رزاق الجزائري
06/07/2007, 07:43 PM
هي رؤية لمفكر امريكي لسياسات بلاده المبنية على غطرسة القوة و الرغبة في اذلال الشعوب .و تدمير بلد و تهديد السلم و الاستقرار الدوليين.
في هذا الموضوع ارتأيت ترجمة لمقال للمفكر الامريكي نعوم تشومسكي وهو أستاذ في مؤسسة "ماساتشوستس" للتكنولوجيا، التي تتخذ من بوسطن بالولايات المتحدة مقراً لها، وله العديد من الكتابات في انتقاد السياسة الامريكية.
المقالة بعنوان Understanding the Bush Doctrine فهم عقيدة بوش
http://www.new-enlightenment.com/bush_chs.jpg
فهم عقيدة بوش
نعوم تشومسكي
02/10/2004
لعل اكبر تهديد في وقتنا الراهن هي"وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأمريكي لسبتمبر 2002.* فما يحصل في العراق قد حصد فعليا عددا لا يحصى من الأرواح وهز النظام الدولي و مسه في جوهره .
.فمن نتائج الحرب على الإرهاب إحياء حرب باردة بين مزيد من اللاعبين النووين اكثر من أي وقت مضى قد تقضي على جميع المظاهر الطبيعية من كوكبنا.
وكما أوضح سكرتير الخارجية الأمريكية *كولن باول* ان لواشنطن"السيادة و الحق في استعمال القوة للدفاع عن أنفسنا ضد الامم التي تمتلك سلاح دمار شامل و التي تتعاون مع الإرهابيين".الذريعة الرسمية لغزو العراق .
فالسبب البين لغزو العراق و الذي ما زالو يتهربون منه هو التأسيس الدائم لقواعد عسكرية أمريكية في قلب اكبر مخزون للطاقة عالميا.و بانهيار الذرائع القديمة للغزو الرئيس بوش وشركاؤه يكيفون مبدأ الأمن القومي الأمريكي ليتلاءم مع ذريعة اللجوء الى القوة حتى ولو كان البلد لا يمتلك أسلحة دمار شامل او برامج لتطويرها بل تكفي النية و القابلية .فأي دولة لديها النية و القابلية هي تحت انظار واشنطن و ترصدها .إنها *العقيدة الرسمية الجديدة* أي أن اي بلد ليس بمنأى عن الهجوم الأمريكي فما عليه إلا الخضوع.
في ايلول/سبتمبر2003 بوش أكد للامريكين ان " العالم اكثر امنا اليوم لاننا و حلفائنا قد قضينا على النظام العراقي هذا النظام الذي كان على صلة بالإرهاب و يبني أسلحة دمار شامل"الرئيس المتهور يعرف جيدا المبدأ الدعائي القائل ان الأكاذيب قد تصبح حقيقة عندما تتكرر كل مرة.
لان الحقيقة ان الحرب على العراق ساعدت على انتشار الإرهاب العالمي.ففي نوفمبر/تشرين2003 *فواز جيرجس* خبير بقضايا الشرق الاوسط استخلص ببساطة الى " كيف أن الحرب أعادت إحياء عقيدة الجهاد العالمي التي وصلت الى أدنى مستوياتها بعد احداث 11/09 و ان العراق نفسه أصبح *ملاذ للإرهابيين*و لأول مرة. يئن تحت وطأة الهجمات الانتحارية و القتلة التي لم يعرفها منذ اكثر من 13 قرنا"
فعدد المنظمين لشبكة القاعدة قد ازداد "فكل استخدام للقوة هو نصر صغير لبن لادن"فمن هو المنتصر" كتب الصحافي البريطاني *جايسون بورك* في دراسته *القاعدة*سنة 2003 عن هاته الجماعة الطليقة من الراديكاليين الإسلاميين و الذين هم يشتغلون بكل حرية.
فبالنسبة إليهم بن لادن ليس إلا رمزا ولن ينكفؤو بموته بل قد يكونون أكثر خطورة إذا ما تم القضاء عليه فبالنسبة لهم ان يصبحو شهداء هو مكرمة لهم ليلهموا الآخرين الانضمام و التعاطف مع قضيتهم و يرى .بروك في دراسته تجنيد *كادر جديد من الإرهابيين* للمشاركة في* المعركة الكونية بين الخير و الشر *الرؤية المشتركة بين بن لادن و بوش.
وهؤلاء هم الخزان لدعم محتمل يعتبرون أنفسهم الطليعة ويسعون إلى تعبئة آخرين.في تنظيمهم وان دعايتهم كانت ناجحة عبر أنحاء العالم .المهم هو أن هاته الجماعات الطليقة من الأنصار رغم أن البعض يكرههم و يخاف منهم الا أن البعض يرون أنهم يناضلون من اجل قضية عادلة.
"يمكننا ان نساعد الإرهابيين على تعبئة المناصرين بدعمنا للعنف او نستطيع معالجة الأسباب للكثير من الشكاوى و المظالم المشروعة و التي هي الأساس الذي تناضل من اجله جل التيارات الإسلامية الراديكالية الحديثة " وبذل الجهد في ذلك يؤدي بوضوح الى اختزال التهديد الإرهابي فلا ينبغي لنا صرف النظر عن هذا الهدف .استخلص بروك في دراسته.
ان العمل العدائي يخلق نتائج كارثية فالنفقات العسكرية الأمريكية الروسية تضاعفت ثلاث مرات خلال سنوات بوش وبوتين كانعكاس لمطالب إدارة بوش العدوانية.فمن الجانبين لا تزال الرؤوس النووية في حالة تأهب قصوى .
فمنظومة الدفاع الروسية من ناحية ثانية أصابها التلف و الأخطار تزايدت مع التهديد الأمريكي باستعمال القوة.
وكما كان متوقعا الخطط العسكرية الأمريكية أثارت رد فعل عسكري صيني.فقد أعلنت الصين عن خطط لهيكلة جيشها و تزويده بمنظومات تكنولوجية شاملة لزيادة قدراته في مشروع حتى 2010".
بوستن غلوب مراسل *جيهانجير بوشا* في تقريره الشهر الماضي تحدث "عن استبدال القواعد الأرضية للترسانة النووية .20 1970س للصواريخ الباليستية العابرة للقارات لحقبة السبعينات ب60 صاروخا متعددة الرؤوس قادرة على الوصول للولايات المتحدة.
الأثر المضاعف لرد الفعل الصيني حتما سيترك أثرا بينا على الهند و باكستان و ابعد من ذلك على التطورات النووية في إيران و كوريا الشمالية كحد أدنى للرد على التهديدات الأمريكية وهذا إلى حد كبير نذير شؤم مرعب التفكير فيه .
في الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة2003 صوتت الولايات المتحدة ضد * معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية* وحدها مع الهند الحليف الجديد .كما ان الولايات المتحدة ايضا صوتت ضد معاهدة *مراعاة وضبط المعايير البيئية*في مجال نزع السلاح .ومع إسرائيل و مقدونيا ضد إجراء *منع الانتشار النووي في الشرق الأوسط* -
-
فذريعة غزو العراق طالما كانت رؤية رئاسية مشتركة للسياسة الامريكية لكن بوش الثاني هو الأول الذي حول الرؤية إلى إمكانية بسبب اندفاعه المسعور ما يذكر بانتقاد أبيه انه يفتقر الى الرؤية الموضوعية.
الاستنتاج المتكرر من كل هذا بعد كل الذرائع المسوقة لغزو العراق صارت مفضوحة و لاغية.الى ذريعة نشر قيم الديمقراطية في العراق و الشرق الأوسط التي تبنت في نوفمبر 2003 كالدافع الحقيقي للحرب.
إن أهمية الإيمان برؤية هي أكثر من الإعراب عن النوايا الفاضلة .وفي اخذ ما قالوه بجدية علينا نعترف أن زعمائنا قد أجادوا الأكاذيب لتعبئة شعوبهم للحرب. فما اعلنو عنه الوقائع و المنطق يجافيه جذريا. فالمنطق السليم يستطيع ان يستوعب بدون شك النتائج التي حلت محل الذرائع التي انهارت.
المقال الاصلي
http://www.chomsky.info/articles/20041002.htm
في هذا الموضوع ارتأيت ترجمة لمقال للمفكر الامريكي نعوم تشومسكي وهو أستاذ في مؤسسة "ماساتشوستس" للتكنولوجيا، التي تتخذ من بوسطن بالولايات المتحدة مقراً لها، وله العديد من الكتابات في انتقاد السياسة الامريكية.
المقالة بعنوان Understanding the Bush Doctrine فهم عقيدة بوش
http://www.new-enlightenment.com/bush_chs.jpg
فهم عقيدة بوش
نعوم تشومسكي
02/10/2004
لعل اكبر تهديد في وقتنا الراهن هي"وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأمريكي لسبتمبر 2002.* فما يحصل في العراق قد حصد فعليا عددا لا يحصى من الأرواح وهز النظام الدولي و مسه في جوهره .
.فمن نتائج الحرب على الإرهاب إحياء حرب باردة بين مزيد من اللاعبين النووين اكثر من أي وقت مضى قد تقضي على جميع المظاهر الطبيعية من كوكبنا.
وكما أوضح سكرتير الخارجية الأمريكية *كولن باول* ان لواشنطن"السيادة و الحق في استعمال القوة للدفاع عن أنفسنا ضد الامم التي تمتلك سلاح دمار شامل و التي تتعاون مع الإرهابيين".الذريعة الرسمية لغزو العراق .
فالسبب البين لغزو العراق و الذي ما زالو يتهربون منه هو التأسيس الدائم لقواعد عسكرية أمريكية في قلب اكبر مخزون للطاقة عالميا.و بانهيار الذرائع القديمة للغزو الرئيس بوش وشركاؤه يكيفون مبدأ الأمن القومي الأمريكي ليتلاءم مع ذريعة اللجوء الى القوة حتى ولو كان البلد لا يمتلك أسلحة دمار شامل او برامج لتطويرها بل تكفي النية و القابلية .فأي دولة لديها النية و القابلية هي تحت انظار واشنطن و ترصدها .إنها *العقيدة الرسمية الجديدة* أي أن اي بلد ليس بمنأى عن الهجوم الأمريكي فما عليه إلا الخضوع.
في ايلول/سبتمبر2003 بوش أكد للامريكين ان " العالم اكثر امنا اليوم لاننا و حلفائنا قد قضينا على النظام العراقي هذا النظام الذي كان على صلة بالإرهاب و يبني أسلحة دمار شامل"الرئيس المتهور يعرف جيدا المبدأ الدعائي القائل ان الأكاذيب قد تصبح حقيقة عندما تتكرر كل مرة.
لان الحقيقة ان الحرب على العراق ساعدت على انتشار الإرهاب العالمي.ففي نوفمبر/تشرين2003 *فواز جيرجس* خبير بقضايا الشرق الاوسط استخلص ببساطة الى " كيف أن الحرب أعادت إحياء عقيدة الجهاد العالمي التي وصلت الى أدنى مستوياتها بعد احداث 11/09 و ان العراق نفسه أصبح *ملاذ للإرهابيين*و لأول مرة. يئن تحت وطأة الهجمات الانتحارية و القتلة التي لم يعرفها منذ اكثر من 13 قرنا"
فعدد المنظمين لشبكة القاعدة قد ازداد "فكل استخدام للقوة هو نصر صغير لبن لادن"فمن هو المنتصر" كتب الصحافي البريطاني *جايسون بورك* في دراسته *القاعدة*سنة 2003 عن هاته الجماعة الطليقة من الراديكاليين الإسلاميين و الذين هم يشتغلون بكل حرية.
فبالنسبة إليهم بن لادن ليس إلا رمزا ولن ينكفؤو بموته بل قد يكونون أكثر خطورة إذا ما تم القضاء عليه فبالنسبة لهم ان يصبحو شهداء هو مكرمة لهم ليلهموا الآخرين الانضمام و التعاطف مع قضيتهم و يرى .بروك في دراسته تجنيد *كادر جديد من الإرهابيين* للمشاركة في* المعركة الكونية بين الخير و الشر *الرؤية المشتركة بين بن لادن و بوش.
وهؤلاء هم الخزان لدعم محتمل يعتبرون أنفسهم الطليعة ويسعون إلى تعبئة آخرين.في تنظيمهم وان دعايتهم كانت ناجحة عبر أنحاء العالم .المهم هو أن هاته الجماعات الطليقة من الأنصار رغم أن البعض يكرههم و يخاف منهم الا أن البعض يرون أنهم يناضلون من اجل قضية عادلة.
"يمكننا ان نساعد الإرهابيين على تعبئة المناصرين بدعمنا للعنف او نستطيع معالجة الأسباب للكثير من الشكاوى و المظالم المشروعة و التي هي الأساس الذي تناضل من اجله جل التيارات الإسلامية الراديكالية الحديثة " وبذل الجهد في ذلك يؤدي بوضوح الى اختزال التهديد الإرهابي فلا ينبغي لنا صرف النظر عن هذا الهدف .استخلص بروك في دراسته.
ان العمل العدائي يخلق نتائج كارثية فالنفقات العسكرية الأمريكية الروسية تضاعفت ثلاث مرات خلال سنوات بوش وبوتين كانعكاس لمطالب إدارة بوش العدوانية.فمن الجانبين لا تزال الرؤوس النووية في حالة تأهب قصوى .
فمنظومة الدفاع الروسية من ناحية ثانية أصابها التلف و الأخطار تزايدت مع التهديد الأمريكي باستعمال القوة.
وكما كان متوقعا الخطط العسكرية الأمريكية أثارت رد فعل عسكري صيني.فقد أعلنت الصين عن خطط لهيكلة جيشها و تزويده بمنظومات تكنولوجية شاملة لزيادة قدراته في مشروع حتى 2010".
بوستن غلوب مراسل *جيهانجير بوشا* في تقريره الشهر الماضي تحدث "عن استبدال القواعد الأرضية للترسانة النووية .20 1970س للصواريخ الباليستية العابرة للقارات لحقبة السبعينات ب60 صاروخا متعددة الرؤوس قادرة على الوصول للولايات المتحدة.
الأثر المضاعف لرد الفعل الصيني حتما سيترك أثرا بينا على الهند و باكستان و ابعد من ذلك على التطورات النووية في إيران و كوريا الشمالية كحد أدنى للرد على التهديدات الأمريكية وهذا إلى حد كبير نذير شؤم مرعب التفكير فيه .
في الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة2003 صوتت الولايات المتحدة ضد * معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية* وحدها مع الهند الحليف الجديد .كما ان الولايات المتحدة ايضا صوتت ضد معاهدة *مراعاة وضبط المعايير البيئية*في مجال نزع السلاح .ومع إسرائيل و مقدونيا ضد إجراء *منع الانتشار النووي في الشرق الأوسط* -
-
فذريعة غزو العراق طالما كانت رؤية رئاسية مشتركة للسياسة الامريكية لكن بوش الثاني هو الأول الذي حول الرؤية إلى إمكانية بسبب اندفاعه المسعور ما يذكر بانتقاد أبيه انه يفتقر الى الرؤية الموضوعية.
الاستنتاج المتكرر من كل هذا بعد كل الذرائع المسوقة لغزو العراق صارت مفضوحة و لاغية.الى ذريعة نشر قيم الديمقراطية في العراق و الشرق الأوسط التي تبنت في نوفمبر 2003 كالدافع الحقيقي للحرب.
إن أهمية الإيمان برؤية هي أكثر من الإعراب عن النوايا الفاضلة .وفي اخذ ما قالوه بجدية علينا نعترف أن زعمائنا قد أجادوا الأكاذيب لتعبئة شعوبهم للحرب. فما اعلنو عنه الوقائع و المنطق يجافيه جذريا. فالمنطق السليم يستطيع ان يستوعب بدون شك النتائج التي حلت محل الذرائع التي انهارت.
المقال الاصلي
http://www.chomsky.info/articles/20041002.htm