جاسم الرصيف
05/02/2005, 02:02 PM
جاسم الرصيف
بلا دم
فنّان عربي معروف يكرّر سؤاله عبر واحدة من فضائياتنا: (ليه يعتبروا دمّهم أنقي من دمّنا؟)، ولكثرة ما إضطهدتني هذه الفضائية بهذا السؤال وجدت أن من ألفضل أن أكتب ألإجابة (علناً) وبكلّ (ثقل دمْ)،فأستهلّها بالقول: مذ رضينا أن تكون ألسنتنا مماسح أحذية، للعوائل التي ورثتنا، تلوّث دمنا وإنحدرت قيمته الي (لاشئ)، ومذْ وقف (أخيارنا!!) وقفة التلميذ والجندي المطيع بحضرة (ولي ألأمر) ألذي إعتمر (العدل أساس ألملك) ولم يشمل عدله غير ذويه ومحسوبيه ومخبريه، صار دمنا أرخص من (دم) صرصار!!
نحن أرقام معروضة للبيع وللأيجار في مصارف (رعاه ألله) و(طال عمره) و(معاليه) و(سموّه) و (سيادته) من أقصي شرق السيادة حتي أقصي غربها، حبراً علي ورق، ومن الموصل شمالاً، حيث عاد النبي يونس الي حوته ثانية (مغاضباً ربه) بنفاقنا، الي اليمن الذي ما عاد سعيداً، بعد أن بتنا نشعر بطعم المرارة كلّما مرّ ذكر عدل (عمر) وحكمة (علي) وحياء (عثمان) وصدق (أبي بكر)!
أنظروا الي ثيمات تنطلق منها فنون ألعرب لتجدوا أن أفضلها، ومفضّلها، ما يبكي ليس حباً بالبكاء بل لأنّ البكاء صار ثقافة يومية للعرب تمنهجها العوائل التي ورثتنا أباً عن جد وتصرف ألأنظار عن نفسها بصرف أنظارنا الي الذين تستغرب منهم أن يروا دمنا أرخص من دمهم، لأنّنا نحن من إسترخص دمه علي أحذية حكّامه!! يا سيّدي أنت وأنا والعرب ألآخرين كلّهم شركاء في جريمة رخص الدم مذ تخلّينا طائعين أو مرغمين في حقّنا أن نساوي مع (حفظه ألله) وغيره من الوارثين، فإذا كرّرنا السؤال عن هذه النتيجة كأننّا لا (ندري) بالسبب، و(تلك مصيبة)، أو نتجاهل عن دراية قد توصف بالمصيبة (الأعظم).
ولابدّ أنّك تعرف أنّنا في (بلاد العرب أوطاني) نمتلك كلّ شئ إلاّ (رؤوسنا)، وأنّنا وحدنا من دون شعوب الأرض نتحاور بيدين وقدمين متعاديتين مع بعضنا بعد أن برمجتنا العوائل الوارثة علي تعليق خطاياها بحقّنا علي شماعات (الآخرين)، الذين أعطيناهم كل المبرّرات لإهمالنا دماً وقيم إنسانية تخلّينا عنهما علناً وما زلنا نرشق النفاق في وجوه بعضنا، ان تعلّق ألأمر بحاكم ، ولكنّنا نبكي علي طوابير المهاجرين، والمقابر الجماعية، وتصدير ألمآسي والكوارث مع (نفطنا) الذي لانمتلك حتي القير منه لنسخمن وجوهنا به قبل أن تسخمنها نار الجحيم!!
ولو أنّ العالم المتحضّر الذي نعاتبه علي (حقوق لنا!!؟؟) أضعناها يجيد العربية بلهجتها المصرية لقال لنا علناً: أنتم أمّة (بلا دمْ).
:oops:
بلا دم
فنّان عربي معروف يكرّر سؤاله عبر واحدة من فضائياتنا: (ليه يعتبروا دمّهم أنقي من دمّنا؟)، ولكثرة ما إضطهدتني هذه الفضائية بهذا السؤال وجدت أن من ألفضل أن أكتب ألإجابة (علناً) وبكلّ (ثقل دمْ)،فأستهلّها بالقول: مذ رضينا أن تكون ألسنتنا مماسح أحذية، للعوائل التي ورثتنا، تلوّث دمنا وإنحدرت قيمته الي (لاشئ)، ومذْ وقف (أخيارنا!!) وقفة التلميذ والجندي المطيع بحضرة (ولي ألأمر) ألذي إعتمر (العدل أساس ألملك) ولم يشمل عدله غير ذويه ومحسوبيه ومخبريه، صار دمنا أرخص من (دم) صرصار!!
نحن أرقام معروضة للبيع وللأيجار في مصارف (رعاه ألله) و(طال عمره) و(معاليه) و(سموّه) و (سيادته) من أقصي شرق السيادة حتي أقصي غربها، حبراً علي ورق، ومن الموصل شمالاً، حيث عاد النبي يونس الي حوته ثانية (مغاضباً ربه) بنفاقنا، الي اليمن الذي ما عاد سعيداً، بعد أن بتنا نشعر بطعم المرارة كلّما مرّ ذكر عدل (عمر) وحكمة (علي) وحياء (عثمان) وصدق (أبي بكر)!
أنظروا الي ثيمات تنطلق منها فنون ألعرب لتجدوا أن أفضلها، ومفضّلها، ما يبكي ليس حباً بالبكاء بل لأنّ البكاء صار ثقافة يومية للعرب تمنهجها العوائل التي ورثتنا أباً عن جد وتصرف ألأنظار عن نفسها بصرف أنظارنا الي الذين تستغرب منهم أن يروا دمنا أرخص من دمهم، لأنّنا نحن من إسترخص دمه علي أحذية حكّامه!! يا سيّدي أنت وأنا والعرب ألآخرين كلّهم شركاء في جريمة رخص الدم مذ تخلّينا طائعين أو مرغمين في حقّنا أن نساوي مع (حفظه ألله) وغيره من الوارثين، فإذا كرّرنا السؤال عن هذه النتيجة كأننّا لا (ندري) بالسبب، و(تلك مصيبة)، أو نتجاهل عن دراية قد توصف بالمصيبة (الأعظم).
ولابدّ أنّك تعرف أنّنا في (بلاد العرب أوطاني) نمتلك كلّ شئ إلاّ (رؤوسنا)، وأنّنا وحدنا من دون شعوب الأرض نتحاور بيدين وقدمين متعاديتين مع بعضنا بعد أن برمجتنا العوائل الوارثة علي تعليق خطاياها بحقّنا علي شماعات (الآخرين)، الذين أعطيناهم كل المبرّرات لإهمالنا دماً وقيم إنسانية تخلّينا عنهما علناً وما زلنا نرشق النفاق في وجوه بعضنا، ان تعلّق ألأمر بحاكم ، ولكنّنا نبكي علي طوابير المهاجرين، والمقابر الجماعية، وتصدير ألمآسي والكوارث مع (نفطنا) الذي لانمتلك حتي القير منه لنسخمن وجوهنا به قبل أن تسخمنها نار الجحيم!!
ولو أنّ العالم المتحضّر الذي نعاتبه علي (حقوق لنا!!؟؟) أضعناها يجيد العربية بلهجتها المصرية لقال لنا علناً: أنتم أمّة (بلا دمْ).
:oops: