المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة بالعامية المصرية تحية للعمال في عيدهم



أسامة فرحات
02/05/2007, 03:46 AM
ممنوع الانتظار

في التمانينات
القرن من قبل اللي فات
الجوّ في الدنيا اتملا ريحة شياط
شيكاغو(1) تغلي لمّا يشغي كلّ شقّ
عفاريت من السكه الحديد
وبشحمهم خارجين
ولايات كتيره وفابريكات
كانت لهم أعظم مدد
واما اندبح منهم عدد
بالدمّ (أضحى) اليوم دا عيد
في الكون بحاله للعمل
اتنفّس العمّال أمل
. . . .
لكن هنا من بعد ما القرن اكتمل
مايو اختفى انباع ف المزاد
المارد الجبّار خلع عفريتّه
وف لحظه انسخط عقلة صباع
واتسرسبت من بين إيدينا
حبّه حبّه خيوط شعاع
يادوب بَرَق ف عنينا
دفّا لنا القلوب
. . . .
وامّا انسرق
كلّ اللي خدناه بالعرق
لاح الغرق
المركبه هجّت من المينا
ريّسها هجّام
ماهوش ملاّح معدّينا
الدفّه يمّ الغرب حوّدها
عكس الرياح
(القلع) بقى زينه
ع المركبه حمّل معاه
بتوع الانفتاح
واللي نزل منها أهالينا:
عامل معاه فلاح
. . . .
مايو اتنسى ف نوبة رجوع
اللي بقي منه مجرّد احتفال
وعتاب خنوع وكأنه عار
- ليه الغلا وزيادة الأسعار؟
والرد من فوق مسطبه
وصفه لفوايد الجوعِ والعيشِ الرَجوع
الفرمانات مترتبه:
يُلغى (الخيار)
من بعدها مِنحة نُخاله للجميع
ويلقّطوا الحبّه يادوب
يسرى الخَدَر والإنكسارْ
جوّا القلوبْ
حبّه بحبّه . . العفاريت تنصرِف
واحد ورا التاني فُرادى للجحور
(والأمن فوق كل اعتبار)
وف كلّ شقّ شرار يطقّ
وجمر بيعافر يقيدْ
يضوي ف عيون
مستنظرين الديك يأذّن للنهار
المارد الجبّار يعود
تتلمّ وتقوم من جديد !
. . . .
وعلى الطريق منقوش بدم
عمّالْ من السكه الحديد:
ع الفجر (ممنوع الانتظار)
1 مايو 2001

شعر: أسامة فرحات

إشارات:
(1) إشارة إلى ماحدث في شيكاعو بأمريكا في مايو عام 1886 من إضرابات عمالية وتظاهرات من أجل تخفيض ساعات العمل إلى ثماني ساعات تتويجاً لنضال الطبقة العاملة من أجل هذا المطلب خلال أعوام (1881-1885) وقد قتل في هذه التظاهرات أربعة من العمال ثم أعقب ذلك تفجيرات لم يعرف مدبرها وعلى إثرها حكم بالإعدام على ثمانية من قادة العمال حيث نفذ الحكم في أربعة منهم وانتحر الخامس وصار هذا اليوم مناسبة يحتفل بها العالم كعيد للعمال في الأول من مايو فيما عدا الولايات المتحدة وكندا اللذين لا يعترفان بهذا اليوم كعيد للعمال؟