المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بدون تغطية



طارق شفيق حقي
08/07/2004, 10:23 PM
بدون تغطية


قطرات من المطر الصغير على الشباك أمامي تحرك قطرات من مشاعر صغيرة بداخلي ،أحاول أن أبحر إلى ما وراء الصغيرة ، أرى يدا تمتد تمسح القطرات وكأنها تمزجها اغرق حينها في بحر من قطرات.

كانت لي يداً تمسح عني صغير الهم و كبيره ، ما أهمني الهم وما أهمني كبيره ولا صغيره لكن كل ما أهمني أني أواجه الدرب وأنا وحيد
إني امشي بدون تغطية كالفدائي ما يدري متى تقنصه الرصاصة ، إني امشي بدون تغطية.

حين جلس ذلك الفدائي قرب الشجرة فرح فرحاً عارماً حين أسند ظهره لساق الشجرة القوي، كانت النسمات تحرك مشاعره قبل أن تحرك أوراق الشجرة ،لكنه ما كان يدري أن وراء هذه النسمات ريح عاتية قد تقتلع الشجرة قبل أن تقتلعه .

نظر في السماء ما أحس بذلك الغيم الثقيل القادم من البعيد لأنه ما اعتاد أن يزيد همه بالتفكير بالهموم ، ليس من زمان بعيد منذ أن بدأت تفيض زوادته بالهموم .
- تزود من الهموم قبل أن لا يبقى منها وها هو قد تزود حتى الثمالة أخذت تفيض عيناه بالدموع دون أن يشعر كان يتعثر بحجارة الطريق ، فقد الآن تركيزه إنه يمشي بدون تغطيه يخشى رصاصة،إنه لا يخشى إلا أن يواجه قائده
- ليس للفدائي من قائد .
- بلا .
هاهو يحس إنه منبوذ في العراء هل يجتبيه ربه كان هذا الهم الأكبر الذي يقصم ظهره فتراه يمشي يتعثر بحجارة الطرق كان خائفاً والخوف أكثر المشاعر التي تزلزل أعماق الإنسان كان يمشي يتعثر بحجارة الطرق .

ينظر إلى السماء، يخفض رأسه يقول في نفسه: أعمل لنفسك لا تنتظر أن يغيرك الله غير نفسك أولاً .

ازداد الحزن في داخله إنه يمشي بدون تغطية، وجاءه صوت زلزل كل شكوكه وهمومه وأحزانه ومن قبلها تردده: أن الفدائي ليس بحاجة إلا تغطية
- صاح بلا
- يا رب إني أنا إنسان هذا العصر أمشي وحيداً ضائعاً منكسراً، مشربة ذاكرتي بلون الدماء ،إن الطغيان قد وصل لحده الأعلى وأنت الأعلى ،القنابل تفني شعوباً.
- وسيفنى كل سكان الأرض إن ظلوا يستجدون معجزة السماء.
إنك أنت الفدائي لقم روحك وانظر كيف تتطاير أحزانك ومخاوفك ،كيف تجيش ألف جيش من عزم وقوة
واعمل فإنهم يعملون.

عند ذلك علم الفدائي إن هنالك من يغطيه وما عاد يحني ظهره وما عاد يخاف أن تقنصه الرصاصة .


طارق شفيق حقي.
10-11-2003

بنور عائشة
18/02/2010, 04:07 PM
تحية طيبة.........
خواطر مؤججة .. مخاوف وبوح لمشاعر تؤرق الكاتب وهو في حالة من الهذيان متكئا على تأثيرات واقعية و على إنسان تجرع من هموم الحياة العلقم .. ..فاستنزفت قواه و أنهكت حد التأفف ..
حوار داخلي لأعماق نفس متعبة لدرجة التلاعب بالكلمات وكأنها تعيد نفسها مرات ومرات وفي أثواب مختلفة..تختلف من حالة لأخرى وتشد على القارئ للانتباه وهو في حالة ترقب لما سيحدث بتعاقب الكلمات وبتعاقب أغوار النفس السحيقة التي تبدي انهزاما يرفض الانهزام في الوقت الذي يعود فيه العقل الواعي ليجد حلا لحالة الانهزام الذاتي والخوف المسيطر على الشخصية في لغة الرفض القوية لما هو سائد من انبطاح ..

ـ تحياتي /
دمت : عائشة

مصطفى البطران
21/02/2010, 09:05 PM
فكرة جميلة يسير البطل حائراً لا يلوي على شيء
أرى أن تدخل الكاتب في شخصية الفدائي لا داعي له لو تركه يفكر بنفسه يحلل واقعه بنفسه
يضع الحلول بنفسه لكان أولى وأكثر أثراً في النفس ... دمت مبدعاً بكل ود وسرور أخوك : البطران

محمد يوب
11/03/2010, 03:45 PM
القصة فيها فكرة اعتماد الفدائي على نفسه في ساحة المعركة لا ينتظر أوامر القائد و قد يكون هذا الفدائي رمز للإنسان في هذه الحياة في صراعه الدائم معها لكن الملاحظ من خلال هذه القصة أن الكاتب كان يتكلم بصيغة المتكلم في بداية القصة للحديث عن الفدائي كان من الأولى أتاحة الفرصة للفدائي الحديث عن نفسه مند بداية القصة إلى آخرها القفلة جميلة فيها عبرة لكن هناك بعض الهنات امشي وحيدا ضائع منكسر لا أعرف لماذا رفعت ضائعا منكسرا

طارق شفيق حقي
16/03/2010, 10:29 PM
القصة فيها فكرة اعتماد الفدائي على نفسه في ساحة المعركة لا ينتظر أوامر القائد و قد يكون هذا الفدائي رمز للإنسان في هذه الحياة في صراعه الدائم معها لكن الملاحظ من خلال هذه القصة أن الكاتب كان يتكلم بصيغة المتكلم في بداية القصة للحديث عن الفدائي كان من الأولى أتاحة الفرصة للفدائي الحديث عن نفسه مند بداية القصة إلى آخرها القفلة جميلة فيها عبرة لكن هناك بعض الهنات امشي وحيدا ضائع منكسر لا أعرف لماذا رفعت ضائعا منكسرا


سلام الله عليك
تم تصحيح ما ذكرت من الأخطاء
وأشكر لك ردك الكريم