المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جدلية الثابت والمتغير وإشكالية التجاوز.



خليد خريبش
19/06/2007, 12:24 PM
جدلية الثابت والمتغيروإشكالية التجاوز.


صراع بين الثابت الوجودي والمتغير الواقعي بالأساس.جدلية الثابت والمتغير،صلابة الثابت ومرونته،محاولة فرض الأمر الواقع من طرف المتغير.هل يمكنهما أن يتعايشا.أم أن صراعهما أمر محتوم؟أم هو سنة حميدة؟أم هو مرض مزمن أبدي في تاريخ الفكر الإسلامي؟لا يمكن تجاوزه.اجترار أزمات الماضي دليل على كمون العلة في الذات المفكرة العربية.يعيب البعض الالتجاء إلى أدوية الآخر،يعتبرها مسمومة،قد تكون أدويتنا ردت إلينا،أليس نحن من ساهم في بناء لبنات العلم الغربي؟ألم تسري الكلمات العربية في لسان الفرنجة من قبل؟
التجاوز رهين بحل هذه الإشكالية ، مقاربتها،تناولها،تمحيصها،تفكيكها،تحليلها،محاولة تجاوز اجترار صراع الماضي،محنة العلماء،إحراق الكتب،من تفلسف تزندق،وما إلى ذلك...
يشتعل فتيل الصراع من حين لآخر،الجدلية بركان خامد،ندور في حلقة مفرغة.نعرات الصراع فرضها الواقع المأزوم.فرضتها المساءلة،مساءلة الذات،محاولة انعتاقها،خلاصها،إثبات وجودها الفردي والجماعي.ألا تقتضي انكسارات خيولنا أمام نابوليون مساءلة الذات؟مساءلة الهزيمة،تعددت الحلول والسبب غير معروف.
اشتعال نار صراع الثابت والمتغير أكثر من أي وقت مضى فرضه الفشل الفردي والجماعي،سننمحي إذا لم نتساءل عن سبب أزماتنا،سننمحي إذا ركنا إلى الحل اليقيني الثابت،سننمحي إذا احتمينا بقلاع عالم المثل كي نحقق مجتمعنا الفاضل.
لا نريد القطيعة مع الماضي،لا نريد أن نحاكي الغرب،لا نريد إعادة تجربة الآخر،نحن لسنا معجبين بطلاق الكنيسة بل نريد أن نستفيد من تجربة الآخر ولم لا كشف أخطاء الآخر.
هل فهمنا الآخر؟هل عرفنا الآخر؟هل عرفنا ذواتنا؟نعلق عباءة جمودنا على مشجب الآخر.
لا يتعلق الأمر بجهوية في الفكر العربي والإسلامي كما يعتقد البعض،إننا نعاني نفس المشكلات لكنها تختلف من جهة إلى أخرى.مصيرنا مشترك،هدفنا واحد، قد نختلف في الطريقة.إنها ازدواجية مؤرقة تعاني منها كل ذات عربية وإسلامية مفكرة.ويلحظها كل محلل واع لتاريخ الفكر الإسلامي،نلحظها في كل نتاج فكري أو أدبي أو فني عربي إسلامي.
إن جل مشكلاتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية ما هي إلا انعكاس للأزمة المشار إليها أعلاه(فتح وحماس في مواجهة إسرائيل،أزمة الخليج:الولاء للغرب أو عدم الولاء له،صراع الفرق والمذاهب والجماعات الإسلامية الشيعية والسنية ،حرب الخليج الأولى،الحرب العراقية الإيرانية،تركيا الحديثة،تنظيم القاعدة،عقم التجارب الديموقراطية الإسلامية وفشل المحاولات التحديثية،وهلم جرا...)إنه صراع فكري وجودي عقائدي أكبر منه صراع اقتصاد ومصالح وشعوب.يتأجج الصراع ويتصاعد تدريجيا من الاجتماعي إلى الاقتصادي إلى السياسي إلى الوجودي العقائدي الذي يتعلق بكينونة الإنسان ومصيره والعكس صحيح ،بشكل أفقي وعمودي .إنه صراع داخلي في الأنا الفردي والجمعي والخطير في الأمر أنه يمنعنا من التواصل مع الآخر ومعرفته.
*تضمن النص مجموعة من المصطلحات استعملت بمعناها الفلسفي(الجدلية،القطيعة،المتغير،الثابت،الوجودي،الأ نا الفردي والجمعي،التجاوز...).