صلاح الحسن
09/07/2007, 10:54 AM
هل يصبح كريم معتوق أميراً للشعراء
يقول حبيب صايغ في لقاء له " أحس أن الذي يكتبه الشاعر كريم معتوق قد كتب من قبل " وقد أوردت هذه العبارة لأنها عبرت حقيقة عما استمعنا إليه في الحلقة الأولى من برنامج أمير الشعراء على قناة أبو ظبي الفضائية ذلك البرنامج الذي يساق فيه الشعراء إلى لجنة التحكيم زمرا زمراً وكانت حلقة الجمعة الماضية تضم زمرة مؤلفة من سبعة شعراء اختارت اللجنة واحدا ليتأهل مباشرة دون تصويت الجمهور وبإجماع اللجنة وهو الشاعر كريم معتوق من الإمارات وسيختار الجمهور بالتصويت شاعرين آخرين ولعل الأبرز هو الشاعر الموريتاني ولد الطالب وقد ترك اختيار اللجنة وهي المؤلفة من أبرز نقاد الوطن العربي لكريم أكثر من علامة استفهام سأحاول اختصارها في السطور التالية:
أولاً – الشاعر كريم معتوق :
1 - صرح الشاعر كريم معتوق بعد نهاية الحلقة في لقاء على قناة أبو ظبي أن ما قدمه هو عبارة عن قصاصات اختارها له أصدقاؤه من أربع قصائد جديدة كان كتبها وهذا يسيء له كشاعر يحترم تجربته وكأن الهدف فقط هو الحصول على اللقب حتى وإن اضطره ذلك إلى تشريح قصائده , ويسيء ثانياً إلى اللجنة التي مرّت عليها هذه الحركة غير المسئولة من شاعر يصفه الجميع بالمعروف والكبير , وثالثاً يستغبي اللجنة والجمهور وقد انطلت اللعبة على اللجنة وظنت أن الشاعر صاحب تجربة متنوعة وغنية مضمونا وشكلاً إذ كانت القصاصات تنتمي إلى إيقاعات مختلفة وتتناول مواضيع مختلفة .
2 – صرح الشاعر كريم معتوق قبل غير حلقة أنه ينتظر من يكون معه من الشعراء الخمسة والثلاثين قبل أن تعلن أسماؤهم وقد ظننا لوقتها أن المعتوق من اللجنة المنظمة ولكننا تفاجأنا بعد قليل بأنه واحد من هؤلاء الذين رافقوه وهنا نترك علامة استفهام كبيرة امام المنظمين واللجنة التي لم تخبئ سراً عن الشاعر كريم معتوق؟؟؟
3 - في حلقة الجمعة الماضية تحدّث الشاعر كريم معتوق مرة أخرى عن نجاحه في اختيار ما يقرؤه في الحلقة قبل أن تعلنه اللجنة شاعر الحلقة الأول؟ ونقطة أخرى : أن كريم لم يكن قلقاً رغم أنه يتجاوز الخامسة والأربعين أو يكاد وهو الحد الأعلى لعمر المتسابق هذا يدل على أنه على علم مسبق بنتيجة الحلقة وقد كان يؤدي دوره بإتقان .
ثانياً – قصاصات الشاعر كريم معتوق:
1 - إن هذه الطريقة يلجأ إليها المبتدئون من الشعراء حين تحدد لهم الجهة المنظمة لمسابقة أدبية ما أن يتقدم الشاعر بنص واحد ولأنه يريد أن يشارك بكل نصوصه يقوم بقصها إلى قصاصات ويسميها كذلك علناً . بينما يقتضي الفن وأصوله أن يكون لدى الشاعر قصيدة مؤلفة من مقاطع مستقلة يجمعها عنوان واحد ويوجد بينها رابط موضوعي كما في قصيدة وشايات قروية للشاعر مريع السوادي وهو المثال الذي يحضرني هذه اللحظة.
2 – إن عملية القص التي قام بها المعتوق أو أصدقاؤه تفترض أن تكون هذه القصاصات أفضل ما عنده أو أفضل ما في تلك القصائد الأربع ولكن من تابع الحلقة يلاحظ أنها لم تكن كذلك بل كانت متفاوتة فنياً وقد حلق في بعضها وأبدع صوراً جديدة وحاول في أخرى أن يكون سرياليا وفي أخرى كان كلاسيكيا صورته واضحة مكرورة و قد كتبت من قبل.
3 – من لا يعرف شعر الشاعر كريم معتوق يكفيه أن يقرأ له المقطع التالي وهي جميلة جداً وناضجة فنياً ولكن :( و سأؤجل ما بعد لكن إلى أن تنتهوا من قراءتها)
يرتدي الحزنُ معي ثوبَ المطرْ
لا تلوميني على الحزنِ الذي يرسمُ صوتي
فهوى الأمسِ على اليومِ اعتذرْ
لا تلوميني فلمْ أعزفُْ حزني
أنا لا أملكُ لحناً أو وترْ
لا تلوميني فلم أكتبُْ شعري
فرسُ الشعرِ الذي أسرجتُه فيكِ
عثرْ..إلخ
قلت ولكن من يقرأ هذه القصيدة يدرك تماماً أن وزنها لا يستقيم إلا إذا تركنا الفعل المضارع المجزوم مرفوعاً في عبارتي ( لم أعزف و لم أكتب ) في المقطع السابق وقد لونته بلون مغاير وقد تركه الشاعر غير محلى بأي حركة وحاولوا أن تجزموه لتروا كيف ينكسر الوزن.
ثالثاً – لجنة التحكيم :
1 - صرح أعضاء لجنة التحكيم أن الشاعر يتقدم بقصيدة في كل مرحلة وما حدث بخصوص الشاعر كريم معتوق يناقض سياسة المسابقة فالشاعر كريم معتوق لم يتقدّم بقصيدة واحدة وإنما بقصاصات تنتمي لأربع قصائد وهي حيلة كان على اللجنة أن تنتبه لها
2 – ينبغي للجنة أن تنظر في القصيدة المشاركة من عدة جوانب ولعل أهمها قضية الوحدة العضوية , والدلالات المفتوحة , والتناص والثنائيات الضدية التي ينبغي أن تتوافر في النص الذي يتأهل وهذا لم يحدث في القصاصات
3 – مع غير كريم كانت آراء اللجنة موضوعية وقيمة وصارمة لكنها معه كانت غزلية تتحدث كلاما إنشائياً عاماً عن جمالية نصه وتوحي بأنها غير نابعة من قناعة وكأن أمرا قد يكون سراً ربما تكشفه الأيام القادمة قد فرض الشاعر كريم معتوق على المسابقة من قبل اللجنة المنظمة و إلا فهل يستطيع الناقد السيميائي الكبير عبد الملك مرتاض صاحب كتاب السبع معلقات وأقول ذلك بكل قناعة أن يقرأ قصيدة المعتوق سيميائياً ولو سريعاً
4- كانت المفاجأة الصدمة عندما أعلن د. فضل قرار اللجنة وقد كانت بهيجة ادلبي وولد الطالب أفضل وخصوصاً أن جهد اللجنة كان واضحاً في البحث عن الجديد ورفض التقليد وهذا يؤيده كثيرون ولكنها أعلنت معتوق وهو تقليدي في كثير من صوره وتراكيبه في قصاصاته تلك أو غيرها وإن كتب على التفعيلة أو حطمها.
رابعاً – اللجنة المنظمة :
على اللجنة المنظمة أن تتأكّد من سنة ميلاد الشاعر كريم معتوق وهو المولود في عام 1959 وهو بذلك يتجاوز السن المحددة للمشاركة وهي الخامسة والأربعين كما جاء في إعلان المسابقة على موقع وكالة أخبار الشعر العربي وان تتدارك الخطأ قبل استفحاله وان تتأكد من ثبوتيات الشاعر المؤهلة للمسابقة
صلاح إبراهيم الحسن
الاثنين، 09 تموز، 2007
(http://www.geocities.com/poemswhinny/alaatest.html)
يقول حبيب صايغ في لقاء له " أحس أن الذي يكتبه الشاعر كريم معتوق قد كتب من قبل " وقد أوردت هذه العبارة لأنها عبرت حقيقة عما استمعنا إليه في الحلقة الأولى من برنامج أمير الشعراء على قناة أبو ظبي الفضائية ذلك البرنامج الذي يساق فيه الشعراء إلى لجنة التحكيم زمرا زمراً وكانت حلقة الجمعة الماضية تضم زمرة مؤلفة من سبعة شعراء اختارت اللجنة واحدا ليتأهل مباشرة دون تصويت الجمهور وبإجماع اللجنة وهو الشاعر كريم معتوق من الإمارات وسيختار الجمهور بالتصويت شاعرين آخرين ولعل الأبرز هو الشاعر الموريتاني ولد الطالب وقد ترك اختيار اللجنة وهي المؤلفة من أبرز نقاد الوطن العربي لكريم أكثر من علامة استفهام سأحاول اختصارها في السطور التالية:
أولاً – الشاعر كريم معتوق :
1 - صرح الشاعر كريم معتوق بعد نهاية الحلقة في لقاء على قناة أبو ظبي أن ما قدمه هو عبارة عن قصاصات اختارها له أصدقاؤه من أربع قصائد جديدة كان كتبها وهذا يسيء له كشاعر يحترم تجربته وكأن الهدف فقط هو الحصول على اللقب حتى وإن اضطره ذلك إلى تشريح قصائده , ويسيء ثانياً إلى اللجنة التي مرّت عليها هذه الحركة غير المسئولة من شاعر يصفه الجميع بالمعروف والكبير , وثالثاً يستغبي اللجنة والجمهور وقد انطلت اللعبة على اللجنة وظنت أن الشاعر صاحب تجربة متنوعة وغنية مضمونا وشكلاً إذ كانت القصاصات تنتمي إلى إيقاعات مختلفة وتتناول مواضيع مختلفة .
2 – صرح الشاعر كريم معتوق قبل غير حلقة أنه ينتظر من يكون معه من الشعراء الخمسة والثلاثين قبل أن تعلن أسماؤهم وقد ظننا لوقتها أن المعتوق من اللجنة المنظمة ولكننا تفاجأنا بعد قليل بأنه واحد من هؤلاء الذين رافقوه وهنا نترك علامة استفهام كبيرة امام المنظمين واللجنة التي لم تخبئ سراً عن الشاعر كريم معتوق؟؟؟
3 - في حلقة الجمعة الماضية تحدّث الشاعر كريم معتوق مرة أخرى عن نجاحه في اختيار ما يقرؤه في الحلقة قبل أن تعلنه اللجنة شاعر الحلقة الأول؟ ونقطة أخرى : أن كريم لم يكن قلقاً رغم أنه يتجاوز الخامسة والأربعين أو يكاد وهو الحد الأعلى لعمر المتسابق هذا يدل على أنه على علم مسبق بنتيجة الحلقة وقد كان يؤدي دوره بإتقان .
ثانياً – قصاصات الشاعر كريم معتوق:
1 - إن هذه الطريقة يلجأ إليها المبتدئون من الشعراء حين تحدد لهم الجهة المنظمة لمسابقة أدبية ما أن يتقدم الشاعر بنص واحد ولأنه يريد أن يشارك بكل نصوصه يقوم بقصها إلى قصاصات ويسميها كذلك علناً . بينما يقتضي الفن وأصوله أن يكون لدى الشاعر قصيدة مؤلفة من مقاطع مستقلة يجمعها عنوان واحد ويوجد بينها رابط موضوعي كما في قصيدة وشايات قروية للشاعر مريع السوادي وهو المثال الذي يحضرني هذه اللحظة.
2 – إن عملية القص التي قام بها المعتوق أو أصدقاؤه تفترض أن تكون هذه القصاصات أفضل ما عنده أو أفضل ما في تلك القصائد الأربع ولكن من تابع الحلقة يلاحظ أنها لم تكن كذلك بل كانت متفاوتة فنياً وقد حلق في بعضها وأبدع صوراً جديدة وحاول في أخرى أن يكون سرياليا وفي أخرى كان كلاسيكيا صورته واضحة مكرورة و قد كتبت من قبل.
3 – من لا يعرف شعر الشاعر كريم معتوق يكفيه أن يقرأ له المقطع التالي وهي جميلة جداً وناضجة فنياً ولكن :( و سأؤجل ما بعد لكن إلى أن تنتهوا من قراءتها)
يرتدي الحزنُ معي ثوبَ المطرْ
لا تلوميني على الحزنِ الذي يرسمُ صوتي
فهوى الأمسِ على اليومِ اعتذرْ
لا تلوميني فلمْ أعزفُْ حزني
أنا لا أملكُ لحناً أو وترْ
لا تلوميني فلم أكتبُْ شعري
فرسُ الشعرِ الذي أسرجتُه فيكِ
عثرْ..إلخ
قلت ولكن من يقرأ هذه القصيدة يدرك تماماً أن وزنها لا يستقيم إلا إذا تركنا الفعل المضارع المجزوم مرفوعاً في عبارتي ( لم أعزف و لم أكتب ) في المقطع السابق وقد لونته بلون مغاير وقد تركه الشاعر غير محلى بأي حركة وحاولوا أن تجزموه لتروا كيف ينكسر الوزن.
ثالثاً – لجنة التحكيم :
1 - صرح أعضاء لجنة التحكيم أن الشاعر يتقدم بقصيدة في كل مرحلة وما حدث بخصوص الشاعر كريم معتوق يناقض سياسة المسابقة فالشاعر كريم معتوق لم يتقدّم بقصيدة واحدة وإنما بقصاصات تنتمي لأربع قصائد وهي حيلة كان على اللجنة أن تنتبه لها
2 – ينبغي للجنة أن تنظر في القصيدة المشاركة من عدة جوانب ولعل أهمها قضية الوحدة العضوية , والدلالات المفتوحة , والتناص والثنائيات الضدية التي ينبغي أن تتوافر في النص الذي يتأهل وهذا لم يحدث في القصاصات
3 – مع غير كريم كانت آراء اللجنة موضوعية وقيمة وصارمة لكنها معه كانت غزلية تتحدث كلاما إنشائياً عاماً عن جمالية نصه وتوحي بأنها غير نابعة من قناعة وكأن أمرا قد يكون سراً ربما تكشفه الأيام القادمة قد فرض الشاعر كريم معتوق على المسابقة من قبل اللجنة المنظمة و إلا فهل يستطيع الناقد السيميائي الكبير عبد الملك مرتاض صاحب كتاب السبع معلقات وأقول ذلك بكل قناعة أن يقرأ قصيدة المعتوق سيميائياً ولو سريعاً
4- كانت المفاجأة الصدمة عندما أعلن د. فضل قرار اللجنة وقد كانت بهيجة ادلبي وولد الطالب أفضل وخصوصاً أن جهد اللجنة كان واضحاً في البحث عن الجديد ورفض التقليد وهذا يؤيده كثيرون ولكنها أعلنت معتوق وهو تقليدي في كثير من صوره وتراكيبه في قصاصاته تلك أو غيرها وإن كتب على التفعيلة أو حطمها.
رابعاً – اللجنة المنظمة :
على اللجنة المنظمة أن تتأكّد من سنة ميلاد الشاعر كريم معتوق وهو المولود في عام 1959 وهو بذلك يتجاوز السن المحددة للمشاركة وهي الخامسة والأربعين كما جاء في إعلان المسابقة على موقع وكالة أخبار الشعر العربي وان تتدارك الخطأ قبل استفحاله وان تتأكد من ثبوتيات الشاعر المؤهلة للمسابقة
صلاح إبراهيم الحسن
الاثنين، 09 تموز، 2007
(http://www.geocities.com/poemswhinny/alaatest.html)