المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عصرنة الادارة أم عصرنة الاداريين؟



رضا محافظي
01/06/2007, 10:43 AM
لا يمر وقت طويل إلا و نقرأ في الصحف و المجلات مقالات يتفنن مؤلفوها في التنظير لعصرنة الإدارة كوسيلة من وسائل الرقي بالبلاد . و قد أصبح هذا الموضوع ملاذا لكثير ممن يكتب فيه كلما كثر الحديث عن الفساد الإداري و يتم اللجوء إليه لتبريد حرارة غضب اجتمـاعـي يظهر هنا أو هناك – في العالم الثالث عموما و في العالم العربي خصوصا - و يتم فيه عرض عيـوب التسييــر الإداري و نقـائصــه و اللجوء إلى تصويره كأنه شخص طبيعي تشوبه بعض العيوب البشرية التي يمكن تجاوزها بمجرد استحداث وسائل و طرائق تسيير جديدة بغض النظر عن الإنسان الذي يطبقها و يضعها موضع التنفيذ .


يدرك كل متابع لتطورات الأمور في العالم اليوم أن التقنية العالية صارت في متناول أبسط المستعملين قبل المختصين و أن استغـلال تلك التقنيـة لتحديـث الإدارة و تجاوز ما تعرفه هذه الأخيرة من ضعف و فساد هو في دائرة الممكن . لكن الشيء الذي يقف عائقا دون ذلك من دون شك هو مدى قابلية الإداريين للتحديث و التطوير في أنفسهم قبل آليات عملهم .


لا تكاد تخلو إدارة من الإدارات فـي العالـم العـربي و العالم الثالث من أجهزة متطورة و من مختلف المراجع العلمية و التوثيقية حول التسيير الإداري الأمثل لكنها في واقع الأمر لا تزيد عن كونها جمادات تحتل حيزا فيها دون أن يكون لها موقع فاعل في التسيير اليومي . من جانب آخر فان الإنترنت حاليا زادت من سهولة الأمر أكثر و جعلت أن التحجج بعدم توفر المعلومات و عدم توفر تفاصيل ما هو جديد في عالم التسيير الإداري تحججا غير مقبول و مردودا على قائله .


هل العيب في تلك الأجهزة و المراجع أم أن العيب في الأشخاص الذين من المفروض أن يستغلوها احسن استغلال ؟


إن التحدي الأساس ، وفق ما يتبين من خلال التجربة ، هو العمل على جعل الإنسان الذي يعمل بالإدارة يتجاوب أولا مع ضرورة التغيير و جعله يقتنع ثانيا بضرورة و أهمية تطويـر مستــواه و الرفع منه . ذلك أن الإنسان هو العنصر الأهم الذي تدور حوله كل الآليـات النظـريـة للتسيير و الذي بدونه تبقى تلك الآليات مجرد نظريات على الورق لا تعرف طريقا إلى الواقع . و قد بينت مختلف التجارب التي كانت ترمي إلى تثبيت برامج تطوير و تحديث في إدارات العالم الثالث أنها آلت إلى الفشل و ربما في بعض الأحيان تم استغلالها في مزيد من الفســاد الإداري .


و يرتبط هذا الأمر بطبيعة الحال ارتباطا وثيقا بالمستوى الثقافي للشعوب و الاستعداد النفسي للمجتمعات بكل طبقاتها لتحصيل المعرفة و التشبع بأنواع العلم . إن مجتمعا تحتل فيه المطالعة بضعا من الدقائق في الأسبوع غير مستعد أن يحتضن أرقى آليات التسيير الإداري . و إن شخصا يعجز عن قراءة عناوين الصحف كل صباح و ينظر إلى الكتب نظرته إلى باقي الجماد غير جدير أن يأخذ بزمام برنامج تحديث لجهاز إداري يعمل به أو يوجد على رأسه . و يبقى بالتالي أنه من الضروري بمكان النظر في عمق الأزمة الثقافية التي تعيشها المجتمعـــات العـربـيــــــة و مجتمعات العالم الثالث و في قتامة الصورة التي ترتسم حولها كأساس ترتكز عليه أية سياسة للتحديث و التطوير الإداري . كما أن إعادة النظر في محتوى المنظومة التعليمية و جعلها أكثر ملاءمة مع ما تعرفه باقي المجتمعات هو اكثر من ضرورة في هذا المجال .

نوف
01/06/2007, 11:47 AM
قرأت ُ ما كتب وعندما تطرح السؤال كنت أجيب في داخل نفسي فأكمل مقالك لأجد إجاباتك على السؤال
وفي نهاية الأمر أوجزت في مقالك السبب الأساسي وهو التعليم " المستوى التعليمي للشعوب "

كان الرئيس الأسبق جورج بوش الأب يقول " لنغير المجتمعات لابد وأن تتغير مناهج التعليم "
(وربما هذه طريقة استعمارية جديدة )
ولكنه محق ... لابد وأن تتغير المناهج ولكن ليس لخدمة المستعمر وإنما لخدمة استمرار الشعوب وفاعليتها في العمل الإنساني

لقد صدقت في مقالك" المراجع والأجهزة متوفرة في دول العالم الثالث ".. وأظنك تعلم جيدأ أن العيب في آلية التطبيق أولا ثم في المراجع نفسها "حيث أن البعض منها لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع "

شاكرة لك حسن اختيارك للموضوع
ودمتم ?<..

رضا محافظي
01/06/2007, 12:57 PM
نوف،


سلام الله عليك،


و أنا من جهتي أشكرك على اهتمامك و عاى اضافة ملاحظتك المفيدة حول الموضوع.


احترامي،