المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقـــاء حواري مع الأخ الكريم .. رزاق الجــزائري ...



أبو شامة المغربي
12/07/2007, 10:53 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.merbad.org/vb/attachment.php?attachmentid=203&stc=1&d=1172006174
لقاء حواري مع الأخ الكريم
رزاق الجزائري
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
سلام الله عليك أخي الكريم
رزاق الجزائري
ورحمته تعالى وبركاته
بعد دعوة الأخ الكريم إلى هذا اللقاء الحواري، وقبل أن أبعث حروفي في رحلة استكشافية في فضاء هذا المقام الشيق، أبدأ ترحالي وارتحالي رفقة أهل المربد الأزاهر بالمستهل التالي:
عندما نقرأ الحروف القصصية .. عندما نقرأ القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا .. عندما تمثل حية أمامنا المشاهد، والمواقف، والأفعال، والأقوال المترجمة في كلمات قصصية معدودة .. عندما يتم بناء فعل القص على إجاعة المبنى وإشباع المعنى .. عندما نقرأ قصصا لها بداية ضمنية ونهاية متوارية عن العين القارئة .. عندما وعندما ...
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
تاقيدة مات
... لقد كتبت لك لأقول كلمتين*تاقيدة مات* ربما تتساءلين من هو هذا التاقيدة؟ لأقول لك تاقيدة هو شخص لم تعرفيه، لكني أردت أن أكتب لك عن هذا التاقيدة، لأنك تقولين لي دائما بأني عزيز على قلبك، والعزيز على القلب يحس لواعجه أو هكذا يقولون، لو أقول لك: إني لم أعرف هذا التاقيدة إلا قبل أشهر ليست بالكثيرة ...
رزاق الجزائري (http://www.merbad.net/vb/showthread.php?t=4952)
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
سؤالي الأول
ترى من هو رزاق الجزائري جملة وتفصيلا؟
سؤالي الثاني
ما الموضوعات الفكرية التي تشد اهتمام رزاق الجزائري في الظرفية المعاصرة؟ وهل ما زالت للممارسة الفكرية ذات المكانة التي كانت لها قديما؟
سؤالي الثالث
ما هي في رأيك رسالة المفكر ووظيفته الحقيقية؟
سؤالي الرابع
هل ثمة ألوان فكرية أم أن للفكر لون واحد دون سواه؟
سؤالي الخامس
كيف يا ترى ينتقي المفكر عناوين كتاباته وقراءاته؟
سؤالي السادس
ما الذي تراه في شأن ما يجمع الفكر والأخلاق؟
سؤالي السابع
هل ثمة سمة شكلية أو جوهرية غالبة على الفكر العربي المعاصر؟
سؤالي الثامن
كيف ترى مسألة العقل والنقل في ظل الثقافة الإسلامية الآنية؟
سؤالي التاسع
هل ثمة من إضافات نوعية مستجدة في الكتابة الفكرية الراهنة؟
سؤالي العاشر
ما حقيقة الصلة بين المفكر العربي والأعمال التي يكتبها؟
سؤالي الحادي عشر
هل بالإمكان الحديث عن فكر قديم وفكر مستحدث؟
سؤالي الثاني عشر
ترى هل سبق أن قرأت بعض السير الذاتية الفكرية لطائفة من المفكرين؟
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
هذه باقة حروف مهداة إليك في مزهرية، وإنها لأغصان دوحة مورقة ندية، عسى أن تبعث القارئ على تأمل ما ينبض به الحرف العربي الأصيل من حياة فكرية خصبة وغنية.
في انتظـار إجاباتك مسهبة ومقتضبة
حياك الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

رزاق الجزائري
13/07/2007, 07:58 PM
الشكر الموصول لك استاذنا الكبير ابو شامة المغربي .
ربما علاقتي بالادب هي جد ضعيفة .فانا بكل بساطة رجل ذا خلفية عسكرية و جل اهتماماتي هي للفكر و السياسة و العسكر طبعا.كما ان خلفيتي الاكادمية للاسف و اعيدها للاسف ليست عربية . و السؤا ل الوحيد الذي استطيع اجابتك عليه هو .السؤال الاول.لان اجاباتي على الاسئلة الاخرى ستكون ارتجالية فلست من ذوي الاختصاص بكل تواضع .و ما قصة *تاقيدة مات* الا قصة حقيقية من سيرتي الذاتية اردت ان اعطي بها معنى و اخلد بها رمزا من الرموز الصغيرة التي تصنع الامجاد ولا من يسمع بها و على حد قول الاستاذ طارق
وكم تاقيدة مات ولم ندري به ولا بعظم خدماته وبعمق إنسانيته
.
كما قلت آنفا رزاق الجزائري واحد من ابناء الجزائر الفخور بعروبته و انتمائه على عاتقه دين مليون شهيد عليه ان لا يخونه ولو قطعته الانياب و مثل كل عربي يحمل هم امته و يؤلمها اوضاعها و ما تتعرض له من تكالب .و يأمل في ان يعيش اليوم الذي يرى فيه بناء مجدها من جديد.شعاره *النقد الذاتي امام تناقضاتنا كعرب و النقض البناء لتناقضات الاخرين *.يؤمن ان عدالة الفكرة تكمن في اخلاقياتها و قوتها تكمن في الايمان بها و تحقيقها يكمن في العمل وفي جمع هاته الشروط النصر ليس الا صبر ساعة و هاته الرسالة الاخلاقية هي من يجب على كل قلم عربي غيور العمل عليها .على القلم العربي سواءا في القصة او في الرواية او في كل مجالات الادب و الفكر .ان يكون صادقا في تحليل الواقع و استقراء الاسباب التي بدورها أدت الى النتائج .لاننا اذا اردنا ان نلغي النتيجة و هي موقف الحال اليوم الذي لا يعجبنا علينا بكل بساطة ان نلغي مسبباتها .ولنلغي المسببات علينا ان نعمل في اطار شامل لفهمها و تحليلها من كل النواحي تحليلا منطقيا و جوهريا لذا في رايي ان الادب و الفكر وهم متلازمات ان يبنو على المعنى اكثر من الشكل و استعير هاته المقولة منك *لا يهم اجاعة المبنى على اشباع المعنى* لاننا اليوم في مرحلة بناء و لدينا قصور كبير في المنتوج الحضاري والاشياء عندنا و القصة منها ليست من الكماليات مع الاختلاف على ان المجالات الادبية على عكس المجالات الفكرية عليها ان تعمل على البناء الجيد للشكل لانها اكثر انتشارا لدى العوام من الفكر و السياسة مثلا لكن *قصدي ان لا يكون البناء الجمالى على حساب المضمون* فنحن احوج ما يكون الى رؤى في بناء الفرد و المجتمع و اعادة الربط بين الاصالة و التحضر لكي نضع خطانا على الانطلاقة الحقيقة. ففي راي علينا ان نكون كلنا بناؤون بمعنى كلمة البناء الكلاسيكية في هاته الفترة الحرجة من عمر امتنا .
لك تحياتي

أبو شامة المغربي
13/07/2007, 08:30 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
أحييك في البداية على كريم الإجابة وسريع الإستجابة، فلك من أخيك أبي شامة المغربي فيض الشكر وغيث التقدير على هذه المبادرة الحوارية، ثم إني قد انتقيت لك أسئلة جديدة تناسب مجال اهتماماتك الفكرية تحديدا، ودون إسهاب أو إطالة، أترك لك الآن الكلمة ...
في انتظار إجاباتك
http://www.onlyshojo.com/Gif/natale1.gif
حياك الله
http://members.tripod.com/~Breanna__/onerose.gif (http://www.kaanz.com/vb/up)
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

رزاق الجزائري
14/07/2007, 08:44 PM
العودة اليك استاذ ابو شامة المغربي و ان كنت آمل لو أنك تريث عني قليلا حتى لا ابتر الموضوع فمشاغلي كثيرة هاته الايام و ما ينتظرني اكثر وربما قد اضطر للغياب الاضطراري عن المنتدى. وشكرا على الاسئلة التي في محلها رغم صعوبتها فانت تعلم انه من الصعب ان يتكلم الانسان في مجال هو من اصعب المجالات دون الوقوع في فخ التناقض لذا فسأبدأ واطلب التوفيق .
سؤالي الأول
ترى من هو رزاق الجزائري جملة وتفصيلا؟
لقد اجبت على الشطر الاول من السؤال و سأجيب على الشطر الثاني بما تسمح به خصوصيتي المهنية.
رزاق الجزائري من مواليد 1977 .تحصل على الباكالوريا في العلوم التقنية و الرياضية سنة1994 ليدرس العلوم و التكنولوجيا ثم يلتحق بالاكادمية التطبيقية العسكرية ليتخرج منها ضابطا.
هذا هو رزاق الجزائري شاب لا علاقة له من قريب او بعيد بمجال الفكر و السياسة بل حبه و شغفه بها هو دافع ذاتي و عصامي و قد ساعدته معرفته باللغات الثلاث الانجليزية و الفرنسية و العربية في النهل مما لهاته الثقافات الثلاث و صقل تكوينه .

سؤالي الثاني
ما الموضوعات الفكرية التي تشد اهتمام رزاق الجزائري في الظرفية المعاصرة؟ وهل ما زالت للممارسة الفكرية ذات المكانة التي كانت لها قديما؟
سأبدأ من مقولة فيلسوف الحضارة "مالك بن نبي*لبناء مجتمع افضل و الذي يعني بناء مجتمع متحضر يجب العمل لتكوين هاته الحضارة* و هو فكر و فلسفة العمل.
الموضوعات الفكرية التي تشد اهتمامي في الظرفية المعاصرة هي المعطيات التي تقوم عليها بناء الحضارات وتقدمها و نجاحات الامم الاخرى و مرجعيتها .و فشلنا نحن و اسباب ذلك الفشل .و القراءة الموضوعية في كل ذلك من حيث الربط بين الغنى الهائل في الموارد بشرية كانت ام مادية و الطاقات العلمية و الفكرية و ايجاد القوانين التي تربط بين الوسائل و الاهداف .الفكر المرتبط بقضايا الانسان و المجتمع و التاريخ.الذي يؤمن بالنقد و الاختلاف و يطمح لنفض الغبار على كل ما هو ضمني و سلبي .فهوية الامة تتشكل بما هي عليه و ما تنتجه على الصعيدين المادي و الروحي و بما تريد ان تكون عليه و هي ارادة مقرونة بالعمل ووظيفة التفكير هي اكتشاف العناصر العقلية في الظواهر طبيعية كانت او إنسانية و في النماذج و الانساق الثقافية و الاجتماعية و السياسية .اي ان العنصر العقلي هو القانون الملازم لكل الظواهر و مبدأ وحدتها الجدلية .لذا فمن الضروري ان نعيد دورنا في الاحاطة بالعلوم الانسانية بمعناها الشامل و معرفة قوانينها و ليس فقط الوقوف على ما بلغته البشرية فحسب و ان يكون هذا الفكر في خدمة المثل و الاخلاق ارتباطا بالجانب الروحي و العقائدي .فنحن نريد بناءا على قواعد رسالتنا العتيدة كمسلمين فيكون المنطلق واضحا حتى لا نقع في فخ التناقض الذي تعيشه التيارات الفكرية الغربية اليوم الى درجة صارت القيم تنهار باسم القيم و يكون الفكر اداة احتواء لا اداة صراع .
وهل ما زالت للممارسة الفكرية ذات المكانة التي كانت لها قديما؟

سؤال جد وجيه.
ارتفعت مدارس حداثية خصوصا اصحاب النزعة العلمية مناهضة للبحث الفكري و الفلسفي .اذا ما فتئ العلم يضيق من مجالات المباحث الفكرية و الفلسفية .و حجة هؤلاء ان في العلم الجواب على كل الاسئلة .بيد ان هذا وهم مبني على خلط واضح بين المسائل الفكرية و المسائل العلمية .اذا ان مجال الاولى المحسوسات و مجال الثانية المعقولات .و ان كان الفلاسفة الاقدمون من اليونانيين و المسلمين مزجوا مباحثهم الميتافيزيقية بمباحث علمية اظهر التقدم العلمي خطأها .فان هذا لا يصوغ الاعتقاد بان العلم يصحح الفكر .بل ان المعطيات العلمية توسع النشاط الفكري و تفتح امامه افاقا جديدة.كما نا القضايا الفكرية و الفلسفية مثل النفس و الحرية و المطلق تبقى مشاكل ميتافيزيقية من اختصاص الفكر نفسه تتجاوز إمكانيات العلم .وكما قال اميل جيراردو*ان التقدم العلمي يؤثر تاثيرا كبيرا في تطور الفكر* و هو صحيح بيد ان نظريات انشتاين و داروين و نيوتن لم تقلل من وهج افكار هيجل و بشلار و روسو .بل ان ابحاث هؤلاء المفكرين مثلا عن المجتمعات و الدول و النظم و القوانين هو الذي وضع الاسس لتوظيف تلك النظريات العلمية لفهم قوانين الطبيعة و الاستفادة منها و توظيفها في شتى مجالات الحياة.و الا لبقيت حبرا على ورق.

سؤالي الثالث
ما هي في رأيك رسالة المفكر ووظيفته الحقيقية؟
لكي اجيب على هذا السؤال علي ان اوضح نقطة تثير الكثير من الالتباس .ان الفكر هو حقيقة الوجود منذ البديئة و هو سر تكريم ابن آدم على العالمين و سجود الملائكة له الى مقولة ديكارت الشهيرة *انا افكر انا موجود* و من حيث ان اللغة العادية لا تميز بين الحقيقة و الواقع.فلغة الفكر تقيم بينهما فرقا أساسيا اذا ان الواقعية هي صفة الموجودات .اما الحقيقة *الفكرة* فهي صفة الأحكام و الوصول الى الحقيقة هي وظيفة المفكر الحقيقة أي الربط بين الواقع و حقيقته الذهنية و هي خلاصة المعرفة.ومن حيث ان الفكرة*الحقيقة* هي الغاية بحد ذاتها فوظيفة المفكر هي الوصول اليها أي ايجاد السبل الى المعرفة الحقيقية و الثقة في الوصول اليها هو الضمان الوحيد لمشروعية التفكير و الا سيكون التفكير مجرد عبث لا طائل منه .فالنظرة السطحية مثلا الى تاريخ الفكر او " الفلسفة قديما"يظهر ان هناك اجوبة فكرية ما فتئت تتحول الى اسئلة و مواقف فكرية تتجاوز بعضها بعضا .و مذاهب اخرى متنافية.اذ ان عملية التفكير مستمرة .لكن النظرة العميقة تظهر لنا ان هناك تجلية للحقائق و صقلا لها عبر الزمن .فالجواب الصحيح و المنطقي يبقى صحيحا مهما اختلفت صيغه و على المفكر الحقيقي ان ينتهي دائما الى الحقيقة التي يستهدفها و التي توصله اليها قوانينه فوظيفة المفكر هي ادراك للواقع و الحاضر بالفعل

رزاق الجزائري
16/07/2007, 07:55 PM
سؤالي الرابع
هل ثمة ألوان فكرية أم أن للفكر لون واحد دون سواه؟
هذا السؤال يعتبر من اصعب الاسئلة و دعنا ننطلق من المنطلقات الفلسفية في مفهوم المعرفة الحقيقية عند مختلف الاتجاهات الفكرية.
طبعا هناك الوان فكرية و ليس للفكر لون واحد بل منطلق واحد اذا اعتبرناه البحث عن المعرفة الحقيقة وفي هذا تختلف المدارس منذ القدم .لان لكل منهجه في البحث عن تلك الحقيقة ينطلق فيه من مبدأه او ايديلوجيته او عقيدته .لكن يبقى القاسم المشترك بين الكل هي مشكلة المعرفة و البحث عن الحقيقة .
اذا افترضنا نشوء الفكر و الفلسفة عند اليونانيين الذين كانو اول من استعمل المنطق في تحليل الظواهر و الاحكام و ما اعتبروه قوانين كونية ثابثة ناشئة عن ارادة الله و يكون المنطلق في الفكر الاسلامي مثلا هو الحقيقة اليقينية المطلقة الذي يجسدها الدين كمرجعية بينما يبقى الحقل حكما عند البعض كمدرسة ابن رشد .بينما يرى الغزالي العكس بحكم نسبية الحقيقة في العقل و مطلقيتها في الدين بينما يكون المنطلق في الفكر العلماني هو مفهوم الحقيقة النسبي وان معيار الوضوح فيه هو اليقينية بما تحمله من تضاد و الذي تختلف معاييره حسب مرجعيات هاته المدارس الفكرية و هو ما اريد ان اركز عليه
و لأتحدث هنا عن الفكر الغربي بالخصوص و الذي هو نشاط ذهني حر لا تحده قيود ولا تحجبه حواجز اذ ليس هناك موضوعات متعلقة بالطبيعة و ما بعد الطبيعة و بالإنسان و المجتمع و التاريخ و الوعي و اللاوعي الا و تعرض لها .
فكل المدارس الفكرية الغربية مثلا تنطلق من النظريات الثلاث
النظرية الواقعية التي ترى ان الفكرة الصادقة هي مجرد تسجيل للواقع و بمقدار ما تكون الصورة مطابقة للواقع مطابقة تامة يكون الحكم صادقا لكنها تخلط بين الواقع المادي للأشياء و صورته الذهنية .
النظرية البراغماتية التي ترى ان العبرة بالنتائج .لكنها قد تكون صحيحة اذا اقتصر أصحابها على الميدان التجريبي فقط.بل ان منطقها الفكري يقول: إن معيار الصدق هو فيما يدخله على أنفسنا من طمأنينة فتعود الحقيقة غير تابعة لمقتضيات العقل بل لمقتضيات الوجود.
النظرية العقلانية وهي تتمثل في عدم تناقض العقل مع نفسه وتتجلى عدم التناقض في الحقيقة الصورية المستمدة من القياس وان النتيجة صحيحة إذا لم تتناقض مع مقدماتها
والاتجاهات الفكرية المعاصرة تقريبا تنطلق من هاته المرجعيات في ألوانها وتعدديتها وإيديولوجياتها .

رزاق الجزائري
16/07/2007, 07:58 PM
سؤالي الخامس
كيف يا ترى ينتقي المفكر عناوين كتاباته وقراءاته؟

حقيقة ان كل ما هو منطقي واقعي و العكس صحيح لكن هناك فارق نوعي بين ان نستنبط الفكرة من الواقع و ان نستنبط الواقع من الفكرة فأحيانا تبني لنا الإيديولوجيات عالما مثاليا هو ابعد ما يكون عن الواقع .لذا فمن المفروض على المفكر ان ينتقي عناوين كتاباته بالربط بين الفكر و الإبعاد الاجتماعية و الإنسانية و الاقتصادية ربطا بالسياق التاريخي ببعده الانتروبولوجي و القومي و العقائدي أي ما يشكل هوية الأمة زيادة على العامل الخارجي و أبعاده و توازناته . فتكون هناك علاقة بين الفكر ونفسه و تعددية ألوانه .فالفكر الذي يستحق نفسه هو إدراك للواقع و الحاضر الراهن بالفعل .اي على المفكر ان ينتقي كتاباته من الواقع الراهن .و قراءاته مما يربط الواقع بكل أنساقه الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و الخارجية .مع تقيد بالعنصر الاخلاقي القائم بالضرورة في الجمع بين الاثنيات و الأديان و المذاهب و الطوائف المشكلة للامة مما يجعل سائر الأطياف قابلة للاندماج فيما هو عام دون ان تتخلى عن خصوصيتها.معادلة صعبة لكن غير مستحيلة اذا نظرنا لبعض التجارب الغربية بالخصوص .لان المهمات الراهنة هي المهمات الممكنة و الشعوب و الأمم لا تطرح على نفسها من المهام سوى ما تستطيع تحقيقه .و صيغة الافتراض و التوقع تكون دائما مشبعة بدوافع ذاتية و مصالح خاصة وعندما تكون غير مندمجة في المصلحة العامة .فالأهداف هي دوما ذاتية و النتائج هي عمومية .

أبو شامة المغربي
16/07/2007, 11:06 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
الرحلة ما تزال في بدايتها، والإبحار ما يزال في مستهله، والإهتمام بكل حرف تخطه على هذه الصفحة المربدية قائم على قدم وساق ...
في انتظار باقي اللمسات الفكرية
حياك الله
http://www.onlyshojo.com/Gif/natale1.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

رزاق الجزائري
17/07/2007, 06:15 PM
لك التحية استاذنا الفاضل و الحقيقة ان اللمسات كانت في طرح هاته الاسئلة و ما تتمتع به من روح نقدية عالية و شاملة.
العودة

سؤالي السادس
ما الذي تراه في شأن ما يجمع الفكر والأخلاق؟

سؤال في محله وللإجابة عليه علينا ان نقدم تعريفا للضمير الخلقي فالضمير الخلقي غير الشعور النفسي .لان الضمير يحكم لتوجيه العمل الذي يراد القيام به بعد إسناده الى قيمة ما .والفعل الخلقي يستند دائما إلى قيمة خلقية تمثل ما يجب ان يكون عليه .و على هذا الأساس يكون مقبولا او مرفوضا ..و هنا تطرح مشكلة مصدر القيم الأخلاقية بما ترتبط به من التباس بالمعطيات القبلية والعادات و التقاليد الراسخة و الإيديولوجية. فالشكاك و الماديون مثلا يرون ان القيم الأخلاقية ليست قيما ثابتة .فهي تتغير عبر الزمان و المكان تبعا للظروف .فالرق كان مثلا من دعامات الاقتصاد قديما و هو اليوم محرم .و الهنود المسلمون مثلا يأكلون الأبقار بينما البراهيميون لا يستحلونها.لكن الرق كان مقيتا منذ القدم و أكل لحوم البقر و عدمها هو موقف ديني و ليس أخلاقي .كما ان الماركسيون يرون " ان الضمير الخلقي تابع لتطور التاريخ" و ذلك يتضمن إنكارا لثبات القيم و يجعلها نزوية و إجحافا بقدرة العقل على توجيه السلوك .فلا تعود القيمة مبدأ للفعل بل نتيجة له .
و الخلاصة التي أريد ان أصل إليها انه قد يكون مبدأ الفعل مجرد مجارات للعادات و التقاليد .لو رجع الإنسان فيها إلى عقله لأنكرها .و قد يكون مبدأ الفعل بعديا من قبيل التبرير الذي تقتضيه الظروف و يصبح أمرا راسخا.اذن المقتضيات الحقة للقيمة الخلقية هي المقتضيات القبلية التي تصدر من العقل الخالص المتحرر من ربقة العادات و التقاليد السيئة و الذي لا يبرر الفعل إلا بعدم تناقضه مع نفسه و هو مصدر أخلاقيات الفكر .
ولان العنصر العقلي هو العنصر المحايث لجميع الظاهرات و مبدأ وحدتها الجدلية و إدراك المحايثة هو ما يعصم الفكر من التعسف و الهوى و الاعتباط .و محصلة الفكر هو القانون و المضمون الأخلاقي في القانون يتمثل في إرادة الخير العام و النفع العام ..فلا يجوز ان يصدر عن إرادة جزئية او ضيقة .طبقة او عشيرة او طائفة او طغمة.أو رغبة او هوى.و إلا كان تناقضا في ذاته . فمثلا العقد الاجتماعي وهو القانون الذي ينظم الحياة الاجتماعية .عليه إن يكون روح الشعب و محصلة علاقاته الموضوعية ذات الطابع الجدلي.و خلاصة حياته الأخلاقية. و هي العلاقة بين الفكر و الأخلاق التي تتجسد في القانون بعموميته.

رزاق الجزائري
17/07/2007, 06:26 PM
سؤالي السابع
هل ثمة سمة شكلية أو جوهرية غالبة على الفكر العربي المعاصر؟

للإجابة على هذا السؤال دعونا نلقي نظرة على التيارات الفكرية العربية المعاصرة التي تنقسمفي رأي جوهريا إلى ثلاث اقسام تيار ديني .ذا مرجعية دينية بحثة .اي يقيني من ان الدين هو الحقيقة المطلقة و الثابثة و تيار علماني يتخذ من العقل مرجعية فكرية و معرفية دون الرجوع إلى ما سواه . و تيار قومي جمع بين الضدين.
و ينقسم التيار الإسلامي بدوره الى خمسة أقسام .
-01 التيار الخوارجي(التكفيري) و هو تيار قديم و حديث ينفي الآخر سواء داخل او خارج الإطار الإسلامي و يكفره . أساليبه ثورية .و في نظرهم السلف لم يترك شيئا للخلف اذ لا جدوى من إعمال العقل .
-02 التيار الوجداني الصوفي .و سمته تقديم الوجدان (العاطفة) على ما صح عقلا و نقلا .و هو تيار غير ثوري و دعوى التغيير عندهم غير مباشرة .و تغيير الواقع السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي ليس هدفا لهم.
-03 التيار السلفي (النصي) وهو ما يسمون بالسلفيين .فهم على عكس الوجدانين اعملوا عقولهم في إسناد النصوص منهجهم ثوري فتصوراتهم ذات بعد عقائدي لا يسمح للآخر بالمخالفة فهو اما ولاء و اما براء و الفرق بينه و بين التيار ألخوارجي هو انه لا يتوانى عن التصفية خصومه دينيا و شعبيا في حين أن الخوارجي لا يتوانى عن تصفية خصومه ولو جسديا .
-04 التيار المعتدل(ألمقاصدي) وهو التيار الذي يتجه الى المقاصد الشرعية و استنباط علل الأحكام للوصول الى غاية الشارع .و مبدأه " اذا كانت المعقولية في العلوم الطبيعية و المنطق مبنية على مبدأ السببية فان المعقولية في علوم الشرع مبنية على قصد الشارع .لذا فمن الضروري بناء الاستدلال في الدين .وهو حواري يبني محاولة على فهم الذات من خلال المشتركات مع التيارات الأخرى و يتعامل بايجابية مع العصرنة بمفهوم الاندماج الايجابي.

*التيار العلماني و هو متأثر بالفكر الغربي مباشرة اذ هو مرجعيته الأولى و ينقسم الى تيارين .

-الاشتراكي وهو يؤمن بالمبادئ الاشتراكية التي خطها ماركس و هيجل أسلوبهم ثوري في التغيير و ميزتهم تجاوز التاريخ .اذ لهم حساسية ضد كل ما هو ثراتي و محاربة كل ما هو ديني .
-التيار اللبرالي .و هو تيار مفرط في الحداثة مبني على تقديس قيم الحرية دون سواها .منسلخ كل الانسلاخ عن هوية الأمة يتخذ من النظام اللبرالي الغربي أنموذج بدون الاعتراف بالاختلاف أسلوبه هادئ و غير ثوري لكنه مؤخرا تغير بفعل إيديولوجية تصدير الديمقراطية بالقوة .

*الفكر القومي و الذي حاول التوفيق بين التيارين الدين و العلمانية فخلط بين الوعي التقليدي الديني و العلمانية فزاوج بين تأسيس ديني و علماني . ما اوجد تنافرا مع اخص عناصر الفكر.فهناك قطاعات سعت الى اسلمته و اخرى الى علمنته فكانت اسلمة مبتورة او علمانية مثلومة .

و بالملاحظة فالسمة الجوهرية الظاهرة هي اختلاف التفسيرات الإيديولوجية بين كل التيارات المشكلة لكلى التيارات الثلاث سواء الإسلامي او العلماني او القومي لمنطلقاتها داخل المنطلق الواحد. و التضاد الذي يميز العلاقة بينهم اذ لم يستطع الفكر العربي المعاصر ان يحسم هاته العلاقة في الواقع العربي و تعلقهم و ارتباطهم بذيول سياسية تجعلهم مصطدمين على الدوام و يظهر هذا التضاد جليا في الرؤى الى الواقع .
اما السمة الشكلية فهي القصور و غياب آليات إيصال الأفكار و غياب الحوار فلو استثنينا التيار المعتدل .فالعلاقة بين التيارات داخل هاته التيارات الثلاث او ما بينها هو تبادل للاتهامات .فالسلفيين مثلا يكفرون اصحاب المذاهب الفقهية و لديهم مشكلة مع أصحاب الفكر المعتدل فهو مفرط و مبتدع .اما المتصوفة فهم مشركون بالله .

اما التيار العلماني العقلي فلديهم مشكلة مع كل التيارات الدينية .ففي رأيهم هم ماضويون ولا حداثيون .في حين يرى الدينيون ان الآخرين ملحدين و ضالين.
اما التيار القومي فقد بني على تناقض في حد ذاته.
فهناك تقصير كبير قائم على عدم القدرة على هضم الأضداد و استعادة الذات من خلال رؤية تحلل و تفرز وتقرر ثم تتحمل المسؤولية .في هذا الواقع المبتور.
و هاته السمات الشكلية و الجوهرية هي ما يجعل الفكر العربي المعاصر في تقهقر دائم و غير قادر على التأثير في الموازنات الدولية المعروضة و المشاكل العاجلة و الراهنة لأنه مرتبط و يدور في إطار تشابك و تناقض داخلي منساق لانحيازات سياسية ظرفية تتحكم به و هذا ظهر جليا بعد 11/ ايلول.

رزاق الجزائري
19/07/2007, 06:38 PM
سؤالي الثامن
كيف ترى مسألة العقل والنقل في ظل الثقافة الإسلامية الآنية؟

هذا السؤال هو لب كل الأسئلة و هو خلاصة المعرفة لذا سأتوسع فيه
لقد أوضحت هاته المسألة قبلا في اطار شامل في مقالة نشرتها بالفرنسية في موقع جيديو سكوب ردا على المقالة الشهيرة للفيلسوف الفرنسي "روبير فيدريك" .و قد حذفوها بعد يومين بحجة المباشرة و إيذاء العواطف مع إبقاء الرابط و كأنه الفيلسوف الفرنسي لم يؤذي عواطف امة من مليار مسلم .وقد نشرت المقالة أيضا معربة في موقع المربد الكريم.لان المنطق عندي هو الرد على كل بلغته فنخاطب العقل بالعقل و الدين بالنقل .
و تفصيلا و إضافة في الإطار العام أيضا سأفصله الى ثلاث أقسام. الطبيعة وما وراء الطبيعة و التفسيرات العقلية لها ثم تفسيرات التيارات الإسلامية لعلاقة العقل بالنقل(الدين).
فالمعرفة تنقسم إلى قسمين "الطبيعة" و ما بعد الطبيعة" الميتافيزيقيا و تشتمل بدورها على ثلاثة مباحث..أولهما مبادئ المعرفة إطلاقا .الثاني الأمور العامة للوجود .و الثالث الإلوهية "رأس الوجود"(.يوسف كرم "الطبيعة و ما الطبيعة"). فلم تكن الفلسفة القديمة تفصل ما بين مسائل العلم و مسائل ما بعد الطبيعة الى مجيء العلم الحديث .اذ تخصص العلم في المواضيع الخاصة بالتجربة الحسية .و احتفظت الميتافيزيقيا بالموضوعات الخارجة عن نطاق التجربة الحسية مثل "المطلق. النفس. الحرية"و قد كان الفلاسفة الأقدمون يعتقدون ان العقل يستطيع بلوغ الحقيقة المطلقة اذ ما تجاوز نطاق و معطيات التجربة الحسية ليكشف من ورائها الوجود المطلق وقد عارض هذا الفيلسوف المسلم الكبير أبو حامد الغزالي في كتابه الشهير "تهافت الفلاسفة" إلى أن جاء كانط فوجه للميتافيزيقا ضربات كادت ان تودي بكيانها .
فكانط مثلا يؤمن بأن معطيات التجربة الحسية تنحصر داخل الزمان و المكان و فهمها بواسطة مقولاته التي من بينها السببية مما يحتم الترتيب و التنظيم إذا وجود الحادثة مرتبط بوجود حوادث أخرى و تكون العلاقة بينهم سببية .فالقضايا العلمية مقبولة لضرورتها .لان الفكر هو من يدخل هذا النظام على الظواهر الحسية بمقولاته و هذه المقولات هي واحدة عند جميع الناس" المنطق".لكن الميتافيزيقية يعوزها مثل هذا الأساس لأنها تطلب حقيقة الشيء في ذاته .و بما ان المعرفة لا تتجاوز الزمان و المكان .فالعقل لا يعطينا أي حدس قبلي بل دوره يقتصر على تنظيم معطيات التجربة الحسية التي يعطيها له الحدس الحسي .فإذا حاول القيام بالتنظيم خارج نطاق التجربة الحسية راح يعمل في فراغ.و هو لب ما توصل إليه الغزالي قبله.فالعقل اذا ما تجاوز التجربة الحسية فانه يمكنه ان يبرهن القضية و نقيضها في آن واحد .إي إن الحقيقة في العقل نسبية على عكس ان الحقيقة في النقل او الدين ثابتة .فلا يمكن إذن إن نعلل الثابت بالمتغير. إذن العقل وان كان يسهل لنا طرق العمل فهو لا يرضي جميع حاجاتنا المعرفية ."فالعقل هو جملة المقولات التي تنظم الظواهر و القيام بهذا التنظيم خارج معطيات التجربة الحسية ينتهي الى "خرافات ميتافيزيقية"(كانط. المقدمات prolégomènes) .
فالعقل مسلحا بجميع وسائله المعرفية .العلمية و المنطقية.حاول في كل فترات الأزمان أن يقدم مخططا شاملا للمعرفة التي تتوفر لديه بعض عناصرها لكي يقف على السبب الأول "الوجود" لكنه بقي عاجزا .
هنا جاء دور الدين ليعطي للعقل حدودا فيما يستطيع بلوغه و تقديم تفسير مقبول للوجود من وراءه هو اكبر من قدرته و كانت الأديان السماوية و آخرها الدين الإسلامي اشمل الأديان في هذا المفهوم من انطلاقه من إحكام لا تناقض العقل و كان إعطائه لمفهوم الإلوهية مثلا مفهوم الكمال و الوضوح الذي يتجسد في قول أبي الحسن الأشعري في المطلق الذات الإلهية "فالله واحد ليس كمثله شيء .وليس بجوهر ولا عرض.ولا بذي ابعاض ولا أجزاء. و جوارح و أعضاء .وليس بذي جهات ولا يحيط به مكان ولا يجري عليه زمان .ولا يوصف بأنه متناه و ليس بمحدود ولا والد ولا مولود.ولا يشبه الخلق بوجه من الوجوه.و كل ما خطر ببال وتصور بالوهم فغير مشبه له.و هو القديم وحده .لا شريك له في ملكه.لم يخلق الخلق على مثال سبق. و ليس خلق شيء بأهون عليه من خلق شيء آخر و لا أصعب عليه منه. لا يجوز عليه اجترار المنافع.و لا تلحقه المضار.فهو ليس بذي غاية فيتناهى ولا يجوز عليه الفناء".
و اذا كان المنطلق واضحا فالتفسيرات الإسلامية القديمة الحديثة تقف حسب تياراتها في النظر إلى مسألة العقل و النقل فهناك من اقفل باب الاجتهاد و هناك من اعتبره أساسا لكن حتى التيارات التي تؤمن بالعقل لم تقدم مبدأ العقل على النقل كالمقاصدة مثلا.و كنت قد تطرقت سابقا الى تيارات الفكر الإسلامي و سأتطرق الى نظرتها للعقل .

التيار ألخوارجي .التكفيري وهم تيار اقفل باب الاجتهاد و العقل .بحجة ان السلف لم يترك شيئا للخلف .فلا حاجة لإضاعة الوقت في إعمال العقل *و اغلب أصحاب هذا التيار يكون تفسيرهم للنقل سطحيا* فهم تيار غير عقلاني.

التيار الصوفي.الوجداني وهو تيار يغلب المقبول قلبا على المقبول عقلا و إجراء المقاربة بين الوجدان و النقل و استثناء العقل . و هم كذلك تيار غير عقلاني.
التيار السلفي النصي.و باب إعمال العقل عند هذا التيار عليه ان يتركز على ما فسره السلف لأنهم لم يتركوا شيئا للخلف و ضمان عدم استخدام أدوات معرفية جديدة *ابتداعية* او *استغرابية كافرة* و تمادوا في استعمال القياس وهم يفصلون بين الواقع و التاريخ .أي أنهم ينكرون التبدلات الفلسفية في السياسة و الاجتماع و العلوم بأنواعها.فهم تيار يحصر العقل بالماضوية.
التيار المعتدل (الوسطي) و يتلخص فهم أصحاب هذا التيار في مقولة ابن رشد في *فصل المقال* " كما ان المعقولية في العلوم الطبيعية و العلوم الإلهية الفلسفية مبنية على مبدأ السببية .فان المعقوليات في العلوم الشرعية مبنية على قصد الشارع .لذلك من الضروري بناء الاستدلال في الدين.و بالتالي البرهان على الظاهر من العقائد التي قصد الشارع حمل الجمهور عليها " و هو تيار يعمل على إنتاج خطاب إسلامي .بأدوات معرفية إسلامية أساسها الفهم الصحيح للدين.قابل للحياة .و يتعامل مع العلوم الحديثة أنها مفرز عصري .له ايجابياته .و لا يخلو من سلبيات. و باب الاجتهاد و إعمال العقل عند هؤلاء مفتوح ودور المسلم المجتهد المعاصر هو ان يبحث عما ينفع الأمة من أمور محدثة و يبتكر حلولا منضبطة بالنص الشرعي و القصد .مع الاستئناس بمن سبقهم من أقوال السلف من غير حجر على الفكر .مع الاعتراف بهامش الحرية و الحق الشرعي في الاختلاف. وهم تيار عقلاني.
و من هنا تظهر الاختلافات في التفسيرات بين التيارات الإسلامية في إعمال العقل فهناك من ينكره وهو بهذا أنكر وجود الإنسان و رسالته و هناك من حصره بالماضي و همشه و هناك من يطلبه و جعل من الدين مرتكزا و منطلقا له في فهم الحياة إجمالا وهم في رأي من فهموا رسالة الدين مع العقل و التي هي التمام في الوصول إلى اليقين لا التضاد و إعطاء القيمة الحقيقية و اليقينية للوجود .

رزاق الجزائري
19/07/2007, 06:39 PM
سؤالي التاسع
هل ثمة من إضافات نوعية مستجدة في الكتابة الفكرية الراهنة؟

نعم ان الجدل نحو الاتجاهات العامة جعل التيارات الفكرية تتجه من المواقف العقائدية إلى المواقف الاجتماعية فالملاحظ انحصار الايدولوجيات القديمة كمرجعية في الفكر الحديث و انتكاسها بفعل سقوط المعسكر الاشتراكي و الانتقال إلى مرجعية واحدة مما ينبئ بنهاية عصر الإيديولوجيا فبروز مفاهيم مثل صراع الحضارات المنطلق من التفسير البنيوي .و نهاية التاريخ المنطلق من التفسير الغائي . و عولمة المبادئ .
والنظر الى ما توصل له هيغل عن ان النظم الديمقراطية اللبرالية مثلا هي "اقل الأنظمة سوءا" و بالتالي هي محصلة ما توصل اليه الفكر البشري و تطوره عبر الزمان و هي المنتهى الذي يجب ان تصل اليه و تؤمن به كل البشرية.وان كانت الدول المتقدمة و الديمقراطية المستقرة التي تتمتع بالرخاء وصلت الى درجة فقدت فيه الإيديولوجية الحماس في التفاعل الداخلي بفعل تناهي الصراع الطبقي أي الوصول الى درجة كبيرة من المساواة الاجتماعية و الحقوق الإنسانية. فينبغي تصدير الإيديولوجية الى المجهود الدولي لإقامة منظمات سياسية و اقتصادية حرة .أي أن توضيح عمليات سير الديمقراطية الغربية و تطورها قد يسهم في الصراع السياسي في الدول و المجتمعات الإنسانية السائرة في طريق النمو في كل من آسيا و إفريقيا وقد تبنى الأمريكيون و منظريهم هذا المبدأ كسياسة بداية الألفية الجديدة باسم "عولمة القيم".
__________________

رزاق الجزائري
19/07/2007, 06:40 PM
سؤالي العاشر
ما حقيقة الصلة بين المفكر العربي والأعمال التي يكتبها؟

اذا كانت الذاتية هي علة الأدب فالتعصب الإيديولوجي و التوظيف الإيديولوجي الذي يقيد الفكر هو علة الفكر و سبق أن قدمت نبذة عن التيارات الفكرية التي تقسم الخارطة المعرفية في وطننا العربي و الصلة بين المفكر و كتاباته تخضع لانتمائه لهاته التيارات في تقريبه لمقاربة العقل و الواقع او البعد عنهما فالصوفي ينطلق من " القشيرية" و السلفي من "ابن تيمية " و الاشتراكي من"الماركسية" و اللبرالي من "ادم سميث" و القومي من "البيطار و عفلق" .
فمشكلة الخطابات الإيديولوجية في الساحة العربية اذا استثنينا منها التيار المعتدل أنها خطابات إيديولوجية متوازية مغلقة على يقينياتها وقبلياتها (بسكون الباء) و قبلياتها(بفتح الباء).و للأسف الممارسة السياسية أعادت منتج مبدأ القبيلة و الغنيمة و العقيدة و مبدأ الغلبة و القهر .ووظفت الفكر للإيديولوجية فصار الفكر موظفا لتسويق الإيديولوجية و ليست الإيديولوجية محصلة للفكر. و هذا معطى بارز في صلة المفكر بما يكتب و نوعية إنتاجه المعرفية كما ان النظم السياسية تدعم تيارا و توظف تيارا و تحارب تيارا أي الخضوع لتوجهات السياسة العربية الخاضعة لمصلحة الحاكم لا المحكوم . و بقي المفكرون العرب غارقون في هاته المتاهة لأنه للأسف الواقع العربي لم يسفر عن توجهه بعد. فكل يزمر لليلاه حسب مطلقاته و منطلقاته التي يراها يقينية او رغبة سياسية و الواقع اكبر دليل وقليلون فقط من أدركوا الواقع و اجتهدوا في تفسيره و إيجاد الحلول لمشاكله و اغلبهم ينتمون الى التيار المعتدل حسب رأي .
__________________

رزاق الجزائري
26/07/2007, 06:55 PM
سؤالي الحادي عشر
هل بالإمكان الحديث عن فكر قديم وفكر مستحدث؟
الفكر عبر الزمن و في محاولته لمعرفة اسباب افعاله و طبيعة معارفه .يتجلى ذلك الطموح في المعرفة الشاملة التي يتسع مجالها باطراد باتساع المعارف التي يتحصل عليها عبر الزمن .لان الرسالة هي البحث و الاستمرار بالبحث و الامعان فيه .و هذا البحث عليه ان يتحسن و ان يتجدد بروح النقد التي تجعل منه يقظا وواعيا و مقدرا للقيمة و النتيجة التي يتحصل عليها .فيسيطر عليها ولا يتركها تسيطر عليه و يشك فيها تمحيصا و طلبا لمزيد من المعرفة لينطلق منها سعيا الى اكتشاف نتيجة اخرى فالمجهول اليوم قد يكون معلوما غدا مثلما كان المجهول بالأمس معلوما اليوم اذ ان التشوق البشري للمعرفة يظل قائما و جذوة البحث لن تخمد .فالفكر قديم جديد و متجدد و ليس مستحدث.

رزاق الجزائري
26/07/2007, 07:16 PM
سؤالي الثاني عشر
ترى هل سبق أن قرأت بعض السير الذاتية الفكرية لطائفة من المفكرين؟
طبعا فانا اربط كثيرا بين سيرة المفكرين بقدر اهتمامي بكتاباتهم و الرجوع الى سيرهم هو التفسير لانعكاس شخصياتهم و وسطهم وبيئتهم على ارائهم و فكرهم .و يتجلى هذا مثلا في قصة فيلسوف الاسلام ابو حامد الغزالي و سيرته و فلسفته التي هي انعكاس لها.و عبد الرحمن بن خلدون و ملاحظاته الذكية في طبائع العمران البشري التي دونها في مقدمته الشهيرة المؤسس الفعلي لعلم الاجتماع.
و اعجابي الكبير بفيلسوف الحضارة مالك بن نبي الذي هو مدرسة معرفية قائمة بذاتها .و المفكرين الاسلاميين للنهضة العربية مثل مصطفى صادق الرافعي و كتابه الشهير "الاسلام انطلاق لا جمود" الذي فيه اجتهاد كبير للنهوض بالاسلام و الديمقراطية الاسلامية عند العقاد و هي في رأي اجتهاد كبير كما اعجابي بالشيخ القرضاوي من المعاصرين و الغزالي الذين اتخذو منهجا وسطيا في الفكر الاسلامي.و المفكر فهمي هويدي .
كما بسير و فكر مفكرين غربين من منطلق ان الاجتهاد في الفكر هو لما فيه الخير العام و الاخلاقي بغض النظر عن الانتماء لان القاعدة هي الخير للبشرية او العكس و هي اساس و مبدأ القاعدة الاخلاقية و الدينية و في هذا دور لقلاسفة مثل جون جاك روسو صاحب المقولة "ولد الإنسان خيَّرا بطبعه ولكن المجتمع هو الذي يفسده." و قد قالها رسولنا الكريم قبله بقرون.و عمانويل كانط و غيرهم.

أبو شامة المغربي
26/07/2007, 07:29 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
لك من أخيك أبي شامة المغربي غيث الشكر ونداه على ما أزهر من حروف كلماتك الحوارية، وعلى ما أورق من مبانيها ومعانيها في ظلال هذه الواحة المربدية الغناء، ولك من ذات الأخ فيض التقدير ومنتهاه على ما تألق من أفكار سنية وآراء بهية في سماء المربد المقمرة، وعسى أن يجد القارئ الكريم في هذه المقامة الحوارية الفكرية ما يفيد منه ويستفيد، وإلى لقاء حواري قادم بإذن الله عز وجل ...
حياك الله
http://www.9o9i.com/uploads/56bc5785e0.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
26/07/2007, 07:32 PM
http://www.ojqji.net/user_up/hanof/hanof/gzake.gif