المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص قصيرة - فهد المصبح



طارق شفيق حقي
27/03/2007, 12:00 PM
سلام الله عليكم وصلت للمربد من الأخ الكريم القاص فهد المصبح الرسالة التالية :



فهد المصبّح

الدمام 1427هـ


باسم الله
الاخوة الكرام تحية
هذه سطور عن مجموعتي السابعة المعلّقة
صدرت عن دار سما بالقاهرة 2007م
لوحة الغلاف للفنانة إيمان آل صخي
تحتوي على 17 نص او قصة
في 90 صفحة من القطع الصغير
القضية - الانثى - الحقيقة - الكتابة
هي اس او لب هذه المجموعة
والتي يراها الكاتب كلها
معلّقة حتى هذه اللحظة
في المرفقات صورة الغلاف للمجموعة




فهد المصبح
الدمام
ص ب 3010
الرمز البريدي 31471
جوال
من الداخل
0504818137
من الخارج
00966-504818137







ينتظر

قصة قصيرة
عيونه متقدة كقط يعرف دروب المدينة, جلس على رصيف قديم يفتعل كل الأساليب المتاحة لتواجده هنا, ينظر إلى ساعته المتوقفة منذ زمن, جيبه خالٍ من كلّ شيء, كله أمل أن يمر به ذلك الصديق الذي لم يره منذ مدة؛ ليطلعه على أخبار الغربة, تتراقص الأماني أمامه؛ وهو ممسك بمسبحة أنيقة وجدها بعد صلاة الجمعة وهو في طريقه إلى المنزل, كانت تحمل رائحة غريبة, قرر أن يعيدها إلى مكانها ويرتاح من عناء التفكير, مرّ به فلاح على كتفه منجل كبير, أحب أن يتفحصه, لكنه غاب في زحمة التفكير, توقفتْ بالقرب منه سيارة, نزل منها اثنان, سألوه عن شارع النور, ضحك فهو لم يسمع به من قبل, أركبوه معهم عنوة, وقادوه إلى الشارع؛ ثم قذفوا به هناك.


فهد المصبّح

الدمام

1427هـ - 2006م



***



بسم الله الرحمن الرحيم



سأغني معه



قصة قصيرة جدًا



سأحكي حكاية رجل عظيم, عشق الأرض بفطرته, أرضه مباركة, تربته مخصبه, مياهه وفيرة, غير عابئ بأي شيء يصرفه عن حب الحياة, يغني في غدوه لبستانه وحين يعود مساءً لأهله, قناعته إذا تنكر للأرض لن يرسل نورا ولا إلهاما ولا مطرا بل سيرسل الخراب, لم يصدقه أحد.. حينها تركوه يغني لقناعته.
ذات يوم وهو عائد يغني, رأى من بعيد ملامح بلدته قد تغيرت, البيوت متهدمة. هبّ للنجدة, الأرض تناديه: "استمر في الغناء, لا تدعها تبكي "
اقترب أكثر فأكثر.. في الأنقاض عينٌ شامخة نحو السماء, ونصف جناح ينفض عنه التراب, وفم يتأهب للغناء.



فهد المصبّح

الدمام 1427هـ


****

بسم لله الرحمن الرحيم

مداهمة

قصة قصيرة جداً
حين تُداهمه حالة الكتابة, يتحول بيته إلى سجن, تُخرس فيه الكلمات, وحده القلم يجوس الوجوه والجدران, يقرأ عليها صمت القبور, فتغدو الورقة أنثى مهزومة, ينثر عليها سطوراً لا تخلو من ارتعاشات الهيبة, في لحظة تجلٍ تحيله كائناً بدائياً, يضحك.. يبكي.. يزعق, وأحياناً يحادث نفسه بكلام مبهم, فتتلبس البيت موجة رعب, يغلقون الأبواب, ويوصدون النوافذ, حبساً لهذاينه الذي انطلق من قمقم الكتابة, وهو يُحدّق في كل شيء, يريد أن يمحو النور, ليظلّ مع قلمه, وفضلة عقل لم تهرب من صندوقه رأسه العظمي, منهمكاً في عوالمه, وعينه على الورقة, تُحاول الفرار من سلطته, يَلحق بها, ويُشعل فيها النار, ثم يغفو على استنشاقها, ويده قابضةٌ بقوة الجنون على القلم حتى يحطمه, فتعود الحياة إلى البيت.


****

فهد المصبّح

صنعاء 1426هـ
بسم الله الرحمن الرحيم

تصحر الجسد

قصة قصيرة جدا

هذه المرة وقبل أن يشرب نظر, وليته ما نظر.

لِمَ يستجيب لتلك النـزعة البعيدة؟, أما طواها الزمن؟.

عيون وشفاه وأثداء تترقب, تستشرف غيبه, تسبقه نحو الماء.

ليته ما نظر.

أمه تبسمل.. أخته تحوقل.. وزوجته ملتاثة، وهو بينهنّ متشحٌ بمسوح الحداد الجديدة, يتحدى كل تقلبات الحزن، ويسهب في الحديث عن نكاح مغلوط.. ينفض من حوله، ويظل يحدق في الكوب المترع. ليته ما نظر.. قالها في نفسه, ثمّ عبّ الكوب دفعة واحدة.. أخذت المياه تضطرب في جوفه, تنظر إلى طبقات جسده العاري من الداخل, نائمة على غصن شجرة تحتضر.

****

فهد المصبّح

الدمام 1420هـ


بسم الله الرحمن الرحيم

حصة للتصحيح

قصة قصيرة
رغم نسياني كتابة التاريخ على السبورة, إلاّ أنني لن أنسى ذلك اليوم الذي كنت فيه الفارس والفريسة, الضد ونقيضه, شرحت درسي لتلاميذي في مادة التاريخ حيث تخصصي, وختمته بأسئلة اختبارية, جمعت الأوراق ولففتها في يدي, وقبل خروجي جاءتني الأوامر صريحة بالبقاء حيث أنا وتعديل كل شيء.. البدء من جديد, تحيرت كثيراً, حاولت الاعتراض, بيد أن القرار نافذ لا محالة, صرت كمن يُطل على هذا العالم من جدار مرتفع لا يسمح إلاّ لعينيه تنظران بلا فاعلية.. كنت أعجز من امرأة ترتدي حجاباً عصرياً.. مغلوباً على أمري.. أنظر إلى البعيد فلا أجد إلاّ السراب جاثم على كل شيء.. توقفتُ عن الحركة.. انتهتْ الحصة, وما انتهت تلك الحكاية التي نتناقلها جيلاً بعد جيل, مكرهين أم برضاً يشوبه نفاق, وحتى هذا أو ذاك لم يكن ليغير في الأمر شيئاً مادامت الأَقدام تخشى الإِقدام وترفض الإحجام, فتقفُ ساكنة هي إلى الموت أقرب, تنبشها دريهمات الراتب كل شهر لتُعيد فيها ماء الحياة الذي أصبح كدراً تزكم رائحته الأنوف, وعلى هذا عُدّلت أمور كثيرة, وغيرتْ المناهج بسرعة غريبة, فكان لزاماً عليّ أن حرق تلك الأوراق التي لم يُكتب لها أن ترى الضوء الأحمر .

أسامة جودة
08/04/2007, 08:17 AM
أخى فهد نصوصك جميلة للغاية
أتمنى لك التوفيق واريدك ان تتواصل معنا فى المنتدى

فاطمة رشاد ناشر
13/07/2009, 11:21 AM
هذه المجموعة تستحق الشكر لقد قراتها جيداً بعدما اهداني الاستاذ فهد اثناء اقامة مهرجان السرد في اليمن ولقد سعدت بها واستمتعت بها حقيقة

ايهاب هديب
14/07/2009, 10:02 PM
أقاصيص جميلة أتمنى لك التوفيق والنجاح في هذا الاصدار أخي طارق شفيق حقي (http://www.merbad.net/vb/member.php?u=3)