المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنت عبد الله ذوالبجادين



بلقاسم
28/05/2007, 05:37 PM
عن محمد بن سعد قال: كان ذو البجادين يتيمًا لا مال له، فمات أبوه ولم يورثه شيئًا، وكفله عمه حتى أيسر، فلما قدم النبي r المدينة جعلت نفسه تتوق إلى الإسلام ولا يقدرُ عليه من عمه حتى مضتْ السنُون والمشاهد، فقال لعمه: يا عمُّ، إني قد انتظرتُ إسلامك فلا أراك تريد محمدًا، فأذن لي في الإسلام، فقال: والله لئن اتبعتَ محمدًا لا أترك بيدك شيئًا كُنْتُ أعطيتُكَهُ إلا نزعْتُه منك، حتى ثوبيك.
قال: فأنا والله متبعٌ محمدًا وتاركٌ عبادة الحجرِ، وهذا ما بيدي فَخُذْهُ، فأخذ ما أعطاه حتى جرَّدَهُ من إزاره، فأتى أمه فقطعتْ بجادًا لها باثنين فأتزر بواحدٍ وارتدى بالآخر، ثم أقبل إلى المدينة وكان بورقان فاضطجع في المسجد في السَّحَرِ.
وكان رسولُ الله r يتصفحُ الناس إذا انصرف من الصبح فنظر إليه، فقال: «مَنْ أنْتَ؟» فانتسب له، وكان اسمه عبدُالعزّى، فقال: «أنتَ عبدُ الله ذُوْ البجَادَين»، ثم قال: «انْزِلْ مِنيَ قَريْبًا»، فكان يكون في أضْيَافِهِ حتى قَرأ قرآنًا كثيرًا، فلما خرج النبي r إلى تَبُوكَ، قال: ادْعُ لي بالشهادة، فربطَ النبي r على عضُدِه لَحِي سَمُرة، وقال: «اللهم إني أحرم دَمَهُ على الكفار».
فقال: ليسَ هذا أرَدْتُ.
قال النبي r: «إنك إذا خَرَجْتَ غازيًا فأخَذَتْكَ الحُمَّى فَقَتَلتْكَ فأنْتَ شهيْد، أو وَقَصَتْكَ دَابَّتُكَ فأنْتَ شَهِيد» فأقامُوا بتبُوكَ أيامًا ثم تُوفَي.
قال بلالُ بنُ الحارث: حضرتُ رسولَ الله r ومَعَ بلال المؤذنُ شُعْلةٌ من نار عند القبر واقفًا بها.
وإذا رسول الله r وهو يقول: «أدْنيا إليَّ أخَاكُما» فلما هَيأه لِشِقِّهِ في اللَّحْدِ، قال: «اللهم إني قد أمْسَيتُ عنه راضيًا فارْضَ عنه».
فقال ابنُ مسعود: لَيتني كُنتُ صاحبَ اللَّحْدِ.
وعن أبي وائل، عن عبدالله قال: والله لكأني أرى رسول الله r في غزوة تبوك وهو في قبر عبدالله ذي البجادين، وأبُو بكر وعُمر يقول: «أدْنِيَا إلي أخَاكُمَا».
وأخذهُ من القبلةِ حتى أسكنهُ في لَحْدِه ثم خرَجَ النبيُ r وَوَلَّيَاهُمَا العَمَلَ، فلما فرغ من دفنه استقبل القبلة رافعًا يديه يقول: «اللهم إني أمسيتُ عنه راضيًا فارْضَ عنه».
وكان ذلك ليلاً، فوالله لوددتُ أني مكانه، ولقد أسلمتُ قبلهُ بخمسَ عشرَ سَنَة. والله أعلم، وصل الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
ا