المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حــــــــوارات في النقــــــد الأدبـــــي ...



أبو شامة المغربي
13/05/2007, 12:39 PM
http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro1.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حوارات في النقد الأدبي
(1)
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
الحوار مع الناقد الدكتور(عادل الفريجات) عمل جدي تماماً، فهو يعطي للحوار الصحفي أهمية كبيرة، باعتباره ليس مجرد كشف عن ثقافة المجيب وإطلاعه، أو مجرد مادة صحفية عابرة فحسب، بل هو وثيقة أدبية أيضاً.
بل يتميز الناقد(الفريجات) بالجدية دائماً، فهو يرى ان على الناقد ان يكون متعمقاً بالتراث العربي النقدي الذي يحتوي على الكثير من المقومات النقدية التي يمكن الاستفادة منها، وعليه ان يكون مطلعاً على المناهج النقدية الأجنبية كلها دون الانجراف في أحد تياراتها، مثلما عليه أن يكون محايداً في ممارسة العملية النقدية، فالنقد بالنتيجة-بحسب الفريجات- هو إطلاق أحكام تقييمية على النص المنقود، باعتبار النقد التطبيقي هو غاية النقد التنظيري بمجمله.
بقي أن نقول إن الناقد الدكتور (عادل الفريجات) مدرّس في جامعة دمشق، وعضو في اتحاد الكتّاب العرب، وقد نشر عشرات البحوث والدراسات والمقالات الصحفية في الدوريات المحلية والعربية، وله مشاركات عديدة في المؤتمرات والندوات النقدية داخل سورية وخارجها، أيضاً صدر له:(إضاءات في النقد الأدبي ط1 1980- ط2 1985)، و(الأوائل لأبي بكر تقي الدين بن زيد الجراعي الحنبلي) 1988،(خمسة إشكالات نقدية 1989)، و(بشر بن أبي خازم الأسدي 1991)،(الشعراء الجاهليون الأوائل 1994)، و(دراسات في المكتبة العربية التراثية طبعة أولى 1997- ط2 1999)،
و(مرايا الرواية 2000)،(وللكتابة وجه آخر2000)، و(قرية من حوران ... خبب سكاناً وعمراناً وثقافة 2001)،(النقد التطبيقي للقصة القصيرة في سورية 2002)، و(آفاق ثقافية 2003)، و(الدعوات والفصول، تحقيق 2005).
نفتتح حوارنا بسؤالك عن رأيك في الحوارات الأدبية ولقد دفعنا إلى هذا السؤال حديثك عن ضرورة تبادل الحوارات .. بل وجمعها في كتب أيضاً؟
< الحوار بين صحفي وأديب، أو بين طرفين لهما اهتمام واحد، عمل مثمر، لأنه يفتح نوافذ للقارىء قد لا تكون مفتوحة، أو يعرّف المتلقي على أفكار المحاور (بفتح الواو) وآرائه بشكل واضح وصريح ... والحوار مؤشر على أسئلة ذات قيمة يطرحها الطرف الأول على الطرف الآخر .. ولا بد أن يكون المحاور على بينة من مواقفه ومعارفه ومؤلفاته ... كما أن المجيب على الأسئلة يعدّ إجاباته جزءاً لا يتجزأ من أعماله الفكرية، لذا تجد كثيراً من الكتّاب المكرمين في اتحاد الكتّاب العرب، مثلاً يضمنون كتاب التكريم الصادر عنهم، الحوارات التي أجريت معهم في الصحف والدوريات المختلفة.
كما أن الصحفي أو المحاور (بكسر الواو) له الحق في ان يجمع حواراته مع الكتاب والأدباء، وهذا ما فعله مثلاً(جهاد فاضل) في ثلاثة كتب هامة سمى الأول منها: (أسئلة النقد) والثاني:(أسئلة الرواية)، والثالث:(قضايا الشعر الحديث) وهو ما فعله المرحوم (محي الدين صبحي) في كتابه المعنون بـ(مطارحات في فن القول) الذي طبعه اتحاد الكتّاب العرب منذ عقود، وهو ما فعله (جواد صيداوي) في كتابه (ليل المعنى) الذي كان ثمرة حوارات له مع الشاعر اللبناني (صلاح ستيتية).
ولا شك أن هذه الكتب تعدّ وثائق أدبية هامة، ينبغي أن يطالعها المختصون والمعنيون ولكن بحذر، ودون تسليم بكل ما يقوله الكاتب في حواره، وذلك لأسباب عديدة لا نشاء أن نفصل فيها هاهنا.
لا نقد بلا أحكام
(النقد لا يشرح فحسب، بل يعيد إنتاج النص الذي يتناوله وفق منظور جديد ورؤية مختلفة) هذا قولك في أحد كتبك، فهل لهذا السبب لجأت إلى النقد التطبيقي في كتبك القديمة؟
< النقد ليس إعادة إنتاج للنص الأدبي فقط، بل هو إضاءة له من جوانب مختلفة، وهو كشف لمستوياته المتعددة، ولأسرار الجمال والجذب فيه، ثم الحكم عليه، اذ لا نقد بلا أحكام، ومن هنا فإن النقد التطبيقي عملية ليست سهلة، وقد وصفها(عز الدين اسماعيل) بأنها مرعبة لأن الناقد أحياناً يقف حائراً أمام الأثر الفني، من أي باب يلجه؟ وكيف يتأتى إليه؟ وكيف يصنفه؟ وما هو الحكم الذي سيطلقه عليه؟ إلخ..
والمعروف ان التطبيق النقدي هو غاية كل تنظير، وعليه فلا بد للتطبيق من خلفية نظرية، ومعرفة عميقة بمناهج النقد المختلفة، شرط ألا يقع الناقد أسيراً لأي منها ... وهذا لا يعني التلفيق في النقد، بل يعني المرونة والقدرة على التعاطف مع الآثار الفنية المتمردة على المناهج المقررة، أو القوانين المرسومة.
ثم إن النقد التطبيقي يقدم فرصة حقيقية للناقد ليترك بصمته الخاصة في مساعيه النقدية، وجهوده التقييمية، وهو ما لا يقيّض للناقد وأستاذ النقد الذي يهتم بنشوء المدارس النقدية وتطوراتها وأعلامها ومثالبها من الناحية النظرية فحسب ... ولعل في ما قدمته تسويغاً لعكوفي على النقد التطبيقي في القصة والرواية معاً.
من هذا المنظور كيف ترى واقع النقد التنظيري..؟ وهل تعده هروباً من المواجهة مع الكاتب؟
< النقد التنظيري في بلادنا العربية غالباً، ما يكون تابعاً لمتحوّل، فنحن نُعنى بنظريات نقدية غربية بعد ان تكون هذه النظريات بهتت أو ماتت، أو قذف بها الى الظلمة البرانية، وهذا ما يعانيه المرء في اهتمام بعض نقادنا بالبنيوية مثلاً .. أما أن يكون التنظير هروباً من مواصلة الكاتب، فهذا قد يكون صحيحاً، لأن النقد هو مهنة متاعب، وهو مهمة شاقة وتحتاج الى إعداد وثقافة، بل هو محصلة الثقافة، وان لم يكن كذلك ارتطم بالسطحية والتفاهة، ولكن للنقد وجوهاً فهو أن تناول كتاباً راحلين لا يعدّ هروباً، أما إن تناول كتاباً معاصرين وأحياء، فهنا قد تقع الالتباسات والاشكالات، إذ تبرز أحياناً أحكام تعوّل على المجاملة أو على مراعاة معطيات مختلفة، دون الإخلاص لمعايير الأدب المجرد، والفن الخالص ... فيظهر الزيف الذي قد لا يذيب ثلوجه إلا الزمن لكونه فيصلاً للكثير من الآراء والمشكلات، صدقاً وكذباً، أو حقاً وبهتاناً.
< في حوار سابق لي مع الناقد الدكتور (نضال الصالح) قال انه مع الرأي القائل انه لا مانع من الاستعانة بالمناهج النقدية الأجنبية، وهذا لا يسيء الى هويتنا القومية بل يفتح أمامنا باب التواصل الحضاري مع الآخر، بينما يرى قسم آخر من النقاد أمثال (عبد العزيز حمودة) أن على العرب إيجاد نظرية أدبية تخصهم، أنتم مع من تقف؟ ولماذا؟
< هذا سؤال إشكالي، بمعنى أنه مختلف فيه، فأنت واجد بين النقاد العرب من يرى ان العلم لا وطن له، وان الفكر النقدي موزّع بين الأمم والأوطان لا يعرف حدوداً ولا قيوداً، وانه كما لا توجد نظرية نقدية فرنسية أو انكليزية أو روسية، لا توجد نظرية عربية في النقد.
ولكن جهود النقاد العرب في التراث أثمرت ما يشبه النظرية النقدية في قواعد الشعر العربي .. وهي التي أثبت أركانها (المرزوقي) في مقدمة شرحه لديوان (الحماسة لأبي تمام)، وقد نشر الناقد العراقي (عناد غزوان) في بغداد كتاباً بعنوان (أصول نظرية نقد الشعر عند العرب)، وكذلك نشر الناقد المصري (مصطفى ناصف) كتاباً ضمن سلسلة عالم المعرفة الكويتية سماه (النقد العربي نحو نظرية ثانية)، وفي هذا الكتاب يرى (ناصف) ان درس النقد العربي القديم ينفع من بعض الوجوه النقد المعاصر، بل هو يعجب حين يكتشف أن كثيراً من منحنيات النقد العربي القديم ذات الأهمية لا تنفصل انفصالاً حاداً عن النقد المعاصر.
ثم جاء كتاب (عبد العزيز حمودة) «المرايا المقعرة» و«المرايا المحدبة» وكان للكتاب الأول عنوان فرعي هو (نحو نظرية نقدية عربية)، وقد لاقى الكتاب الأول ترحاباً شديداً، ولاقى هجوماً شديداً، وخاصة على صفحات جريدة (أخبار الأدب) القاهرية، ونظراً لذلك فقد دعوت الدكتور (حمودة) إلى ندوة جمعية النقد الأدبي في اتحاد الكتّاب العرب ليحاضر في هذا الباب عام 2002 حين كنت مقرراً لجمعية النقد الأدبي .. وكي لا أطيل أكثر أشير إلى رأيي في الموضوع، وخلاصته أن لا بد من فتح النوافذ أمام الجديد الوافد، ولا بد من دراسته وفحصه ووعيه، ومعرفة كل متعلقاته الثقافية، وبيئاته العلمية، فالتحديث هو قدرنا، ولكن ليكن ببصيرة ووعي دون استلاب أو انبهار، فللحداثة الغربية مأزقها وورطاتها، والعيار في كل ممارسة نقدية تطبيقية هو في قدرتها على إضاءة النص وتحليله، وفي قدرتها على إقناع المتلقي، وإشعاره بأنه يقرأ نصاً نقدياً أصيلاً، وليس رسومات وطلاسم تحتاج هي الأخرى إلى شرح وبيان.
القصة القصيرة ليست جداً جنساً أدبياً
ترى أن للرواية الحديثة امتداداً في التراث العربي، ولكن يمكن القول أيضاً ان الرواية العربية كانت نتاج الاطلاع على أدب الغرب وليس تطويراً للسرد في التراث العربي؟
< لا بد من الإقرار بأن الرواية، بصفتها جنساً أدبياً ناضجاً، كانت وافدة على أدبنا العربي، ولكنها بوصفها عملاً من أعمال السرد، ليست وافدة، وذلك لأن أشكالاً من السرد متعددة كانت موجودة في تراثنا، نمثل عليها بكتاب (ألف ليلة وليلة)، وكتب الأسمار والخرافات، التي أشار اليها (ابن النديم) في كتابه (الفهرست) وتكاذيب الأعراب، وبعض كتب التخييل العربية، مثل:(رأس الغول)، و(ضياء الأنوار)..الخ.
إضافة الى السير الشعبية كقصة (عنترة) و(سيرة الأميرة ذات الهمة)،
و(حمزة البهلوان)، وقد أفاد من هذه الألوان السردية الكثير من الروائيين العرب المعاصرين، وإن تأثروا بفن الرواية الغربية، فالمسألة التي أشرت إليها ذات يوم في أحد كتبي، هي دعوة إلى التأصيل الواعي الناضج للرواية العربية، وليست أكثر من ذلك.
درست الرواية والقصة القصيرة فإذا أجرينا مقارنة بين هذين الجنسين المتقاربين، فأيهما أكثر نضجاً، وأوسع انتشاراً على المستوى المحلي؟
< لا شك أن العمل الروائي مختلف جداً عن العمل القصصي القصير، من زوايا متعددة، أهمها: الطول، وتعدد الشخصيات، والبيئات، ونمو الشخصية الروائية وطريقة معالجتها، وامتداد الزمان، وتأثير المكان والحيز الروائي .. إلخ، والزمن الذي يستغرقه كل منهما، فالرواية قدتحتاج الى سنوات لإنجازها أما القصة القصيرة فتكتب في جلسة واحدة غالباً.
والمعروف أن القصة القصيرة هي الأكثر انتشاراً في محيطنا المحلي، وإحصاء بسيط لعدد المجموعات القصصية الصادرة في كل عام ومقارنته بعدد الروايات يظهر تفوق القصة على الرواية من الناحية العددية.
أما بخصوص النضج، فمعايير القصة القصيرة، نجاحاً أو إخفاقاً، تختلف عن معايير الرواية، فإذا شبهنا القصة، أو بعض نماذجها بطلقة مسدس تذهب إلى هدفها على نحو سريع ومباشر، فإن الرواية تبدو كالنهر الذي يتلوى في جريانه وسط السهول، أو هي كسجادة قادرة على احتقاب العديد من الألوان، وهي بسبب مرونتها تكاد تكون مجمعاً لأجناس أدبية مختلفة، ولهذه الأسباب مجتمعة، فالمنظار الذي ينظر إلى القصة مختلف عن المنظار الذي ينظر إلىالرواية، ومانراه هناك قد لا نراه هنا.
لك مشاركات في ملتقيات القصة القصيرة جداً .. فهل تعتبر هذا النوع جنساً مستقلاً بذاته؟
< لا، لا أعتبر القصة القصيرة جداً جنساً أدبياً، بل هو لون سردي متفرّع عن القصة القصيرة العادية، وهو لون يمت بصلة وثيقة للنكتة والمثل والخبر الطريف، ولكن بصياغة مختلفة، وأحياناً مشابهة، وأنا أرى في بعض نماذج هذا اللون السردي تجليات لإبداع عظيم، تم الشغل عليه بكد وجهد كبيرين، ولهذا شاركت في منتدياتها المتعددة، علماً بأنه كان لي رأي سلبي في بعض النماذج غير المتألقة من القصة القصيرة جداً، وهذا منشور في كتابي (النقد التطبيقي للقصة القصيرة في سورية).
هناك حدود ما بين الأدب وغير الأدب
في الوقت الذي يطالب فيه الكتاب بالحرية اللامحدودة، تكتب في أعمالك وتؤكد أن للحرية حدوداً على الكاتب ألا يتجاوزها ..! فما هي هذه الحدود ..؟ ولماذا لا تدعو لتحطيمها..؟
< هذا سؤال مثير، وينطوي على تهمة أرفضها.. فأنا مع حرية الكاتب دون أي تحفظ .. ولكن علينا أن نعرف أن الكتاب أنفسهم هم غير أحرار حرية مطلقة، والقيود التي يعانون منها ويشكون منها تتمثل في قيود اللغة، فهم يستخدمون لغة لم يصنعوها، بل ورثوها عن الأجداد، ويستحيل أن يمزقوا هذا الموروث تمزيقاً، أو يتحرروا من قوانينه التي تكفل لهم علاقة التفاهم والتواصل مع المتلقين تحرراً كاملاً، فهذا إذاً قيد من قيود الإبداع كما ترى، وكذلك قلت في بعض كتبي أن هناك قيوداً أخرى للإبداع تتمثل في تاريخ الجنس الأدبي، وتجارب الكتاب السابقين، وهذا مما يمكن تحطيمه .. وأنا أدعو إلى تحطيمه، ولكن بشرط أن يتم خلق البديل، فتاريخ الإبداع هو تاريخ الخرق لصالح الخلق، وعلى الخلق الجديد أن يكون له نظامه، وأن يتنزل مولوداً سوياً لا مشوّهاً، وألا يكون عبثاً من عبث الولدان، أما قيود المجتمع والسياسة، فهذه من السهل كسرها وتقويضها، ولكن لا أرى أن الدعوة إلى التغيير السياسي هي الشرط الأساسي للإبداع، إذ أن حرية المبدع هي ذاتية وداخلية أكثر مما هي خارجية موضوعية، وكثير من الشعراء والكتاب أبدعوا روائعهم في نطاق القهر والتضييق والاعتقال، وهي أفعال لا يمكن لأحد من النقاد أن يؤيدها، إذا كان سببها هو الإبداع الذي يتقن من القول ولا يلجأ إلى صريح الشتم الذي يحاسب عليه القانون، فثمة فرق ما بين أدب رمزي هادف ومؤثر، وزعيق وصراخ ينتميان إلى (فشة الخلق) وليس إلى الأدب الرفيع، وأخيراً أشير إلى الفرق ما بين الممنوع والممتنع، فالممنوع هو من صنع عامل خارجي، وهذا مرفوض، أما الممتنع فهو ما يحسه المبدع، وهو صنيع شواكس النفس واللغة، وهذا ما لا يتنفع معه دعوات الحرية والتمرد.
ولكن الإقرار بوجود حدود يجعلنا نتساءل: من هم المخولون بوضع هذه الحدود التي على الآخرين الالتزام بها؟
< نعم هناك حدود ما بين الأدب وغير الأدب، والمخولون بالتمييز بين القطبين المختلفين هم النقاد والمختصون، وليسوا رجال الدين والسياسة الذين يحرصون على إشاعة ما يروق لهم، ومصادرة ما لا يروق لهم وينبغي أن نفهم المنطلق التخييلي في الأدب، ونعي طبيعة الأعمال الفنية، كي لا نقع في المحذور، ونحظر على الكتاب ممارسة حرياتهم، وفي مصر العربية وقعت منذ سنتين حادثة تمثلت بتوصية من مركز البحوث الإسلامية في القاهرة بمصادرة ديوان الشاعر (أحمد الشهاوي) المعنون بـ (وصايا في عشق النساء) ولكن الدولة شكلت لجنة من النقاد المختصين في نقد الشعر أمثال(صلاح فضل) و(محمد عبد المطلب) للنظر في كون هذا الكتاب يتحدى قضايا الإيمان ومسائل الدين، فكان رأي هذه اللجنة رأياً إيجابياً في الديوان لصالح الإفراج عنه وتوزيعه، وقد شرح بعض أعضائها ظاهرة التقاطع والتناص ما بين مجموعة (الشهاوي) المذكورة، ونصوص القرآن الكريم، من منطلقات نقدية وفنية، وقد نشر ذلك كله في أحد أعداد مجلة ( أدب ونقد) القاهرية، إذاً أهل الاختصاص المخولون وليس آخرين لا يفقهون حقيقة الأدب وحقيقة الفن، أو يفهمونها ولكنهم مغرضون ومتخلفون ومفلسون.
الصحافة شأن هام
يبدو أنك من أنصار الناقد والروائي الإيطالي (أمبرتو إيكو) الذي يرى أن العمل الصحفي للأكاديميين هو واجب لنشر المعرفة على نطاقه الأوسع، والسؤال ماذا قدمت لك تجربة العمل في الصحافة؟
< أنا لا أعمل في الصحافة على نحو منتظم، وإن كنت قد حررت بعض الزوايا الأسبوعية في صحيفة (البعث)، وبعض المقالات في صحف مختلفة سورية وعربية، ولكنني رأيت في التفاعل مع الصحافة نفعاً وفائدة كبيرين، فهو يخلق لدى المهتم هاجساً معيناً، ويدفع للمقارنة بين ما يكتبه هو، وما يكتبه الآخرون، ويجعل منه في وسط دائرة الضوء، بعد أن تكون الأبحاث الجامعية قد أكلت من حياته الشهور والسنين، وفي حين يكون جمهور البحوث الأكاديميين محدوداً، يكون متلقو المقالات الصحفية كثيرين ومتعددين، وعليه فممارسة العمل الصحفي يوسع من دائرة النفع، ويربط الجامعة بالمجتمع، ولكنه هنا في الوقت ذاته يستدعي تبسيطاً للمعارف المعمقة التي تناسب الجو الجامعي والنقد الأكاديمي .. وينبغي ألا ننسى أن كثيرين من كتاب زمننا، ممن طبقت شهرتهم الآفاق، كانت وسيلتهم إلى ذلك هي الصحافة، وقد لجأ أولئك الكتاب إلى جمع مقالاتهم الصحفية في كتب، فـ (حديث الأربعاء)، وهو كتاب معروف لـ (طه حسين)، وهو مجموع مقالاته المنشورة في صحيفة ( السياسية) المصرية، ويطول الحديث بنا إذا أردنا أن نشير إلى نظائر ذلك العمل، فالصحافة شأن هام، ولا يستطيع المرء أن يوليها ظهره على الإطلاق.
سامر أنور الشمالي
المصدر (http://www.moc.gov.sy/index.php?d=30&id=531)
حياكــــــــــــــــــــــــــم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com