محمد إبراهيم الحريري
25/06/2007, 03:01 PM
في بلاد الشمس
ما بالُ يومـِك في آفاقه العتبُ ***والضوء جرعته قلـَّت بها النـِّسَبُ
كأن وجهك موءود بتربته***لون الرجاء وفيه الإثم يـُرتكب
فارحم مراياك شرخ الحزن حطمها ***ظنا ، فصارت بوهن النور تختضب
عنك استفاضت همومٌ سحَّ عبرتها ***ضيم كديمة أوجاع بها سغب
حزنا على نخلة هـُزَّت مواطنها***أم أنت كالرافدين الآن مكتئب
يومَ اعتصام ٍ بقطب ِ الدفء ، باردة ٌ ***عيناك، فاثــَّاقلتْ في هدْبـِكَ الحجبُ
والقلب بين ضروب الثلج معتكف***لا خلة أنجدت أو أتهمت أَرَبُ
كأنه في جمادى البوح منتهجا***خط استواء تماشي قصده الأُرَبُ
وجه الضحى بنفور السعد مقترنٌ *** والشمسُ فيه عن الأهداف تنسحب
عني نقلتِ زفير النخل فاتشحي***ثوب العناقيد ما زار الفرات أب
يا سعفة الحزن هل أبجدت ذاكرتي ***بالنخل تقويمَ قطر غصنه رطب
بالدمع مكتبة ُ الأيام تقرؤها***همـَّا ، فتبكي سطورَ الهمة ِ الكتبُ
منذ ارتحلتَ عن الأقلام ساهرة ً ***ماتت دواتـُك، والأوراق ُ تنتحبُ
كأن فيها بجفن الضوء من زمن=ما يجعل الصبحَ نورَ الوهن ِ يحتطبُ
والغيم بين حناياه الركامُ بنى=قصرا به غيمة ُ الأشباح تلتهب
فيم اكتأبت، ويأسُ الأمر هامشه =زمـَّت عليه صحاف القهر ما كتبوا؟
قالت ومنها لبانُ الحرف معتصرٌ=نونَ الوقاية ، لا بالنهي تنتصب
فيمَ العراق ، لماذا ، كيف ، وارتسمت=هالاتُ فاصلة ٍ من خلفها عجبُ ؟؟!!
جاءت قوافل أحزاني يحرِّكها=عن شرفة الثغر ما يسعى له الأدبُ
بئس الفضول يليه الحزن ممتهنا=موسوعة َ النزف في شريانها نـُدب
عشرون ألف سؤال لم تجدْ أذنا=فيها على غــَرض ٍ من علمها
وصب
كيف الجواب؟ وسيل النفي يحملني=خلف التـَّوجـَّس، والأحلامُ
تضطرب !!!
قالتْ أيحجمُ عن أقمار موطننا=حوتٌ تبلـَّد في أنيابه العطب؟؟
والليل عن نشرة الأخبار نقرؤه=موالَ عشق ٍ على قيثاره الطربُ
قلتُ: استميحيه نجما قبل دورتـِه=قرنا ، سيبقى عليه من دمي غضبُ
خلف الضباب شراع الريح تنشرني =جسما ‘ وأجنحتي يجري بها الأرب
هم ،وحزن ولي باليأس نافلة=تربو عليها بأعراف الورى نكب
قالت : ومهرُك لا فجرٌ يروِّضه=والغزو من عتبات الشمس يقترب
من للسواقي ونهر الصيف جفـَّفـَه=ريقُ النواعير ،والبستان مضطرب
ناهزت ِ حدَّ الضنى ، يا بنتُ فاستمعي =مهرُ الزمان به من أمرنا تعبُ
أنا ابن آدم من قابيل، أمسيتي=منها الأصيل بكف النذر يختضبُ
الأرض أمي ، وترياقي ، وعاقلتي = والداء منها إذا ما عقــَّها نـَسـَبُ
لكنَّ أرضا بقطب الهم جامدة = عنها سأحمل أوزار الألى ذهبوا
ولتعلمي أن نخل الأمس عانقني =حبا ، وعاهدته قلبا بما يجب
عنه الأوانس غابت والنسيب غفا=والناي عن موعد السمار محتجب
بيتي على نبرات الصوت أرفعه=سقفا ، فتنهار في أعماقي الخطب
في رحلة عن بلاد الشمس أمنيتي=بيتٌ من البرد ، لا شعر له خبب ُ
قاموس أرصفتي الأحوال تأكله=من يائه ، عكس نار الحق تلتهب
لم يبق في ذمة التأويل أجوبة =والعرفُ ينخر في توثيقه اللعب
هاتي براهينك الأخرى، فأمتـُنا= أين اتـَّجهت ِ ، حدودٌ ما لها سبب
فيها النبي ، وعيسى، والكليم ، وما =يحيى لغير سماء الله ينتسب ُ!!
خمسون طائفة غرقى، ومركبها=تغفو على صدره من أمتي سحبُ
كلٌّ توخـَّاه موتٌ فاستقل به=وادَّاخلت بينهم من ضعفهم شعب
حتى استدارت على شكل الهلال رمى=عن قوس أمتنا في نحرها لهبُ
وادَّاركت بعد إسهابي معاتبتي=أن الغراب ارتأى ما تنكر العربُ
قالت وقافية التـَّوْديع في يدها= ما طاب للشعر روح فيئها الكذب
ما نفع قول امرئ في عرض سيرته=إنا لمن معشر آباؤهم نجب ؟؟!!
ودَّعتـُها وصهيلُ النجم تذكره=حيث استظلت بشق الغربة الشهبُ
ــــــــــــ
الأرب : بضم الهمزة : جمع قلادة يقاد بها الحيوان ، والعقدة
مفردها : أربة ،
الأرَب : بالفتح : الحاجة
ما بالُ يومـِك في آفاقه العتبُ ***والضوء جرعته قلـَّت بها النـِّسَبُ
كأن وجهك موءود بتربته***لون الرجاء وفيه الإثم يـُرتكب
فارحم مراياك شرخ الحزن حطمها ***ظنا ، فصارت بوهن النور تختضب
عنك استفاضت همومٌ سحَّ عبرتها ***ضيم كديمة أوجاع بها سغب
حزنا على نخلة هـُزَّت مواطنها***أم أنت كالرافدين الآن مكتئب
يومَ اعتصام ٍ بقطب ِ الدفء ، باردة ٌ ***عيناك، فاثــَّاقلتْ في هدْبـِكَ الحجبُ
والقلب بين ضروب الثلج معتكف***لا خلة أنجدت أو أتهمت أَرَبُ
كأنه في جمادى البوح منتهجا***خط استواء تماشي قصده الأُرَبُ
وجه الضحى بنفور السعد مقترنٌ *** والشمسُ فيه عن الأهداف تنسحب
عني نقلتِ زفير النخل فاتشحي***ثوب العناقيد ما زار الفرات أب
يا سعفة الحزن هل أبجدت ذاكرتي ***بالنخل تقويمَ قطر غصنه رطب
بالدمع مكتبة ُ الأيام تقرؤها***همـَّا ، فتبكي سطورَ الهمة ِ الكتبُ
منذ ارتحلتَ عن الأقلام ساهرة ً ***ماتت دواتـُك، والأوراق ُ تنتحبُ
كأن فيها بجفن الضوء من زمن=ما يجعل الصبحَ نورَ الوهن ِ يحتطبُ
والغيم بين حناياه الركامُ بنى=قصرا به غيمة ُ الأشباح تلتهب
فيم اكتأبت، ويأسُ الأمر هامشه =زمـَّت عليه صحاف القهر ما كتبوا؟
قالت ومنها لبانُ الحرف معتصرٌ=نونَ الوقاية ، لا بالنهي تنتصب
فيمَ العراق ، لماذا ، كيف ، وارتسمت=هالاتُ فاصلة ٍ من خلفها عجبُ ؟؟!!
جاءت قوافل أحزاني يحرِّكها=عن شرفة الثغر ما يسعى له الأدبُ
بئس الفضول يليه الحزن ممتهنا=موسوعة َ النزف في شريانها نـُدب
عشرون ألف سؤال لم تجدْ أذنا=فيها على غــَرض ٍ من علمها
وصب
كيف الجواب؟ وسيل النفي يحملني=خلف التـَّوجـَّس، والأحلامُ
تضطرب !!!
قالتْ أيحجمُ عن أقمار موطننا=حوتٌ تبلـَّد في أنيابه العطب؟؟
والليل عن نشرة الأخبار نقرؤه=موالَ عشق ٍ على قيثاره الطربُ
قلتُ: استميحيه نجما قبل دورتـِه=قرنا ، سيبقى عليه من دمي غضبُ
خلف الضباب شراع الريح تنشرني =جسما ‘ وأجنحتي يجري بها الأرب
هم ،وحزن ولي باليأس نافلة=تربو عليها بأعراف الورى نكب
قالت : ومهرُك لا فجرٌ يروِّضه=والغزو من عتبات الشمس يقترب
من للسواقي ونهر الصيف جفـَّفـَه=ريقُ النواعير ،والبستان مضطرب
ناهزت ِ حدَّ الضنى ، يا بنتُ فاستمعي =مهرُ الزمان به من أمرنا تعبُ
أنا ابن آدم من قابيل، أمسيتي=منها الأصيل بكف النذر يختضبُ
الأرض أمي ، وترياقي ، وعاقلتي = والداء منها إذا ما عقــَّها نـَسـَبُ
لكنَّ أرضا بقطب الهم جامدة = عنها سأحمل أوزار الألى ذهبوا
ولتعلمي أن نخل الأمس عانقني =حبا ، وعاهدته قلبا بما يجب
عنه الأوانس غابت والنسيب غفا=والناي عن موعد السمار محتجب
بيتي على نبرات الصوت أرفعه=سقفا ، فتنهار في أعماقي الخطب
في رحلة عن بلاد الشمس أمنيتي=بيتٌ من البرد ، لا شعر له خبب ُ
قاموس أرصفتي الأحوال تأكله=من يائه ، عكس نار الحق تلتهب
لم يبق في ذمة التأويل أجوبة =والعرفُ ينخر في توثيقه اللعب
هاتي براهينك الأخرى، فأمتـُنا= أين اتـَّجهت ِ ، حدودٌ ما لها سبب
فيها النبي ، وعيسى، والكليم ، وما =يحيى لغير سماء الله ينتسب ُ!!
خمسون طائفة غرقى، ومركبها=تغفو على صدره من أمتي سحبُ
كلٌّ توخـَّاه موتٌ فاستقل به=وادَّاخلت بينهم من ضعفهم شعب
حتى استدارت على شكل الهلال رمى=عن قوس أمتنا في نحرها لهبُ
وادَّاركت بعد إسهابي معاتبتي=أن الغراب ارتأى ما تنكر العربُ
قالت وقافية التـَّوْديع في يدها= ما طاب للشعر روح فيئها الكذب
ما نفع قول امرئ في عرض سيرته=إنا لمن معشر آباؤهم نجب ؟؟!!
ودَّعتـُها وصهيلُ النجم تذكره=حيث استظلت بشق الغربة الشهبُ
ــــــــــــ
الأرب : بضم الهمزة : جمع قلادة يقاد بها الحيوان ، والعقدة
مفردها : أربة ،
الأرَب : بالفتح : الحاجة