أبو شامة المغربي
29/03/2007, 07:35 PM
http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro1.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
خطوات
http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif
... فيمشي، ويمشي، ثم يظل يمشي متعبا طوال النهار، وببذل جهد يشق عليه كثيرا يبعث جسمه النحيل على دفع عربة خشبية مثقلة لا طاقة له بدفعها .. يمشي، ويمشي، ثم يظل يمشي بخطوات منهارة، وهو يخيط شوارع ودروب الحي وأزقته، بدءا من شروق شمس كل يوم جديد إلى حين مغيبها ...
يمشي، ويمشي، ثم يظل يمشي يسوق بما تبقى له من الأنفاس عربته الطويلة وذات الشكل البسيط، وقد استعان على دفعها بحملها على أربع عجلات حديدية، وفي ذات الوقت استعان بها في حمل صخرة دائرية ثقيلة، وكبيرة ملساء، قليلا ما يبعثها على الدوران برجله اليمنى حول محور يلازمها وتلازمه، قد سخرها لشحذ سكاكين ومدايا أهل الحي الذي يقطنه، مقابل دراهم معدودة ...
ألفت العيون رؤيته يمشي منحني الظهر، وهو يدفع عربته أمامه ببطء شديد، ويسحب أثناء مشيه قدميه الملتصقتين بنعلين ضيقين وشبه ممزقين، وهما منتفختان ومتشققتان، وقد علاهما غبار كثيف من كثرة السير، الذي يبدو لأعين الناس وكأنه سير لا ينتهي ...
كذلك الآذان اعتادت سماع صرير عجلات عربته الخشبية، وهي تزحف كل يوم بمحاداة الأرصفة، أما هو فقد خبر الصبر على قساوة حاله، وفقه القناعة بالقليل، ولا يحفل بشيء أكثر مما يحفل بالإستعداد ليوم الرحيل، حتى صار للصبر أنيسا وأضحى له الصبر صديقا في سكونه وحركته، وخاصة عندما يبدأ رحلته اليومية طلبا للرزق الحلال، فيراه أهل الحي وغيرهم يمشي، ويمشي، ثم يظل يمشي ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
خطوات
http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif
... فيمشي، ويمشي، ثم يظل يمشي متعبا طوال النهار، وببذل جهد يشق عليه كثيرا يبعث جسمه النحيل على دفع عربة خشبية مثقلة لا طاقة له بدفعها .. يمشي، ويمشي، ثم يظل يمشي بخطوات منهارة، وهو يخيط شوارع ودروب الحي وأزقته، بدءا من شروق شمس كل يوم جديد إلى حين مغيبها ...
يمشي، ويمشي، ثم يظل يمشي يسوق بما تبقى له من الأنفاس عربته الطويلة وذات الشكل البسيط، وقد استعان على دفعها بحملها على أربع عجلات حديدية، وفي ذات الوقت استعان بها في حمل صخرة دائرية ثقيلة، وكبيرة ملساء، قليلا ما يبعثها على الدوران برجله اليمنى حول محور يلازمها وتلازمه، قد سخرها لشحذ سكاكين ومدايا أهل الحي الذي يقطنه، مقابل دراهم معدودة ...
ألفت العيون رؤيته يمشي منحني الظهر، وهو يدفع عربته أمامه ببطء شديد، ويسحب أثناء مشيه قدميه الملتصقتين بنعلين ضيقين وشبه ممزقين، وهما منتفختان ومتشققتان، وقد علاهما غبار كثيف من كثرة السير، الذي يبدو لأعين الناس وكأنه سير لا ينتهي ...
كذلك الآذان اعتادت سماع صرير عجلات عربته الخشبية، وهي تزحف كل يوم بمحاداة الأرصفة، أما هو فقد خبر الصبر على قساوة حاله، وفقه القناعة بالقليل، ولا يحفل بشيء أكثر مما يحفل بالإستعداد ليوم الرحيل، حتى صار للصبر أنيسا وأضحى له الصبر صديقا في سكونه وحركته، وخاصة عندما يبدأ رحلته اليومية طلبا للرزق الحلال، فيراه أهل الحي وغيرهم يمشي، ويمشي، ثم يظل يمشي ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com