المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقـــاء حواري مع الأخ الكريم .. محمد إبراهيم الحريري ...



أبو شامة المغربي
26/06/2007, 09:45 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.maktoobblog.com/user_files/aimansadekalex/images/gallery71_3.jpg
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.merbad.org/vb/attachment.php?attachmentid=203&stc=1&d=1172006174
لقاء حواري مع الأخ الكريم
محمد إبراهيم الحريري
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
يا سعفة الحزن هل أبجدت ذاكرتي*
بالنخل تقويمَ قطر غصنه رطب
بالدمع مكتبة ُ الأيام تقرؤها*
همـَّا، فتبكي سطورَ الهمة ِ الكتبُ
منذ ارتحلتَ عن الأقلام ساهرة ً*
ماتت دواتـُك، والأوراق ُ تنتحبُ
كأن فيها بجفن الضوء من زمن*
ما يجعل الصبحَ نورَ الوهن ِ يحتطبُ
والغيم بين حناياه الركامُ بنى*
قصرا به غيمة ُ الأشباح تلتهب
في بلاد الشمس
محمد إبراهيم الحريري
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
سلام الله عليك أخي الكريم
محمد
ورحمته تعالى وبركاته
في المستهل أهلا وسهلا بك في رحاب المربد المزهرة بكل بذل خير وبكل عطاء جميل، ثم بعد دعوتي لك المتواضعة هذه إلى لقاء حواري، وقبل أن أرسل أسئلتي وجوها مستبشرة المحيا، وعيونا مشرقة محلقة في سماء الواحة المربدية المقمرة، وقبل أن أنثر في المجلس الطيب والأريج والشذى، أبدأ بالبسط التالي:
للشعر العربي العتيق نبض جميل ...
لهذا الكائن البياني الحي أصوات، وأصداء، ونبر أصيل ...
ثم كيف بالشعر عندما ينشده الشاعر؟ وكيف به إذا سما بهاء وسناء، وكيف به إذا حل قبل الرحيل؟
أحقا لن يفيد الشعر بعد وفاة الشاعر في شيء كثير أو قليل؟
ثم كيف بحال الشاعر المسلم إذ يسير وحيدا غريبا في قيظ ليس له مثيل؟ وكيف بغيره إذ يخطو في ضلال بعيد، ويتوهم في سعيه الظل الظليل؟
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
سؤالي الأول
ترى ما يعنيه الشعر العربي بالنسبة إلى محمد إبراهيم الحريري، وما الذي يدل عليه في رأيك؟
سؤالي الثاني
كيف كانت البداية أو البدايات الشعرية لديك؟
سؤالي الثالث
هل ثمة فاصل بين الكتابة النثرية وأختها الشعرية؟
سؤالي الرابع
من هم الشعراء الذين قرأت لهم أكثر من مرة؟
سؤالي الخامس
ما طبيعة القصائد الشعرية التي تجد في نفسك ميلا إلى رصدها بالقراءة، واقتفاء أثرها بالتلقي؟
سؤالي السادس
ترى هل القصيدة الشعرية في حاجة إلى تذوق الأعمال الأدبية النثرية؟
سؤالي السابع
كيف ترى القصيدة العربية المعاصرة؟
سؤالي الثامن
ما الذي يعنيه النقد الشعري بالنسبة للقصيدة العربية قديما وحديثا؟
سؤالي التاسع
هل ثمة من علاقة جوهرية عميقة بين تشكيل القصيدة العربية ومحتواها؟
سؤالي العاشر
ما هو في اعتقادك حظ الإلقاء والإنشاد مما ينظمه الشعراء المعاصرون؟
سؤالي الحادي عشر
ما حظ الأدب الإسلامي عموما، والشعر العربي الإسلامي بوجه خاص من اهتمام محمد إبراهيم الحريري؟
سؤالي الثاني عشر
ترى هل ثمة أصداء للسيرة الذاتية، الخاصة بالشاعر أو بالشاعرة في ما ينظمانه من شعر؟ وهل عثرت في قراءاتك الشعرية على سير ذاتية شعرية؟
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
إنه غيض همس من فيض حديث، سيخلد لا ريب ذكرى هذه المقامة الحوارية في رحاب المربد الباسمة، وعسى أن يؤتي ثماره حاضرا ومستقبلا بتوفيق من العليم الحكيم، الذي علم الإنسان ما لم يعلم.
حياك الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

محمد إبراهيم الحريري
26/06/2007, 02:11 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
أخي الفاضل
أبو شامة المغربي
بعد سلام من الله ورحمة من لدنه وبركات
تحية ملؤها الاحترام والتقدير
أما قبل: فمنك للقلب نفحة عطر أدبية البوح سرت بين جوانحي، فكانت من الطيب أخير، ومن الربيع بسمة أكثر إشراقا، فمنها لمحت صدق البيان تمثله جرة قلم فيها من سطور النور ما يليق بقمر عيد، وما أنت عن أصيل الفرح بغائب، وأما بعد:
فمن الحق أنطق كليمات فيهن ما يجعل الأسئلة في خانة الشكر لك أخي أبا شامة، فقد أشرفت حبا، وأثقلت على أخيك الود من أطراف قلمه حتى مشارف روحه، فكنت للسريرة مالكا، ولليراع حايا، فكيف أجيب وأنت تنبض بالمعاني بين شريان نقاء، ووريد صفاء؟ لكن لا بأس، هذه الكلمات تلخيص مبدئي لما تفضلت به أستاذي الكريم.
سؤالي الأول
ترى ما يعنيه الشعر العربي بالنسبة إلى محمد إبراهيم الحريري، وما الذي يدل عليه في رأيك؟
أبو شامة المغربي
انزعوا عنا غبار الأرصفة
لم يعد لي غاية تسعى إليها
حانيات الأغلفة
حكمة ٌ والعذلُ للسيف انحنى
لم يعد قولك (ويلٌ) من سراب
الذود عن حوض الفيافي غير رمل المعلفة
ذو اشتياق لانصهار الآن في ماض حديدي
الأواني ينخر الصبر بلوم
الأرغفة
فاصبري ما عاد صبري غير تنويم الأماني
في مهاد مـُطـْرِفـَة ْ
ليت في عينيَّ زرقاءَ اليمامة ْ
وأبو زيد سلامة ْ
ومن الأشعار أذواق وشامة
وحمام الشوق ترميني من السحر علامة ْ
وعلى ناصية الليل أناغيه خجول السؤل
موسوم التهاني بكؤوس المرشفة ْ
ليتني يا صاحبي
نجمة الميلاد تكبو بشموع الخد وردا
أو بعينيك سمائي
أغرف النوم بفنجان الثواني
من سهاد المـُشـْرِفـَة ْ
ليتني يا حظ مقروء الحصى
طالع الفأل بموفور السلامة ْ
طالق الحزن بتثليث الملامة ْ
وعلى جيران بوحي
يطلق الزهر لترويض الفيافي
وسن النرجس معزوفا على أوتار شهر
أطلق النـَّوْرُ غلامـَه
فارفعوا سقف الأغاني
واخلعوا للشمس أثواب التفاني
وانشروني فوق حبل الفجر
مرهون النواصي لضياء
فصَّل البردُ علينا مـِعـْطـَفـَه ْ
ليتني زلـَّة قصد
في كتاب المصطفى
فأناديه الشفاعة ْ
أو صواع ٍ (واسأل القرية)
ما دامت بضاعة
ليتني، يا ليتني للبحر مجداف الوداعة
ومن الزنار شق ٌ حول خصر الريح
أجتاز الأماسي في مناطيد اليفاعة ْ
ليتني أخدان غار نثر
الأمن على وجه القناعة ْ
وتربـَّى تحت ميقات صلاة
أنشد الوتر ضراعة
وأغاريد نسيم بالأقاحي مسرفة ْ
أنسج الأفراح والشمع المقفى
بصبايا المعرفة ْ
ليتني سرج نهار
وشموسي في عداد الظهر
رهوا مجفلة
ــــــــــــــــــ
هذا بيان صحفي الأدب يفسر بعض ما ذهبت إليه أخي سؤالا، وما بقي منها فلك الحروف جوابا في إثر سؤال.
الشعر في عيني كحل الروح لا يلقي على الأجفان موفور العلامة، بل له قلبي مواويل عراق، ونسيل القدس مربوط بكفي غير معقود الملامة، أوتدري كيف أقتات المآذن؟
يا لفعل خجل الصمت له مطرقا حرف القيامة.
إنما الأشعار ميراثي، وقلبي، ومن النجم شعاعي، ومن الكوكب رؤيا سجدت تحت حبيب الله يوسف، إن للشعر موازين حياتي.
وصلاتي، وزكاة الحرف تشطير المواقف بين رفض وقبول، وتباريح خطى، درجت فوق بساط المشرحة ْ.
محمد إبراهيم الحريري
سؤالي الثاني
كيف كانت البداية أو البدايات الشعرية لديك؟
أبو شامة المغربي
هي ترانيم صبية كانت بداية، أقلبها بذات أنامل، واراقص الأصحاب عليها بالأعراس، وقد حفظت من موسيقا الشعر بحر الوافر قبل معرفتي بالشعر، فكانت مرحلة نصب موازين النغم على ناصية المشاعر.
ثم أبيات خجولة بمناسبات محددة، حتى انهيت مرحلة التعليم الثانوي، فكانت ولادة أول قصيدة، خشيت أن يراها أحد، لأن الشعر إن دخل بيتا أفقره، نظرة مجتمعي آنئذ.
وهنا أرفع عصا الخلاصة لأهش بها على ذاكرتي فتجود بما يلي:
لم أحاول مرة ولم أجرؤ كتابة حرف إلا نتفا ،حتى وصلت للمرحلة الثانوية كنت أقلد بعض الشعراء بأبيات شعرية هزيلة سقيمة المعنى تحمل معنى الشوق والحب والهيام، ولكن كنت أمزقها بعد تفريغ شحنة العاطفة التي تحرق حنايا وجدي، فالمجتمع عندنا لا يسمح بالحب لأنه عيب، وأول مرة كتبت بروح الشاعر وبحضور عبقر شاهدا وموحيا لي بعد الانتهاء من دراسة دار المعلمين عام 1976 (صف خاص)، ولم أعرض ما كتبت على أحد.
يبدو أن الأحلام شقت طريقها بعيدا عن مشاعري، وبعد رحلة استطراد الهموم يئست مني، ويئست في أعادتها إلى ذمة الخيال، فعدت أدراج القلم إلى واقع أحياه، ولكن من خلف جدران الكآبة.
مرت بي تجارب كثيرة رسمت بمحبرة الحقيقة مستقبلي، فبدت بين قوسي تفاؤل وتشاؤم، ويمر بينهما قطر العمر مقوسا، حتى وصلت الأربعين وزيادة عليها ثلاث سنوات، هنا أيقنت أن للشعر غير الموثق رياح النسيان، فبدأت بلملمة قصائد كانت على أجنحة الرياح تتناثر، وما هي إلا أشهر معدودات حتى أخرجت للملأ دواوين منها:
علــِّمـُوني، محكمة، صدى الرجاء، حديث الفجر، شاخصة سياحية، وهي خمسة دواوين صدرت عن دار نينوى للطباعة والنشر، ثم تبعا ديوانين هما: أيها الراحل فالقلب هنا، في زمن الجنون، إصدار دار الإسلام للطباعة والنشر، مصر، المنصورة.
وقد رافق رحلة الطباعة شاعر مميز الأدب والقلم والخلق اسمه أحمد محمد حسن، فله باقة ود، وهوية أب، وبقي من الدواوين ما يفوق السابق عددا ويزيد، منثورة بين طيات النسيان حاليا، هي رحلة قلم بدأ لاجئا أدبيا، ثم مهاجرا أدبيا، محمد إبراهيم الحريري يحمل هوية الإنسان.
سؤالي الثالث
هل ثمة فاصل بين الكتابة النثرية وأختها الشعرية؟
أبو شامة المغربي
كثيرا ما أبدأ بنثيرة، وما هي إلا خطوات قلم، وتنهدات فكر حتى يعوج النثر إلى زاوية الشعر ميل فطرة، فلا هو بالتارك نثيرتي قيد البيان، ولا هو بالمسيطر على مجريات الروح نظم جنان، فأكون ما بين شعر ونثر، فاقول هي أقصودة، هو مصطلح من غربتي جئت به من ترحال قلمي، بين هجرة يراع، ولجوء أدب.
ولك الدليل أخي:
نثرية بعنوان أقصودة
أقصودة
طيفا تزورني فتخترق الذاكرة سور التخيل، فأرسم لها صورة مكللة بالهيام، تشق عصا الطاعة عشقا، فتبتسم للرؤى شفة الترحيب، أهلا بك ... يا .. كلمات تشق حلوك الصمت بزفرات تقطع حبال اللغة تمتمة ترتج صدى لوجدان تأوهات، تحيط بذراعيها عنقي خيالا، تقترب هامسة ... ترسم هالات نورانية لهلال تولد من رحم الشفق، يغتسل بنور التهليل لمرور أولى ابتسامات الأفق.
تنسحب بعد أن تظمي الروح بمواعيد محال.
أحبك لكن بنصف قلب، ثم تنسحب من شاشة اليقين، تاركة على وجنات آهاتي دموع الفراق المفروض قسوة على أجفان عاشق لم يتم دورة الحب.
تترك ذبالة العمر بين وجد نازف، وحنين يبصر عقم اللجوء للتوسل، فالبدر لم يكتمل صورة في فلك الرؤيا، ولكن لست أدري ربما تحت فيء المحال نجلس فتغطي بشعرها السابل طهرا حيرتي فأتقي العذل بعفة لقاء، وربما تحت ظلال العرش.
ما زال للأمل بريق يخفت كلما نزع خريف العمر ورقة من مفكرة الأيام، ليقبل ليل سرمدي يسهد الأعمار موتا، ويغمد القلب بين زرق اللحود، وأنا ما زلت أنتظر نصف القلب الآخر ...
في نعش حبي تدق عوائق الحياة أسافين البين ، كأني ولدت من رحم العبودية، أو تم استنساخ عواطفي من طينة العذاب ...
لست أدري ظلما حاق بقلب كما طوق الأسى فؤادي
قرأت أسفار العشاق فوجدت حروفها تقطر ندي أغصان أزهرت مع بسمة اللقاء.
ها قد سقطت ورقة أخرى من شجرة العمر ... تذروها رياح العذل وتجففها على ناصية الحسرة رفات زمن.
خريف الأمنيات جفف ينابيع الغاية فلم يعد كوثر الوسيلة يسقي جذور الروح بطل الوفاء، ثم ماذا؟
لست أدري !!!!!!!
من ذبال العمر قنديل وفاء
لحبيب زارني طيفا مساء
رقــَّـد الأحلام سهدا
في كرى الأجفان داء
يا حبيبا لم يزل شعلة
روح لا مراء
يرسم الهالات وجدا من نديات الأمل
لست أدري أيها الطيف تعالا
قد وجدت البعد فاء
أيها الطارق قلبي أيكون النصف
ميقات الأجل؟
فارحمي يا ... بنت قلبا
رامه سيف الخجلْ
هل تراني سائلا باليد أحتل السبل؟
هات نصف القلب هيا
ربما يأتي زمان فيه للوصل طلل
ربما دائرة الحب بقوس الوصل
عطفا تكتمل
فاكملي الأوتار لحنا أو أعيرني الأمل
جل من سواك حسنا
كطواويس الزباء
لا تملني أيها الساهر ليلا
فمن الحب ربيع وزهور لو يشاء
غير عمري فصله الآتي خريف
ثم عصف وشتاء
محمد إبراهيم الحريري
سؤالي الرابع
من هم الشعراء الذين قرأت لهم أكثر من مرة؟
أبو شامة المغربي
أخي الفاضل أبا شامة:
ستعرف والقراء بحول الله من هم الشعراء الذين تأثرت بهم، ولكن لا أخفي عليك أمرا، فشاعر مثل عنترة هو مثالي الأسمى عفة وشجاعة، ولي قصيدة بعنوان رسالة إلى عنترة، سترونها قريبا هنا بعون الله، والمتنبي حاضر في ذاكرتي ليل وبيداء وقلما، وخيل أدب، وما المعري إلا صاحب بيت في وجداني، وأبو تمام له الصدارة إبداعا، ولا أغيب فكري عن أبي ريشة، ومن نزار لا أعرف كيف سكنت شعره، أو سكن قلبي شعره، ومن سعيد عقل، وجورج جرداقي، وكثير كثير من الشابي حتى شعراء مررت بهم فوجدتهم أهل للأدب، فلكم شكرا جميعا شعراء وشاعرات المربد.
محمد إبراهيم الحريري
سؤالي الخامس
ما طبيعة القصائد الشعرية التي تجد في نفسك ميلا إلى رصدها بالقراءة، واقتفاء أثرها بالتلقي؟
أبو شامة المغربي
نفسي تواقة للحرية، فأينما وجدتها فهي أحق بها، وللحب العفيف لغة وبيان لسان، ومن السياسة ما أجد القلم ينساب معارضة لها، وكل موقف إنساني نبيل، وللفلسفة مجداف ببحري، والكرامة الغيد الحسان عقد مشاعر على جيد بوحي.
محمد إبراهيم الحريري
سؤالي السابع
كيف ترى القصيدة العربية المعاصرة؟
أبو شامة المغربي
إن كنت تقصد شعر النثر، فأقول: ربما استوقفتني تلك َ الحروفُ قبلَ اليوم سطورا، تطاولت على حدود الفكر حتى تجاوزتُ كلَّ إشارات ِالاستفهام، وتأرجحتُ مليـَّا بين تعجب ٍواستطراد ٍ، بما تعني تلك الألفاظـُ والمصطلحاتُ التي وردت إلينا ظنا، أو صُنعت من أقلام أدبائنا يقينا، تمثلا أو سيرا على خطا غربية البدء.
وذات سطور بيني وبين البيان عنها دخلت من أبواب ليست بالمنيرة ما بداخلها عما تعني بالشعر الحداثي إلا غلالات تهدَّلتْ على جدران الرمز حينا، وأستارٌ من الغيوم اللفظية تحيط بها، لا تكشف عما أريد بها إلا نتفَ توضيح ٍ، وبقيتْ العبارة ُ تشقُّ سابلة َ المسامع بلا إرشاد عن هويتها، أو إفصاح عن ذاتها، غائمة ً، رمزية ً كما يدعون، قاصرة ٌعن نثر الحقيقة على صفحات التلبيغ.
ماذا تعني لنا التجربة، ومصطلحها؟
متى بدأت؟ ولماذا؟ وكيف؟
أسئلة يود السامع بعد المتكلم أن يجد إجابات ٍ تغني عن نهم الفضول علما بها، وتسمن الفكر بما تشمل من حقائق بينة بينونة طلاق الأدب لفاقد المشاعر.
هنا أضع عصا ترحالي الأدبي، وقد سئمت تكاليف المعارك الدائرة بين قديم وحديث، وكأن الأدب قسمان، شقه الأول قديم ويجب التخلص منه بصور شتى فهو نبت بشري التخلف، عربي المنشأ لذا وصمة العار على جبينه، وأما حديثه فهو نبت إنساني الفكر نير الرؤى، غربي مستورد فهو المشكاة التي تحيط بمدى الأحلام، فيطلق صواريخ استكشاف البيان تجوب فضاءات العالم الآخذ بها، المتحزب لها، وعليها الأمل معقود لتشكل مناطيد حقائق لنا تحملنا خارج رحم الأرض.
وهنا أجدد التسكع بين هذا وذاك، بسؤال يليه بالجواب تساؤل، ليصبح الشعر بين فكي حمائم وصقور، ألفاظ تستعمل، وكلمات تمهر بخاتم الجديد، ولا معنى له إلا إيغال تحت الفصيح ميزته المنكرة ممن لا يرون به إلا غمامة صيف رأي تنكشف مع أول همسة قوة، وهي وبالواقع بعيدة عن الأمل.
هل الشعر الحديث؟ أو شعر الحداثة؟ أو قولوا ماشئتم، فتعدد الأسماء حيرة تبعث الجدل أكثر بين أصحاب الأقلام وحملة الفكر.
نتفق على لفظ الشعر الحداثي مثلا:
من حكمة الله وقدره أن يكون الحوار متفقا حزنا مع انتقال رائدة حركة التجديد في الشعر العربي إلى جوار ربها، فمنذ (الكوليرا) قصيدتها البكر في عالم التفعيلات شعرا، ثم قضايا الشعر المعاصر، برزت على صفحات الأدب إشكالية جديدة تحتوي رؤى ضبابية حينا، وغائمة أحايين أخرى، ولم يجرؤ أديب على تشكيل رؤية منفصلة الأجواء عن محيط التغريب إلا قليلا، قالوا تهمة: إن أوزان الشعر تقييد قاتل لفكر الأديب الشاعر.
وأنا منه لست إلا أخا سند، أشد عضدي برأيه، وهي حقيقة لا تمت للخيال بوشيجة غيب، بل من الدقة بعروة أن يُلبس الشعر قالبا تقوقعت تحته طلائع الفكر، وبقي الشعراء تحت لواء موسيقاه الرتيبة أزمنة، حتى حصل زلزال الكوليرا، ومن ثم هزات ارتدادية ما زالت تتصدع منها صدور الكتب.
لم نصل بعد لما تعنيه تلك المصطلحات، وقبل إكمال دورة الإشكالية ظهرت صرعة جديدة تعنى بالشعر، ولكن من خلال النثر، فأطلق القائمون عليها مفهوم شعر النثر، أو القصيدة النثرية.
فهل يعني الشعر كلام موزون مقفى؟
وماذا نقول لمن ركـَّب عبارات فوق بعضها وادعى بشاعرية خرقت قوانين ودساتير الأوزان، وجاء بما لم تستطعه الأوائل؟
إن كان الشعر الحداثي يعني تمرُّدا على الأوزان كرتيبة منتظمة والأخذ بناصية تمدد التفعيلات بحسب دفقات الشعور، فليس هناك ثلاثة ورابعهم حجة لهم، في وصيد الشهادة قائم، إلا ويتفقون على أهمية التماثل لتلك الصيحة، فقد وجد كثير من الشعراء أن حركية الموسيقا المقفلة بقافية تحد من دفقات شعور الأديب، وهي حقيقة يبقى بين حركة ووزن دفقها مكبلا، ثم قفلة لا تجد أحيانا اليراعة مبررا لها، فقد أخذت عليه كفاية النظم ما سيقول، وباء بفشل المشاعر، ومن خلال ذلك توقف سيل الإحساسات عند قافية الالتزام.
وأُفـْصِحُ عن رأي هو:
لشطيرة ُ بيت حديث بصوره أسمى مشاعرا من قصيدة ربما خـُلقت نتيجة وقوف ٍعلى باب استجداء أمير سبق فلسُه عقله، ولصورة ٌ مستحدثة الطبع لأخيرُ من قفا نبك، أو يا صاحبي تقصيا ...
فالشعر يمكث في شرايين الفلق
نورا تجاوز باليقين كوى الطرق
ولربما نثرَ الأديب عبير قلب شوقه
نثرات صدق لم يعاندها الرمق
وتجدلت كضفيرة الأيام سابلة النهى
وعلى جبين الشمس قـَبـَّلت ِ الحبق
وإن قصد أولو الأقلام بأن الشعر: هو كلام يتمدد بيانه على غير هدى، لا موسيقا تشرئب لها أسماع الذوق، ولا مجداف من شاطئ الترنم مضربه ، فلا بها نعمت، ولا غير نفور الأسماع منها تأخذ إلا كلمات لست تدري ما وراء القصد منها، فلا مدح يـُسكت، ولا ذم يقدح الآذان تعاليا.
لو عدنا لتجربة الشعر الحداثي، لوجدناها قد تبلورت بطريقة جديدة تحتوي على موسيقا وبحر، وليس هذا فحسب، بل التزام بعدد التفعيلات ما دون الثمانية منها جائز، وما فوقها عنت للنفس الشعري، ولا يصح إلا من خلال الإبحار على نغمات محددة لبحور بعينها، فلا طويل، ولا بسيط، بل ما ناسب منها هو الكامل، وبحور أخر، وكل هذا مبسـَّطـٌ في كتاب الأديبة الشاعرة نازك الملائكة (قضايا الشعر المعاصر).
إذن قيود وضعت، وقوانين برزت تقييدا لفوضى المشاعر، حتى لا يخرج الشعر عن موسيقا محددة، وقد قرأتــُها بعين الحقيقة فوجدت كتابها ثورة للتجديد ضمن القديم، وأحيانا تتهم شعراء كبار بعدم القدرة على تخطي الفارق بين بحر وآخر، فيلبسون لباس تفعيلة لأخرى ...
وإلى مزيد من التوسع لا تشيـَّعَ له، ولا تحزُّب لهذا أو لذاك، وإنما تفكــُّر بما آلت إليه صرخات المنادين بضرورة الخروج عن مألوف الشعر.
إلى أين؟
هل فضاء الإبداع ضج بأقلامنا فلم تعد ترنيمة الوجدان تستوعب رقصات بنات أفكارنا؟
وهل بالمسمى ما يدل على إبداع مع خلوه من قدح زناد الفكر بجيد أو بجديد إلا دوران في قطر ينحني على ذاته ليكوِّن َ دائرةً معوجة النقاط، ومع هذا يسمى رسمها هندسة تطور.
وهل الشعر بحداثته اللفظية أو بلفظه الحديث استطاع إخراج فكرنا من عتمة القديم إلى رحاب العالم؟
ماذا سيطلق القادمون على جناح المستقبل على شعرهم؟
ربما شعر الفضاء؟
أو لنختزل الزمن ونلبس قبعات أقلامهم، ونصادر آراءهم لنعلن بدء سيطرة أقلامنا على زمن لا نهائي النور.
نحن معكم ومن خلفكم سائرون، هاتوا برهانكم إن كنتم للشعر ناصرين.
نملة تتقيأ بوجه القمر، قيل هذا شعر
وبه هام نقدا، وتوضيحا أولو الأقلام المستأجرة، فقالوا، وقالوا: نملة تستطيع أن توصل رجيعها للقمر بالإرادة، وآخرون نبشوا المعاني من طيات المحال فقالوا: القمر سيسقط من عليائه وتجده النملة صيدا ثمينا فتحاول قضم طعامه منه فتراه صخرا، وقد هام به العشاق حروف حب، فماذا تفعل به؟ إنكارا له، وقمعا لمركزه البائس تتقيأ في وجهه، وصفعة للوجه تغني عن ذل الموت.
وكثيرا ما يردد أستاذنا الدكتور الفاضل محمد حسن السمان رواية عن صخب الحديث بلا فائدة تحصد فيضرب مثالا:
(كاوندا يلعب بالدَّحل)
وعبارات تجيش السامعين : يسقط ........ يسقط ...... يسقط ط .ط .ط
تبت يداه وما كتب إلا تقيأت الكتب
هنا أحط راحة الحيرة على خد التمهل، لأرى مثالا قريبا من الواقع حقيق بالأخذ:
تركيا بلد قالوا لها تعالي تاجا على رأس أمم المسلمين، فرفضت إلا أن تكون حذاء بأرجل الأوربيين.
ونسحب المثال على:
من يكتب نثرا لماذا يدَّعي الشاعرية وزنا؟ ألا يكفيه شرف النثر ونحن له آيلون تباعا نشنف الأوتار الصوتية لملء فراغ السماع من قفر الموسيقا لحلاوة الاستطراد ورسم المعاني بطريقة ترسل برقية شكر فورية لمن يستطيع نثر بيانه على الأسماع ضربات موسيقا داخلية خاطفة ، تبهر الذائقة بترنم فطري، ولو سألت الأديب عنها لقال نثيرة.
وبشرف يقولها.
وهناك من يقول نتفا من كلمات، ثم يتمطـَّى بشفة، ويشرق بوجه تتراكم عليه تعبيرات الانفعال المسترزقة حروفا، ليعلن بعدها أو قبلها مسميات تقشعر لها ممحاة الشعر، والنثر منها براء لعدم اعترافه بابن أدبي المهد، فيدَّعي لقيط المشاعر ابنا لقلمه.
تلكمو خفافيش الأدب، يرون بعيون جلودهم.
لماذا؟
لأن واحدهم لا يستطيع موسقة العبارة، أو الكلمة ليكوِّن شعرا يؤدي معنى بصورة مركبة كانت أم فردية لا تسطـُّح فيها ولا غلو خيال، وعن الإسفاف منزهة، ولأنه يظلم النثر دون أن يعلم فلا يريد أن يظهر منقصة، فيثبت من خلال كليمات وإشارات ونقاط وعلامات استفهام بأنه شاعر قرنه، ومن باب إثبات الشعر على شاعريته بشهادة أقرانه ،يقول هذا شعر.
وبهذا فـَقـَدَ الحس بجمله ، وأقفل على قلمه التزاما ليس بالطموح الزائف إليه غيره سائر.
يضرب لنا الأمثال لفلان أو غيره
فقد وصلوا عالمية المكان بنفس شعري مميز، وأي شعر لا يكون فيه النغم ضاربا بعود الأرجل ترنما يسمى شعرا؟
وما مثال دجاجة أمريكا بغائبة عنا
فقد توصلوا إلى استنساخ طير لا أرجل له ولا رأس وأطلقوا عليه اسم دجاجة.
وهذا ينطبق على أدب الطفولة خاصية بهم
يرسمون بيتا يشف ما خلف جدرانه فترى منه الأب يخرج مكشرا عن عصاه، والأم بين أطباق ومكنسة ثم يكتب تحته بيت ونحن له عارفون، فماذا يشير إليه بهذا الاسم؟
ومن الحقائق الأدبية إن كثيرا من الأدباء، كبارٌ مثل الرافعي قد تركوا الشعر من أجل عيون النثر.
ولمن نظر شعر العقاد لوجد فيه اختلافا كبيرا عن عسجد نثره، فقد نجح بالآخر، دون رفعة للأول، لكن تفاوت المشاعر كانت أبلغ في النثر.
فهل هذا سقوط من شرفة السمو إلى حفرة النسيان؟
أليست نثيرة الرافعي حجة بيان على كل شفة ولسان؟
وما جبران عن سطور الإعجاب بغائب، فمازال نثره يهمس به عاشق وصب بين أحضان الطبيعة فيحمل الصباح دموعه المبتسمة إلى مرود حبيبته، ومن شعره ما لا يتجاوز تنهيدة البعد أنة، ولا يجهز عليه الإنكار برفض قاطع، ولكنه للنثر ملك بيان لا يزوغ عنه نظر.
فكم قلم تتلمذ على أجنحته المتكسرة، ونهل مداده من دمعة وابتسامة، وكم ........ وكم على سحر حرفه تشافه العشاق قلوبا، تمثلت بالمعاني، وعلى همسات وجدانه تبرجت ألسن بغزل تنوس على محيا الدهشة ألوان شجنه.
إن الشاعرية لا تعني بالضرورة نظم الكلم، فهي ربما للنثر أقرب حينا، وأحايين للنثر تكون الشاعرية تاج قلم، ومن الشعر والشاعرية تنتظم قصيدة أو بعض بيت ، وعقد النغم يهز خصور صبايا المرح، وتتمايل حبات إعجاب على جيد المعاني ، إن فاق الوزن نثره، والنتيجة تبتل في محراب الأفق خيالات المدح بما قيل.
إذن نوعان لا ثالث لهما هي أجناس الأدب موسيقا وعبارة، وما بينهما أجناس ما أتى البوح بها من سطور.
كلمات تعبر عن رأي الكاتب تشمل خلاصة ما سبق: لا يحق لمن ادعى الشعر أن يقول هذا شعر ولا يحق له مصادرة سماع المتلقي، وكأني به يظن بمشاعر الآخرين تكلسا، وفساد أذواقهم استخفافا فركب فوضى التأويل مؤكسدا الحروف بما يضمن مواقعة النقص لديه مكانة النفس المضطربة.
هل سمعتم عاشقا نادى الحبيبه؟
بنثير القول أو جملة قلب غير ما يلقي اليمام؟
فلكل زهرة من غابة الآداب
حتى يملك القلبُ نصيبـَه
لست أدري غير إني
أكتب الرد وأدري
أنني بالفعل أدري أنني من ليس يدري
ـــــــــــــــ
هنا أتوقف وأرى للحديث بقية بين شفاهكم
فأقول:
الآن قد أزف الرحيل عن الكلام
وتعطلت لغة السلام
بضربة أممية التشديد
تخترق المداد
من السطور إلى الملام
القول من فوق البلام
رضعوا البيان وما دروا
أن المشاعر لا تقاوم أو تسام
والحرف من أجل السلام
فتصبحون ........على حمام
أما إن قصدت شعر التفعيلة، فلها في القلب متعة.
محمد إبراهيم الحريري
سؤالي الثامن
ما الذي يعنيه النقد الشعري بالنسبة للقصيدة العربية قديما وحديثا؟
أبو شامة المغربي
النقد رؤية بشعر أو نثر هي رأي بعين بصيرة في مجال لم يطرقه ربما الأديب، فتكشف عن خبايا قلم، ولها تقدير خاص مني، وكم تمنيت أن يشرح شعري وأدبي ويوضع على طاولة النقد لا يبقي منه ولا يذر أديب متمكن من أدوات النقد الموضوعي.
وهنا أضع قلمي مستأذنا أخا كريم خلق، فقد وصلت بنات الفكر إلى مرحلة العنت، فلها شكري وتقديري، وأراك تقدر ما أنا فيه
ولي عودة بمشيئة الله لأجيب عن بقية الأسئلة.
تقديري وحبي
محمد إبراهيم الحريري
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif

محمد إبراهيم الحريري
26/06/2007, 02:59 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
سؤالي التاسع
هل ثمة من علاقة جوهرية عميقة بين تشكيل القصيدة العربية ومحتواها؟
أبو شامة المغربي
أجيب بما أستلهم الشعر والأدب من خلاله، فهي مواقف طالت أم قصرت معانيها، فلا بد من معاناة تقوم بشحن العواطف، وشد وتيرة المشاعر، ونصب موازين الإبداع لـتكون الفكرة على مرمى البيان، وهنا يتجلى مطلع النص كقطرة بشرى، ينبعها وابل من فضاء الخيال، فلا أرى للشاعر أو الأديب أي تدخل بما سينطق به قلمه، لأنه وقع تحت تأثير المعاناة، وامتزجت مشاعره بالموقف، وهنا أول القطر شعرا بيت تفعيلة أو شطر خليلي المطلع، وإن تدخل الشاعر، فقد سقطت منه جمل، ونسيت أخر، وبدا شعره نظما، خاوي الطلل.
محمد إبراهيم الحريري
سؤالي العاشر
ما هو في اعتقادك حظ الإلقاء والإنشاد مما ينظمه الشعراء المعاصرون؟
الإلقاء ملكة لا تقل في رأيي عن ملكة الشعر، فكم نص ترك على ألسنة القراء فكان للخلود أقرب، وكم نص ترنم به صاحبه، ففسدت منه الآذان، وأطلقت الأفواه كلمات استهجان، ولكن لو ترك هذا النص عينه لشخص يستطيع كتابة الحروف بلغة الموسيقا، فالأمر سيكون أفضل حقيقة، وللعلم فأنا ممكن أعاني من تلك المشكلة.
سؤالي الحادي عشر
ما حظ الأدب الإسلامي عموما، والشعر العربي الإسلامي بوجه خاص من اهتمام محمد إبراهيم الحريري؟
لا أستطيع نكران مواقف جعلت من ذاكرة قلمي مسرحا للمشاعر، تفيض بما ادخرته ليوم الفزع الأعظم، ومن تلك المواقف ما تعرض له نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من حملة تشويه دانمركية المنشئ، وقد قدمت قصيدة مناصرة لنبي الرحمة، ولي كثير من الأشعار بمناسبات دينينة، ومواقف الصحابة كثرت إشاراتها بما أقدم من شعر.
محمد إبراهيم الحريري
سؤالي الثاني عشر
ترى هل ثمة أصداء للسيرة الذاتية، الخاصة بالشاعر أو بالشاعرة في ما ينظمانه من شعر؟ وهل عثرت في قراءاتك الشعرية على سير ذاتية شعرية؟
أبو شامة المغربي
الطفولة، ثم التدرج بمراحل العمر تترك ندبا واضحة المعالم على جبين الأدب، شعر المرء أم لم يعرف ما تركه، ولكن يستطيع الناقد رؤية ما تعرض له الأديب من صرخة الولادة إلى حين تسجيل هذا البيان.
هنا أضع قلمي مرة أخرى، وأرفع قبعة الفصيح إجلالا لأخي أبي شامة، فتحية إكبار وتقدير تليق بك، وتقبلوا أهل سوق المربد الأدبي أوراق لاجئ أدبي.
مشكوري الموافقة
تحيات لاجئ أدبي
وهنا رابط ربما فيه ما يطبع القلم بماض عشته وما زلت أتجرع مرارة أيامه.
http://www.merbad.net/vb/showthread.php?t=6258 (http://www.merbad.net/vb/showthread.php?t=6258)
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif

أبو شامة المغربي
26/06/2007, 07:49 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
أخي الكريم
محمد إبراهيم الحريري
لك مني في المستهل تمام التحية وغاية التقدير على كريم إجابة الدعوة، وعلى سريع الإستجابة، ثم إن ما نثرته من أريج وشذى حروف إجاباتك الحوارية في هذا البستان المربدي المزهر، قد كان لي باعثا على مواصلة الإبحار والترحال، ويكفي أن ما أرسلته من كلمات محلقة في سماء هذه المقامة العربية، هو قطر من غيث الفؤاد، ويكفي شاهدا أن أقرأ لك الآتي في ختم هذا اللقاء الحواري:
فارحم مراياك شرخ الحزن حطمها*
ظنا، فصارت بوهن النور تختضب
عنك استفاضت همومٌ سحَّ عبرتها*
ضيم كديمة أوجاع بها سغب
حزنا على نخلة هـُزَّت مواطنها*
أم أنت كالرافدين الآن مكتئب
يومَ اعتصام ٍ بقطب ِ الدفء، باردة ٌ*
عيناك، فاثــَّاقلتْ في هدْبـِكَ الحجبُ
وإلى لقاء حواري قادم جديد
حياك الله
http://www.9o9i.com/uploads/56bc5785e0.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com