المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نص ونص



جاسم الرصيف
05/02/2005, 03:09 PM
2

جاسم الرصيف

نص ونص ولص ولص







.. عندما (كان) السّيف والرمح من اسلحة التدمير (الشّامل) مرفوعاً علي راية (السّيفُ اصدق ُ انباءً من الكتبِ/في حدّه الحدّ بين الجدِّ والّلعبِ) ساقت الاقدار الخبيثة قرويّاً ضخم الجثّة، شديد الطيبة، في ليلة لا اخت لها في التاريخ، مع (العجل!) الوحيد الذي اعدّه لاطعامِ (حفاةٌ عراة ٌ ما اغتذوا خبزَ ملّةٍ / ولا عرفوا للبُرّ مذْ خلقوا طعما). وعند جدول ماء ملغوم بالارهابيين، حمل القروي عجله بسهولة يحسد عليها، فكتم هؤلاء انفاسهم رعباً، ولكنّ الرجل تمنّي علي الله، بصوت عال، لو انّه منحه شجاعة بمثل قوّته البدنية، فانقضّت عليه مجموعة (....) واشبعته ضرباً ثمّ سلبته العجل ومعظم ملابسه، ونكاية (بعضلاته الخلّب) طوّقه بدائرة رسمها علي التراب محذّراً (ابن النوّاحة) من الخروج منها حتّي تشرق الشّمس من جهة الغرب و(الاّ ثكلته امّه)..

وفي تحليل (النصّ) وفق قاعدة (نصّ ونصّ) علي المسافة الفاصلة بين (لصّ ولصّ) برزت الهوامش التالية:

هامش اوّل: عُثر علي ذلك (ابن النوّحة) بعد قرون، من الخيبات والنكبات، مصاباً بداء الضحك المستمر، وقد صرّح (لبعض المقربين) انه (انتقم!) من الّلصوص دون علمهم اذ كان يمدّ رجله خلسة (خارج!) الدائرة ولم (تثكله امّه)، ولكن جهابذة المحلّلين والمحرّمين السياسيين كشفت حقيقة خطيرة تؤكّد انّ (المقربين) من المواطن (السعيد) كانوا من المقرّبين لـ (....) في آن دون اعتبار للروابط القومية!

هامش ثان: منذ تلك الوقيعة شاع مصطلح (الدائرة) وتاويلاتها في النصوص الادبية والسياسية والاقتصادية، ومازالت شائعة الاستعمالات، العلنية والسرية، ومنها (دارت عليه الدوائر)، من ثعالب وكلاب وذئاب واباعر، ممّا يؤشّر المواقع الخطيرة اينما عثر المرء علي (دائرة) عربية.

هامش ثالث: طلب المواطن (السعيد) من اشقّائه وبني عمّه وذويه ان يتأكدوا ان كانت (....) قد طوّقته بدائرة اخري لايراها (كي لاتثكله امّه) فساوموه علي آخر قطعة من ملابسه فاكرمهم بها عن طيب خاطر، ولكنّهم ذهبوا، كما غراب نوح، وما عادوا، ومنذ ذلك اليوم يردّ لمن يساله عن الحال بالقول: نحن بخير ولا يعوزنا غير الخام والطعام! ثمّ راح يروّج الشاعات المغرضة عن قرب وصول (الزكاة) من فائض عائدات النفط من خارج (الدائرة) ممّا قد يعرّضه الي تهمة الارهاب اذا غادر دائرة (الحفاة العراة).

هامش رابع: كبر (الحفاة العراة) الصغار علي اجنحة الحرمان وتشّهي الّلحمة العزيزة في الهمبركر والبيزا، وهم (عجايا) ايتام في مادبة (لئام!) يدّعون اُبوّتهم كلّما ارادوا الدفاع عن (دوائرهم)، وصار (الصغار!) علي يقين انّهم (ليسوا من المقرّبين)، ولايساوون في الحسابات المحلية والدولية غير قبضة من هباب وحفنة طين، فقرّروا البحث عن (عجلهم) المفقود في بطون (....) الوارثين القدامي والجدد، وما زال بحثهم جار عن ابيهم (الذي اكله الذئب)!

هامش اخير: (العجل) في تفسير الاحلام هو ذلك الكائن الخرافي الذي يخيف جياع العرب في الصومال والسودان وموريتانا غرباً، وهو الذهب الاسود والصفر والاحمر والابيض عند العرب شرقاً، كل حسب (دائرة) احلامه! وقد جرت احداث هذه الوقيعة في يوم ضياع الغيرة الاول من شهر (اذا جاءك الجوع فارسله الي اخيك) من سنة دوائر (....) الاولي من هذا العصر! وهي وقيعة مسندة وموثّقة من كل الحفاة العراة من عرب هذا الزمن!