قلناها يوم دخلنا وقلناها يوم خرجنا

[دجلة الناصري]

طرقوا الباب عليه وقالوا له
ان الامير عبدالله بن علي العباس يطلبك في الحال
قال لهم :
امهلوني لااغتسل والبس كفني تحت الثياب ؟
ففعل وسلم نفسه اليهم
وهو في طريقه اخذ يحدث روحه
قائلا لها :
اليوم يومك فاما قول الحق ولا تخشي فيه لومة لائم
واما وقوفك بين يدي الله يوم الحساب
وانت تزينين للباطل اليوم فتذكري غضب الله
فلا تخافي يانفسي فان الذي وهبك الحياة هو الله
وبامره هو ستمضين
فان كان اليوم موعدها فانا لله وانا اليه راجعون
فلما دخل وراى مجلسه
واساطين جنده بين الجانبين سالين سيوفهم من اغمادها
وهو جالس على سريره وبيده الخيزران
وعلى وجهه اجتمعت
ملوك الغضب اجمعهم وانعقد مجلسهم بجبينه
قلت لنفسي :
والله الذي روحي بيده ماهو الاذبابة
وقلت : حسبي الله ونعم الوكيل
لم ياتي على بالي الاهل والولد والمال والعشير
انما تذكرت غضب الله علي
لو لم اقل قول حق في باطل
وبرعد وبرق سئلني :
انا الامير عبدالله بن علي العباس
استلمت الان مفاتيح خلافة
الامويين بعد ان وضعت السيف
في اكثر من خمسة وثلاثون الف رقبة منهم
وصادرت اموالهم
وهاانا اسئل القوم هنا
ان كانوا يخالفوني او يعترضون علي ؟
فاجابوني بان لا ولكنهم قالوا الا الاوزاعي؟
فسئلت عنك من تكون فقالوا زاهد عابد
فما تقول ايها الاوزاعي في الدماء التي ارقناها ؟
قال الاوزاعي :
حدثنا ابن مسعود
ان رسول الله الف الصلاة علية وسلم قال
لايحل دم امرء مسلم يشهد ان لاالله الا الله وان محمد رسول الله
الا باحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بلنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة فاذا كان من قتلتهم من هولاء فقد اصبت
وان لم يكونوا منهم فدمائهم في عنقك
فاخذ ينكث الخيزران
فرفعت العمامة عن راسي وقدمت رقبتي بانتظار الموت
فقال لي وهو لا يزال ينكث الغضب والخيزران معا
فما تقول في الاموال احلالا ام حرام ؟
قال الاوزاعي :
اذا كانت حلالا لهم فحساب
وان كانت حرام فعقاب
قال :
خذ هذة الصرة المملوة بلذهب
قلت.;
لااريدها فانا واياها على خلاف
فغمزني احد الحضور باخذها لانه يريد اي مقصد وسبب لقتلي
فاخذت الكيس ووزعته على الجنود في مجلسه وامام عينيه ورميت الكيس فارغا وقلت :
حسبنا الله ونعم الوكيل
قلناها يوم دخلنا وقلناها يوم خرجنا
فقد قال عز وجل
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل ولم يمسسهم سوء وابتغوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم

قصة حقيقة