أبو شامة المغربي
27/04/2007, 07:01 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
الحرث العقيم
قليلا ما يلقاهم ويلقونه، وكثيرا ما يرونه قاصدا في مشيه، ويراهم يمشون في غير قصد، ثم إنهم جميعا لا يحيطون ولا يفقهون بما ينبض في قلبه، ولا يدركون ما يلتمع ويتقد في ذهنه ...
يراهم في اللهو والعبث والفوضى منهمكين، ويرونه في الجد المتواصل والعمل المنتظم مسترسلا، وهم بالذي تمسك به وعض عليه بالنواجذ مذ عرفوه لا يحفلون، وحتى إذا لاحت لهم من حديثه إشراقة جد، أو بارقة جهد مفيد، أو سناء اجتهاد أكيد، لمح ضيق صدورهم في أعينهم، وأحس بنفور آذانهم من سماع صوته ...
إنه في أعينهم غريب وإن عرفوه، وهو في عرفهم ليس من أهل ما دأبوا عليه كل يوم من حرث عقيم وألفوه، ثم إنه يعلم كما يعلمون أنه يذكرهم بضلالهم وجهلهم، كلما صادفهم وصادفوه، وإذا ما ذكره أحد غيرهم استهزاء في مجلس عقدوه، تنقض ألسنتهم الحداد عليه بغليظ القول، وبشديد اللوم، وربما عنفوه، وشتموه، وطردوه ...
لكنه حاضر بصورته وهيئته في أذهانهم وإن غاب، وحاضر في سمعهم بصدى صوته، إلا أن الغرور والعناد أطبقا على أبصارهم، وأعمت الجهالة قلوبهم وأعتمت عقولهم، فهم يذكرونه بحلم الله عليهم، وبما لا يحصى من نعمه عليه، وفي عينيه هم قوم غلبت عليهم شقوتهم ودسوا أنفسهم، فخابوا ولم يفلحوا، وهو بالنسبة إليهم يد عون لأنفسهم اللوامة عليهم، إلا أنه لا يرى في نفسه خيرا إن أمسك عن إسداء النصح لهم، أو ضن عليهم بالمعروف، ولم يكن لهم من الموقظين المذكرين ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
الحرث العقيم
قليلا ما يلقاهم ويلقونه، وكثيرا ما يرونه قاصدا في مشيه، ويراهم يمشون في غير قصد، ثم إنهم جميعا لا يحيطون ولا يفقهون بما ينبض في قلبه، ولا يدركون ما يلتمع ويتقد في ذهنه ...
يراهم في اللهو والعبث والفوضى منهمكين، ويرونه في الجد المتواصل والعمل المنتظم مسترسلا، وهم بالذي تمسك به وعض عليه بالنواجذ مذ عرفوه لا يحفلون، وحتى إذا لاحت لهم من حديثه إشراقة جد، أو بارقة جهد مفيد، أو سناء اجتهاد أكيد، لمح ضيق صدورهم في أعينهم، وأحس بنفور آذانهم من سماع صوته ...
إنه في أعينهم غريب وإن عرفوه، وهو في عرفهم ليس من أهل ما دأبوا عليه كل يوم من حرث عقيم وألفوه، ثم إنه يعلم كما يعلمون أنه يذكرهم بضلالهم وجهلهم، كلما صادفهم وصادفوه، وإذا ما ذكره أحد غيرهم استهزاء في مجلس عقدوه، تنقض ألسنتهم الحداد عليه بغليظ القول، وبشديد اللوم، وربما عنفوه، وشتموه، وطردوه ...
لكنه حاضر بصورته وهيئته في أذهانهم وإن غاب، وحاضر في سمعهم بصدى صوته، إلا أن الغرور والعناد أطبقا على أبصارهم، وأعمت الجهالة قلوبهم وأعتمت عقولهم، فهم يذكرونه بحلم الله عليهم، وبما لا يحصى من نعمه عليه، وفي عينيه هم قوم غلبت عليهم شقوتهم ودسوا أنفسهم، فخابوا ولم يفلحوا، وهو بالنسبة إليهم يد عون لأنفسهم اللوامة عليهم، إلا أنه لا يرى في نفسه خيرا إن أمسك عن إسداء النصح لهم، أو ضن عليهم بالمعروف، ولم يكن لهم من الموقظين المذكرين ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com