المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التهديد بالطرد



طارق شفيق حقي
04/04/2007, 10:31 PM
التهديد بالطرد

بقلم : يوسف فضل

أحب صغيرتي الجملية اللذيذة والذكية هيا . فهي دائما تضعني على حافة اليقظة اللاإختيارية كلما تحدثت معي . أما قصتي معها اليوم أو لنقل قصتها معي أنها عادت من المدرسة وأثناء البحث ألاستخباراتي البيتي الدقيق في كتبها كما تقوم الرقابة العربية على الكتب . لكن بحثنا كان لمعرفة ما أخذته من الدروس وما هي الوظائف البيتية الواجب متابعتها وتحضيرها لدروس الغد . اكتشفنا أنها أحضرت معها عنصرا دخيلا لم نمنحها إياه سابقا هو عبارة عن قلم حبر ناشف على إحدى طرفية هيئة فراشة من قماش الكشكش الأزرق . فكان لا بد أن نعرف من أين جاء هذا القلم . والحمد لله انه قلم ظاهر وليس فيروس أو صور لعرب من ضحايا القوات الأمريكية الديمقراطية .
* : من أين لك هذا القلم ؟
هيا : أعطاني إياه صديقي رامي .
هذا الجواب غير مقنع لان رامي صغير وعمره أربعة سنوات . إذ أن الطفل لا يتنازل عن شيء محب له ويملكه لأنه في سن الطفولة التي لا تعرف الكرم . ولا بد أن والدته ستسأله عن سبب فقدانه القلم . فان التوقع المناسب أن ابنتي اقترضت القلم منه على سبيل الإعجاب بالقلم وأنها تريد أن تشبع حب التملك لديها وليس كما يقترض بعض الكتاب إنتاج غيرهم ولصقه باسمهم دون الإشارة إلى اسم المؤلف الأصلي صاحب الحقوق . وبما أن هيا في سن لا يسمح لها بمعرفة معنى السرقة المادية أو الفكرية أو الأدبية فإننا افترضنا حسن النية وابتعدنا عن وصف ما اقترضته أنه عمل سرقة . لأنها لا تقيم ولا تفرق بين المعاني المعنوية مثل الحلال والحرام .
* : أعيدي القلم لصديقك رامي غدا.
هيا : أنا بدي قلم بكتب ازرق .
* : سأشتري لك قلم مثله أو أحسن منه .
لم تنتهي القصة عندما أعادت هيا القلم لرامي . إذ أثناء عملي في الفترة المسائية جولتني زوجتي بمكالمة وما أن رددت حتى فوجئت بصوت هيا .
هيا : بابا أريد أن احكي معك .
* :تفضلي يا قردة
هيا : أنا مش قردة
* : شو أنت ؟
هيا : أنا بطة .
* : ليس بطة ؟
هيا : أنا حرة .
* : عليك ريش ؟
هيا : الريش في الكتاب .

استبعدت أن تكون هيا قد قرأت رواية " أنا حرة " للكاتب إحسان عبد القدوس وإنما ما بدر منها إما توارد أفكار مع الكاتب أو لتكرار سماعها كلمة الحرية العربية أو من مشاهدتنا لقناة الحرة الأمريكية .

* : ماذا تريدي بابا ؟
هيا : إذا اشتريت قلم تعال البيت .
* : سأشتري لك القلم .
هيا : إذا ما اشتريت القلم لا تأتي البيت
* : هل تريدي أن آتي للبيت ؟
هيا : اشتري القلم وتعال البيت بسرعة . سرعة .

وحيت أنني وعدتها بشراء القلم لسوف أبر بوعدي لها واشتري القلم وليس خوفا من تهديدها لي بالطرد وحرماني من المبيت في البيت .

*: هذا القلم الذي تريديه ؟
هيا : تعال أبوسك .

تحسست ومسحت بيدها الصغيرة على المنطقة التي تريد أن تطبع قبلتها عليها وتأكدت أنني حليق .
هيا : بابا أنت حالق ؟

طبعت قبلة الشكر السعيدة والمنبسطة على خدي ولتشجيعي على الاستمرار في تلبية طلبتها الشرائية
قالت : شكرا

أشياء صغيرة بسيطة في حياتنا تجلب لنا السعادة أليست متعة الأبوة والشعور بالرضا الجميل جزء من هذه الأشياء أوليست المتعة أيضا أن نصرف المال على من نحب ؟

طارق شفيق حقي
04/04/2007, 10:40 PM
سلام الله عليكم


شخصياً قرأت واستمتعت بما كتب الأخ يوسف فضل


الكتابة تحمل أدباً ساخراً جميلاً طريفاً


لكن المشكلة ليست عند القلم


المشكلة ماذا لو كانت الأم تعد الصغيرة , وقد بدأت من عند القلم


وكان الفخ للأب الطيب صاحب المقال الذي سر بصرف المال على الصغيرة


ترى هل سيسر لو منع من البيت حتى شراء طقم لغرفة الضيوف كي نستقبل به رامي ؟؟56./,7


شخصياً أنتظر باقي الفخ