ابو مريم
20/06/2007, 05:51 PM
اسلاميات (http://elkhabar.key4net.com/dossiersp/?idc=48) معاملة الزوجة بالمعروف ونشوز الزوج
لا يمكن للأسرة أن تستقر إلا إذا أدى الزوج حقوق الزوجة وأدت الزوجة حقوقه·· وقام كل من الأبناء والآباء بمسؤولياتهم تجاه الآخر، وحافظ كل من الإخوة والأخوات على العلاقات فيما بينهم·
- ولقد وصف الله عز وجل استقرار الحياة الزوجية بقوله تعالى: ''ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون'' الروم/ .21
- ومما يزيل ويضيع هذا الاستقرار ظلم الزوج للزوجة بعدم أدائها لحقوقه، والتي من أعضمها المعاملة الحسنة الكريمة في القول والعمل، وهذه المعاملة شرع يجب أن يلتزم به، من غير مراوغة ولا مداورة ''وعاشروهن بالمعروف''· وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ''استوصوا بالنساء خيرا''، خيركم خيركم لأهله''·
- ولقد سمعنا عن حالات كثيرة وبلغتنا رسائل عديدة تشتكي فيها نساء متزوجات من سوء معاملة أزواجهن، حيث تميزت هذه المعاملة بالغلظة في القول والفعل، فمنهم من يضرب زوجته ضربا شديدا، ومنهم من يسبها، ومنهم من يطردها من بيتها، ومنهم من يأخذ مالها، ومنهم من يمنع عنها الطعام والكسوة والعلاج، ومنهم من يسيء الظن بها بلا مبرر، ومنهم من يهددها بالطلاق بلا سبب شرعي، ومنهم من يمنعها من تعلم ما يجب عليها من أمور دينها، ومنهم من لا يعدل بينها وبين ضرتها إن وجدت، ومنهم من يكلفها من العمل بما لا تطيق، ومنهم من يمنعها من إنجاب الأولاد بلا عذر شرعي، ومنهم من يفرط في إعفافها وتحصينها، ومنهم من ينظر إلى مساوئ زوجته فقط، ومنهم من لا يقابلها إلا بوجه عبوس، ومنهم من يتهمها في شرفها دون بينة·· إلى غير ذلك من مظاهر المعاملة السيئة للزوجات والتي حولت البيوت إلى ميادين للنزاع والشقاق، وجعلت النفوس تعيش جوا من القلق والاضطراب والحزن بسبب مخالفة أوامر الشريعة في مراعاة حقوق الزوجة·
- وإن الذي يؤلم القلب أكثـر أن يصدر هذا الظلم من زوج مسلم مصل يرفع شعار الإسلام، وتزداد الحسرة عندما يقع هذا الظلم على زوجة صالحة قائمة بحق الله وحق الزوج·
- وإنه لظلم أعظم من ظلم الحاكم لشعبه، ورحم الله العلامة محمد رشيد رضا عندما قال (إن ظلم الأزواج أعرق في الإفساد وأعجل في الإهلاك من ظلم الأمير للرعية فإن رابطة الزوجة من أمتن الروابط)· لقد أعطت الشريعة الإسلامية للزوج قواعد للتعامل الحسن مع زوجته، من شأنها أن تحافظ على الحياة الزوجية وتحقق السعادة والهناء للأسرة (خيركم خيركم للنساء) ومن هذه القواعد·
1- الملاطفة والمداعبة والمزاح مع الزوجة ''إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله) الترمذي· ونصح الرسول صلى الله عليه وسلم جابر بن عبد الله بالزواج فقال له: ''فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك'' خ·م· وقارنوا عباد الله بين هذه التوجيهات وبين حال بيوتنا وأزواجنا·
2- ومنها الصبر والتحمل لما يصدر من الزوجة من الأخطاء·
3- ومنها المقارنة بين محاسن الزوجة ومساوئها فإذا كره منها تصرفا فلينظر إلى التصرف الذي يرضاه، وهذا من العدل ''وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا'' المائدة/ 19
''لا يفرك- يبغض- مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر'' مسلم· فانظروا إلى الفرق بين هذه التوجيهات وبين حال الكثير من الأزواج الذين ينظرون إلى زوجاتهم بمنظار الكراهة فقط، ويريدون الكمال في زوجاتهم وقد تكون زوجته أفضل التزاما منه في الدين وفي العلم·· ''من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحييه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون''·
4- ومنها استعمال أسلوب الرفق واللين في المعاملة والابتعاد عن العنف الذي لا يأتي بنتائج حسنة ''إذا أراد الله بأهل بيت خيرا- إن الله إذا أحب أهل بيت- أدخل عليهم الرفق'' ابن أبي الدنيا· ''إن الله يحب الرفق ويعطى على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على سواه'' مسلم·
هذه القواعد من فرط فيها من الرجال وقع في النشوز الذي ذكر في القرآن الكريم وهو إظهار الخشونة في القول والفعل- وإساءة عشرة الزوجة، وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصالحا بينهما صلحا، والصلح خير (من الفراق) وأحضرت النفس الشيخ (البخل بأداء ما عليهما الواجب) فإن تحسنوا (أي العشرة بينكما) وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا'' الماءة 128 فالله أرشد إلى الصلح وتقويم الاعوجاج واستدراك الأخطاء بالتصالح والتصحيح، فهل يستجيب الرجال المستمرين في ظلمهم لنسائهم إلى إقامة العدل معهن؟ ونشر ثقافة التسامح والإنصاف والإحسان في المعاملات الأسرية؟
http://elkhabar.key4net.com/images/btns/extra/mail.gif (javascript:openWindow('/mail/?ida=70791'))http://elkhabar.key4net.com/images/btns/extra/printer.gif (javascript:openWindow('/imprime/?ida=70791&date_insert=20070619'))
المصدر :أ· عثمان بجادي
2007-06-04
لا يمكن للأسرة أن تستقر إلا إذا أدى الزوج حقوق الزوجة وأدت الزوجة حقوقه·· وقام كل من الأبناء والآباء بمسؤولياتهم تجاه الآخر، وحافظ كل من الإخوة والأخوات على العلاقات فيما بينهم·
- ولقد وصف الله عز وجل استقرار الحياة الزوجية بقوله تعالى: ''ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون'' الروم/ .21
- ومما يزيل ويضيع هذا الاستقرار ظلم الزوج للزوجة بعدم أدائها لحقوقه، والتي من أعضمها المعاملة الحسنة الكريمة في القول والعمل، وهذه المعاملة شرع يجب أن يلتزم به، من غير مراوغة ولا مداورة ''وعاشروهن بالمعروف''· وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ''استوصوا بالنساء خيرا''، خيركم خيركم لأهله''·
- ولقد سمعنا عن حالات كثيرة وبلغتنا رسائل عديدة تشتكي فيها نساء متزوجات من سوء معاملة أزواجهن، حيث تميزت هذه المعاملة بالغلظة في القول والفعل، فمنهم من يضرب زوجته ضربا شديدا، ومنهم من يسبها، ومنهم من يطردها من بيتها، ومنهم من يأخذ مالها، ومنهم من يمنع عنها الطعام والكسوة والعلاج، ومنهم من يسيء الظن بها بلا مبرر، ومنهم من يهددها بالطلاق بلا سبب شرعي، ومنهم من يمنعها من تعلم ما يجب عليها من أمور دينها، ومنهم من لا يعدل بينها وبين ضرتها إن وجدت، ومنهم من يكلفها من العمل بما لا تطيق، ومنهم من يمنعها من إنجاب الأولاد بلا عذر شرعي، ومنهم من يفرط في إعفافها وتحصينها، ومنهم من ينظر إلى مساوئ زوجته فقط، ومنهم من لا يقابلها إلا بوجه عبوس، ومنهم من يتهمها في شرفها دون بينة·· إلى غير ذلك من مظاهر المعاملة السيئة للزوجات والتي حولت البيوت إلى ميادين للنزاع والشقاق، وجعلت النفوس تعيش جوا من القلق والاضطراب والحزن بسبب مخالفة أوامر الشريعة في مراعاة حقوق الزوجة·
- وإن الذي يؤلم القلب أكثـر أن يصدر هذا الظلم من زوج مسلم مصل يرفع شعار الإسلام، وتزداد الحسرة عندما يقع هذا الظلم على زوجة صالحة قائمة بحق الله وحق الزوج·
- وإنه لظلم أعظم من ظلم الحاكم لشعبه، ورحم الله العلامة محمد رشيد رضا عندما قال (إن ظلم الأزواج أعرق في الإفساد وأعجل في الإهلاك من ظلم الأمير للرعية فإن رابطة الزوجة من أمتن الروابط)· لقد أعطت الشريعة الإسلامية للزوج قواعد للتعامل الحسن مع زوجته، من شأنها أن تحافظ على الحياة الزوجية وتحقق السعادة والهناء للأسرة (خيركم خيركم للنساء) ومن هذه القواعد·
1- الملاطفة والمداعبة والمزاح مع الزوجة ''إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله) الترمذي· ونصح الرسول صلى الله عليه وسلم جابر بن عبد الله بالزواج فقال له: ''فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك'' خ·م· وقارنوا عباد الله بين هذه التوجيهات وبين حال بيوتنا وأزواجنا·
2- ومنها الصبر والتحمل لما يصدر من الزوجة من الأخطاء·
3- ومنها المقارنة بين محاسن الزوجة ومساوئها فإذا كره منها تصرفا فلينظر إلى التصرف الذي يرضاه، وهذا من العدل ''وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا'' المائدة/ 19
''لا يفرك- يبغض- مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر'' مسلم· فانظروا إلى الفرق بين هذه التوجيهات وبين حال الكثير من الأزواج الذين ينظرون إلى زوجاتهم بمنظار الكراهة فقط، ويريدون الكمال في زوجاتهم وقد تكون زوجته أفضل التزاما منه في الدين وفي العلم·· ''من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحييه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون''·
4- ومنها استعمال أسلوب الرفق واللين في المعاملة والابتعاد عن العنف الذي لا يأتي بنتائج حسنة ''إذا أراد الله بأهل بيت خيرا- إن الله إذا أحب أهل بيت- أدخل عليهم الرفق'' ابن أبي الدنيا· ''إن الله يحب الرفق ويعطى على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على سواه'' مسلم·
هذه القواعد من فرط فيها من الرجال وقع في النشوز الذي ذكر في القرآن الكريم وهو إظهار الخشونة في القول والفعل- وإساءة عشرة الزوجة، وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصالحا بينهما صلحا، والصلح خير (من الفراق) وأحضرت النفس الشيخ (البخل بأداء ما عليهما الواجب) فإن تحسنوا (أي العشرة بينكما) وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا'' الماءة 128 فالله أرشد إلى الصلح وتقويم الاعوجاج واستدراك الأخطاء بالتصالح والتصحيح، فهل يستجيب الرجال المستمرين في ظلمهم لنسائهم إلى إقامة العدل معهن؟ ونشر ثقافة التسامح والإنصاف والإحسان في المعاملات الأسرية؟
http://elkhabar.key4net.com/images/btns/extra/mail.gif (javascript:openWindow('/mail/?ida=70791'))http://elkhabar.key4net.com/images/btns/extra/printer.gif (javascript:openWindow('/imprime/?ida=70791&date_insert=20070619'))
المصدر :أ· عثمان بجادي
2007-06-04