طارق شفيق حقي
06/04/2007, 09:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تاريخنا بين تزوير الأعداء وغفلة الأبناء
إن دولا كبرى وأجهزة ضخمة ومؤسسات متخصصة وأقلامًا مأجورة ووسائل إعلام مسخرة مغرضة تسهم في تزوير التاريخ لتقدمه لنا مشوهاً وتحيل الصفحات المشرقة من تاريخ أمتنا مظلمة كالحة مما يورث الإحباط ويدعو إلى الانهزام النفسي .
للمنهج القرآني سمة خاصة يتميز بها في دراسة التاريخ ومتابعة أحداثه حيث يركز على ربط دمار الأمم وانهيار المجتمعات بارتكاب المعاصي والإسراف في الترف والظلم .
إن من يكتب تاريخنا لا يخرج عن هذه الأصناف مؤلف كتب إرضاء للحاكم ومستشرق أو مبشر ومؤرخون طائفيون ومؤرخون معاصرون - من بني قومنا - غافلون أو حاقدون!!
اعتمد المزورون في كتابة تاريخ أمتنا منهجية سطحية مغرضة وروحاً طائفية حاقدة بحيث أظهروا العيوب والسلبيات .
المستشرقون عند دراسة تاريخنا أصناف ثلاث : صنف درس واقتنع وأسلم وصنف درس واقتنع وقال كلمة حق وصنف حاقد موتور أعماه التعصب فشوه التاريخ والحقائق .
الطائفيون من الكتاب والمفكرين صنفان: صنف ينتمي إلى الجذور العربية الأصيلة وفريق يرى انتماءه يرجع لبعض الدول الصليبية وهو معتز بهذا الانتماء واليهودية وراء المستشرقين والطائفيون .
التاريخ نافذة نطل منها على ماضينا لنبصر مستقبلنا.. والجذور البعيدة تعطي دفعة أو انتكاسة فكيف بصاحب المجد التليد أن يرتكس بمن ينظر خلفه فيرى سيد الخلق وصحبه الكرام ثم تتبعه كوكبة يسير فيها السلف الصالح والفاتح الذي دوخ أوروبا ، وقطز الذي دحر التتار وصلاح الدين الذي ضمد جرح الأقصى وطهره من دنس الصليبية الفاجرة وكيف بمن ينظر وراءه فيجد طغمة من اللصوص وسفاكي الدماء أن يقدم الخير للناس.. إن التاريخ هو البذور وكلما نبتت نبتة كان أصلها يرجع إلى تلك البذور وأصولنا شريفة وجذورنا ضاربة في أرض الحق وفرعها في السماء ولكن مزوري التاريخ من المستشرقين والطائفين أبوا إلا أن يحاولوا بكل جهدهم طمس بريق تاريخنا المشرق فراحوا تحت ظلمة الحقد الصليبي وتزوير الاستشراق المقيت جيش طويل يحاول أن يغطي بهاء سيد الخلق محمد (صلى الله عليه وسلم) وأن يطفئ نور الكوكبة المضيئة (صحابة رسول الله) (صلى الله عليه وسلم) و(رضي الله عنهم).. وراح أحفادنا لا يرون من تاريخهم إلا قشورًا زائفة وكأننا أمة بلا أصل وبلا تاريخ!!
هذا هو موضوع هذا الكتاب الذي بين أيدينا يضيء لنا الطريق لنرى حقيقة تاريخنا وهذا الكتاب يقع في الفصول أو العناوين الآتية:
1 - التاريخ بين الدراسة والتدوين.
2 - أمتنا في العصر الحديث قرأت تاريخها مشوهًا.
3 - المستشرقون ودورهم في الإنصاف أو تزوير التاريخ.
4 - الطائفيون من الكُتَّاب والمفكرين ودورهم في تزوير التاريخ.
5 - المفكرون المنصفون من النصارى العرب.
6 - طائفة من الشبهات والمفتريات في تاريخنا على مر العصور.
7 - المنهجية السوية والروح الموضوعية تبرز صفحات تاريخنا المضيء وتنقذه من المفتريات.
المنهج القرآني في دراسة القرآنيقول الكاتب:
إن المنهج القرآني له سمة خاصة في دراسة ومتابعة التاريخ حيث يركز على دمار الأمم وانهيار المجتمعات بارتكاب المعاصي والإسراف في الترف وإن ممارسة القيم والتحلي بالأخلاق الكريمة يقودان الأمة إلى مزيد بين البناء والعطاء والسؤدد ومن هنا فإن الهدف من دراسة التاريخ الاستنارة بعبر الماضي حيث تعرض الأمم سيرها في وضوح وإيجاز يقودنا إلى حقيقة متفق عليها وهي أن كرامة الإنسان لا تتوفر إلا باحترام العدل وأهله واحتقار الظلم وأهله {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثاراً في الأرض فما أغني عنهم ما كانوا يكسبون} (غافر: 82 ) .
ويركز القرآن الكريم على أن القوة والعمران لا يدوم منه شيء إذا كان قائماً على الظلم والبطش والجبروت مع ضرورة إمعان النظر في هذه القضية {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين} (النمل : 69 ).
وهكذا يمضي الكاتب موضحًا من خلال آيات القرآن الكريم خطورة البطر وارتكاب المعاصي وخطورة الذين يفرحون بما أوتوا من مظاهر النعيم ويتمادون في ارتكاب الآثام ويقول الكاتب: يجدر بباحث التاريخ ألا يكتفي بالبحث بين الكتب والأخذ مما بين السطور ولكن يزور مواقع الأحداث بنفسه مثل البيت العتيق وزمزم ومني وعرفات وغار حراء... إلخ وكما يزور أماكن الحضارة القديمة مثل حضارة قدماء المصريين وحضارة بابل وآشور والفينقيين.
الشبكة الإسلامية >>
من يكتب التاريخ ؟
1 – مؤلفون قدامى كتبوا التاريخ وصنفوا الكتب إرضاء للحاكم والسلطان أو الحزب السياسي أو المذهب أو الدولة وقد ركز هؤلاء علي رموز الحكم دون أبناء الأمة من مختلف الطوائف.
2 - مستشرقون أو مبشرون: تخصصوا في الطعن في تاريخنا وتجريح قادتنا في مختلف الميادين.
3 - مؤرخون طائفيون من أمثال: جورجي زيدان وفيليب حتي ، حيث اتهموا اتهاماً كبيراً في تزوير تاريخنا.
4 - مؤرخون معاصرون من بني قومنا غافلون حاقدون وجهلة وجدوا بين أيديهم كتبًا مصنفة وضعها خصوم الأمة ومن هنا لابد من تمحيص التاريخ وتنقية صفحاته مما يشوبها من اتهامات باطلة أو تزوير مقيت مع وضع مقاييس للرجال الذين كتبوه ويكتبوه.
من يعلم تاريخنا ؟
وتحت هذا العنوان يسرد الكاتب الأصناف التي علم التاريخ وهي:
1 - معلم تلقى العلم في بلد أجنبي وأعد إعدادًا خاصًا على عين العدو الحاقد فاستبدل بالكوفية القبعة وبأبي بكر وعثمان عمر وعلي جمعًا من الخواجات.
2 - معلم مطبوع بفكر المبشرين والمستشرقين مبهور بحضارة الغرب المادية ومنهاجه الحياتي.
3 - معلم ساذج اتخذ من التعليم مهنة ارتزاق وعملاً يقتات براتبه لا رسالة يؤديها فأين المعلم صاحب الرسالة الذي يغار على سمعة أمته وحقيقة تاريخها المشرف ؟ وإن وجد فهم قليلون.
انحراف منهج العمل التاريخي
يؤدي انحراف منهج العمل التاريخي إلى مغالطات شتى وتشوهات في عرض أحداث التاريخ بسبب اختلاف شكل المرئي باختلاف زاوية الرؤية ولذا فالأوروبي ينظر إلي تاريخنا من زوايا متعددة الأمر الذي يقوده في المسيرة إلي نظرة خاطئة وينظر إلي تاريخنا من مواقف خاطئة متعددة منها:
أولاً - جهل الغالبية العظمي من المستشرقين باللغة العربية مثل قول الزهري: إن الخلفاء قد أمروا العلماء بتدوين الأحاديث النبوية فنرى المستشرقين نقلوا للناس أن الخلفاء أمروا بنقل أحاديث وهنا فرق بين أي أحاديث وبين الأحاديث النبوية وفي كتاب تاريخي منشور في لبنان يقول المؤلف أو يتكلم عن قائد عربي اسمه (الكعكة) بينما هو ( القعقاع ).
ثانيًا - النظرة إلى الدين نظرة محدودة وفقاً للنظرية الكنسية التي تفصل الدين عن الحياة.
ثالثًا - الطائفية المأجورة التي تمولها مؤسسات علمية مشبوهة فيتحاملون على الإسلام والمسلمين والشخصيات الإسلامية كلها.
رابعًا - الطائفية الحاقدة التي تكمن في قلوب المستشرقين ونورد بعضًا من أقوالهم عن سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) الإسلام كدين: يقول مدير المستشرق: إن سيف محمد والقرآن هما أكثر الأعداء عناد ا للحضارة والحرية والحقيقة ويقول فون جرونيام: الإسلام دين غير إنساني وغير قادر على التطور والمعرفة الموضوعية .
خامسًا - ذكرياتهم الأليمة حين يتذكرون فتح الإسلام لأوروبا وانتشاره في ربوعها وسقوط الدول الأوروبية قبل فتح الإسلام لأوروبا ونشر في ربوعها والتي تكمن في نفوسهم وتؤثر علي عقولهم.
سادسًا - الاستعلاء الأوروبي: إذ يعدون أنفسهم متميزين في كل شيء: العقل والفكر ونمط الحياة.
سابعًا - الأهداف الاستعمارية التي سخرت الاستشراق لخدمتها.
ثامنًا - انعدام الروح الغيبية النابعة من المفهوم العميق للتقوى والخوف من الله.
تاسعًا - سوء الفهم نظراً لاتصال الباحثين بالعامة دون الخاصة مما يعوق الفهم الصحيح للتاريخ واللغة.
منهجية مغرضة وروح طائفية
يقول الكاتب: إن المزورين في كتابة التاريخ اعتمدوا منهجية سطحية مغرضة وروحاً طائفية حاقدة ومن أبرز منطلقات هذه المنهجية:
أولاً - المنطق القومي العلماني أو العروبة الجاهلية حيث يبرزون التاريخ الجاهلي والقول بأن العرب كانوا أمة ذات وزن ومكانة قبل الإسلام رغم بروز الحقائق الثابتة التي تنافي ذلك ومنها:
1 - حضارة العرب قبل الإسلام كانت محلية ولم تكن عالمية.
2 - حضارة العرب قبل الإسلام كانت حضارة مادية.
3 - أن العرب قبل الإسلام لم يكن لهم كيان متميز أو وزن يعتد به بين الأمم.
4 - رغم وجود بعض القيم السليمة كالشجاعة والكرم وحماية الجار ولكنها كانت تغرق في مستنقع الآفات والخطايا التي تدخل العرب في دنيا الوحوش مثل وأد البنات ومهانة المرأة بكل الأشكال نكاح الاستبضاع - نكاح الرهط - نكاح ذوات الرايات حيث تتعرض المرأة للمهانة ففي نكاح الاستبضاع كان الرجل في بعض القبائل يرسل بزوجته إلى رجل يظن أنه نجيب نابه لتبيت عنده حتى تأتي له بولد نبيه نابه.
5 - لم يكن للعرب ثقافة ولا جامعات ولا مدارس ولا مكتبات وهو حال تبدل بعد الإسلام.
6 - كان العرب في حروبهم جهلة لا يحكمون العقل السليم.
7 - كان العرب ممزقين لا تجمعهم وحدة واحدة.
8 - جاء الإسلام فصنع من العرب أمة.
ثانيًا - إبراز التاريخ الإسلامي على أنه امتثال وإغفال عظمة الإسلام ووحدة المسلمين.
ثالثًا - إغفال جوانب التكامل الحضاري والشمول الفكري.
رابعًا - تغذية روح الفرقة بين المسلمين وذلك بإحياء الفرق المنقرضة كالدهرية والمرجئة... إلخ.
خامسًا - تسجيل الشبهات والخلافات مثل الخلاف بين الأمويين والعباسيين... إلخ.
سادسًا - التركيز على تاريخ الحكام وإغفال دور الشعوب في صنع كثير من أحداث التاريخ.
الدراسات الأدبية نافذة يتسلل منها المزورون.
يذكر الكاتب أن المراجع الأدبية غير الموثقة من أسوأ المصادر التاريخية التي يعتمدها المزورون للتاريخ حيث يبحثون عن المفتريات وينشدون الشبهات زلة من هنا وانحرافات من هناك ثم يظهرون القيم الجاهلية في صورة مشرقة ويغفلون كل عيوبها فنجدهم مثلا في كتاب الأغاني فهم يركزون على ما جاء فيه من الخلاعة والمجون في عهد العباسيين وأمثالهم ناسين أو متناسين المميزات الواضحة.
بمثل هذه المنهجية المغرضة كان التأثير في إعداد جيل الهزيمة.
1 - فرغوا الإسلام من مدلوله الحضاري.
2 - أعطوا كلمة الجهاد عند الغرب مدلولا بشعًا.
3 - عمل مزورو تاريخنا على إحلال كلمة العروبة محل كلمة الإسلام والقومية محل مصطلح الدين.
4 - وعملوا على صناعة جيل الإحباط والضياع والهزيمة بزرع بذور الشك في نفوس الأبناء.
5 - ثم عملوا على زرع بذرة الخلط بين (العلم) الذي هو عام للجميع وبين الثقافة وهي خاصة حيث لكل شعب ثقافته التي يتميز بها فكان أن تاهت أصالتنا وسط الثقافات الوافدة المتحررة من كل خلق.
6 - رسخ مزورو تاريخنا لدي أبناء الأمة انعدام القدوة القيادية في تاريخنا.
المستشرقون ودورهم في الإنصاف أو تزوير التاريخ
يؤكد الكاتب علي صعوبة تناول الباحث كتابة تاريخنا من جديد بعيدًا عن الشبهات والمفتريات دون أن يتناول بالبحث دائرة المستشرقين القدامى والمحدثين الذين اعتنوا بدراسة ديانات الشرق ولغاته وعاداته وقد خص الكثير منهم الإسلام بكثير من أبحاثهم ويمكن تقسيمهم إلى ثلاثة أقسام هي:
الفريق الأول: درس الإسلام عقيدة ونظام حياة فعرف فيه الحق الذي يجب أن يتبع وقاده ذلك إلى إعلان إسلامه والاعتزاز بهدايته ويذكر المؤلف أمثلة كثيرة منهم ويوضح كيف وقفوا بجوار الإسلام ومنهم: الفونس ايتين دينيه الفرنسي – اللورد هدلي المستشرق الإنجليزي والذي يقول فكرت أربعين سنة كي أصل إلى حل صحيح حتى وصلت إلى الإسلام وتوماس كارليل – الكاتب الإنجليزي – والذي قال: من العار أن يصغي أي إنسان متمدن من أبناء هذا الجيل إلى وهم القائلين بأن الإسلام كذب وأن محمدًا (صلي الله عليه وسلم) لم يكن على حق ثم يسرد الكاتب عددًا من المستشرقين الذين أسلموا ومنهم: هنري دي كاسترو وليوبولدفايس - المستشرق النسماوي - ويختم بالمستشرق الكبير روجيه جارودي.
الفريق الثاني: وهو فريق المستشرقين الذين درسوا الإسلام وأعلنوا إعجابهم بما درسوا ودافعوا عن الإسلام دفاعاً مستميتاً دون أن يعلنوا إسلامهم ومن أشهر هؤلاء تولستوي - الأديب الروسي - الذي دافع عن الرسول (صلي الله عليه وسلم) وعن الإسلام دفاع المنصفين فعاقبه البابا فأرسل الإمام محمد عبده رسالة طويلة يشكره فيه علي حسن صنيعه بالإسلام.
الفريق الثالث: وهو الذي حارب الإسلام بكل حقد وتعصب أعمي عن الحقيقة البازغة كالشمس في وضح النهار ومن هؤلاء الموتورين كارل بروكلمان والفرد جيوم وجب زويمر ووادءين كالفرلي.. إلخ.
أوعية السم وألوية العداوة
ثم يشير المؤلف إلى المؤسسات التي تحارب الإسلام تحت راية العلم والبحث النزيه وهي تقطر سما زعافاً ومنها دائرة المعارف الإسلامية حيث ضمت عدداً كبيرًا من الصليبيين المتعصبين الذين يهاجمون الإسلام والمسلمين ويبثون روح الإحباط بين شباب الأمة ويذكر المؤلف أشهر المحررين في هذه الدائرة الشريرة التي تسمي نفسها بالإسلامية ثم يشير إلى مجامعنا العلمية التي تفتح ذراعيها لهؤلاء المتعصبين ويصبحوا أعلامًا في مجامعنا العلمية العربية - الإسلامية تفسح لهم أبواب الصدارة وذلك للأسباب الآتية:
1 - سماحة هذه الأمة ودينها وسعة أفق علمائها.
2 - الغفلة التي تنتابنا أحياناً عندما نقرأ لعالم أو باحث أجنبي يثني على الإسلام والمسلمين.
3 - إبراز هذا النمط المغرض والثناء علي أفكارهم عبر وسائل الإعلام وبأقلام غير إسلامية.
اليهود ودورهم في احتواء الاستشراق وتسخيره لخدمة أغراضهم
لم يعد سراً أن اليهود يتسللون إلى كل شيء ، الأحزاب - المؤسسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمنظمات الاجتماعية والإنسانية ومن أخطر أنواع التسلل: التسلل للقيادات الدينية والفكرية ومن ذلك ما جاء به العالم أجمع الكاردنيال بيا الذي أقنع البابا بنظريته الداعية إلي تبرئة اليهود من دم المسيح وعدم مسئوليتهم عن صلبه واتضح أن الكاردنيال بيا يهودي أصلاً وتسللوا في مجال الاستشراق دون أن يعلنوا عن يهوديتهم ليبثوا سمومهم وذلك لأسباب دينية مثل: إضعاف الإسلام والتشكيك فيه وأسباب سياسية وهي خدمة الصهيونية فكرة ودولة ويوضح الكاتب منبهًا إلى أن بعض وسائل الإعلام تقدم هؤلاء الحاقدين على أنهم دارسين للإسلام دراسة واعية فينبغي أن يتابع الدارسون ما يقع في عالم الاستشراق حتى لا نقع في مثل هذه المغالطات.
الطائفيون من الكتاب والمفكرون ودورهم في تزوير التاريخ
يقول المؤلف: إن النصارى من حيث اتجاهاتهم الفكرية وانتماؤهم الوطني وولاؤهم السياسي إلى فئات عديدة - فريق عربي أصيل - فريق يرى انتماءه لبعض الجذور الصليبية ثم يسرد سيرة ذاتية لبعض منهم وحربهم ضد الإسلام ومن هؤلاء: جورجي زيدان - اختفى خلف الهلال فأفسد.
يذكر عنه الكاتب أنه أسس أكبر دار للطباعة عام 2981 وكان بارعًا داهية حين سماها دار الهلال لا دار الصليب وكان أكبر الآثار السلبية في تضليل الجيل وتفسيخ المجتمع وقد أخذ عن جورجي زيدان كثير من واضعي المناهج ومؤلفي الكتب المدرسية وكتب مجموعة من القصص التاريخي شوه فيها التاريخ الإسلامي في كل نواحيه وقد أبرز في رواياته حشدًا من السلبيات والعيوب المنتقاة للإسلام ومنها:
1 - أبرز تقليد العربي للفرس والروم في مظاهر الأبهة وبهارج الملك.
2 - اغفل جوانب العظمة الحقة.
3 - ركز على تأثر العرب بالأمم الوثنية والنصرانية.
4 - أبرز السلبيات عند الحديث عن أدبيات (الرق) والعبيد.
5 - لم يعط للجهاد غاية هدفًا وأسلوبًا.
6 - ألقى الأضواء المغرضة على الصراع علي السلطة.
7 - عزا نصر المسلمين إلى فرد من النصارى مثل فتح الأندلس حيث انضم أحد النصارى إلى جيش المسلمين فكان سبب النصر - والصورة التي يلقاها القارئ عن الإسلام عند جورجي زيدان تتخلص في النقاط الآتية:
1 - أبرز صور الانحراف في مجالس الشراب وصحبة الغواني.
2 - سلط الأضواء على الأزياء والتبرج.
3 - أغفل جوانب التكامل والشمول في الحضارة الإسلامية وقسم المجتمع المسلم بدافع الحقد الصليبي والتربية الكهنوتية إلى قسمين: الدين وحصره في المسجد أما (التكايا) والقصور والحدائق والأسواق وجعلها مكان حياة متحررة من كل خلق ويلاحظ أن الموضوعات التي كتب فيها جورجي زيدان تحترم الأهداف الآتية:
1 - ألقى الضوء على جبروت الحجاج وقسوته ولم يكتب عن عمر بن عبد العزيز وعدله ورحمته.
2 - كتب في قصة أرمانوسة القبطية يوضح كيف كان يعيش الأقباط في رخاء حتى جاء الوحوش المسلمون وحلوا فيها دخلاء.
3 - أبرز في قصة ؛شارل وعبد الرحمن« الجانب النصراني في أسبانيا وسلط الضوء علي حضارتها.
4 - كتب عن استبداد المماليك وظلمهم.
5 - كتب عن الانقلاب العثماني ولم يكتب عن الصور الباهرة مثل: السلطان عبد الحميد وأخطر ما قام هذا الصليبي الحاقد تأسيس مطبعة مما يسهل علي القوم تزوير الكلمة وفسخ الحقيقة وقد تحولت هذه المطبعة إلى أكبر دار للطباعة في العالم العربي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تاريخنا بين تزوير الأعداء وغفلة الأبناء
إن دولا كبرى وأجهزة ضخمة ومؤسسات متخصصة وأقلامًا مأجورة ووسائل إعلام مسخرة مغرضة تسهم في تزوير التاريخ لتقدمه لنا مشوهاً وتحيل الصفحات المشرقة من تاريخ أمتنا مظلمة كالحة مما يورث الإحباط ويدعو إلى الانهزام النفسي .
للمنهج القرآني سمة خاصة يتميز بها في دراسة التاريخ ومتابعة أحداثه حيث يركز على ربط دمار الأمم وانهيار المجتمعات بارتكاب المعاصي والإسراف في الترف والظلم .
إن من يكتب تاريخنا لا يخرج عن هذه الأصناف مؤلف كتب إرضاء للحاكم ومستشرق أو مبشر ومؤرخون طائفيون ومؤرخون معاصرون - من بني قومنا - غافلون أو حاقدون!!
اعتمد المزورون في كتابة تاريخ أمتنا منهجية سطحية مغرضة وروحاً طائفية حاقدة بحيث أظهروا العيوب والسلبيات .
المستشرقون عند دراسة تاريخنا أصناف ثلاث : صنف درس واقتنع وأسلم وصنف درس واقتنع وقال كلمة حق وصنف حاقد موتور أعماه التعصب فشوه التاريخ والحقائق .
الطائفيون من الكتاب والمفكرين صنفان: صنف ينتمي إلى الجذور العربية الأصيلة وفريق يرى انتماءه يرجع لبعض الدول الصليبية وهو معتز بهذا الانتماء واليهودية وراء المستشرقين والطائفيون .
التاريخ نافذة نطل منها على ماضينا لنبصر مستقبلنا.. والجذور البعيدة تعطي دفعة أو انتكاسة فكيف بصاحب المجد التليد أن يرتكس بمن ينظر خلفه فيرى سيد الخلق وصحبه الكرام ثم تتبعه كوكبة يسير فيها السلف الصالح والفاتح الذي دوخ أوروبا ، وقطز الذي دحر التتار وصلاح الدين الذي ضمد جرح الأقصى وطهره من دنس الصليبية الفاجرة وكيف بمن ينظر وراءه فيجد طغمة من اللصوص وسفاكي الدماء أن يقدم الخير للناس.. إن التاريخ هو البذور وكلما نبتت نبتة كان أصلها يرجع إلى تلك البذور وأصولنا شريفة وجذورنا ضاربة في أرض الحق وفرعها في السماء ولكن مزوري التاريخ من المستشرقين والطائفين أبوا إلا أن يحاولوا بكل جهدهم طمس بريق تاريخنا المشرق فراحوا تحت ظلمة الحقد الصليبي وتزوير الاستشراق المقيت جيش طويل يحاول أن يغطي بهاء سيد الخلق محمد (صلى الله عليه وسلم) وأن يطفئ نور الكوكبة المضيئة (صحابة رسول الله) (صلى الله عليه وسلم) و(رضي الله عنهم).. وراح أحفادنا لا يرون من تاريخهم إلا قشورًا زائفة وكأننا أمة بلا أصل وبلا تاريخ!!
هذا هو موضوع هذا الكتاب الذي بين أيدينا يضيء لنا الطريق لنرى حقيقة تاريخنا وهذا الكتاب يقع في الفصول أو العناوين الآتية:
1 - التاريخ بين الدراسة والتدوين.
2 - أمتنا في العصر الحديث قرأت تاريخها مشوهًا.
3 - المستشرقون ودورهم في الإنصاف أو تزوير التاريخ.
4 - الطائفيون من الكُتَّاب والمفكرين ودورهم في تزوير التاريخ.
5 - المفكرون المنصفون من النصارى العرب.
6 - طائفة من الشبهات والمفتريات في تاريخنا على مر العصور.
7 - المنهجية السوية والروح الموضوعية تبرز صفحات تاريخنا المضيء وتنقذه من المفتريات.
المنهج القرآني في دراسة القرآنيقول الكاتب:
إن المنهج القرآني له سمة خاصة في دراسة ومتابعة التاريخ حيث يركز على دمار الأمم وانهيار المجتمعات بارتكاب المعاصي والإسراف في الترف وإن ممارسة القيم والتحلي بالأخلاق الكريمة يقودان الأمة إلى مزيد بين البناء والعطاء والسؤدد ومن هنا فإن الهدف من دراسة التاريخ الاستنارة بعبر الماضي حيث تعرض الأمم سيرها في وضوح وإيجاز يقودنا إلى حقيقة متفق عليها وهي أن كرامة الإنسان لا تتوفر إلا باحترام العدل وأهله واحتقار الظلم وأهله {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثاراً في الأرض فما أغني عنهم ما كانوا يكسبون} (غافر: 82 ) .
ويركز القرآن الكريم على أن القوة والعمران لا يدوم منه شيء إذا كان قائماً على الظلم والبطش والجبروت مع ضرورة إمعان النظر في هذه القضية {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين} (النمل : 69 ).
وهكذا يمضي الكاتب موضحًا من خلال آيات القرآن الكريم خطورة البطر وارتكاب المعاصي وخطورة الذين يفرحون بما أوتوا من مظاهر النعيم ويتمادون في ارتكاب الآثام ويقول الكاتب: يجدر بباحث التاريخ ألا يكتفي بالبحث بين الكتب والأخذ مما بين السطور ولكن يزور مواقع الأحداث بنفسه مثل البيت العتيق وزمزم ومني وعرفات وغار حراء... إلخ وكما يزور أماكن الحضارة القديمة مثل حضارة قدماء المصريين وحضارة بابل وآشور والفينقيين.
الشبكة الإسلامية >>
من يكتب التاريخ ؟
1 – مؤلفون قدامى كتبوا التاريخ وصنفوا الكتب إرضاء للحاكم والسلطان أو الحزب السياسي أو المذهب أو الدولة وقد ركز هؤلاء علي رموز الحكم دون أبناء الأمة من مختلف الطوائف.
2 - مستشرقون أو مبشرون: تخصصوا في الطعن في تاريخنا وتجريح قادتنا في مختلف الميادين.
3 - مؤرخون طائفيون من أمثال: جورجي زيدان وفيليب حتي ، حيث اتهموا اتهاماً كبيراً في تزوير تاريخنا.
4 - مؤرخون معاصرون من بني قومنا غافلون حاقدون وجهلة وجدوا بين أيديهم كتبًا مصنفة وضعها خصوم الأمة ومن هنا لابد من تمحيص التاريخ وتنقية صفحاته مما يشوبها من اتهامات باطلة أو تزوير مقيت مع وضع مقاييس للرجال الذين كتبوه ويكتبوه.
من يعلم تاريخنا ؟
وتحت هذا العنوان يسرد الكاتب الأصناف التي علم التاريخ وهي:
1 - معلم تلقى العلم في بلد أجنبي وأعد إعدادًا خاصًا على عين العدو الحاقد فاستبدل بالكوفية القبعة وبأبي بكر وعثمان عمر وعلي جمعًا من الخواجات.
2 - معلم مطبوع بفكر المبشرين والمستشرقين مبهور بحضارة الغرب المادية ومنهاجه الحياتي.
3 - معلم ساذج اتخذ من التعليم مهنة ارتزاق وعملاً يقتات براتبه لا رسالة يؤديها فأين المعلم صاحب الرسالة الذي يغار على سمعة أمته وحقيقة تاريخها المشرف ؟ وإن وجد فهم قليلون.
انحراف منهج العمل التاريخي
يؤدي انحراف منهج العمل التاريخي إلى مغالطات شتى وتشوهات في عرض أحداث التاريخ بسبب اختلاف شكل المرئي باختلاف زاوية الرؤية ولذا فالأوروبي ينظر إلي تاريخنا من زوايا متعددة الأمر الذي يقوده في المسيرة إلي نظرة خاطئة وينظر إلي تاريخنا من مواقف خاطئة متعددة منها:
أولاً - جهل الغالبية العظمي من المستشرقين باللغة العربية مثل قول الزهري: إن الخلفاء قد أمروا العلماء بتدوين الأحاديث النبوية فنرى المستشرقين نقلوا للناس أن الخلفاء أمروا بنقل أحاديث وهنا فرق بين أي أحاديث وبين الأحاديث النبوية وفي كتاب تاريخي منشور في لبنان يقول المؤلف أو يتكلم عن قائد عربي اسمه (الكعكة) بينما هو ( القعقاع ).
ثانيًا - النظرة إلى الدين نظرة محدودة وفقاً للنظرية الكنسية التي تفصل الدين عن الحياة.
ثالثًا - الطائفية المأجورة التي تمولها مؤسسات علمية مشبوهة فيتحاملون على الإسلام والمسلمين والشخصيات الإسلامية كلها.
رابعًا - الطائفية الحاقدة التي تكمن في قلوب المستشرقين ونورد بعضًا من أقوالهم عن سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) الإسلام كدين: يقول مدير المستشرق: إن سيف محمد والقرآن هما أكثر الأعداء عناد ا للحضارة والحرية والحقيقة ويقول فون جرونيام: الإسلام دين غير إنساني وغير قادر على التطور والمعرفة الموضوعية .
خامسًا - ذكرياتهم الأليمة حين يتذكرون فتح الإسلام لأوروبا وانتشاره في ربوعها وسقوط الدول الأوروبية قبل فتح الإسلام لأوروبا ونشر في ربوعها والتي تكمن في نفوسهم وتؤثر علي عقولهم.
سادسًا - الاستعلاء الأوروبي: إذ يعدون أنفسهم متميزين في كل شيء: العقل والفكر ونمط الحياة.
سابعًا - الأهداف الاستعمارية التي سخرت الاستشراق لخدمتها.
ثامنًا - انعدام الروح الغيبية النابعة من المفهوم العميق للتقوى والخوف من الله.
تاسعًا - سوء الفهم نظراً لاتصال الباحثين بالعامة دون الخاصة مما يعوق الفهم الصحيح للتاريخ واللغة.
منهجية مغرضة وروح طائفية
يقول الكاتب: إن المزورين في كتابة التاريخ اعتمدوا منهجية سطحية مغرضة وروحاً طائفية حاقدة ومن أبرز منطلقات هذه المنهجية:
أولاً - المنطق القومي العلماني أو العروبة الجاهلية حيث يبرزون التاريخ الجاهلي والقول بأن العرب كانوا أمة ذات وزن ومكانة قبل الإسلام رغم بروز الحقائق الثابتة التي تنافي ذلك ومنها:
1 - حضارة العرب قبل الإسلام كانت محلية ولم تكن عالمية.
2 - حضارة العرب قبل الإسلام كانت حضارة مادية.
3 - أن العرب قبل الإسلام لم يكن لهم كيان متميز أو وزن يعتد به بين الأمم.
4 - رغم وجود بعض القيم السليمة كالشجاعة والكرم وحماية الجار ولكنها كانت تغرق في مستنقع الآفات والخطايا التي تدخل العرب في دنيا الوحوش مثل وأد البنات ومهانة المرأة بكل الأشكال نكاح الاستبضاع - نكاح الرهط - نكاح ذوات الرايات حيث تتعرض المرأة للمهانة ففي نكاح الاستبضاع كان الرجل في بعض القبائل يرسل بزوجته إلى رجل يظن أنه نجيب نابه لتبيت عنده حتى تأتي له بولد نبيه نابه.
5 - لم يكن للعرب ثقافة ولا جامعات ولا مدارس ولا مكتبات وهو حال تبدل بعد الإسلام.
6 - كان العرب في حروبهم جهلة لا يحكمون العقل السليم.
7 - كان العرب ممزقين لا تجمعهم وحدة واحدة.
8 - جاء الإسلام فصنع من العرب أمة.
ثانيًا - إبراز التاريخ الإسلامي على أنه امتثال وإغفال عظمة الإسلام ووحدة المسلمين.
ثالثًا - إغفال جوانب التكامل الحضاري والشمول الفكري.
رابعًا - تغذية روح الفرقة بين المسلمين وذلك بإحياء الفرق المنقرضة كالدهرية والمرجئة... إلخ.
خامسًا - تسجيل الشبهات والخلافات مثل الخلاف بين الأمويين والعباسيين... إلخ.
سادسًا - التركيز على تاريخ الحكام وإغفال دور الشعوب في صنع كثير من أحداث التاريخ.
الدراسات الأدبية نافذة يتسلل منها المزورون.
يذكر الكاتب أن المراجع الأدبية غير الموثقة من أسوأ المصادر التاريخية التي يعتمدها المزورون للتاريخ حيث يبحثون عن المفتريات وينشدون الشبهات زلة من هنا وانحرافات من هناك ثم يظهرون القيم الجاهلية في صورة مشرقة ويغفلون كل عيوبها فنجدهم مثلا في كتاب الأغاني فهم يركزون على ما جاء فيه من الخلاعة والمجون في عهد العباسيين وأمثالهم ناسين أو متناسين المميزات الواضحة.
بمثل هذه المنهجية المغرضة كان التأثير في إعداد جيل الهزيمة.
1 - فرغوا الإسلام من مدلوله الحضاري.
2 - أعطوا كلمة الجهاد عند الغرب مدلولا بشعًا.
3 - عمل مزورو تاريخنا على إحلال كلمة العروبة محل كلمة الإسلام والقومية محل مصطلح الدين.
4 - وعملوا على صناعة جيل الإحباط والضياع والهزيمة بزرع بذور الشك في نفوس الأبناء.
5 - ثم عملوا على زرع بذرة الخلط بين (العلم) الذي هو عام للجميع وبين الثقافة وهي خاصة حيث لكل شعب ثقافته التي يتميز بها فكان أن تاهت أصالتنا وسط الثقافات الوافدة المتحررة من كل خلق.
6 - رسخ مزورو تاريخنا لدي أبناء الأمة انعدام القدوة القيادية في تاريخنا.
المستشرقون ودورهم في الإنصاف أو تزوير التاريخ
يؤكد الكاتب علي صعوبة تناول الباحث كتابة تاريخنا من جديد بعيدًا عن الشبهات والمفتريات دون أن يتناول بالبحث دائرة المستشرقين القدامى والمحدثين الذين اعتنوا بدراسة ديانات الشرق ولغاته وعاداته وقد خص الكثير منهم الإسلام بكثير من أبحاثهم ويمكن تقسيمهم إلى ثلاثة أقسام هي:
الفريق الأول: درس الإسلام عقيدة ونظام حياة فعرف فيه الحق الذي يجب أن يتبع وقاده ذلك إلى إعلان إسلامه والاعتزاز بهدايته ويذكر المؤلف أمثلة كثيرة منهم ويوضح كيف وقفوا بجوار الإسلام ومنهم: الفونس ايتين دينيه الفرنسي – اللورد هدلي المستشرق الإنجليزي والذي يقول فكرت أربعين سنة كي أصل إلى حل صحيح حتى وصلت إلى الإسلام وتوماس كارليل – الكاتب الإنجليزي – والذي قال: من العار أن يصغي أي إنسان متمدن من أبناء هذا الجيل إلى وهم القائلين بأن الإسلام كذب وأن محمدًا (صلي الله عليه وسلم) لم يكن على حق ثم يسرد الكاتب عددًا من المستشرقين الذين أسلموا ومنهم: هنري دي كاسترو وليوبولدفايس - المستشرق النسماوي - ويختم بالمستشرق الكبير روجيه جارودي.
الفريق الثاني: وهو فريق المستشرقين الذين درسوا الإسلام وأعلنوا إعجابهم بما درسوا ودافعوا عن الإسلام دفاعاً مستميتاً دون أن يعلنوا إسلامهم ومن أشهر هؤلاء تولستوي - الأديب الروسي - الذي دافع عن الرسول (صلي الله عليه وسلم) وعن الإسلام دفاع المنصفين فعاقبه البابا فأرسل الإمام محمد عبده رسالة طويلة يشكره فيه علي حسن صنيعه بالإسلام.
الفريق الثالث: وهو الذي حارب الإسلام بكل حقد وتعصب أعمي عن الحقيقة البازغة كالشمس في وضح النهار ومن هؤلاء الموتورين كارل بروكلمان والفرد جيوم وجب زويمر ووادءين كالفرلي.. إلخ.
أوعية السم وألوية العداوة
ثم يشير المؤلف إلى المؤسسات التي تحارب الإسلام تحت راية العلم والبحث النزيه وهي تقطر سما زعافاً ومنها دائرة المعارف الإسلامية حيث ضمت عدداً كبيرًا من الصليبيين المتعصبين الذين يهاجمون الإسلام والمسلمين ويبثون روح الإحباط بين شباب الأمة ويذكر المؤلف أشهر المحررين في هذه الدائرة الشريرة التي تسمي نفسها بالإسلامية ثم يشير إلى مجامعنا العلمية التي تفتح ذراعيها لهؤلاء المتعصبين ويصبحوا أعلامًا في مجامعنا العلمية العربية - الإسلامية تفسح لهم أبواب الصدارة وذلك للأسباب الآتية:
1 - سماحة هذه الأمة ودينها وسعة أفق علمائها.
2 - الغفلة التي تنتابنا أحياناً عندما نقرأ لعالم أو باحث أجنبي يثني على الإسلام والمسلمين.
3 - إبراز هذا النمط المغرض والثناء علي أفكارهم عبر وسائل الإعلام وبأقلام غير إسلامية.
اليهود ودورهم في احتواء الاستشراق وتسخيره لخدمة أغراضهم
لم يعد سراً أن اليهود يتسللون إلى كل شيء ، الأحزاب - المؤسسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمنظمات الاجتماعية والإنسانية ومن أخطر أنواع التسلل: التسلل للقيادات الدينية والفكرية ومن ذلك ما جاء به العالم أجمع الكاردنيال بيا الذي أقنع البابا بنظريته الداعية إلي تبرئة اليهود من دم المسيح وعدم مسئوليتهم عن صلبه واتضح أن الكاردنيال بيا يهودي أصلاً وتسللوا في مجال الاستشراق دون أن يعلنوا عن يهوديتهم ليبثوا سمومهم وذلك لأسباب دينية مثل: إضعاف الإسلام والتشكيك فيه وأسباب سياسية وهي خدمة الصهيونية فكرة ودولة ويوضح الكاتب منبهًا إلى أن بعض وسائل الإعلام تقدم هؤلاء الحاقدين على أنهم دارسين للإسلام دراسة واعية فينبغي أن يتابع الدارسون ما يقع في عالم الاستشراق حتى لا نقع في مثل هذه المغالطات.
الطائفيون من الكتاب والمفكرون ودورهم في تزوير التاريخ
يقول المؤلف: إن النصارى من حيث اتجاهاتهم الفكرية وانتماؤهم الوطني وولاؤهم السياسي إلى فئات عديدة - فريق عربي أصيل - فريق يرى انتماءه لبعض الجذور الصليبية ثم يسرد سيرة ذاتية لبعض منهم وحربهم ضد الإسلام ومن هؤلاء: جورجي زيدان - اختفى خلف الهلال فأفسد.
يذكر عنه الكاتب أنه أسس أكبر دار للطباعة عام 2981 وكان بارعًا داهية حين سماها دار الهلال لا دار الصليب وكان أكبر الآثار السلبية في تضليل الجيل وتفسيخ المجتمع وقد أخذ عن جورجي زيدان كثير من واضعي المناهج ومؤلفي الكتب المدرسية وكتب مجموعة من القصص التاريخي شوه فيها التاريخ الإسلامي في كل نواحيه وقد أبرز في رواياته حشدًا من السلبيات والعيوب المنتقاة للإسلام ومنها:
1 - أبرز تقليد العربي للفرس والروم في مظاهر الأبهة وبهارج الملك.
2 - اغفل جوانب العظمة الحقة.
3 - ركز على تأثر العرب بالأمم الوثنية والنصرانية.
4 - أبرز السلبيات عند الحديث عن أدبيات (الرق) والعبيد.
5 - لم يعط للجهاد غاية هدفًا وأسلوبًا.
6 - ألقى الأضواء المغرضة على الصراع علي السلطة.
7 - عزا نصر المسلمين إلى فرد من النصارى مثل فتح الأندلس حيث انضم أحد النصارى إلى جيش المسلمين فكان سبب النصر - والصورة التي يلقاها القارئ عن الإسلام عند جورجي زيدان تتخلص في النقاط الآتية:
1 - أبرز صور الانحراف في مجالس الشراب وصحبة الغواني.
2 - سلط الأضواء على الأزياء والتبرج.
3 - أغفل جوانب التكامل والشمول في الحضارة الإسلامية وقسم المجتمع المسلم بدافع الحقد الصليبي والتربية الكهنوتية إلى قسمين: الدين وحصره في المسجد أما (التكايا) والقصور والحدائق والأسواق وجعلها مكان حياة متحررة من كل خلق ويلاحظ أن الموضوعات التي كتب فيها جورجي زيدان تحترم الأهداف الآتية:
1 - ألقى الضوء على جبروت الحجاج وقسوته ولم يكتب عن عمر بن عبد العزيز وعدله ورحمته.
2 - كتب في قصة أرمانوسة القبطية يوضح كيف كان يعيش الأقباط في رخاء حتى جاء الوحوش المسلمون وحلوا فيها دخلاء.
3 - أبرز في قصة ؛شارل وعبد الرحمن« الجانب النصراني في أسبانيا وسلط الضوء علي حضارتها.
4 - كتب عن استبداد المماليك وظلمهم.
5 - كتب عن الانقلاب العثماني ولم يكتب عن الصور الباهرة مثل: السلطان عبد الحميد وأخطر ما قام هذا الصليبي الحاقد تأسيس مطبعة مما يسهل علي القوم تزوير الكلمة وفسخ الحقيقة وقد تحولت هذه المطبعة إلى أكبر دار للطباعة في العالم العربي.