المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين السطور...



حمادة زيدان
02/06/2007, 02:52 PM
قصة قصيرة
بقلم
حمادة زيدان
ما بين سطور الحياة دائماً ما تجد سطراً مخفياً نحاول أن نخفيه ولا نستطيع حتى التحدث فيه ... كان هذا السطر المخفي في حياة الأستاذ "مهند رستم" سبباً ليس فقط في تغيير حياته ولكن في القضاء عليها أيضاً.
الأستاذ "مهند رستم" من عائلة أرستقراطية كبيرة فوالده يعمل طبيب مصري كبير , ووالدته سيدة أعمال .
بالرغم من نفوذ والديه , لم يختار "مهند" الطريق السهل بل كان اختياره لمعارضة النظام الذي تربى في أحضانه و النظام وقهره , فكانت عائلته تزداد ثراء مع ازدياد قهر النظام للمواطنين , ولكن الأستاذ كانت له طبيعة خاصة , فهو رغم كل هذا الثراء له هواية غريبة هوايته الوحيدة "التغيير" من كل شيء يكره النمطية ويحارب من أجل إزاحتها , ليس له هدف غير ذلك , فتمرد على شيء على ظلم وقهر النظام , فكان من أنشط طلبة جامعة القاهرة أثناء الدراسة , وتمرد على ديانته فاتخذ من العلمانية فكراً له , بعد تخرجه بدأ العمل الصحفي فأنشأ جريدة خاصة يهاجم فيها النظام , ويحث المواطنين على التغيير , كما كانت له أنشطة كبيرة داخل وخارج الجريدة , فجعله ذلك من أكبر ناشطين مصر في العمل السياسي والصحفي , وكانت مقالاته عن التغيير تشعل النار في صدور المواطنين , ولكن هل هذا كل شيء عن الأستاذ .........
بالطبع لا فالأستاذ من كثرة علاقاته الجنسية المتعددة فإحساسه القاتل بالملل والتغيير جعله يبحث عن مصدر آخر للمتعة الجنسية فوصل تفكيره إلى "الشذوذ الجنسي" الذي وجد فيه ضلته التي كان يبحث عنها , كان من الخدم الخاص في قصر والده , سائق خاص يعمل على سيارته الخاصة , فبدأ الأستاذ في رمى شباكه على هذا الشاب , وذلك بالترغيب تارة , وبالترهيب تارة , وأخيراً رضخ الشاب لطلبات الأستاذ الذي كان في ذلك الوقت قد أتم عامه العشرين , وبدأ من ذلك اليوم رحلة شذوذه التي كانت مرتبطة برحلة نجاحه في العمل السياسي , المعارض للنظام وللدولة , فكان حب الناس له رغم علمهم بعلمانيته هي المقوى له للاستمرار في شذوذه ومعارضته للنظام .....................
كان النظام المصري يخشى قلم الأستاذ , وجراءته التي دائماً ما تكون مرتبطة بمستندات , وأدلة تجعل كلمته هي العليا , وكلمتهم هم السفلى , فبدأ النظام في البحث عن نقطة ضعف له , أو عن السطر الخفي في حياته , الذي يحاول الأستاذ إخفاءه , فكانت هناك عدة ملاحظات أكتشفها الأمن عن هذا الأستاذ وهى..
1/ دائماً ما يكون السكرتارية الخاصة بالأستاذ من الشباب ..
2/ لا يقوم الأستاذ إلا بمساعدة الشباب والشباب فقط دون الفتيات ..
3/ يلاحظ على الأستاذ أن يكون دائماً في سفرياته المتعددة أن يرافقه شاب ..
4/ وهى أن الأستاذ رغم وصوله إلى العقد الخامس من عمره إلا أنه بلا زواج ..
لذلك تأكد لأجهزة الأمن أن الأستاذ يعانى من "الشذوذ الجنسي" فكانت تلك النقطة هي نقطة الضعف القوية التي بدأت خطة رجال الأمن عليها , فقام الأمن باختيار شاب يوجد فيه مواصفات من يعمل مع الأستاذ , وقام هذا الشاب بإقناع الأستاذ بأنه شاب فقير يود أن يعمل بالصحافة , وافق الأستاذ على هذا الشاب نظراً لوسامته الفائقة , وثقافته الكبيرة التي وجدها الأستاذ فيه , كما وجده يؤمن بما يؤمن بيه , من أن الدين هو دين العقل , وحب التغيير في كل شيء , وكان الأستاذ يعلم بوجود الله بل وتأتى عليه أوقات يكون فيها متقرباً إلى الله أكثر من أي أسلامي , ولكن عقله دائماً ما كان يرفض هذا الأيمان ليس لسبب إلا أنه سيصبح مثل باقي البشر , أقنعه الشاب بأنه لا يريد أن يكون ككل البشر ولكنه يريد التميز وهو ما وجده عند هذا الأستاذ ........................
انخرط الأستاذ والشاب في علاقة جنسية قوية , فكان الأستاذ في اللحظات يعيش أفضل لحظات حياته , ولم يتخيل ولو للحظه أن هذا الشاب الذي وجد فيه كل ما كان يحلم بيه , أن ينقلب عليه بهذه الطريقة ................................
كان أول الغيث قطرة , فظهر داخل أروقة الجريدة cd يظهر فيه الأستاذ وهذا الشاب وهما يمارسا الجنس , وبأوضاع مبتذله , وبعدها تسرب هذا ال cd إلى خارج الجريدة , فقامة نقابة الصحفيين بفصله منها , ثم قام الأمن باقتحام الجريدة وغلقها , وانقلب كل محبي الأستاذ إلى أعداء , وأخيراً قامت جماعة إسلامية باغتيال الأستاذ في منزله , بعد أن سهل لهم الأمن ذلك .
وكان آخر ما كتبه الأستاذ في مذكراته الخاصة
"لقد حاولت أن أتحدى القدر بكل الوسائل المتاحة إلى , كان من الممكن لي أن أكون كأبي وأمي ممن استفادوا بقهر النظام , ولكنني اخترت الطريق الأصعب , ليس حباً في الوطنية ولكن حباً في تحدى القدر , وعندما اخترت أن أمارس الشذوذ كان نوعاً من تحدى القدر , ولكنني في نهاية الأمر اكتشفت , وتيقنت أننا عبيداً لله وليس لنّا في الاختيار شيئاً , فليس لنّا إلا أن نعبد الله , ونحاول تغيير أقدرانا بالأفضل وليس كما فعلت , أعود إلى الله نادماً عمّا فعلت لعل الله يغفر لي ذنبي "..........................................انتهت
حمادة زيدان

بنت الشهباء
02/06/2007, 08:13 PM
أخي الكريم

حمادة زيدان
سرد قصصي رائع
لحالة خاصة جدا من حالات المجتمع ....
هذا الشاب لم يكن ليصل إلى ما وصل إليه لو أن أسرته عرفت كيف تلقنه مبادئ القيم والأخلاق ...
لذا نجده انحرف عن الطريق السوي .... وأول ما بدأ في معارضة النظام , واتجاهه المخالف للفطرة التي فطر الناس عليها ....
كفر بالله , وآمن بالعلمانية , وظنّ أنه سيفوز بمجرد حب الناس لنشاطه السياسي العلماني ..
ولكن مجرد ما علموا حقيقته المشوّهة وجدنا أن كل من حوله ولّى عنه مدبرًا ولم يعد يصدّق بكلامه , ولا يستسغ أفعاله المشينة .....
فكان النتيجة أنه وقع صريعًا نتيجة أفعاله المشينة
وأخيرًا وقبل أن يقع اعترف في مذكراته بأن ليس له إلا الله .. ولكن بعد ماذا !!!؟؟...
نسأل الله له العفو والرحمة والمغفرة

حمادة زيدان
02/06/2007, 08:57 PM
أشكرك اختى العزيزة
الشذوذ الذى يعانى منه الشاب , هو شذوذ معنوى , فهو عندما شذ لأنه مل من القاعدة العامة , بكل ما فيها من عيوب , أختار العلمانية واختارأن يكون شاذ , ولكنه فى نهاية المطاف عاد إلى الله مرة أخرى .. وعلم أن تحدى القدر يكون لتحسين الواقع وليس لتسويئه واختيار ما هو اسوء من الموجود............
حمادة زيدان