المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رايس في ديارنا !



بنت الشهباء
02/04/2007, 06:42 PM
http://www.asharqalawsat.com/01common/thelogo1.gif

رايس في ديارنا !
http://www.asharqalawsat.com/01common/teamimages/327-bothaina.gif
* بثينة شعبان

يتساءل الكثيرون من العرب لماذا تُنفق وزيرة الخارجية الأمريكية الوقتَ والمالَ والجهدَ وتعبر البحارَ والقاراتِ، لتأتي إلى منطقة الشرق الأوسط ثم تعود خالية الوفاض، في الوقت الذي يزدحم فيه برنامج عملها، ولا شك، بأمور مهمة ترغب في القيام بها باعتبارها رأس الدبلوماسية للدولة الأقوى في العالم، إذ لا يكاد المرء يصدق أن وزيرة الخارجية تزور المنطقة لأيام كي تردد في النتيجة ما قالته نظيرتها الإسرائيلية، وكرره الناطق الرسمي الإسرائيلي، قبل وصول رايس إلى المنطقة بأسابيع وأشهر وحتى سنين، ألا وهو «عدم استعداد إسرائيل للدخول في مفاوضات الحل النهائي مع الفلسطينيين»، ورفض إسرائيل «مناقشة بند اللاجئين»، ودعوتها إلى «تغيير المبادرة العربية» وأملها أن «يبدأ العرب بالتطبيع مع إسرائيل أولاً»، ومن ثم يمكن النظر في الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي!! وإذا أرادت السيدة رايس أن تسمع تعقيب الشارع العربي على نتائج زيارتها، فالتعقيب مفاده وجوب إطلاع رايس أن لدى إسرائيل ناطقا رسميا ووزيرة خارجية، ولا حاجة أن تمضي رايس أياماً في المنطقة كي تُخرج من جعبتها ما وافتنا به وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الموقف الإسرائيلي. ومن المضحك، أن نقرأ بعد اختتام زيارة رايس التي لم تُحقق شيئاً على الإطلاق سوى هذه التصريحات المستنسخة من التصريحات الإسرائيلية، إلا إذا كانت تغطية لمناقشة أمور لم يتم الإعلان عنها، بأن هناك مواجهة بين فريق رايس من المستشارين وفريق تشيني لتغيير التعاطي مع المشكلة الفلسطينية! فكيف يكون النزاع بين ديفيد ولش، ونيكولاوس بيريز، من فريق رايس اللذين يتفاوضان مع مستشاري تشيني مثل جون هانا، وإليوت ابرامز، وجاي دي كراوش، فالذي يجمع بين الفريقين هو أنهم جميعاً لا يؤمنون بوجود فلسطين التاريخية، أو بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم، أو بضرورة إلزام إسرائيل بتفكيك المستوطنات، وهدم جدار الفصل العنصري كخطوة لا بد منها من أجل إرساء أسس الدولة الفلسطينية وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. ولعل أبلغ تعليق على جولة رايس قرأتُه في مقالة للمستشار السياسي للرئيس جيمي كارتر، زبيغنيو بريجنسكي، في مقابلة له مع جريدة «لوموند» الفرنسية حين تحدث عن مهمة رايس بقوله «لستُ متأكداً أنها صاغت حتى الآن مقاربة شاملة للمشاكل. بعض شعاراتها كانت رعناء. الصيف الماضي تحدثت عن آلام المخاض لشرق أوسط جديد.. منذ فترة قصيرة تحدثت عن تعريف أفق سياسي للفلسطينيين. يبدو أنها تتجاهل حقيقة أن الأفق خط وهمي، يبتعد كلما اقتربنا منه».
لقد أبلغت وزيرة الخارجية ممثلي الصحافة المسافرين معها وهي في طريقها إلى المنطقة «أن زيارتها العاشرة منذ توليها منصبها قبل عامين ونيف ستكون مختلفة عن سابقاتها». وزادت أنها «ستعلن» في ختام لقاءاتها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت عن «أفكار عملية» لاستئناف عملية السلام. وتوقعت وسائل الإعلام أن تُعلن رايس عن مبادرة سياسية جديدة لتطبيق حل الدولتين، وبدلاً من ذلك فقد أعلنت رايس ما طلب منها أولمرت أن تعلنه، وهو أن «الوقت غير مواتٍ للمفاوضات النهائية»، ولكنها لم تنسَ أن تُضيف أنه «على العرب الانفتاح على إسرائيل». رئيس حركة «ميريتس» وعضو الكنيست يوسي بيلين انتقد رايس لخضوعها لأولمرت، ورفضه فتح مفاوضات جديدة مع المسؤولين الفلسطينيين. وأكد بيلين أن أولمرت «سيظل رافضاً للتسوية مع الفلسطينيين حتى نهاية فترة ولايته في الحكم». كما عبر الإسرائيليون والفلسطينيون أن لقاءات عباس وأولمرت غير مجدية إطلاقاً، وأن هذه اللقاءات تُعقد من أجل نشر الصور التلفزيونية فقط! وأكد مسؤولون فلسطينيون أن هذه اللقاءات لن تُثمر شيئا بسبب عدم استعداد الإسرائيليين للدخول في عملية سياسية ذات مغزى. وبرأيي يجب أن يُحاسِب دافع الضرائب الأمريكي السيدة رايس على جولاتها العشر للمنطقة، فالسؤال: ماذا كان الهدف منها، وماذا أثمرت؟ إذ من الأسهل والأرخص والأجدى لها أن تسأل وهي في مكتبها بواشنطن نظيرتها تسيبي ليفني عبر الهاتف عن الموقف الإسرائيلي، ويمكن لها التحدث مع إيهود أولمرت أيضاً، أو حتى متابعة تصريحاتهما عبر نشرات الأخبار، ومن ثم إعادة إعلان هذا الموقف من واشنطن، وهذا ما فعلته عملياً في كل زياراتها بدلاً من تجشم عناء السفر وإثارة التوقعات بأن شيئاً ما سيحدث، ومن ثم رفع درجة الإحباط أيضاً.
أما إذا كانت الأخبار التي تتحدث عن محاولة أمريكية لجمع الرباعية مع رباعية عربية بُغية جمع مسؤولين إسرائيليين مع مسؤولين عرب، وإعطاء الانطباع وكأن الأمور في طريقها إلى الحل من خلال ما سمته واشنطن بـ«الدول المعتدلة»، فقد أتى الجواب واضحاً في كلمة خادم الحرمين الشريفين، أمام القمة العربية التاسعة عشرة، والذي رفض فيها التدخل الأجنبي في شؤون العرب، والمساومة على الحقوق، وحمَّلَ الاحتلال الأمريكي مسؤولية المصائب التي حلت بالشعب العراقي. وأكد أهمية التضامن العربي والوفاق العربي وطالب بكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني، مما فتح الطريق لتكون قمة الرياض قمة التحفيز للتضامن العربي، وجمع الشمل العربي في وجه هجمة تستهدف هوية العرب وحضاراتهم ومقدراتهم. فإذا كانت رايس تُصر على الاستماع لما روج له المستشرقون منذ قرون من عداءٍ سافرٍ للإسلام وعنصريةٍ ضد العرب، ولما تعزز في أذهان الغرب بعد أحداث الحادي عشر من أيلول من دعاية تساوي بين العربي والإرهابي، فكرست له هوليوود صناعة الأفلام والمسلسلات التي تنشر الكراهية ضد العرب، فإنها لن تتمكن من صياغة رؤية تعيد للعرب حقهم المشروع في فلسطين والجولان وجنوب لبنان. وقد برهن التاريخ العربي أن هذه الأمة عصية على الأعداء مهما طال أمد الظلم والعدوان، ومهما حاولت الخطط الأمريكية أن تتجاهل أسس الصراع وتستثمر في العلاقات العامة لإيهام العالم أن المشكلة بين إسرائيل والعرب قد انتهت. وكي تتوصل رايس في المرات القادمة إلى رؤية معقولة تلقى احترام العقلاء في هذا الكون لا بُد لها أن تدخل إلى أبجدية دبلوماسيتها المفردات التالية: ماذا على إسرائيل أن تفعل، وليس فقط ماذا على العرب أن يفعلوا، ولا بُد لها أن تتساءل ما إذا كان للفلسطينيين والعرب في الجولان وجنوب لبنان الحق في العيش بحرية وكرامة على أرضهم أحراراً من احتلال عنصري بغيض، وما إذا كان يحق للشعب الفلسطيني أن ينتقل بين مدنه وقراه بعيداً عن إذلال حواجز الاحتلال البغيض والتي وصلت إلى 900 حاجز ونيف في الضفة الغربية، وما إذا كان يحق لأطفال فلسطين ارتياد المدارس والوصول إلى القدس وزيارة الأهل والأقرباء دون استئذانٍ ممن نصبوا أنفسهم حاكمين في حياة شعب لا ذنب له سوى أنه ولد وأجداده على هذه الأرض.
وإذا كان أولمرت قد أقنع رايس بأنه «غير مستعد» لأن يناقش مسألة عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين شردتهم عن أرضهم وديارهم العمليات الإرهابية الصهيونية منذ خمسة عقود ونيف، فهل يمكن أن تسأله كيف «يحق» للإسرائيليين «العودة» إلى أرض يقولون إن أجدادهم كانوا بها منذ أربعة آلاف عام؟ والسؤال الأجدى هو ماذا يكون شكل العالم لو أصرَّت بعض القوى في العالم أن تعيده إلى ما كان عليه قبل ألف عام؟ المقصد من كل هذه الطروحات هو أن هناك الكثير من العمل والاطلاع والقراءة التي يتوجب على وزيرة الخارجية الأمريكية أن تقوم بها قبل أن تتنطع لمهمة حل الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وعليها أن تتعرف على العرب الذين شمخوا دائماً بتصديهم لأي عدوان، وهزموا كل احتلال أجنبي حاول المكوث في بلدانهم، رغم كل العقبات والصعوبات التي واجهتهم. إذا كانت رايس تتعامل مع القضايا العربية من منظور بعض مستشاريها ومستشاري تشيني ومستشاري أولمرت المعروفين بنظرتهم العدائية العنصرية ضد العرب، والمعتمدين فقط على قوة السلاح والعدوان وانتهاك الشرائع الدولية لحسم كل القضايا في المنطقة، فإنه من غير المحتمل أن تتمكن رايس من بدء أي عملية سياسية حتى مع أشد العرب «اعتدالاً» كما يحلو لها أن تسمي البعض بهدف تمزيق صفوف القادة العرب، لأن العقبة الأساسية هنا ليس القادة العرب الذين اتحدوا في تبني مبادرة السلام، بل هي رفض قادة إسرائيل المطلق للتفاوض بشأن الأرض واللاجئين والقدس. وهذه هي العقبة منذ اليوم الأول للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية الذي هو احتلال غير شرعي للأرض والمياه، واغتصاب للحقوق، وحرمان الفلسطينيين من حريتهم وحقهم بالدولة، ولا حل للصراع إلا بعودة الأرض والمياه لأصحابها الشرعيين. وإلى أن يبدو هذا الاحتمال ممكناً في الجانب الإسرائيلي، يمكن للسيدة وزيرة خارجية الولايات المتحدة أن تستخدم وقتها بشكل مفيد وتريح نفسها من عناء عبور المحيط، ومن الظهور بمظهر الفاشل في تحقيق أهداف جولاته. وها هي إسرائيل تؤكد مواقفها برفض المبادرة العربية التي صدرت في قمة بيروت وأكدت عليها قمة الرياض، فيما أكد الفلسطينيون جميعاً قبول ما تتفق عليه القمة العربية. فقوى الاحتلال العنصرية لا تريد سلاماً بل استسلاماً وهذا ما لن تستطيع رايس أن تحققه في بحثها عن إرث يُسجل باسم رئيسها وحكومتها.

وصلني على الايميل

رزاق الجزائري
03/04/2007, 08:06 PM
ما لفتني في جولة رايس هو طريقة استقبال اصحاب الفخامة و الجلالة و السمو لها فهم حسب البروتوكول يجيدون احترام المرأة*رايس*.لكن للاسف لا يحترمون شعوبهم

بنت الشهباء
03/04/2007, 08:44 PM
صدقت والله يا أخي رزاق !!!.؟...

يجيدون احترام المرأة .................ولا يجيدون احترام الشعوب

طارق شفيق حقي
03/04/2007, 09:57 PM
ما لفتني في جولة رايس هو طريقة استقبال اصحاب الفخامة و الجلالة و السمو لها فهم حسب البروتوكول يجيدون احترام المرأة*رايس*.لكن للاسف لا يحترمون شعوبهم



يا سيدي منهم من صافحها بحرارة

ومنهم من قبلها
ومنهم من سألها عن حالها : أمخطوبة أم متزوجة

ومنهم من عرض عليها الجنسية

ومنهم من عرض عليها شهادة الملكة الفخرية