PDA

View Full Version : أخطاء استخدام حروف الجر في الكلام ...



ماجد الرقيبة
25/05/2007, 10:19 PM
الفعل : أسف :


فشا بين المتأدبين قولهم : «مما يؤسف له، أسف فلان لفراق أحبته، أسفت لعدم مقابلتك وتأسف الطالب لرسوبه، وإني آسف لفوات موعد الطائرة، ويملأني السف لضياع الكتاب».


هذا الفعل وما يشتق منه يعدى بـ(على) وليس بـ(اللام)؛ لأن «الأسف» هو المبالغة في الحزن، وهو –أيضًا- التلهف والتحسر، فكما يقال : «حزنت على ما فات، ويا حزنًا عليه، وتحزّنت عليه، وتلهفت على ما فاتني، ويا لهفًا عليه، وتحسّرت على كذا، يا حسرتا عليه » نقول –أيضًا-:



«مما يؤسف عليه، وأسف على فراق أحبته، وأسفت على عدم مقابلتك، وتأسف على رسوبه، وأنا آسف على فوات الطائرة، ويملأني الأسف على ضياع الكتاب»، قال تعالى {وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف}-(يوسف 84)، وفي حديث معاوية بن الحكم (فأسفت عليها)، قال الشاعر :






غَيْرُ مَأْسُوفٍ على زَمَنٍ
يَنْقَضِي بالهَمِّ والحَزَنِ





وقال البحتري (ت 284هـ):






كَلِفٌ يُكَفْكِفُ عَبْرَةً مُهْرَاقَةً
أَسَفًا على عَهْدِ الشَّبابِ وما انْقَضَى





وقال عثمان بن شرحبيل التيمي :






أَحْبَبْتُ أَهْلَ الشَّامَ مِن بينِ الملا
وَبَكَيْتُ مِن أَسَفٍ على عُثْمَانِ





وقال الإمام علي –كرم الله وجهه- : «فليكن سرروك بما نلت منآخرتك، وليكن أسفك على ما فاتك منها».


قال ابن منظور : «أسف على ما فاته، وتأسف : أي تلهف، وأسف عليه أسفًا : أي غضب .. قال ابن الأنباري : أسف فلان على كذا وكذا، وتأسَّف، وهو متأسف على ما فاته».


وقال ابن فارس في مقاييس اللغة : «الهمزة والسين والفاء أصل واحد، يدل على الفوت، والتهلف، وما أشبه ذلك، يقال : أسف على الشيء يأسف أسفًا، مثل تلهف».


وفي القاموس المحيط : «آسفه : أغضبه، وتأسَّف عليه : تلهف».


وليس في المعجمات القديمة «أسف لكذا»، وأما قول مهيار:






أَسِفْتُ لِحِلْمٍ كان لي يومَ بَارٍقٍ
فَأَخْرَجَهُ جَهْلُ الصَّبَابَةِ مِن يَدِي



فمهيار الديلمي متأخر توفي سنة 428، ويقال: ولاد بجيلان على بحر قزوين، وهو فارسي الأصل ، وقد يكون الوزن ونظم الشعر قد أتيا بـ(اللام) دون (على) في بيته، ومثله قول الحصري (توفي سنة 488هـ)





يَا لَيْلُ الصَّبُّ مَتى غَدُهُ
أَقِيامُ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُ





نَامَ السُّمَّارُ وَأَرَّقَهُ
أَسَفٌ لِلْبَيْنِ يُرَدِّدُهُ




ورواية القالي عن أبي عبيدة «قد ماتت حزنا عليه، وأسفًا لفراقه» عبارة ركيكة، وربما أخلت بها الرواية.




الفعل : تحدث :



يقولون : تحدث على بيع ارضه، أو عن بيع أرضه وتحدث على موعد الاختبار أو عن موعد الاختبار، ويتحدث العميد على التنظيم الجديد للنشاط، أو عن التنظيم الجديد، والتحدث على ما يملك المرء أو عما يملك المرء ضرب من الغرور، والمتحدث على ما لديه من الأموال أو عما لديه من الأموال أحمق.


يعدون الفعل (تحدث) بـ(على) أو بـ(عن) ولم يرد في المعجمات العربية إلا متعديًا بـ(الباء) في هذا المعنى.


قال الأستاذ العدناني : «يقولون : تحدث الفدائيون على الحرب، والصواب : تحدثوا بالحرب. وقد أجاز أقرب الموارد أن نقول: تحدث بكذا وعن كذا. ولم أجد (عن كذا) في التاج واللسان والأساس والمحيط ومتناللغة والصحاح ومد القاموس والمصباح، لذا أرى أن لا نعدى الفعل (تحدث) إلا بالباء».




قال الزمخشري : «حدّثه بكذا، وتحدثوا به، وهو يتحدث إلى فلانة، وحادث صاحبه، وهو حديثه وكقولك سميره».


وعلى ذلك نقول :


تحدث ببيع أرضه، وتحدث بموعد الاختبار، ويتحدث العميد بالتنظيم الجديد للنشاط، والتحدث بما يملك المرء غرور، والمتحدث بما لده من المال أحمق.


الفعل أنجب :


"« فلان أنجب ولدًا »، « فلانة أنجبت بنتًا »، و « لا بد من معالجة موضوع الإنجاب ».


هذه الأقوال تضع الإنجاب موضوع النسل أو الولادة على الإطلاق. وهذا خطأ؛ فالإنجاب ولادة مشروطة، وشرطها أن يكون المولود نجيبًا من أهل النجابة؛ أي النفاسة، والكرم، والصفات الحميدة. فلا يقال : « فلان أنجب » ، و « لا فلانة أنجبت » إلا إذا رزقا بمولود نفيس ذي سمات محمودة... ولا شك في بعد هذا التعبير عما يرمي إليه القائلون.


والمضحك جدا قولهم : « أنجبت الكلبة جروًا » فيلصقون النجابة بالكلاب، فلله المشتكى.




صفة أجنبي :



كتب "يقولون :«هو أجنبي عليها» أو «عنها»، وهي أجنبي أو (أجنبية) عليه أو عنه. وأنا أجنبي عنهما، وفلان أجنبي على الموضوع أو عن الموضوع، أو على المسألة أو عن القضية.


يستعلمون (على) أو (عن)، والأولى استعمال (من).


والجانب والجُنُب، والأجنَبُ، والأجنبي: الغريب، والذي لا ينقاد، تطلق على الجمع ولا تؤنث، وقيل : تثنى وتجمع. ومن جموعها : أجانب، وأجناب. والجنابة: البعد، وقعد فلان جَنْبَةً إذا اعتزل الناس، وفي الحديث –أو قول عمر- «عليكم بالجَنْبَة فإنه عفاف».


تقول : هو أجنبيّ منها، وهي أجنبيّ منه، وأنا أجنبيّ منهما، وفلان أجنبيّ من الموضوع أو من القضية أو من المسألة.


قال في الأساس –وتابعه الوسيط- : «هو أجنبي مني، وأجنب ... وهو أجنبي من هذا الأمر، أي : لا تعلق له به ولا معرفة».




ونقل الزبيدي في تاج العروس عبارة الأساس، بوضع (عن) مكان (من) وتابعه المحقق في توضيحه.


أما الفعل لهذه الكلمة فيتعدى بنفسه، فيقال : جَنَبَهُ، وأَجْنَبَهُ، وجَنَّبَهُ، وتَجَنَّبَهُ، واجْتَنَبَهُ، وجَانَبَهُ، وتَجَانَبَهُ، وجَنَّبَهُ إياه، قال تعالى {إنما الخمر ... رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه}[المائدة:90]، وقد يتصل بعد المفعول بـ(عن) قال الراغب: جَنَبْتُهُ عن كذا أبعدته، وقال ابن منظور : أجنب عناه : تنحى عنها.

نوف
09/06/2007, 06:34 PM
تحياتي لك :
من خلال حديثك يظهر لي أن الفعل يأسف يكتفي بمرفوعه
فهل نعتبر قولنا " يؤسفني " لغة ركيكة
(حيث جعلنا الضمير المتصل "ي" في محل نصب مفعول به )

أرجو الإفادة

علاء إسماعيل
11/06/2007, 10:23 AM
الفاضل " ماجد "
أحيييك على طرحك المتميز.
خالص تقديرى واحترامى
علاء إسماعيل .

أبو زينب
26/07/2007, 01:21 PM
السلام عليكم
أتأسف على ضياع عمري.
أتأسف على فراقك.
أتأسف على الماضي.
هل هذه العبارات صحيحة
أرجو أن تفدنا اكثر وبارك الله فيك وحفظك
سؤال :نقول حديث شيق أو حديث شائق مع التعليل وبارك الله فيك أخي الكريم وعفوا56./,7

أبو رزق
01/05/2008, 12:00 PM
أستاذ ماجد
ماذا تقول في التطور الدلالي للألفاظ ؟
ألا يمكن لنا أن نعتبر " الإنجاب " كلمة تعبر عن مطلق النسل في عصرنا هذا ولا يشترط في هذا النسل النجابة من غيرها ، كما كانت العرب تسمي " فاطمة " أملا في أن تتزوج في يوم من الأيام وتنجب وتفطم وليدها مع أنها قد تموت قبل أن يتحقق لها ذلك ، وعليه فلماذا لا يكون استخدام لفظة " الإنجاب " على سبيل المجاز المرسل باعتبار ما سيكون كفاطمة . ولك تحياتي وتقديري لمجهودك