المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهيبة العربية والتقدم العلمي والتكنولوجي



د. تيسير الناشف
25/06/2007, 07:42 PM
الهيبة العربية والتقدم العلمي والتكنولوجي



د. تيسير الناشف



حتى يستعيد العرب أفرادا وشعوبا ودولا وأمة مكانتهم اللائقة بهم وحتى يعززوها ينبغي لهم القيام بالإسهام التكنولوجي والعلمي، وأن يكون لهم دور ذو شأن في التطور الحضاري العالمي والاستحداث والتطبيق التكنولوجيين والعلميين. وفي وسع العرب اليوم القيام بذلك الدور والإسهام. فكما أسهموا إسهاما رائعا في الحضارة العالمية ووضعوا علوما جديدة وطوروا علوما كانت معروفة في القرون الوسطى من قبيل الكيمياء والفلك وفقه اللغة والتاريخ وعلم الإجتماع والطب وعلم البصر وعلم النبات والهندسة والرياضيات يمكنهم بالتأكيد في الوقت الحاضر أن يسهموا بإسهاماتهم.
ومن الجلي أن العصر الذي نعيش فيه يشهد تطورات علمية وتكنولوجية واقتصادية سريعة جدا في العالم، وأن التنافسات الجارية بين الدول وأيضا بين التكتلات الدولية والإقليمية قوي جدا. ولهذه التطورات والتنافسات آثارها في كل الدول والشعوب والمجالات. ولها آثارها أيضا في أمن الدول وقوتها الإقتصادية ومستوى معيشة أفرادها ومدى طمع الطامعين بها وبمواردها وخيراتها.
وعدم المشاركة في الاستحداث والتطوير العلميين والتكنولوجيين واتخاذ موقف المتفرجين والقيام بدور المستهلكين والعيش عالة على منتجات أفكار شعوب أخرى إنما تضعف الذين يفعلون ذلك وتقلل أثرهم في الشؤون الدولية. إحدى قواعد اللعبة في الوقت الحاضر الذي يشهد التطورات السريعة والتنافسات القوية هي أنه ينبغي للشعب، حتى يحافظ على بقائه، أن يجاري هذه التطورات وأن يشارك في هذه التنافسات. هذه المجاراة والمشاركة شرطان لإثبات الوجود وحمايته وتأكيده وتعزيزه.
ولا يظنن أحد أن هذا الكلام من قبيل المبالغة. واقع الحالة القائمة حافل بالأمثلة على التحديات التي تحيق بالشعوب التي لا تحرز التقدم التكنولوجي والعلمي. يمكن لبعض الدول المتطورة تكنولوجيا، على سبيل المثال، من بعض الكواكب أن تتحكم عن طريق أقمارها الصناعية بظواهر كثيرة متجلية على كوكبنا الأرض. ويمكن لدول وشركات اليوم أن تحرك غيوما متلبدة وأن تزيحها عن مكانها فتحرم بذلك الدولة التي كانت الغيوم تتجمع فوق أراضيها من المطر.
وأحد مصادر القوة في الوقت الحاضر إقامة التكتلات الاقتصادية الإقليمية. يمكن أن تعود على الدول العربية كلها فوائد اقتصادية ومالية كبيرة عن طريق إقامة تكتل اقتصادي عربي أو سوق مشتركة عربية أو الإنخراط في مشروع اقتصادي عربي مشترك. ويمكن للعرب دولا وشعوبا ومؤسسات وينبغي لهم أن يتعاونوا فيما بينهم في المجالين العلمي والتكنولوجي عن طريق تبادل العلماء وإتاحة نتائج البحوث بعضهم لبعض. واقترح أن تقيم جامعة الدول العربية جامعة تابعة لها تكون هيئتها التدريسية مكونة من أساتذة ومتخصصين من جميع الدول العربية، على أن تضم أساتذة وأستاذات، وتعنى بتدريب الخبراء العرب وبالنهوض بالعلوم التكنولوجية والعلوم التي تهم تحقيق الرؤى العربية في التقدم وتحقيق الحضارة من قبيل تكامل الاقتصاد العربي وتوحيد المصطلحات التكنولوجية والطبية والعلمية والتصحر وموارد المياه والثروة السمكية في الوطن العربي. ولتحقيق هذه الاغراض أيضا ينبغي أن تسارع الدول العربية الى إنشاء مراكز اأابحاث لدراسة المسائل والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية العملية التوجه.
ومن شأن الرقي بالعلوم وتوطين التكنولوجيا وإقامة مراكز البحوث في الوطن العربي أن توجد فرص عمالة للخبراء العرب وأن تشجع الخبراء الذين هاجروا الى الغرب على الرجوع الى أوطانهم الأولى.
والحقيقة أنه مما يسهل تحقيق العرب للنهضة العلمية والرقي العلمي والتكنولوجي توفر كم هائل من المعلومات في شتى المجالات على الشبكة الدولية (الانترنت). يمكنهم، إذا أرادوا، أن يقفزوا، بالاستفادة من هذه الشبكة، قفزات واسعة وسريعة صوب تحقيق التقدم العلمي والمنجزات التكنولوجية.
ومما من شأنه أن يسهم في تحقيق التقدم العلمي استعمال مقياس الكفاءة والخبرة العلميتين في توظيف الأفراد الذين يقومون بالدراسات وبتنفيذ المشاريع العلمية والتكنولوجية. ومن شأن إهمال هذا المقياس واعتماد مقاييس غريبة عن معايير الكفاءة العلمية أن يفسدا المجهود العلمي.

رزاق الجزائري
27/06/2007, 07:07 PM
لتحية اليك دكتور تيسير و لمقالاتك الاكادمية الرائعة
لقد أظهر تقرير التنمية البشرية لسنة 2006 تباينا كبيرا في فوارق التنمية بين الدول العربية فقد صنف التقرير خمس دول عربية كلها أعضاء في مجلس التعاون الخليجي وهي بالترتيب (الكويت، البحرين، قطر، الإمارات، وعمان) من بين دول ذات تنمية بشرية عالية و الامر يرجع بسبب الثورة في اسعار النفط و التي بلغت حد 70 دولارا اي ثلاث اضعاف السعر المرجعي في متوسط الموازنات. بالمقابل تم تصنيف ثلاث دول وهي (جيبوتي، اليمن، وموريتانيا) في خانة دول ذات تنمية بشرية ضعيفة و هي دول فقيرة. بيد أنه تم تصنيف باقي الدول في خانة تنمية بشرية متوسطة. و يعتبر الاداء العربي متواضعا قيالسا بالطفرة النفطية .في حين احتفظ العرب بدورهم كآخر منتجي التكنولوجيا في العاالم اي انهم للاسف لم يزالو لا يحسنون استغلال الثروة.فالفوائض النفطية المتراكمة لدول الخليج تبلغ حوالي 500 مليار دولار و ان لم يحسن استغلال هاته الثروة فمن الممكن ان تتحول الى نقمة فقد يؤدي هاته السيولة الكبيرة الى ارتفاع معدلات التضخم وخصوصا ان معظم اقتصاديات هاته الدول مرتبطة بالدولار لذا فمن السهل جدا على الاقتصاديات الخليجية التخلص من هذا الفائض باستثمارات عربية بينية تعود بالفائدة على كل الدول العربية خاصة الفقيرة منها .
آسف دكتور لقد حولتها الى نقاش اقتصادي
لك تحياتي

طارق شفيق حقي
28/06/2007, 01:06 PM
الشكر كل الشكر للدكتور تيسير الناشف على هذه المقالة الهامة

وكذلك للاخت بنت الشهباء فتنسيقها الجديد ساهم بعودتي لها

ثم

المشكلة في الدول العربي تكمن بعدم الإيمان بالغيب

فحضانة العلماء والصرف عليهم يحتاج لإيمان بجدوى هذا العمل والانفاق كي نرى الثمرات لاحقاً

ماليزيا كانت ترسل كل سنة خمسين ألف طالب يدرس في الخارج ليأتي بالعلم لبلاده

والبلاد العربية ربما ترسل أكثر من ذلك لكنهم لا يعودون

أذكر هنا حادثة تاريخية:

وهو المدفع العملاق الذي ساهم بشكل كبير في فتح القسطنطينة على يد محمد الفاتح

حيث أن العالم الذي صنعه دار في كل البلاد الأوربية على الملوك ولم يقدره أحد

وحين أتى للدوة العثمانية أحضره محمد الفاتح وصرف عليه وفي يوم قال له أنه يملك سلاح ضخم لكنه يريد أن يكون كالجندي في ساحة المعركة كي يقدر الأبعاد

فقال له محمد الفاتح اصنع أنت سلاحك وأنا ساكون الجندي الذي يخبرك بما تريد

وصنع المدفع اعتقد كان يجره ثلاثمائة ثور
وقصفت به قلاع القسطنطينية وفتحت بعد معركة طويلة



وهذا هو العلم يفتح كل القلاع ويهزم كل الأعداء

لكن أينه من يؤمن بالغيب