المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المبنــــي للمجهـــــول ...



أبو شامة المغربي
21/04/2007, 06:17 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif

http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
المبني للمجهول
لم يتوقفوا منذ بزوغ ضوء فجر ذلك اليوم عن السير على أقدامهم في هذه الربوع المقفرة من الناس، المترامية الأطراف، ولم تمسك الشمس مذ أشرقت عن الأخذ بنواصيهم والأقدام، وهم ينتقلون في مسيرهم من سهل إلى جبل، ومن جبل إلى سهل، وليس معهم سوى بعض الماء وقليل من الزاد، ثم لم يكن لهم بد من الإستعانة بتجاذب أطراف الحديث على طول المسير ومشقته ...
وعندما أخذ منهم التعب كل مأخذ، وجفت حلوقهم من شدة العطش، غاب بينهم الحديث ولم يتبق منه غير شهيق لهم خافت وزفير باهت، فثقل عليهم حمل أجسادهم، وزادهم ثقل أمتعتهم رهقا، تراكم على ما يشكونه من نصب شديد ...
فجأة لاح لهم من بعيد بناء غشاه السراب وعبث بملامحه، ومن شدة نأيه عنهم وبعد المسافة الفاصلة بينهم وبينه، لم يتمكنوا من تبين معالمه، ولم يظفروا بأي وصف من أوصافه، لكنهم استبشروا خيرا، وحثوا أنفسهم على طي المسافة، بقدر ما بعث بعضهم بعضا على الإسراع في السير نحو ذلك البناء المجهول ...
قال أحدهم: قد يكون البناء مسكنا لجواد كريم، فننزل فيه ضيوفا عليه معززين مكرمين، وأردف الثاني: ربما يكون نزلا للمسافرين وعابري السبيل، وليته يكون كذلك حتى نستريح فيه قليلا من وعثاء السفر ومشقة السير الطويل، وحتى نبيت فيه الليلة إلى صباح الغد، قبل أن نستأنف المسير، وقال الثالث: لا أظنه إلا بناء مهجورا ارتحل عنه أهله منذ زمن، ومهما يكن حاله، فلا أرى لنا بديلا عنه الساعة، ولا خيار لنا سواه، وكل ما أرجوه هو أن نعثر فيه على بعض الماء والزاد ...
ساروا، وساروا ثم ساروا حتى ضاقت أقدامهم بالنعال، ونفرت نعالهم من الأقدام، ولما وصلوا البناء لم يجدوه مسكن جواد كريم، ولا نزلا للمسافر وعابر السبيل، ولا حتى بناء مهجورا، بل وجدوه ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

خليد خريبش
22/04/2007, 10:09 AM
أعطى الفضاء الذي استوحى منه الكاتب متنه الحكائي جاذبية وجمالية للنص، فجاء زمان القصة ومكانها متحدين منسجمين للتعبير عن فكرة عميقة جدا، سير الإنسان الحثيث، وكده، وتعبه، وإصراره من أجل اسكتشاف المجهول حينا ولتحقيق مآربه حينا آخر، يسافر الذهن بحثا عن الحقيقة، فتبدو في الآفاق جهد العين.

أسامة جودة
22/04/2007, 10:46 AM
الحقيقة أريد أن أعرف ماذا وجدوه؟
رائعة كالعادة

دجلة الناصري
22/04/2007, 10:52 AM
... قد يكون البناء مسكنا لجواد كريم، فننزل فيه ضيوفا عليه معززين مكرمين، وأردف الثاني: ربما يكون نزلا للمسافرين وعابري السبيل، وليته يكون كذلك حتى نستريح فيه قليلا من وعثاء السفر ومشقة السير الطويل، وحتى نبيت فيه الليلة إلى صباح الغد، قبل أن نستأنف المسير، وقال الثالث: لا أظنه إلا بناء مهجورا ارتحل عنه أهله منذ زمن، ومهما يكن حاله، فلا أرى لنا بديلا عنه الساعة، ولا خيار لنا سواه، وكل ما أرجوه هو أن نعثر فيه على بعض الماء والزاد ...
ساروا، وساروا ثم ساروا حتى ضاقت أقدامهم بالنعال، ونفرت نعالهم من الأقدام، ولما وصلوا البناء لم يجدوه مسكن جواد كريم، ولا نزلا للمسافر وعابر السبيل، ولا حتى بناء مهجورا، بل وجدوه ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
سرد رائع، ونص جعلني أعيد قراءته مرات ومرات، فنهايته تترك للقارى أن يقدح فكره لمعرفة المجهول، الذي يتكلم عنه الدكتور القاص، وهنا يكمن سحر النص، فلقد هرعت إلى قواعد اللغة والنحو لأعرف وظيفة المبني للمجهول.
فشكرا سيدي، فهذه رسالة القلم.
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif

أبو شامة المغربي
22/04/2007, 01:58 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
سلام الله عليكم
أهل المربد الزاهر
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
لكل من عبر وعبر جزيل الشكر ومنتهى التقدير
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com