PDA

View Full Version : براءة عراقي



جاسم الرصيف
05/02/2005, 02:53 PM
جاسم الرصيف

براءة عراقي







ملّ عراقي من ألأوضاع الحاليّة فذهب إلي محلّل سياسي (خمس نجوم) شاكياً واقع الحال طالباً (حسن ألمآل!) لكثرة ما عاني من قيل وقال في طريقة مشيته وألوان ملابسه ونظراته الزّائغة في الشارع خوفاً من سيطرة لايراها أو قذيفة (مجهولة المصدر!) توهّمت في شيبوب (عنتر)، فهبّ جهبذ العصر إلي أدوات التحليل، المصنوعة من جلد عقرب وبعير وجربوع وقرد وفيل، وبعد أن بخّر ألأجواء، بمشتقّات نفط و (....)، طلب من زبونه ألإلتزام بمبدأ (نفّذ ولاتناقش)، كما جرت (العادة) اليوميّة وألأسبوعيّة والشهرية كلّما تعلّق ألأمر بالملفّات العراقية!

إنزع ملابسك كلّها! طلب المحلّل، فقشّر هذا نفسة علي مضض لعله ينال الخلاص . (أكّد!) المحلّل : أنت ألآن برئ كما ولدتك أمّك! خذ ثوبك وأرفعه عالياً في يدك اليمين! حسناً، أنت ألآن ترفع، كأيّ عربي مسالم، راية السلام التي تفهمها جميع ألأطراف بدون أيّ تأويل! كما أنّ هذا يعني أنّك ممّن جري (إصلاحهم إجتماعياً) من الدّاخل، ولعلّك تحقّق (شرف) الريادة في (ألإنصلاح وألإنفتاح)، وتغدوا مؤهّلاً للّيالي الملاح، إن لم ينافسك أحد من ألأشقّاء العرب!

خذ هذا العقال وضعه علي رأسك! ألآن أنت ديمقراطي من (أخمص) رأسك حتي (قمّة) قدميك الحافيتين بالوراثة! وأنت تؤمن ألآن بوجود (أغلبية!؟؟) عربية في البلد! ويمكنك إسقاط (عربية) لمجاملة بعض ألأطراف(العراقية !!؟؟) التي تتطّير من (عرب)! ويمكنك ألإدّعاء بأنّ العقال هو مجرّد واقية صدمات لرأسك (غير الثمين طبعاً وطبعاً)! وله فوائد أخري . منها أنّك تستطيع ألإدّعاء أنّك (شيخ عشيرة) فتنال شرف الوجاهة في عالم السفاهة !! وتستطيع أن تضرب حمارك به إذا رفض الديمقراطية التي تمنح ألأقلّية حقّ حكم ألأكثريّة! كما أنّه مفيد في لعبة جرّ الحبل إذا شاء حسن طالعك في ألأستيلاء علي مدينة (تساوم!) عليها أحلامك للإنفصال بها عن العراق!!

وكي تؤكّد هويّتك العراقية الصحيحة، وتميّز نفسك عمّن دخلوا البلد من غير أهله، من أفغانيين وأيرانيين وعرب وأعراب، دخلوا لتصفية حساباتهم القديمة والجديدة مع (العم سام) و (أبي ناجي) وأعوانهما من متعدّدي الجنسيّات، عليك أن ترفع في يدك اليسري مايلي : هذا علم مهاباد! وهذا علم العراق مع جملة (الّله أكبر)!!

وهذا آخر بدون (ألّله أكبر)! وهذا علم (المملكة العراقية)!وهذه مجموعة أعلام خردة للأحزاب والحركات، العلنية والسرية، تضعها قلادة أبدية، حول رقبتك (الشّهية!)، تقيك من عين الحسد ومن شرّ التأويل وشياطين المدن والبرية، فإذهب شفاك ألّله وعافاك عارياً إلي الشارع! لاتخف في عوراتك لومة لائم، ولاتزغ عيناك إلي غير الغنائم، هذه أيّام (الحواسم)! إبصم في أكثر من حزب، تنجو من القسمة والطرح والضّرب! وسجّل نفسك مع الشرطة شرطيّا، ومع ألّلصوص حراميّا! وكلّ حرب وأنت (برئ)!! بقير وسخام




[align=right]