المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنــــــج سعــــــد ...



أبو شامة المغربي
02/05/2007, 04:07 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
أنج سعد
... وعندما أدرك وأيقن بأنه غير ناج، وأنه لا محالة هالك، أطلق ساقيه وقدميه للريح عدوا لم يعد مثله يوما، وأشبعهما ركضا وجريا لم يعهد لهما في يقظته أي شبيه أو نظير ...
جحظت عيناه، وتصلب الدم في عروقه، وتقلص اللسان في فمه، وأطبقت أسنانه العليا على السفلى، فلم تعد ملامح هيئته واضحة جلية للناظرين، ولم تعد تقاسيم محياه تفصح عن أي خلاص له عما هو فيه من حال لا يحسد عليها، جراء الخوف الشديد الذي انتابه وتملكه من شعر رأسه إلى أخمص قدميه ...
أنساه الخوف الجارف التعب، وأنساه التعب نفسه، فضلت عنه أنفاسه وضل عنها، وضاق خافقه بنبضه بقدر ما ضاق نبضه بقلبه، فتمثل له الهلع وحشا كاسرا بأنياب زرقاء يلاحقه دون هوادة، ويشد عليه في مطاردته، ولا يتوانى في طلبه بقصد الظفر به فريسة بين مخالبه الحادة، والنيل من دمه، ولحمه، وعظامه ...
ثم إنه سمع صوتا يحثه على العدو السريع والنجاة بنفسه، وصوتا آخر يدق طبلتي أذنيه دقا، ويبعث قوما من مرقدهم ويغريهم باللحاق والإمساك به ...
إجر بسرعة .. أنج بنفسك ...
عليكم به يا قوم .. لا تمكنوه من الهرب والفرار ...
سقط بين أيديهم أخيرا منهوك القوى وبلا حراك، فوقع من السرير بجبين يتصبب عرقا، وبأنفاس مخنوقة متقطعة، ثم إنه أفاق وأيقظ أهل بيته بصرخة مدوية، ارتجت واضطربت لها جدران الغرفة، فأقبلوا عليه يهدئون من روعه، في حين أخذ يسترد أنفاسه التي ضاعت منه أثناء مطاردته في حلمه ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com