المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انثيالاتُ آيبِ..!



محمد الزهراني
05/07/2007, 08:26 PM
(انــثِــيَالاتُ آيــبِ )
7 جمادى الآخرة 1428هـ
محمد أحمد الزهراني


يَعِيـشُ شَقِيَّـاً فـي الحَيَـاة وَيَـنْـدَمُ--غَفُولٌ عنِ الأُخـرى؛ إذا خُتـمَ الفـمُ
أتــاهُ يقـيـنٌ مُسْتَفِـيـضٌ بيـانُـهُ--منيـرٌ هـداهُ، فارتـوى مِنـهُ مُسْلـمُ
وسَطَّرهُ فـي القلـبِ سِفـرَ سَعـادةٍ--تغلغلَ في الأطرافِ..يَجْري بـهِ الَّـدمُ
عبـادةُ رَحمـنٍ أعـادتـهُ صَافـيـاً--رقيـقَ الحواشـي، بِالبَشَائـرِ يَنْعَـمُ
وصَاغتـهُ إنسانـاً يفيـضُ جَـلالـةً--بُعَيـدَ انخـذالٍ بـاتَ بالسَّعْـدِ يُوهِـمُ
ثلاثونَ عاماً! إيه مـا أسـرعَ الخُطـا--خُطا المَوتِ، نحـوي، وقعُهـا يتقـدَّمُ
شَجَاني ادِّكارٌ للسنين التـي انقضـتْ--وحبـلُ الأمانـي عَبْرَهـا يتـصـرَّمُ
أأودعتَ في صُنْدوقها جَوْهَـرَ التُّقـى--أمْ الفَحْمُ، من نارِ الضَّيـاعِ، مُرْكَّـمُ؟
تُزوِّقُ أوهاماً.؟. لتخـدعَ مَـنْ بِهـا؟!--..أيَغْـرَمُ أفـواجُ العُصَـاةُ وتَغنَـمُ؟!
.................................................. .
أَسَى النفسِ، أبدَتْهُ الدُّموعُ، تَرَقْرَقَـتْ--لَهِيبَاً تـَنـَزَّى مِنْ حَشَـاً يتضـرَّمُ
طَوَتْنِـي ألِيْمَـاتُ المَعَـاشِ، ولفَّنـي--على جِـذْعِ أحزانـي، بَـلاءٌ مُلَثَّـمُ!
وإنكَ يا ربّـي مـلاذي مِـنَ اللظـى--وإنـكَ، بالعَبْـدِ الشَّـرِيـدِ، لَتَعْـلَـمُ
وجئتُكَ..مُنثالَ..الكـيـانِ، تـؤودنـي--سَلاسـلُ فِكْـرِي، بالتَّحَـرُّر أحـلُـمُ
ألمْ تعفُ يا رَبِّي؟، ألمْ تغفرِ..الخَطـا؟--ألـمْ..؟ وتركـتُ العَيْنَ..عنِّي..تكَلَّـمُ
وتخضَلُّ..أجفاني..ونبضـةُ خافـقـي--تنـوءُ بِعِـبْءِ الذنـبِ..واللهُ أحـلـمُ
شِفَاهِيْ، ارْتعاشَـاتُ النَّحيـبِ تَهُزُّهـا--وكفَّـاي فـوقَ الـصَّـدْرِ إذْ يَتَـألّـمُ
"ألم يأنِ"..قُدَّامـي.. تُزَلْـزِلُ مُهْجَتـي--وأغـرقُ..فـي طُوفانِها..وأتَـمْـتِـمُ
تُمَزِّقُ صَمْتَ الرُّوْحَ ..صَوتـاً مُدَوِّيـاً--تَنَاهى إلـى الأعْمَـاقِ رَعْـداً يُدَمْـدِمُ
...............................................
أيا قلبِ..ما هذا..الرُّكُودُ؟..أَجِبْ..أَجِبْ--وصافحْ، نداءَ النُّـورِ، ربُّـكَ أرْحَـمُ
ثويـتَ زمانـاً فـي البلاقعِ..عابسـاً--وها أنتَ للـرّوضِ الطَّهُـور، تُيمِّـمُ
نزَحْتَ ..عنِ الوَاحاتِ..عُدتَ..لظلِّهـا--لِمَنْبَعِهـا الصَّافي..سَعْـيـداً تبَـسَّـمُ
وَهـا هـيَ أطيـارُ اشتياقـكِ للمُنـى--تُغنَّـي، ومَنثـورُ التَّواصُلِ..يُنَـظـمُ
وَها هيَ أزهارُ الرَّجَـاءِ تفـوحُ فـي--جِوَائـكَ، والنَّجْـوى هَفَـتْ تَتـرنـمُ
هَوَى القلـقُ الدّاجِي..وَحَـلَّ مكانَـهُ--رضىً..شادَ صَرْحاً مُشرقاً ليسَ يُهـدَمُ
وَهَدَّأَ مِـنْ رَوْعِ الشرايينِ..وامْتَطَـى--دِمَائي..حُبُورٌ..كالصَّبَاحـاتِ..يَـقْـدُمُ
وأنعشَنِي رَوْحُ انشِـرَاحٍ ..وَعَـاوَدَتْ--خَيَالاتُ أنْسي فـي الجَنَاحَيْـنِِ تُرْسَـمُ
أَمُورُ..بتـيَّـار المُناجـاة..زَوْرَقـي--يُنَاغي ضِيَـاءَ الذِّكْرِ..والأفـقُ مُظلـمُ
بأفيـاء ذاكَ الرُّوضِ..يرتـاحُ مُتْعَـبٌ--عساهُ بيـومِ الحَشْـرِ، يـاربِّ، يَسْلَـمُ