المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «نساء الجزائر» بريشة بيكاسو ودولاكروا وقلم آسيا جبار



رزاق الجزائري
11/07/2007, 06:39 PM
«نساء الجزائر» بريشة بيكاسو ودولاكروا وقلم آسيا جبار يجمع عنوان «نساء الجزائر في مخدعهن» بلدا هو الجزائر وثلاثة أسماء كبيرة في الثقافة العالمية هم: الفنانان التشكيليان الفرنسي أوجان دولاكروا (1798- 1863) والإسباني بابلو بيكاسو (1881-1973) والأديبة الجزائرية آسيا جبار. كما يتسنّم العنوان عشرين عملا فنيا وأدبيا هي: لوحتان للفنان الفرنسي وخمس عشرة لوحة وتخطيطتان للتشكيلي الإسباني ومجموعة قصصية للكاتبة الجزائرية. هذه الأعمال امتد إبداعها بين 1832 و1849 بالنسبة إلى دولاكروا وبين 1954 و1955 بالنسبة إلى بيكاسو وبين 1957 و1978 بالنسبة إلى ابنة مدينة شرشال آسيا جبار.

ذكرت الكاتبة الجزائرية آسيا جبار في تذييل مجموعتها القصصية الموسومة بـ «نساء الجزائر في مخدعهن» في حديثها عن لقاء الرسامين الفرنسي أوجان دولاكروا والإسباني بابلو بيكاسو في «عوالم نساء الجزائر» أنه: «وفي الوقت الذي كانت الثورة الجزائرية قد اندلعت منذ مدة قصيرة سيعيش بيكاسو من ديسمبر 1954 إلى فبراير 1955 يوميا في عالم «نساء الجزائر» لدولاكروا؛ حيث واجه هذا العالم وبنى حول النساء الثلاث ومعهن فضاء تم تحويله بالجملة: 15 لوحة وتخطيطتان تحمل كلها الاسم نفسه: «نساء الجزائر...». ثم علقت جبار على صنيع بيكاسو قائلة: «فكأنما كان الإسباني العظيم إنما يقوم من خلال عمله ذاك باستباق تغيير ما سيحدث في الزمان».

وتضيف: «لقد كان بيكاسو راغبا على الدوام في تحرير حسناوات الحرم»، تحرير يقول بيير ديكس عنه: «تحرير مجيد للفضاء وإيقاظ للجسد من خلال الرقص والتفريغ والحركة غير المحسوبة..». وبعد سنتين من هذا الحدس الاستباقي لبيكاسو ظهر إلى الوجود ما عرف في وقائع تاريخ الثورة الجزائرية بـ «صف حاملات القنابل» في «معركة الجزائر»، قبل أن تستقر التسمية فيما بعد على «حاملات النار Les porteuses de feu».

وتمخض عن عشق بيكاسو لعوالم «نساء دولاكروا» الجزائرية رسمه هؤلاء النسوة عاريات يغمرهن النور إلى الحد الذي يدفعنا للتساؤل بتلقائية: ما الذي بقي من «نساء دولاكروا» في «نساء بيكاسو»؟

يشير الكاتب الجزائري رشيد بوجدرة بخصوص هذا الموضوع إلى أن بيكاسو «أخذ يبتعد شيئا فشيئا، وبطريقة غير واعية تقريبا، عن مرجعية دولاكروا في وقت كان صنيع من قبيل عمل التشكيلي الإسباني هذا محكوما دائما بحدود ينبغي عدم تجاوزها. لقد ذهب بيكاسو بعيدا كما لو أنه أراد محو دولاكروا من لوحاته حتى آثارها. وهو ما جعل الرسام الإسباني يصل إلى حلول خارقة: خمس عشرة لوحة وتخطيطتان لـ »نساء الجزائر« هي عبارة عن «نسخ كلي» كما يؤثر تسميتها، للوحات دولاكروا». ليضيف بوجدرة: «فكأنما كان بيكاسو قد فهم بالتدريج أنه كان يعمل لصالح «نساء الجزائر هؤلاء»، حسب دولاكروا، أن انتصار الثورة الجزائرية شيء مفروغ منه». وقد كتبت رفيقة للفنان الإسباني تقول «إنه كان ينجز سلسلة «نسائه الجزائريات» وهو يسمع الأخبار عبر مذياع صغير...».

والنتيجة أن تلاشت ملامح لوحات دولاكروا المعادة في أعمال بيكاسو الخمسة عشر، لولا الاسم الذي يجمع بينها. وحسب رشيد بوجدرة، فإن هذه اللوحات تعد بمثابة تكريم من بيكاسو لانعتاق الشعوب المستعمرة، وبخاصة الشعب الجزائري الذي كان يخوض كفاحا مريرا في سبيل تحرره. وبذلك «تحولت في دفعة واحدة «نساء دولاكروا» إلى مجرد ذريعة ذات ارتباط مباشر بحدث الساعة».

ويرى بوجدرة أن الذي لم يقم به الفنان من قبل مع رسامين آخرين سيقوم به بيكاسو مع دولاكروا. فمع هذا الأخير كان التكريم، والذي يبدو صادقا وواضحا، مشوبا بلوثة من الريبة الاستعمارية، مثلما أوضحه فرانتز فانون. ومن هنا كان طبيعيا أن يسوي بيكاسو حساباته السياسية مع دولاكروا الذي كان من جهة، معجبا به كفنان مجدد، ومن أخرى، ماقتا له بصفته ضابطا ساميا في الاستعلامات العسكرية الفرنسية في ذلك الوقت.

أما آسيا جبار فترى في رسم بيكاسو «نساء الجزائر» عاريات أنه: «إنما قام بتحرير نساء الجزائر من سطوة صورة حسناوات حرم نساء الجزائر لدولاكروا. فاسحا المجال لظهور جيل «حاملات النار» خلال معركة الجزائر».

... وأخيرا، في سنة 1961 بالتحديد، حدث الذي لم يكن في الحسبان حين قام بيكاسو برسم بورتريه أحد وجوه «حاملات النار» وإحدى «جميلات الجزائر»، وهي المجاهدة جميلة بوباشا التي تم إلقاء القبض عليها في 1959 من قبل عناصر من فرقة للمظليين الفرنسيين.

وفي خضم ذلك تحولت قصة جميلة بوباشا إلى كتاب وضع تقديمه الفيلسوف الفرنسي المشاكس، وصاحب كتاب «عارنا في الجزائر»، جان بول سارتر. كتاب لم يكن في نهاية خمسينيات القرن الماضي سوى إفشاء لملف قضية لم يكن قد أغلق بعد. كتاب تصدر صفحة غلافه الأولى بورتريه بريشة الفنان الإسباني الكبير بابلو بيكاسو، بورتريه ينسخ لوحات دولاكروا في السياق الجديد ويحفظ لها مكانها في تاريخ التشكيل الاستشراقي.

ولم ينحصر دعم بيكاسو للثورة الجزائرية في إسهامه بريشته في تسجيل بعض أحداثها، بل قام مع أسرته أيضا، بإيواء المجاهدة لويزة إغيل أحريز وإخفائها بالمنزل العائلي في الضاحية الباريسية بعد تحررها من سجن بو Pau في العشرين من ديسمبر عام1961، كما قام بيكاسو بإهدائها شالا (وشاحا) لا تزال المجاهدة الجزائرية «الملتهبة»، كما سمتها الصحافة الفرنسية إبان الثورة الجزائرية، تحتفظ به بعناية فائقة إلى يومنا هذا.

وتقول لويزة أحريز بهذا الخصوص: «أقمت لدى عائلة الرسام الإسباني الكبير بابلو بيكاسو متخفية بعد فراري من السجن مدة أربعة وثلاثين يوما قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار. وقد أهدى لي بيكاسو نفسه وشاحا جميلا أحتفظ به إلى حد الآن بعناية فائقة. كما عملت عائلته على إحاطتي بالعناية اللازمة لئلا أقع من جديد بين أيدي الشرطة الفرنسية طوال المدة التي لجأت فيها إليها».

يبقى أن نشير إلى أن نقاد التشكيل يقسمون أعمال بيكاسو من الناحية الكرونولوجية إلى المرحلة الزرقاء التي يطغى عليها مجموعة اللون الأزرق، وفيها أبدع رؤية تتمحور حول الفقر. والمرحلة الوردية المفعمة بالألوان المشرقة والمنصرفة للعب على تيمتي عالم المسرح والسيرك.

ويرجع تاريخ تحطيم بيكاسو التقاليد وكسره الحواجز في مجال اشتغاله الفني إلى 1907 بلوحة عذارى أفينيون، التي صور فيها منظورا للتشريح الآدمي من الأمام والخلف في الوقت نفسه. وفي سنة 1912 رسم أول لوحة تكعيبية صدمت معاصريه وكانت عبارة عن بورتريه بدائي يمثل وجه امرأة من زوايا متعددة. فضلا عن ابتكاره مع الفنان جورج براك نوعا جديدا من الفن عرف بالكولاج.

الجزائر ـ مراد الطرابلسي:
المصدر
http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?cid=1140326519422&pagename=Albayan%2FArticle%2FFullDetail&c=Article

طارق شفيق حقي
16/07/2007, 06:16 PM
لقد كان بيكاسو راغبا على الدوام في تحرير حسناوات الحرم

الفن التكعيبي وبيكاسو

يعتبر هذا المذهب
وسلسلة من المذاهب الأخرى بنات لمذهب الفن التصويري

القائم على نبذ فكرة المحاكاة القديمة

لكن الفن التكعيبي يعتبر فناً قد خرب الطبيعة بجدارة

يجدر أن نسميه الفن التخريبي

وقد فشل فشلاً ذريعاً وانفض عنه جمهوره سريعاً