المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العيلة



حمادة زيدان
22/04/2007, 11:34 PM
:idea: فى هذة الأيام من تاريخ مصر ظهرت نوعية جديدة من المواطنين ..... فلم يكونوا كسابقهم من مواطنين هذا البلد .... فلم يكون حبهم للبلد من نوعية (عاشت مصر حرة مستقلة ) (ونعيش نموت وتحيى مصر) لقد أختلف المصريين وظهرت طبقات كانت قد أختفت منذ قيام ثورة يوليوا وهى طبقات البشوات التى كانت أختفت من مصر ... بل وكان ظهورها فى مصر أقوى بكثير من ظهورها فى فترة الستنينات فكانوا أكثر توحشا وقوة ومال من بشوات زمان
وظهرت طبقات دنيا لا تجد قوت يومها ولا تجد ما تأكل بعد زيادة الأسعار بشكل مبالغ ... وكان من بين هذة الطبقات هذة العائلة التى كانت تسكن فى عشوائيات القاهرة فى منطقة من مناطق عزبة النخل .....
فى منزل بسيط جدا يكاد كون غرفة واحدة وحمام بسيط تسكن تلك العائلة البسيطة تعيش تلك العائلة ومعها سنعيش لمدة ثلاث أيام سنكون بينهم نشعر بهم ولا يشعرون بنا ,ونسمعهم ولا يسمعونا , ونراهم ولا يرونا , فأهلا بكم فى منزل عائلة
الاسطى متولى (احسن سباك فى عزبة النخل) تعالوا ندخل من غير أستئذان ونشوفهم عن قرب لمدة ثلاث أيام فقط
اليوم الأول
منزل متولى ككثير من منازل العشوئيات فى قاهرة المعز أبسط من أنة يسكنة حيوان وليس أنسان ... المنزل عبارة عن غرفة وحيدة وحمام مشترك مع أكثر من عشرة منازل ,باب المنزل من الصفيح , وقد قام متولى وزوجتة بالتكيف مع هذة الظروف فقاموا بتقسيم هذة الغرفة الى قسمين .. قسم لمتولى وزوجتة حميدة وبنتة قمربعد زواج أختها شادية من سائق الميكروباص حنفى ... اما القسم الأخر فهو لأبنة الوحيد حنفى
ولكن كم الساعة الأن فى هذا المنزل .. الساعة الأن السادسة صباحا يجلس متولى وزوجتة حميدة على كنبة بلدى وأمامهم الشيشة يدخنون فيها .. متولى فى الخامسة والخمسين ولكنة من الهموم يظهر كما لو كان سنة فى السبعين وبرغم هذة الهموم وهذا التعب لا يستطيع متولى الراحة أبدا ... فيعمل طول اليوم ولكن فترة الليل فهى ملكا لة ففى أول الليل يعبث بجسد زوجتة المتهالك ثم بعد ذلك يكون اللقاء الذى يعشقة لقاء الحشيش الذى تقوم زوجتة حميدة بتجهيز متطلباتة من وضع الحجر على النار ثم وضع قطع بسيطة من مادة الحشيش ويجلسوا فى بداية اليوم ليدخنوا الحشيش ولكن فى هذا اليوم حدث شىء غريب فماذا حدث................؟
كانت قمر تعمل فى كازينوا بشارع الهرم وكانت تعود الى منزلها فى حدود الساعة الرابعة فجرا ولكنها الأن السادسة ولم تظهر ... كان أول صوت أستمع ألية فى هذا المنزل بعد صوت الشيشة هو صوت حميدة التى تحدثت كخوار الثور من كثرة التدخين وكانت بحول عينها الظاهر وهى تنظر الى زوجها وكان دخان الحشيش يملأ فراغ المكان فكانت كالوحش البدائى فقالت لة
(البت اتأخرت ياراجل وانا قلقانة عليها..... اول مرة تتأخر كدة .....؟)
(يا ولية تلاقيها أتكعبلت فى الواد أحمد الى بتزفت بتحبة .... وبيصيعوا مع بعض فى اى زنقة ما تقلقيش نفسك هى شوية كدة وهاتلاقيها مخبوطة على عين أهلها هنا)
كان هذا متولى ولكن أين قمر فعلا ..................؟
كانت قمر فى تلك اللحظات خارجة من عمارة فى حى عين شمس مع ظابط شرطة بعد انتهاء فترتها فى هذا الكازينوا كان هذا الشرطى هو سندها من فتوات هذا الكازينوا وسندها من فتوات الأداب أو شرطة الأداب ... كان تفكير قمر ان تكون مع هذا الشرطى بدلا من أن تكون مع وزارة الداخلية بأكملها ,فكانت تذهب مع هذا الشرطى يوما فى الاسبوع تمارس معة الجنس مع أحتفاظها بعذريتها كاملة ... وهى الان تودعة وذاهبة الى منزل العائلة
(صباح الخير ياما .... صباح الخير يابا)
قمر الحق يقال جميلة .. لو رأيتها أبدا لا تقول عليها بنت هذا الأب وهذة الأم قوامها ملفوف وشعرها من ورائها أسود كالليل . وعينها من جمالها تجذب الناظر أليها من غير ما تتحدث الية
كان جمالها ظاهر وقد علمت بجمالها منذ فترة بلوغها فكانت تعلم كيف تقوم بأغراء الرجال منذ أن كانت تخرج مع أمها وهى فى سن السابعة عشر للتسوق وذهابها الى المنازل التى كانت تعمل فيها أمها ... فبدأت فى عمل علاقات جنسية فى سن مبكرة مع أبن دكتور كانت تذهب أليهم والدتها لتعمل ... فكان هذا هو لقائها الجنسى الاول ولكن مع المحافظة على بكراتها وكان هذا الشاب هو نقطة انطلاقها فى ديسكوهات شارع الهرم ... وها هى الأن فى منزل الأسرة وكان الان متولى يحدثها
(انتى يا بت كنتى فين كل دة..........؟انتى مش بتخلصى الزفت دة الساعة 4 كنتى فين كل دة يا بنت الكلب.........؟)
(انا فى الشغل ولا مش عاجبكم ...... ماهو الشغل دة الى بيجبلكم الحشيش الى لحس عقولكم ... يعنى عاوزنى اسيبلكم الشغل والله اسيبة .........؟)
وفى لمح البصر كان متولى وحميدة يقولون
(خلاص يابنتى ... خليكى فى شغلك)
وبعد هذا الحوار كانت قمر قد وسعت لنفسها مكانا تنام فية ... وبدأت حميدة فى الخروج للمحاربة على الحمام وحجزة لزوجها ليستحم ويبدأ يوما جديدا فى الحياة ... كان حنفى فى تلك اللحظات قد أستيقظ .. حنفى شاب فى الرابعة والعشرين وسيم كقمر أختة ويعمل فى على عربة ميكروباص , ولة من العلاقات العاطفية علاقة وحيدة بائت بالفشل .. حنفى غير والدة لا يشرب الحشيش ولكنة يعمل طوال اليوم لكى ينسى ما فعلتة بة العلاقة السابقة , ولا يرضى عن أخلاق أختة فهما دائما ما يتشجارن سويا وتنتهى معظم المشاجرات بينهم بتدخل الجيران لفضها .. وهو الأن ينتظر دورة فى دخول الحمام وتقف أمامة والدتة
(صباح الخير يامة)
(يوة يا واد انت صحيت ..........؟انت هنا من بدرى مش تقول أى حاجة يا واد)
(ما انا قولت صباح الخير ....... ولا أنتى بتقولى يا شر أشتر عالصبح كدة)
وهنا كان التدخل من أم عمر الجارة
(ياواد يا حنفى كلم أمك عدل .... هى ما غلطتش فيك )
(وانتى ما أهلك يا ولية يا حشرية .....؟ دة موضوع بينى وبين الولية دى .........؟ أية الى حشرك فى النص )
كان عمر أبن ام عمر يقف فى الطابور أيضا فكان منة هذا التدخل
(أية أنت هاتغلط فى امى ياروح أمك ما تخلى عند الى جايبينك دم ..... ياد انت أخو قمر فاهم يعنى قمر يا روح أمك )
كادت أن تحدث مجزرة فى هذا الحى لولا تدخل قمر التى تدخلت لأنقاذ أخوها وأنقاذ ما يمكن أنقاذة من كرامتها التى هدرت مع هذا الشاب
(سيبة يا حنفى .... أصلة ما يعرفش أختة دلال بتعمل أية من وراة ... ياواد دى دلال معروفة بالحشرة فى الكار بتعنا ومفيش كلب بيبصلها وانا عن نفسى شغالة بار وبس ... مش زى دلال الى دايرة فى شارع الهرم مش لاقية زبون تروح معاه بعد ما طردوها من الشغل زى الكلبة ... جرى أية يا ناس وسخة انا هنا أشرف من الشرف ولو اتكلمتوا معايا نص كلمة مستعدة أهد العشش دى فوق دماغ أهاليكم )
بالفعل كان كلام قمر كالماء الذى يطفىء النار فترك أخوها عمر .. وذهب عمر من المكان دون أن يدخل الحمام وكانت أم قمر قد أسرعت لتدخل أبنتها المنزل للتقليل من الفضائح فدخل حنفى الحمام وذهب الى عملة ,اما قمر وأمها فدخلوا الى المنزل الذى كان متولى نائما فية كالبغل تماما فلم يشعر بما حدث فى الخارج .... ولكن كم الساعة الأ ن...............؟
الساعة الأن الثانية عشر ظهرا ولكن باقى اليوم
فى حلقة قادمة ان شاء الله
تابع اليوم الأول
الساعة الأن الثانية بعد الظهرالأن سنترك منزل العيلة ونذهب مع حنفى فى رحلة فى الميكروباص الذى يعمل بة ..... الأن نحن داخل الميكروباص وسنتعرف على ركاب تلك الرحلة وهم يتدافعون واحد تلو الأخر .... هاهو أول الركاب شاب فى العشرينات من العمر وتدخل معة فتاة فى عمرة أو يزيد أو يقل ... ودخل معهما شاب فى الخامسة والثلاثين أو يزيد بدين جدا وغير منتظمة ملابسة ... ودخل بعدهما رجلا الواضح أنة من الصعيد .... وهناك أمرأة أخرى بدينة تركب يساعدها أبنها للركوب ...... نحن الأن نتحرك بعدما أكتمل الميكروباص بالركاب .... الميكروباص الأن فى حالة صمت لا تسمع فية سوى أنغام نجوم أف أم فى أغنية من أغانى هذا الجيل وهناك بعض الهمهمات من بعض الركاب ..
(أية يا أستاذ .... كفاية رخامة بقى وارفع أيدك انا ساكتة من بدرى عيب عليك كدة )
كان هذة هى الفتاة التى ركبت مع الشاب وهى التى كسرت حاجز الصمت الذى كنا فية .. كان صوتها بداية لمشاجرة كبيرة كان بطلها هذا الشاب البدين من ناحية والشاب الأخر الذى كان مع الفتاة من ناحية أخرى
فهمنا من الشاب أن هذة الفتاة هى شقيقتة وقد تعود أن يصاحبها فى أى خروجا لها من بعد أن تعرضت للتحرش فى شوارع القاهرة مرتين ... ومرت الأيام وهى الأن تتعرض للتحرش ولكن الجديد أن أخاها بجوارها ... كاد ركاب الميكروباص أن يفتكوا بهذا الشاب لولا أنهيارة المفاجىء وبكائة الشديد كالأطفال وكان يقول
(انا عندى 36ومش متجوز ومش لاقى اتجوز ومش لاقى حتى الحرام علشان امشى فية .... وكل حياتى مفيش فيها جديد أتخرجت من الجامعة من غير ولا علاقة مع بنت ... حرام عليكم انا والله تعبت من مناظر البنات يعنى هافضل لغاية أمتى من غير بنت .....؟
هاتكونوا أنتوا والزمن عليا والله حرام ... أرحمونا بقى وأقعدوا فى بيوتكم)
كان يقول هذا الكلام وهو منهار تماما مما أثر على كل الركاب الذى أنقلب موقفهم تماما فأصبحوا الأن متعاطفين مع هذا الشاب وليس مع الفتاة لذلك كان عتابهم على ملابس الفتيات التى تظهر أكثر مما تخفى
بعد هذة الواقعة التى لم يلتفت حتى أليها حنفى كادت الرحلة أن تمر بسلام لولا أن أنطلق صوت الفتاة مرة أخرى ولكن هذة المرة كان أشد والواضح من الصوت أنها مذعورة خائفة ولكن لماذا هذا الذعر والخوف............؟
قمر الأن تتأهب للذهاب الى عملها الساعة الأن لا تتعدى السابعة مساء لا يوجد الأن فى المنزل سوى قمر وأمها التى كانت تقدم لها النصائح لعل موضوع هذا الصباح لا يتكرر مرة أخرى
كانت قمر لا تستمع لأمها فى شىء ولا تتقبل منها نصيحة لأنها تنتظر لأمها على أنها أمرأة غير صالحة , فهى تعمل ندابة ولمن لا يعلم من هى الندابة هى المرأة التى يستدعوها أهل الميت لتقوم بالبكاء علية والتعديد , بالأضافة ألى ذلك فهى تدخن الحشيش مع زوجها , لذلك تعتبرها قمر واجب لها النصح وليس لها أن تنصح ,
ملابس قمر بسيطة جدا فهى عبارة عن عباءة سوداء وفوقها حجاب من نفس اللون , وبعد أن وضعت مساحيق التجميل تركت أمهما وحيدة داخل المنزل وكان فى أنتظارها خارج المنزل صديقها وحبيبها أحمد الذى يعمل طبال فى نفس الكازينوا ...يمتلك احمد سيارة صغيرة يذهبا بها الى الكازينوا ولكن علاقة أحمد بقمر لها قصة
احمد وقمر قصة حبهم ككل شىء فى هذا العالم مادية جدا ... فهما لايحبان بعضهما كحب الماضى الذى يتضمن الغيرة والأخلاص والرحمة بل حبهم يعتبر حبا جنسيا , فلا تخجل قمر من مداعبة أحد رواد الكازينوا بل ولا تخجل من الذهاب مع هذا الظابط يوم الخميس وهو يعلم ذلك ويشجعها علية ,العلاقة الجنسية بين احمد وقمر علاقة جنسية كاملة ولكن مع عدم المساس الى عذريتها وكثيرا ما يمارسا الجنس وهى بملابسها الداخلية وعندما يحاول معها غير ذلك تقول
(ألا المكان دة ........ مش مصرح ألا بعد الجواز)
كان الكازينوا هذا اليوم مختلف فهو يحيط بة الأمن من جميع الجهات , وكذلك البدى جار يحيطون بالمكان أيضا وكان هذا نذيرا لوجود رجل أعمال ضخم , أو سياسى كبير
عندما دخلت قمر الكازينوا علمت أن الصالة التى تعمل بها محجوزة هذا اليوم بالكامل لرجل الأعمال والسياسى الشاب عز الدين الذى يطلقوا علية أمبراطور الحديد والذى كان وجودة هذا اليوم للأحتفال بعيد ميلاد الفنانة الأستعراضية ملك وهذا هو السبب المعروف أما السبب الخفى فهو زيارة المكان الذى بدأ فية من الصفر ليصبح من أكبر رجال مصر الأن
كانت قمر تنتظر ليلة من هذة اليالى لتكون فرصتها للأنطلاق فى سماء الفن الأستعراضى فكانت فى هذة الليلة فاتنة بحق , فكانت الجيبة التى تلبسها تظهر ما كان خفى من أفخاذها الممتلئة المثيرة , وقد تعمدت أن تفتح أول وثانى زرار من البلوزة التى تلبسها لتظهر ثديها الممتلىء الرجراج , وكانت تتعمد الحركة بطريقة مثيرة أمام الملياردير الشاب المعروف عنة ولعة بالنساء , وعندما تأتى بأى طلب للملياردير تتعمد أهمال الفنانة .
كانت المفاجئة الكبرى لهذة الليلة فى ختامها حينما تعمدت قمر أن تغرق فستان الفنانة بكأس تعمدت أن يسقط من يدها على فستان الفنانة ,الشىء الذى جعل الفنانة تنهار وتقوم بسبها ,وعندها قام الملياردير الشاب بتوبيخ قمر ولكنة فى الحقيقة كان سعيدا جدا بما فعلتة ولكنة لم يظهر سعادتة بها أمام تلك الفنانة مما جعل قمر حزينة بخيبة أملها هذا اليوم وعدم تحقيق ما كانت تطمع ألية , كان فتنة قمر هذة الليلة أشعلت نار الشهوة فى صدر احمد الذى أنتظرها بعد أنتهاء الليلة ليذهبا الى شقتة ليقوما بممارسة الحب , كانت حزن قمر لهذة الليلة جعلها تمارس الحب بقوة فمارست الحب لثلاث ساعات وكادت أن تفقد عزريتها لولا تليفونها المحمول الذى أعلن عن مكالمة جديدة
(أيوة يا بنتى أنا أمك ...... أخوكى مارجعش لغاية دلوقتى ومش عارفة النهاردة خايفة علية قوى وحياة أمك عندك خدى احمد ودورى علية ..... انا قلبى وجعنى على أخوكى قوى النهاردة)
كانت مكالمة الأم هى التى أنقذت قمر من فقد عزريتها , وكان ردها على أمها ببرود لأن أمها تسألها عن أخاها وهى البنت و تسألها أن هى الأن ..........؟
ولكنها كانت بعد نصف ساعة من مكالمة الأم داخل سيارة أحمد وقد بدأوا فى البحث عن حنفى داخل مستشفيات العاصمة .... ولكن مهلا الساعة الأن الثامنة صباحا
نحن الأن فى اليوم الثانى ومن فترة كبيرة لذلك سنأجل الحديث ليوما أخر لنعرف ما سبب تغيب حنفى ؟وهل الملياردير الشاب سيقوم بعلاقة مع قمر؟ وأين الأن يوجد متولى؟ وأين كان؟
اليوم الثانى
الساعة الأن الثانية عشر ظهرا من اليوم الثانى .... أخيرا كان اللقاء بين قمر وأخاها وتحديدا فى قسم العمرانية , وكان حنفى حالتة الصحية يرثى لها ويظهر علية بوضوح أثار تعذيب .... ولكن مهلا كيف لنا ان نعلم كل هذا دون العودة الى اليوم الماضى لنعلم ماذا حدث ............؟
بعد المشاجرة التى كانت بين الفتاة والشاب البدين داخل الميكروباص , وبعد ما قالة الشاب البدين والتأثير الذى ظهر على الركاب , كان الهدوء هو سيد الموقف ولكن يقولوا دائما الهدوء الذى يسبق العاصفة , فبعد أكثر من نصف ساعة من هذا الهدوء وجدت الفتاة أن الشاب ساكن كالحجر لا يتحرك وكانت المفاجئة الكبرى عندما كانت أثار دماء طازجة على سروالها , فكان صوت الفتاة يدوى داخل الميكروباص عندما أكتشف الركاب أن الشاب قطع شريان يدية دون أن يشعر بة أحد .
عندما سمع حنفى صوت تلك الفتاة لم يكن من رد فعلة ألا تخلية عن عجلة القيادة مما أسفر عن حادث بسيط , أصطدم حنفى بالسيارة التى كانت أمامة ولحظة العاثر كانت تلك السيارة هى سيارة ضابط فى أمن الدولة ..
الحادث أصاب ضابط أمن الدولة بأصابات بسيطة , ولكن كيف لضابط أمن دولة أن يمرر شيئا كهذا .............؟
بعد الحادث حاصر الأمن الميكروباص وقبض على كل من فية , وعندما ظهر جثمان الشاب كانت المفاجئة الكبرى التى لم يتخيلها أحد , كان هذا الشاب هو الأبن الوحيد لرجل الأعمال الشهير ورجل مجلس الشعب للحزب الحاكم محمد عبد الستار .
كانت المعاملة داخل القسم سيئة للغاية , حاول حنفى أن يقول بأنة سائق ميكروباص , وحاول الصعيدى أن يقول بأنة فى القاهرة ليدخل ملهى ليلى وكانت الفتاة وشقيقها منهارين تماما , وكانت تتوالى المفاجئات فقد أتهم ضابط أمن الدولة بأن هذا الميكروباص كان يخطط لعملية أرهابية ودلل على ذلك بجثمان الشاب , وقدم رجل الأعمال ووالد الشاب بلاغا بخطف حنفى ومن معة لوحيدة وقتلة ...
ولكن قبل كل ذلك ماذا عن حكاية هذا الشاب , وماذا عن ما قالة بأنة فقير ولا يجد المال الذى يتزوج بة , أين الحقيقة من كل ذلك
تربية هذا الشاب جائت منفتحة تماما , وأموال والدة كانت تفتح لة كل ما هو مغلق فى البلاد ولكن كانت أفتة هى الجنس فمارس الجنس فى سن صغيرة جدا , وكان أذا أراد أى امرأة كانت تكون بين يدية فى ساعتا معدودة , لم يترك الشاب نوعا من أنواع الجنس ألا مارسة حتى الشذوذ الذى لم يتركة أيضا فوصل الى حالة من الأشباع والملل ولم يستطع والدة أن يخرجة من هذة الحالة , فكر الشاب فى طريقة ليكسر بها هذا الملل فكانت طريقتة غريبة ومفزعة فى نفس الوقت . كان ينزل الى شوارع القاهرة ويتحرش بالفتيات فى الأماكن الخالية والمزدحمة كان لايقف أمام أحتشام الفتاة أو تبرجها وأستماتعة كان لرد فعل المسكينة التى تقع تحت يدية , لاحظ والدة تدهور حالة الأبن فكان الحل الوحيد هو الزواج , كان زواج الشاب فى أفخم فنادق القاهرة وقيل أن حفل زفافة تكفل أكثر من مليون جنية , ولكن زواج الشاب لم يكن فية الحل كما تخيل الأب فكانت نهاية الزواج أقرب مما يتخيل الأب الموضوع الذى أدى الى تدهور حالة الشاب . وزيادة وزنة بشكل ملحوظ وكانت نهايتة فى مصحة نفسية التى هرب منها فى ليلة عيد الفطر عندما كانت المصحة تكاد تخلو من طاقم الأطباء , وعاش الشاب فى تلك اللحظات حياة المتشردين حتى كان هذا الحادث الذى وصل فة تفكيرة المريض الى متعة جديدة وهى متعة الموت , فقطع شريان يدية دون أى أحساس بالألم لذلك لم يعلم أحدا من الركاب بموضع موتة ألا عندما وجدت الفتاة الدماء .................
لم يتعرف حنفى وركابة قدر المصيبة التى أوقعهم القدر فيها , وكان لقاء حنفى وشقيقتة قمر باردا جدا فكان أول حوارهما معا
(انتى أية ألى جابك يا فاجارة .... وكمان جاية ومعاكى الكلب دة ومش مكسوفة .... يالا خودى الكلب دة وغورى من هنا انتى وهوة )
(أية ا قمر انتى هاتسمعى شتيمة أخوكى ليكى وليا وهاتسكتى ...واحنا اديلنا يومين ما نمناش بسببة .. يالا نمشى من هنا انا قرفت منة )
فى غضب شديد كان رد قمر على كلام صديقها .. وما كان منها ألا ان قالت مفاجئة من العيار الثقيل على أخاها وصديقها فى نفس الوقت
(اخويا حبيبى سامحنى على كل الى عملتة بس انا والله أتغيرت ... وانا واحمد دلوقتى متجوزين رسمى يعنى أحمد جوزى على سنة الله ورسولة )
المفاجئة كانت قوية فكان رد فعل أحمد الوحيد هو الصمت .. لم يعلق على كلامها سوى بالتأكيد على كلامها برأسة لأخاها الذى سئلة .. وفى هذة اللحظة كان عسكرى القسم يجرجر حنفى من ياقة قميصة وهو يسبة ..........
تركت قمر شقيقها فى القسم وذهبت مع صديقها للبحث عن محام لة .. وداخل السيارة كانت باقى المفاجئة على رأس صديقها الذى قالت لة أما الزواج الزواج أو الأنفصال النهائى .. وكان جوابة بالموافقة الفورية على طلبها . وتمت أجرائات الزواج عند أقرب مأذون لهما ... ولكن كثيرا سيسأل ما سر التغير المفاجىء فى شخصية قمر ؟
لذلك كان لابد من معرفة العلاقة بين قمر وشقيقها حنفى لنتعرف على هذا التغير
قمر لم تكن تحب أحدا فى أسرتها كحبها واحترامها لشقيقها , وكانت تعتبرة هو الوحيد الصالح فى هذة الأسرة اللعينة , وعندما كانت تفتعل معة المشاكل كانت تعلم دائما بأنة على حق ولكن الظروف الأجتماعية التى كان فيها كانت أقوى من تفكيرة , ودائما ما تتذكر قمر حب أخيها الوحيد الذى كانت سببا فى أنفصالهما عندما وضحت لأخيها أن هذة الفتاة لا تحبة ولكنها تمثل لة حبها لتستنزفة ماديا فقط , وحنفى لقمر هو السند وهو العائلة فعندما رأتة يهان أمامها شعرت بأن سندها يهان أمامها فلم يكن منها سوى أن تبحث عن سندا جديدا , وأن لاتكون نقطة ضعف فى حياة أخيها , لذلك فكرت فى الزواج الرسمى من صديقها الذى وافق على الفور نظرا لأنة شاب وحيد فى القاهرة , وهو يعلم كل شىء عن قمر , ويعلم بأنة الشاب الوحيد الذى مارست معة الجنس .
فى شوارع القاهرة الكبيرة يخرج متولى بعدتة ليكسب بعض الرزق المقسوم لة من السماء وفى اليوم الأول الذى سنكون فية الأن للحظات فقط .. فى شارع من شوارع حى المعادى الهادئة كان متولى بعدتة ينادى
(اصلح حنفيات أصلح )
ظهرت من شرفة شقة فى عمارة سكنية تكاد تكون خالية , وكانت ملابسها تظهر أكثر ما تخفى , وقالت لة بأن يصعد ليقوم بتصليح سخان الكهرباء , صعد متولى أليها فوجد شقة هذة المرأة هى الوحيدة الموجود بها سكان فى هذا العقار , وعندما دخل الى سكن هذة المرأة وجدها وقد أحتشمت ووجد أن هذة الشقة مطلية كلها باللون الأبيض وبعد أن أغلق الباب خلفة , ظهر مجموعة من الشباب من أصحاب الأجساد القوية قاموا بتكتفية وحقنة بمادة غريبة أسفرت عن فقدة للوعى ..............
الأن تجلس عائلة متولى كاملة داخل منزل العائلة , فكانت شادية التى أقامت فى تلك الأيام مع والدتها وزوجها حنفى , وتجلس قمر وزوجها أحمد , وحميدة الأم تجلس وبداخلها حزن كبير على فراق زوجها ووحيدها .. قامت قمر وزوجها بالأستئذان من الأم لأن البيت لا يسع أكثر من وجود الأم وبنتها وزوج بنتها
الساعة الأن الثامنة مساء وقبل أن يستقلا السيارة فأذا بسيارة فارهة تقف خلف سيارة أحمد ونزلا منها شابين قويين , قالا الشابين أنهما مبعوثان من شخصا مهما جدا ويريدان أن تذهب معهما ألية .....
قمر منهكة من تعب هذا اليوم الذى لم ينتهى الى الأن لذلك رفضت الذهاب معهما , ولكنها عندما علمت أنهما مبعوثان من امبراطور الحديد عز الدين فعدلت عن رأيها ووافقت فى الذهاب معهما بشرط أن يرافقها زوجها , كان الرفض لطلبها من الشابين لذلك ذهبت بمفردها فقد كان ذهابها معهم قد يكون فية أفادة لمعرفة مكان والدها , وخروج أخاها من هذة المصيبة , وكان ذهابها بعد وعد زوجها بأن لم يمسسها شخصا فى الدنيا
ركب أحمد سيارتة بعد ترك زوجتة تذهب مع الشابين ووصل ألى منزلة ولكنة لم يستطع النوم قلقا على زوجتة التى شعر بحبة لها يزداد فى تلك الظروف الصعبة التى تمر بهما
الساعة الأن الثانية بعد منتصف الليل وقد وصلت قمر الى قصر أمبراطور الحديد وكان للقصر من الفخامة التى لم ترى قمرا مثيلا لها ألا فى أحلامها ..............................
الجزء الثانى من اليوم الثانى
الساعة الأن الثانية بعد منتص ليل اليوم الثانى , الأن قمر داخل قصر أمبراطور الحديد عز الدين , القصر من داخل كقصور اللف ليلة وليلة كل شىء بة من الداخل يدل على الفخامة التى لم تحلم أن تراها يوما فى أحلامها , كان قلق قمر يزداد مع مرور الوقت هى لا تعلم ماذا يريد منها هذا العملاق , فهو لو أراد أجمل منها كانت لدية زاحفة فلماذا هى , كانت تسأل نفسها هذا السؤال , حتى ظهر المليارادير الشاب كان بأبهى صورة بابتسامتة التى تراها دائما على صفحات الجرائد الرسمية , أو داخل التلفزيون الحكومى الذى دائما ما يكون بداخلة وفى أول حوارا معها قال
(اهلا قمر نورتى بيتى المتواضع والصغير دة ... طبعا أنتى مستغربة انت هنا لية, بس انا عاوزك تعرفى شىء صغير انا عندى الأمكانيات الى بيها ممكن يكونوا بنات مصر كلهم عندى , وعاوزك تعرفى كمان انى متحكم فى كل حاجة فى بلدك فى الوقت دة , وانتى طبعا ليكى الشرف انى أخترتك للمهمة الوطنية دى ...............)
لم تمهل قمر عز لكى يكمل تهديدة , وبتحدا قالت
(انا متجوزة دلوقتى ياباشا , ومفيش واحد هايمس شعرة منى )
وبهدوء غريب قال لها
(انتى متجوزة صرصار يا بنتى , انا ممكن افعصة فى أى وقت , وانا ما فاكرتاش فيكى للمهمة دى ألا لما شوفتك أزاى بتعرفى تعملى سكس وانتى بتتلوى فى الكازينوا ولا نسيتى سياتك , على العموم خلينا فى المهم وعاوزك ترتاحى بدل ما انتى واقفة كدة وتسمعينى كويس............)
قسم العمرانية وبالتحديد داخل الغرفة الرهيبة التى يطلق عليها داخل القسم غرفة التعذيب , تلك الغرفة التى تقع تحت غرفة مأمور القسم , الساعة الأن الخامسة من مساء اليوم الثانى الذى نعود لنتعرف على أحوال حنفى داخل القسم
رائحة العرق النتنة تفوح من هذة الغرفة بشكل مقزز , يوجد بالغرفة ضابطى شرطة وأربعة من عساكر الأمن , وفى سقف الغرفة يتدلى حبلا مربوط بة حنفى من قدمية , ومن تحت حنفى يقف احمد باشا وهدان يطفى سجائرة على صدر حنفى العارى وهو يقول
(أعترف يالا بأنك الى خطفت وقتلت انت والركاب بتوعك رامى ابن محمد بية عبد الستار, والله لو ماعترفت لهجيب أمك واختك واخلى العساكر يلعبوا معاهم عريس وعروسة فاهم ياروح أمك)
(والله ما خاطافتة ولا حتى أعرفة ياباشا .... دة راكب ركب معايا واتحرش ببنت كانت فى الميركوباص .......اةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة)
(والله ياباشا ماعارفوا حتى , أرحمونى ياباشا )
كان قد نفذ صبر الرائد أحمد وهدان , عندها أمر عساكرة بأنزال حنفى وبدأ فى مرحلة جديدة ومتطورة من العذاب
(أرفعولى رجل أبن الكلب دة )
(لا ياباشا حرام عليك اةةةةةةةةةةةةةةةةةة)
وبعصا غليظة وضعها الرائد فى مؤخرة حنفى , وظل حنفى يصرخ ويصرخ ولكن من يسمعة
الرابعة فجرا من اليوم الثانى نعود ألى قصر عز , نحن الأن أمام المسبح داخل القصر تجلس قمر وعز , ويبدو عليها الغضب
(بصى بقى خلينا فى المهم ,انا عارفك ما تفهميش كتير فى السياسة , بس انا عاوزك تفهمى شوية النهاردة فى السياسة , مصر فى الكام سنة الى فاتوا بتتعرض لضغط كبير قوى من قوى خارجية علشان تحقيق الديمقراطية فى البلد , وكان لازم البلد مغصوبة توافق على أنتشار الديمقراطية دى , وفعلا سبنالهم شوية وفتحوا كام جورنال بيعارضوا فية , بس هما مفاهموش انو دى لعبة يعنى هما زودوها شوية , فكرنا أزاى نقدر نخلص منهم بعيد عن حقوق الأنسان والكلام الفاضى دة فكانت فكرتى ألى انتى هاتنفزيها)
لم تفهم قمر كثيرا من كلام عز ولم تفهم ما علاقتها بكل هذة المشاكل , فكانت الأجابة من عز
(بصى بقى انتى هاتكونى جزء فى اللعبة , انا عاوزك تعملى علاقة مع واحد من كبار المعاراضين فى البلد دى , انا عارفة انوا مالوش فى سكت الحريم , بس أنتى هاتقدرى علية بأنوثتك دى , وبعد ما تقدرى تعملى معاه علاقة هانصورك وصدفة الشريط هايوزعة شاب فى الانترنت , والراجل هايضرب فى أعز شىء عندة وهو الشرف)
(طيب وشرفى انا يا باشا )
كان هذا هو ما قالتة قمر للباشا , وعندها قال لها
(كل حاجة فى بلدك دى ليها تمن , يبقى شرفك مش هايبقالة تمن , انا عارف أنوا أخوكى فى السجن وبيتعذب دلوقتى هاطلعلك أخوكى من المعتقل , وكمان انتى هاتكونى نجمة المدونات عالنت وشعبنا المصرى بينسى وواعدك فى خلال سنة من أنشاء القناة التلفزيونية وشركة أنتاجى هاتكونى بطلة كل أفلامى)
(وان رفضت ياباشا)
(هايكون دة أخر يوم فى عمرك انتى وكل العيلة بتاعتك)
كانت ملاحظة قمر على حوار عز بأنة لم يذكر لها أباها , وكان كل كلامة يتحدث عن أخاها فقط , فسألتة هى عن أباها وأجابها بأنة لايدرى عنة شىء وهى لم تصدقة , بالرغم من أن عز كان مشارك فى الصفقة القذرة التى يوجد فيها والدها الأن
الخامسة فجرا من اليوم الثانى , حى المعادى الهادىء نحن الأن داخل الشقة التى نادت منها السيدة على متولى والتى تحولت الأن الى مستشفى تتكون من أربع غرف بكل غرفة أربعة من المرضى وغرفة وحيدة للعمليات , يوجد بهذة المستشفى طبيبان يبدو من اللغة التى يتحدثون بها بأنهم ليسوا مصريين من الواضح أنهم يتحدثون العبرية ومعهم طقم من الممرضات الأجنبيات أيضا, يرقد متولى فى غرفة من هذة الغرف ويرقد بجوارة سيدة ومراهقان ,أذان الفجر يدوى فى المنطقة الهادئة دخلت الممرضة الأن الى الغرفة التى يرقد بها متولى وببرود سحبت متولى وجرتة ألى غرفة العمليات .
فى العمليات ينتظرها الأن الطبيب , يقيم امام المسجد الأن للصلاة , بدأ الطبيب فى تلك العملية القذرة .
الثامنة من صباح اليوم الثالث داخل منزل أحمد تجلس قمر مع زوجها ويفكران فى مستقبلهما وهل تقبل أم ترفض هذا الطلب الغريب من الملياردير ..................
الحلقة الأخيرة

انا والله مرعوبة يااحمد....مش عارفة أوافق ولا أرفض , وانا أصلا مش مقتنعة بكلام الراجل,وحاسة انة الراجل الصحفى ما يستهلش كدة)
(انتى عبيطة يا قمر , انتى فاكرة إنك ممكن ترفضى أصلاً....المشكلة مش إنك توافقى ولا ترفضى,المشكلة أنة الراجل الصحفى هايوافق أزاى تعملى معاه كدة,وهو زى ما بنسمع محترم جداً)

احمد وقمر يفكران فيما ستفعلة قمر مع هذا الصحفى , وكانت النتيجة هى الموافقة على ما طلبة منها هذا الملياردير, ولكن كانت لهما خطة شديدة المكّر والذكاء .......
فى تمام الثانية عشر من ظهر اليوم الثالث كان الوضع قد أختلف فى المعتقل الذى يوجد بة حنفى , فقد تم الأفراج عن كل ركّاب الميكروباص , وتم وقف التعذيب عن حنفى الذى لم يخرج من المعتقل, كان حنفى بعد كل ما مرّ بة قد تغيّر , حنفى الأن شخص محطم , وكل تفكيرة الأن منصب على شيئاً واحد وهو الأنتقام ..
وفى الخامسة من مساء هذا اليوم كانت قمر فى زيارة سريعة لمعّتقل أخاها
(يا خوُيا لازم تعرف أنى دلوقتى شريفة , زى ما كنت عاوزنى طول عمرك , ولازم ما تصدقش فيا أى كلمة تسمعها من أى حد )
كان هذا أخر ما قالتةُ قمر لأخاها فى المعتقل , صدّقها حنفى بالفعل , ولكنّة أستغرب من تغيير المعاملة معة داخل المعتقل , ولماذا تم الأفراج عن كل ركّاب الميكروباص ما عدا هو , بل كيف تكون زيارة قمر لة فى المعتقل بهذة السهولة , كلها أسئلة مرّت بتفكير حنفى دون إجابة....
الثامنة من مساء هذا اليوم , سيارة فارهة تنتظر قمر أمام منزل زوجها أحمد , أول ما يشد أنتباهك لقمر هذة المرة هى ملابسها الواسعة جدا التى تخبىء تحتها جسدّها المكّتمل الأنوثة ...
العاشرة مساء هو لقاء قمر بالمياردير فى منزّلة فى مصر الجديدة , كان اللّقاء سريع , كان الأتفاق الذى تم بخروج حنفى من المعتقّل قبل أن تقوم بشىء , وأن يقوم بالبحث عن والدها المختفى من أكثر من يومين , وعدها الملياردير بخّروج أخاها حالاً , والبحث عن والدّها ......
الساعة الثانية عشر من منتصف ليل اليوم الثالث , حنفى فى منزّل والدة بعد خروجة من المعتقل , وكان محضر خروجة يقول بأن الشاب الذى كان قتيلاً داخل الميكروباص كان مريضاً نفسياً هارب من مصحة , وقد جائت النيابة بالشهود الذيين قاموا بتأكيد الواقعة , وقام الضابط أصطدم بة حنفى بالتنازل عن شكوتة.....
الثانية بعد منتصف الليل أحمد وقمر يجلسان أمام جهاز الحاسوب الخاص بهما , وقاما بتنزيل أشياء من على هاتفها المحمول على جهاز الكمبيوتر , وقاما بحفظ ما كان على هاتفها , ثم قاما بأرسال ما كان على هاتفها على إيميل شخصاً ما.....
أستيقظ الصحفى فى تمام السادسة ككل يوم وقام بتشغيل جهاز الحاسوب الخاص بة ليجد رسالة مكتوب علّيها هام جداً , ففتّحها فكانت المفّاجئة الكبرى....
عندما ذهبت قمر إلى الملياردير عز كان لبسّها فضفاض لكى تخبىء هاتفها المحمول , وقامت بوضعة على وضع التسجيل , سجّل جهازها كل ما دار بينها وبين هذا الملياردير, فقامت بإرسال هذا اللقاء لكّل منظمات حقوق الإنسان التى قد جمعهم احمد فى الفترة التى ذهبت فيها....
فى العدد الأسبوعى للصحيفة التى يرأس الأستاذ تحريرها , كان عنوانها الرئيسى عن هذا الموضوع , فكان رد الفعل من الملياردير قوياً , فتم إعتقال قمر وأخاها وزوجها , وتم تعذيبهم فى معتقلات الأمن ..
تحرك كل قوى المعارضة من أجل خروج قمر ومن معها كان قوياً أيضاً , فكانت كل قوى المعارضة تستغيث بمنظمات حقوق الإنسان وأصبحت قمر ومن معها أبطال ...
ومن ناحية أعلام الحكومة بدأ حرباً على قمر أيضاً بإظاهرة , ملفاتها فى الأداب , وأنها ليست بطلاً إنما فتاة ليل وتم القبض عليّها......
الثالثة ظهرا من اليوم الثالث ومن داخل حى المعادى الهادىء , الأن أنتهى الطبيب من أخر العمليات التى يقوم بها.......
تجُهز الأن الممرضات كل أدواتها , تم جمع كل الأعضاء التى قام الطبيب بأخذها من أجساد هؤلاء المشّردين الذى تم خطفهم بمساعدة كبار رجال الأعمال....
ميناء القاهرة الجوى
الثامنة من صباح اليوم التالى
الطبيب وطاقم الممرضات أنتهوا من إجرائات السفر , الأن هم بالطائرة المتجهة رأساً إلى إسرائيل.....
بعد رحيل طقم الأطباء الأسرائيلى , قام أكثر من مواطن بتقديم شكاوى من الرائحة النتنة فى هذا العقار , مما أدى إلى أقتحام العقار , وكانت المفاجئة كبيرة ,بأن هناك أجزاء لثمانى أشخاص رجال ونساء وأطفال...
خبر من جريدة الأهرام
"القت أجهزة الأمن القبض على من قام بمجزرة المعادى , المُتهم مختل عقلياً , كان يقوم بخطف المتشّردين من وسط البلد ثم يعبث بأجسادهم ,
وقد شرح للنيابة كيفية قيامة بتلك المجازر"
انتهت
حمادة زيدان
http://hamadazedane.maktoobblog.com/