ذات يــــــــوم ...

[أبو شامة المغربي]

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro1.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
ذات يوم
http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif
لم يكن يتخلف عن إطلالته الصباحية منذ أشهر خلت، ولم يكن يفارق منذ ذاك الزمان كرسيه الخشبي العتيق، ومذياعه الصغير، وفنجانا يصب فيه تارة شراب القهوة، وتارة يصب فيه شراب الشاي الساخنيين ...
يحمل المذياع والكرسي بيمناه، وبيسراه يحمل الفنجان والدخان يتصاعد منه، ثم يخطو بضع خطوات منحدرا بما يحمل في يديه إلى أسفل الزقاق، حيث ينزوي في ركنه الأيمن، ويستقبل بوجهه الشمس المشرقة ودفئها ويومه الجديد ...
إعتادت عيون الجيران والمارة على رؤيته في ذات الركن من الزقاق، وألفوا مبادلته التحية بقدر ما ألفت أيديهم مصافحة يديه حينا عن قرب، أوالتلويح له بها أحيانا عن بعد، ثم إن ابتساماتهم دأبت على ملاقاة ابتسامته المميزة بالتحية ...
شبت الألفة واستحكمت بينه وبين كرسيه الخشبي، ومذياعه الصغير، وفنجان القهوة والشاي، حتى أصبح يدل بعضهم على بعض، وحتى صار يذكر بذاك هذا ...
وذات يوم بادر كعادته أحد المارة، وهو يلوح له بيده، واستقبله بابتسامته، التي لا تهجر شفتيه، وما كان من ذاك الرجل المار إلا أن أقبل عليه وصافحه، ثم مضى في طريقه، لكنه لما قفل عائدا آخر النهار إلى بيته، أخبره أحدهم أن صاحب الكرسي الخشبي قد أسلم الروح إلى باريها ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com