المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يكون الصيف ممتعا؟؟؟؟



ابو مريم
23/06/2007, 03:23 PM
كيف يكون الصيف ممتعا؟؟؟؟؟
أحمد شيخون** (http://www.islamonline.net/Arabic/adam/WeekEnd/2006/08/02.shtml#**)


http://www.islamonline.net/Arabic/adam/WeekEnd/2006/08/images/pic02.jpg
تنتظر العائلة الإجازة الصيفية حتى تلقي ما على أكتافها من عناء عام كامل مليء بالاضطرابات والدروس والامتحانات والمصاريف؛ ليجدد الجميع نشاطهم بمزيد من الحرية والترفيه والتدريب على أمور غير تقليدية..
وداخل الأسرة الواحدة تتنوع الرغبات في كيفية تنفيذ الإجازة فمنهم من يطلب الرحلات السياحية وآخر يريدها ترفيهية وثالث علمية، ومنهم من يسعى لفعل خير بزيارة دور للأيتام، والتأكيد على أهمية زيارتهم والتودد إليهم قربة إلى المولى عز وجل، مما يؤكد على حب الخير والعطاء لكل الناس.
وفي خضم البحث والتركيز حول أفضل السبل لإسعاد أطفالنا وأبنائنا ينسى الجميع أن الإجازة ليست مجرد لعب ولهو بقدر ما هي فترة نقاهة وتعويض لحجم الضغوط النفسية والعصبية طوال العام، ومحاولة للمّ شمل الأسرة والتقرب، خاصة في ظل حرمانهم أغلب الوقت من الجلوس مع الأب المشغول بتلبية طلبات أبنائه من مأكل ومشرب وملبس، وليس هناك وقت للجلوس معهم أو التعرف على مشاكلهم أو محاولة إيجاد مساحة للحوار في هذا الجو الخانق.
ولكي يكون الصيف ممتعًا فلا بد من شعور الأبناء بوجود أمر بخلاف الدراسة يستحق منا أن نعيش هذه الحياة ونستمتع بها، وهو ما يدفعنا للتساؤل كيف تتحقق المتعة في الصيف؟! وهل هو فرصة حقيقية لعودة الدفء الأسري في ظل متطلبات الحياة؟
التخطيط للإجازة
فاطمة حسين - موظفة تؤكد أنها تستعد لإجازة الصيف عقب الانتهاء من امتحانات أولادها، حيث تبدأ مرحلة التخطيط حتى لا يضيع الوقت، وتأخذ بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام: "نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ"؛ ولذلك فهي ترى ضرورة انتباه كل فرد للإجازة والعمل على استثمارها بالشكل الأفضل من خلال برنامج محدد نقوم بوضعه مسبقًا؛ ليكون حافزًا بشرط أن يكون بالمشاركة والاتفاق لا الإجبار على رأي معين دون أن يكونوا مقتنعين، وبذلك أستطيع بناء شخصية أولادي من خلال الاعتماد على النفس في اتخاذ القرار.
أما ناصر محمد - تاجر فيقول إنه منذ أن وهبني الله الذرية فأنا أقضي الإجازة مع أولادي عقب امتحاناتهم ونقوم جميعًا برحلة ربّانية إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة، ونمكث فيها بعض الأيام لنبدأ الإجازة بقرب وصلة مع الله عز وجل، حيث نقوم عقب عودتنا بوضع برنامج إيماني يومي، ويشمل وردًا قرآنيًّا وأذكارًا وقراءة للصحف؛ والحمد لله فأولادي يحفظون القرآن الكريم كاملاً منذ الصغر، بعد أن حببت إليهم قضاء إجازتنا في طاعة الله تعالى، وهذا لا يقلل أننا نقوم بالرحلة الإيمانية.
أما عن صور الترفيه فتقول آيات إبراهيم – طالبة: إن الناس لا تعرف قيمة الإجازة إلا من خلال المصايف فقط، ولكن الترفيه في الإجازات له صور كثيرة تتنوع بحسب متطلبات الشخص نفسه، فأنا مثلاً أنتظر الإجازة بفارغ الصبر؛ لألتقي مع صديقتي ونذهب يوميًّا إلى مدينة السادس من أكتوبر لنلتقي على "مقرأة" للقرآن الكريم ونواظب عليها ثلاث مرات أسبوعيًّا، وفيها نفهم كثيرًا من أمورنا ولقد أفادتني هذه المقرأة؛ لأنني كنت في بداية حياتي أهمل مسألة زيارة أقاربنا وأظن أن زيارتنا لهم لا تكون إلا خلال أيام العيد، ولكن اكتشفت أن مجرد زيارتنا لهم نأخذ عليها ثوابًا كبيرًا؛ لأن ذلك يُعَدّ من باب صلة الرحم التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، وعامًا بعد عام أصبحت لا أكتفي بزيارة أقاربنا، بل امتد ذلك لزيارة المرضى وأناس كثيرين لا نعرفهم، وهكذا تمضي الإجازة وأكون قد اكتسبت منها كثيرًا بعيدًا عن اللهو والعبث.
استثمار الوقت
ويشير الدكتور إبراهيم غانم - رئيس وحدة الرأي العام بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية في مصر إلى أن أوقات الفراغ في الإجازة يجب استثمارها بشكل جيد، حتى لا يقع أولادنا فريسة لأصدقاء السوء والعادات الذميمة مثل شرب السجائر وتعاطي المخدرات؛ ولذلك فعلى الأسرة إعداد برنامج لاستغلال الإجازة الصيفية بشكل ممتاز ومتوازن، حتى تحمي أبناءها من الوقوع في الانحراف، فالأولاد يقضون أغلب أوقاتهم في النوم أو أمام التليفزيون حتى ساعات متأخرة من الليل أو على شبكة الإنترنت؛ ولذلك فعلى الأسرة مراعاة وضع برنامج متكامل يشمل على الرياضة وتشجيع هوايات أبنائهم مع توفير الإمكانيات لهم، بالإضافة لما سبق فهناك ضرورة مُلحّة لعودة الدفء الأسري الذي فقدته الأسرة المصرية تحت وطأة الأسعار وانشغال الأب بإحضار المال دون الانتباه لأبنائه الذين فقدوا معظمهم القدوة، فرأينا الطفل في الخامسة عشرة ويشرب السجائر أو يشاهد صورًا فاضحة ولا يخاف من والدته لغياب القدوة، وعلى ذلك فيجب أن يشمل البرنامج الصيفي تدعيمًا للعلاقات الأسرية والعائلية حتى يشعر الأب باحتياجه الدائم لأسرته وليس أصدقائه.
ويشير غانم إلى ضرورة تنمية حب الخير في قلوب أبنائنا من خلال زيارتهم الدائمة لدور الأيتام والجمعيات الخيرية التي تقوم على رعايتهم وتقديم المساعدة إليهم، سواء بالعمل التطوعي داخلها أو تقديم مساعدات مالية، حتى نرسخ في أذهانهم الإحساس بالآخرين لعمل الخير والقدرة على العطاء؛ لكي ينشأ الولد بعيدًا عن الأنانية وحب الذات التي تُعَدّ من أكثر آفات الشباب والبنات في هذا العصر.
وقفات للاستراحة
أما سيد صبحي - أستاذ الطب النفسي فيؤكد على ضرورة وجود أوقات في حياة الإنسان تُعَدّ من باب الترويح كالجمعة والإجازات والأعياد وهي الأيام المنوطة بإدخال السرور والبهجة على النفس البشرية، والإسلام يعلمنا قيمة الوقت بالحكمة الغالية "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"، وعلى الواحد منا أن يعيَ هذه الحقيقة؛ ولذلك فعلى المرء أن يجهز لإجازته قبيل مجيئها حتى لا تهرب منه ويحزن على انقضائها دون فائدة، ومن ذلك انشغاله بالتقرب لله من خلال صلة الرحم، ومجالسة الصالحين.
ويضيف أنه على الوالدين أن يعينا أبناءهما على حفظ القرآن الكريم خلال الإجازة، حيث يسهل ذلك في الصغر ويكون منفعة للولد، والإجازة ليست كلها جد، بل هناك مساحة للترفيه عن النفس من خلال وضع برنامج ثقافي معلوماتي للأولاد كتعليمهم أمور الأمة العربية والإسلامية وأحوالها، وتعويدهم على قراءة الكتب الثقافية.
وبخصوص المصايف فلا مانع من وجودها حتى لا يشعر الصغير أن والديه مقصران في حقه بشرط التزام الآداب العامة، وحتى يتعلم الاعتماد على النفس وروح الجماعة وتغيير أنماط حياته بعيدًا عن الأنانية فيصبح لدينا ابن معطاء وإيجابيّ متعاون ويتعلم كيف ينفع الآخرين.
الترويح بشروط
وعن السلوك المتبع خلال الصيف والاستمتاع به بعيدًا عن الآثام يقول الدكتور محمد رأفت عثمان - أستاذ الفقه والعميد الأسبق لكلية الشريعة بجامعة الأزهر: إن الفراغ له أضرار كثيرة على الأبناء، حيث يمكن أن يتسبب لهم في التعود على عادات سيئة كالتدخين ومجالسة أصدقاء السوء، ويجعلهم فريسة للسموم التي نسمع عنها كل يوم؛ ولذلك فعلى الأسرة المسلمة ألا تترك أبناءها يعيشون في فراغ.
ومن الواجب على الأسرة المحافظة على الأمور الخمسة التي جاءت الشريعة للمحافظة عليها، أي "المقاصد الخمسة" وهي حماية النفس والدين والعقل والنسل والمال، فكلّنا راعٍ وكلنا مسئول عن رعيته؛ ولذلك فالأب والأم مسئولان أمام الله عن أولادهما وتربيتهم والإحسان إليهم، وعليهم ملء فراغهم بما يشبع النفس والعقل والقلب والبدن؛ لأن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
فالإسلام ليس ضدّ الترويح عن النفس، ويؤيد ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- "روِّحوا عن أنفسكم"، ولكن بضوابط بألا تكون في معصية، وأن يكون مرجعنا الشرع لا النفس، وألا يأخذ وقتًا طويلاً.
فالإجازة فرصة عظيمة لتقوية صلة الرحم بأسرتنا الصغيرة وأقاربنا، سواء بالزيارات أو استقبالهم أو الاتصال بهم أو تقديم هدايا لهم؛ وذلك للتقريب بينهم من أجل التعود على وجود الأقارب في حياة المسلم لا أن يهتم بزملائه فقط، وعلى الواحد منا أن يهتم باختيار صديقه حتى لا يقع في المعصية.
** صحفي مهتم بالشأن الاجتماعي، ويمكن التواصل معه عبر البريد الإلكتروني للصفحة: adam@iolteam.com (adam@iolteam.com)