PDA

View Full Version : ابن خائبة



جاسم الرصيف
05/02/2005, 03:16 PM
م

جاسم الرصيف

ابن الخائبة







يحكي انّ ثلاثة من العراقيين ادخلوا السجن بتهمة الانتماء الي احزاب محظورة، سأل اوّلهم الثاني بعد ان صحا من غيبوبة الاستقبال عن حزبه فأجاب هذا انّه من حزب ابن الخائبة، وانت؟ تساءل الثاني. اجاب الاوّل: انا ضدّ حزب ابن الخائبة. فيما كان الثالث ساكتاً، مثخناً بالجراح، منشدهاً بما يسمعه ويراه، فسالاه عن تهمته فاجاب بعد ضحك كالبكاء، او بكاء كالضحك: انا المفجوع ابن الخائبة! ويقال علي ذمّة الخبثاء، من محبّي النكتة السوداء، انّ الجميع ما زالوا في السجن حتّي كتابة هذه السطور لاسباب سياسيّة!

فماذا افعل، بوصفي عراقيّا، تبيّنت ورطتي! بعد ان سمّيت اولادي احمد وعمر وعلي؟! لا ادري الآن من منهم سيدخل الجحيم اذا صوّت، ومن منهم سينجو من النار اذا لم يصوّّت؟! وهل سيدخلون ذات الشقّة في نفس العمارة من الجحيم بوصفهم اخوة؟! ام انّ ثمة اكثر من عنوان لهذا الجحيم الذي فوجئنا بدخوله علي خطّ السياسة بعد ان جيّره! بعضهم لحسابه الخاص ّ دون علمنا، وربّما دون علم خالق الجحيم، علي ذات حرف العين الذي جمع بين عمر وعلي، وعلي ذات الحيرة العجيبة التي نالها احمد؟!

حسبي انّني واحد من اولاد الخائبات ممّن نالوا اكثر من اذيً في هذا البلد، فهل حسب اولادي ان يكونوا اولاد خائبة علي مساحة الحيرة والتخبّط في فهم الوطن؟! وهل نعود الي ذات الارث القديم من الخيبات، عندما ابتلعت سدنة الجحيم الجدد السنتها تحت عمّات السكوت عن الحقّ بوجود طاغية؟! وهل هي صكوك غفران نوزّعها مقابل ولاءات دون مستوي الولاء الامين لوطن تعتقله الآن جهات لاعلاقة لها بوطن اهله مع كلابهم في الكهف! ايّاه ما زالوا نائمون؟!

ها نحن نصنع لانفسنا افاع من طين نلاعبها ثمّ نفر مذعورين! منها! ها نحن نخلق لانفسنا نبوّات ملغومة لنكفر بها فيما بعد علي مدي رحلة جديدة نحو الكهف العتيد علي امل الصحو علي زمن آخر رسمه غيرنا لنا، وكاننّا نثبت للعالم ان لاعلاج لهذا التفسّخ العجيب في فهمنا للوطن غير دكتاتورية تسوق الجميع الي مسالخها كما تساق الربائط!! ها نحن نذكّر العالم بالنعيم! في بلدنا من الموت المجاني في الشوارع و بالجملة! الي القاء القبض علي مدن كاملة للمساومة الرخيصة عليها! ها نحن محاصرون بظاهرة التخوين و التخوين المضادّ لان سدنة للجحيم يشيعون الخوف فينا من جحيم نعيشه الان!

يا سادتي!

امنحونا فرصة فهم الجحيم في حالتيه، انْ صوّتنا وانْ لم نصوّت! وافتونا، يرحمكم اللّه، هل يصحّ ان نضع في صندوق الانتخابات نصف صوت لارضاء طرف ونحتفظ بنصف صوت آخر لارضاء الطرف الآخر من معادلة الجحيم العراقية؟!





l



t]