المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إبن القريـــــــة ...



أبو شامة المغربي
16/04/2007, 07:12 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
إبن القرية
ولد وعاش بين أهل القرية زمنا ليس بالقصير ولا بالطويل، وشب في القرية التي ألف فيها قاطنوها الهدوء والسكينة، وكانوا كما كان لا يمسكون عن تحيته ولا يبخلون بها عليه، وكلما رأوه في مكان أو صادفوه في طريق يبادرون إلى إلقاء السلام عليه تاما غير منقوص، كذلك كانوا وكذلك كان، ثم إنهم أناس يودونه مذ كان طفلا صغيرا يدرج بينهم وأمام اعينهم ...
لكن هذه الحال لم تدم طويلا بينه وبينهم، إذ ما إن اجتاز طور الفتوة والشباب، وغدا كهلا وملامح الرجولة عليه تنساب، وقد صار من كانوا بالأمس وما زالوا يبادلونه التحية والسلام شيوخا، حتى ركبه الغرور ولبسته الشرور، فلم يعد يرى نفسه إلا معجبا بها، وأخذ يسارع إلى إرضاء أهوائه ونزواته، وبدا له صوته المنكر شجيا نديا في أذنيه، وتراءت له قامته في المرآة سامقة، فخيل إليه أن لا أحد غيره يمتلك مثلها ...
لم يعد ينظر إلى من كانوا كهولا بعين الإحترام، وإن كان يعلم تمام العلم بينه وبين نفسه بأنهم أهل الوقار، وأصبح إذا لقيهم رماهم من قوس عينه بسهم الإزدراء، منصرفا عنهم، غير مقبل عليهم كما كان، ولم يعرهم ما يستحقونه من اهتمام، فهم اليوم لا يلقون منه إلا العداوة، التي يجهلون أسبابها، وغدوا لا يسمعونه إلا وقد أطلق العنان لصوته المنكر، شاتما ذاما، وناهرا متوعدا، وهذه سيئات ينكرونها عليه، ولا يحمدون له ما يلقاهم به من أحوال منكرة، ومن جفاء وغلظة، ومن غرور وجحود، ونكران الجميل ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com