/2009, 11:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله اخواني الكرام
سؤالي هذا هو بعد قول الملائكة " (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ). في هذه الحالة كانت الملائكة تعلم بخلق كان يعيش على الأرضيفسد فيها ويسفك الدماء في فترة ماقبل خلق البشرية هل من توضيح أكثر جزاكم الله خيرا ؟؟




السلام عليكم ورحمة الله اخواني اخواتي الكرام
سؤالي هو بعد قول الملائكة (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).
هذا يعني أن الملائكة كانت على علم بمخلوق كان يسكن على الأرض يفسد فيها ويسفك الدماء؟ أرجو منكم اخواني توضيح أكثر جزاكم الله خيرا. رمضان كريم.


الأخوان الكريمان ...
وعليكما السلام ورحمة الله وبركاته ..
أجاب الإمام ابن كثير رحمه الله فى تفسيره على سؤاليكما ، فقال :
قول الملائكة : { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ } فإنهم إنما أرادوا أن من هذا الجنس من يفعل ذلك ، وكأنهم علموا ذلك بعلم خاص ، أو بما فهموه من الطبيعة البشرية فإنه أخبرهم أنه يخلق هذا الصنف من صَلْصَال من حمإ مسنون [ أو فهموا من الخليفة أنه الذي يفصل بين الناس ويقع بينهم من المظالم ويرد عنهم المحارم والمآثم ، قاله القرطبي ] أو أنهم قاسوهم على من سبق ، كما سنذكر أقوال المفسرين في ذلك .
وقول الملائكة هذا ليس على وجه الاعتراض على الله ، ولا على وجه الحسد لبني آدم ، كما قد يتوهمه بعض المفسرين [ وقد وصفهم الله تعالى بأنهم لا يسبقونه بالقول ، أي : لا يسألونه شيئا لم يأذن لهم فيه وهاهنا لما أعلمهم بأنه سيخلق في الأرض خلقًا .
قال قتادة : وقد تقدم إليهم أنهم يفسدون فيها فقالوا : { أَتَجْعَلُ فِيهَا } الآية .. وإنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك ، يقولون : يا ربنا ، ما الحكمة في خلق هؤلاء مع أن منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدماء ، فإن كان المراد عبادتك ، فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، أي : نصلي لك كما سيأتي ، أي : ولا يصدر منا شيء من ذلك ، وهلا وقع الاقتصار علينا ؟ قال الله تعالى مجيبا لهم عن هذا السؤال : { إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ } أي : إني أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمون أنتم ؛ فإني سأجعل فيهم الأنبياء ، وأرسل فيهم الرسل ، ويوجد فيهم الصديقون والشهداء ، والصالحون والعباد ، والزهاد والأولياء ، والأبرار والمقربون ، والعلماء العاملون والخاشعون ، والمحبون له تبارك وتعالى المتبعون رسله ، صلوات الله وسلامه عليهم .
إلى أن قال – رحمه الله - :

<STRONG><FONT face="Times New Roman"><FONT color=black><FONT face=Garamond>{ خَلِيفَةً } قال السدي في تفسيره عن أبي مالك وعن أبي صالح ، عن ابن عباس -%2

أبو شامة المغربي
19/12/2009, 01:27 AM
http://www.ss1ss.com/albumsm/99312.gif
http://upload.all-patch.org/images/31594e69nh9.gif