المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة مئة عام من الزمهرير



عبد المنعم
22/06/2007, 12:17 AM
الاخوة الاعزاء


طابت ايامكم


ارسل اليكم قصيدتي مع اطيب الاماني واصدق الدعوات ودمتم


عبد المنعم جابر الموسوي
المانيا برلين
22.6.2007
Jabirab1@yahoo.de (Jabirab1@yahoo.de)





مئة ُ عام ٍ من الزَمهرير !


إلى الشاعرة نازك الملائكة




حزينٌ مثلُ عُذق ِ النخلةِ المُعتلِّ بالثَمَر ِ
أهُشُّ الريحَ عن وجهي
أُداري الجُرحَ في نظري
أرى الأفلاكَ كلٌّ في مدار ٍ
وأنا مدارٌ طاعِنٌ في لُجَّةِ السَفَر ِ
أرى الغيماتَ كالنَغَماتِ هازِجَة ً
أرى الأمطارَ كالأشجار ِ عاريَة ًً
وأسمعُ دَبكَة َ النَسمهْ
وإنشادَ البُروق ِ
وبوقَ الرعدِ سيّافا ً يطاردُ لاهِثا ً نجمهْ
أرى الجوزاءَ والميزانَ
عند الجَدي ِ والعذراءِ في سَمَر ِ
أرى وجهَ الحبيبةِ
مَن رقى نهرَ الدموع ِ فصارت زورقا ً يجري
وجَسَّت وسط َ أهدابِ الثُرَيّا من مَفاتنها
تُداويها من اليَرَقان ِ بالسَهَر ِ
أرى الرائِحَ كالغادي يعانقُ نشوةَ الغابهْ
ويلعقُ لذ َّةَ النسرينْ
ليغرُزَ في الشذى نابهْ
أرى كبشَ المَجَرَّةِ جرَّهُ السرطانُ مُتَّهَما ً
فاشعُرُ بالتَوَجُّع ِ قاطِعا ً نَحَري
أهذا في الرياح ِ ونحنُ أهلُ الدار ِ
في لهو ٍ عن الخَبَر ِ ؟




حزينٌ مثلُ مَن ترَكَتهُ كواعِبُ الدُرّاج ِ
نصلا ً يائسَ الخَفَقان ِ بين الريح ِ والشَجَر ِ
أنا المُستشهدُ الجاني !
ومَن أسبَلَ جفنَ القلبِ كافورا ً لكَفّاني
وأسلمَ حُزمَة َ الأضلاع ِ قضبانا ً لسَجّاني
أنا الباني صُروحا ً ناطِحات ٍ
من حبيبات ٍ وأحزان ٍ وأوزان ِِ
أنا الشاربُ من نَهدِ السَراب ِ
حليبَهُ المختومَ بالكَدَر ِ
فَلِمْ أشدو كراعي البَدوْ
يُناغي الرملَ والرَمضاءَ مُنكَبّا ً على الوَتَر ِ ؟
وذا كأسي بلا شَفَة ٍ تمازِحُهُ
هشيمُ الجيدِ محنِيُّ التجاعيدِ
يلوذ ُ بمقعَدٍ ثَمِل ٍ كمُحتَظِر ِ
ألا ياضاربَ الناقوس ِ كالمجذوبِ بالحَجَر ِ
ترَفَّقْ ! ناسِكٌ يُضنيهُ هذا الجَلدُ وانتَظر ِ
إذا ماجَنَّهُ الدَيجورْ
ورَتَّلَ سورةَ القَمَر ِ


********************************ِ