المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطوفان..كريم محسن



كريم محسن
16/06/2007, 08:08 PM
الطوفان ..... كريم محسن





نفد الخمر ونام الندمــــــــــــاءْ
واستعار الصبح وجه الغربــاءْ



سكن الخوف على أعيننـــــــــا
و ارتدى الجند جبين الدخــلاءْ



صدئت أحلامنا وازدحمـــــــتْ
في المنافي ذكريات الشــعراءْ



أنبياءٌ نحن لا معنى لنـــــــــــا
قد أشاحتْ صوتها عنا السماءْ



لم تعد تذكرنا أعيننــــــــــــــــا
منذ أفشى الرمل سر الأنبيـــاءْ



منذ عفنا الحزن لحنا صادقــــا
واتخذنا اللهو واللغو عنـــــــاءْ



يا غناءً باكياً غادرنــــــــــــــــا
أرجع اللحن وإنْ كان بكــــــــاءْ



فبقايانا ثكالى زينــــــــــــــــــبٍ
وشظايانا سبايا كربــــــــــــلاءْ






قد دفنا في المنافي نصفنــــــــا
و أرحنا ما تبقى في الســــــــفرْ



يا إله البر هذي غيبــــــــــــــــة
ترسم الحلم على حزن الشــــجرْ



غيبة أخرى وتيه آخــــــــــــــــــرٌ
ذكريات القمح رمل وحجــــــــــــرْ



يا إله البر هذي خيبــــــــــــــــــة
وشراع لا يعي حقد المطـــــــــــرْ



أتعبته الريح فانقاد لهـــــــــــــــا
فله في كل تيه مستقـــــــــــــــــرْ



لم يكن ســــــــــــوراً ليحمي ظله
أغضب البحر فــــــأمسى دون برْ



و دمٌ لا ينتمـــــــــــــــــي إلا له
برعمَ القسوة في وجه البشـــــــــرْ



أبحرتْ خيبته كي ينتهــــــــــــــــي
حيث ما كان عليه فانكســــــــــــــرْ







أيها الناجــــــــــــون هذي وقفتي
أنا ممن ركب البـحر بـــــــــــــراءْ



لست كالعائد من هجرتــــــــــــــه
نحو منفاه بجنحي ببغـــــــــــــــاءْ



لم تعدْ تذكره أوقاتــــــــــــــــــــــه
فأغانيه رجاءٌ وانتمــــــــــــــــــاءْ



هاجرتْ غفوته في غفـــــــــــــــوة
لسؤال ديف في ذل ومــــــــــــــاءْ



يأكل الوهم بقايا صوتـــــــــــــــــه
ويرى الأوهام في التيــــــــــه دلاءْ



بلغ الجبن به مقتلــــــــــــــــــــــــه
وامتطاء الجبن أنثى البلغـــــــــــاءْ



أيها الناجون لا منجى غـــــــــــدا
يأكل السوط عيون الرقبـــــــــــــاءْ



حجرٌ أرواحكمْ تـــُرمى لكــــــــــــــمْ

عريكمْ زيفٌ وأنثاكمْ هـــــــــــــــواءْ









منذ غيظَ الماء منذ انتحـــــــــــــرتْ
شعلة الرأي بطوفان الـــــــــــــولاءْ



يا أبي إن لروحي خفقــــــــــــــــــة ً
تمقت العنف وتغتاب السمــــــــــــاءْ



نكبة أخرى تداوي نكبــــــــــــــــــــة
مارستها والمعايير ســـــــــــــــــواءْ



لم أجلتَ الهوى من اجل مـــــــــــن؟
لم أدميتَ سياط الأمـــــــــــــــــراءْ ؟



سفرٌ في التيه لا مغزى لـــــــــــــــــه
وشقاء يقتفي اثر شقـــــــــــــــــــــاءْ



لا تقل رأيي فلا معنى لنــــــــــــــــــــا
لا يجيز الرأي سوط الأدعيـــــــــــــاءْ



والتمس في الفلك ذلا ناتئـــــــــــــــــاً
واغسل الفكرة في ماء الغبــــــــــــاءْ



رتّل القمعَ صلاة هشـــــــــــــــــــــــة

والبس العريَ وعرِّ الانتمـــــــــــــاءْ







يا أبى هل نمتَ يوما بعدمــــــــــــــــا

هاجرت روحك دوني ومضيـــــــــتْ؟



حين غيظ الماء هل ألفيتنـــــــــــــــي

شبحاً يصــــرخ في أطراف صـــوتْ؟



حدثتكَ الروح عمن عفتـــــــــــــــــــه

جسدا منتفخاً حين صحـــــــــــــــوتْ؟



ربما كنت بذيئاً ربمـــــــــــــــــــــــا

لم أقلْ أفاً ولكني غفــــــــــــــــــــوتْ



ربما أربكني الشــــــــــــــــــكُ وكم

يُربك الشـــــــــــــك أما كنت عفوتْ؟



لم أقل أفـــــــــــــــــــــــاً ولكن قلتـَها

في ضياعـــي يا أبى كيف قســـــوتْ؟



هل أراد الرب أن تذبحنـــــــــــــــــي؟

إنما الإيمان بالقسوة مـــــــــــــــوتْ



لم أكن أعرف رباً قاسيـــــــــــــــــــاً

أنت لم تنجُ ولكني نجــــــــــــــوتْ ..