أبو شامة المغربي
21/03/2007, 11:16 AM
http://www.balligho.com/images/besmellah2.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
قضايا أدبية تحت المجهر
تداخل الأجناس الأدبية
إن أهم ما يحول دون تحديد أي جنس أدبي تحديدا صارما وحصر مفهومه حصرا دقيقا، هو ما للأجناس الأدبية من مرونة وما تتسم به من ظاهرة التداخل فيما بينها.
هذه الظاهرة التي أضحت في النقد الحديث من الأمور المفروغ منها على عكس ما كان رائجا في النقد القديم من دعوى صفاء الأجناس.
لقد أقر بهذه الظاهرة جل من تناولوا نظرية الأجناس الأدبية من المعاصرين، ومن القصد في هذا المقام التذكير بما بين صنفي الأدب الرئيسيين - الشعر والنثر - من تداخل، وربما لا يتميز أحدهما عن الآخر في حالات، إلا بعناصر غالبة في هذا أو ذاك، وقد دفع هذا التداخل بين الأجناس، إلى مناداة بندتو كروتشي
(1866-1952) BENDETTO CROCE، بإلغاء تقسيم الأدب إلى أجناس وعد الأدب وحدة - مهما تنوعت صيغه وأساليبه وموضوعاته - وتعبيرا عن منشئه، فهو يقول: "لا تقولوا هذه ملحمة، وهذه غنائية أو هذه دراما، تلك تقسيمات مدرسية لشيء لا يمكن تقسيمه، إن الفن هو الغنائية أبدا، وقولوا إن شئتم: هو ملحمة العاطفة ودراماها"...
مما يجدر ذكره هنا، أن النقاد والدارسين المعاصرين كثيرا ما يطلقون مصطلحات يتجاوزون بها تحديد الجنس الأدبي الذي ينتمي إليه هذا النص أو ذاك، فيستعملون لذلك مثلا، الإنتاج الأدبي أو العمل الأدبي أو الأثر الأدبي، وقد يستعيضون أيضا عن تسمية الجنس بالاقتصار على "النص" أو"الخطاب"، "لأن التمرد على الحدود الموضوعة بين الأجناس الأدبية أدى إلى رواج واسع لمصطلحي النص والخطاب، لكون تسمية الأجناس الأدبية قاصرة عن تحديد الخصائص البنيوية للنصوص..".
مع ثورة المبدعين المعاصرين على الحدود الصارمة بين الأجناس الأدبية، فإن تجاوز قضية الأجناس لم يتم من لدن النقاد، وبهذا ما زال الأخذ بمبدأ الأجناس مع ما بينها من تداخل، أمرا قائما في الدراسة الأدبية.
صادق مجبل الموسوي
المصدر (http://www.diwanalarab.com/spip.php?article2621)
حياكــــــــــــــم الله
http://abeermahmoud.jeeran.com/page3/267-do3aa.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
قضايا أدبية تحت المجهر
تداخل الأجناس الأدبية
إن أهم ما يحول دون تحديد أي جنس أدبي تحديدا صارما وحصر مفهومه حصرا دقيقا، هو ما للأجناس الأدبية من مرونة وما تتسم به من ظاهرة التداخل فيما بينها.
هذه الظاهرة التي أضحت في النقد الحديث من الأمور المفروغ منها على عكس ما كان رائجا في النقد القديم من دعوى صفاء الأجناس.
لقد أقر بهذه الظاهرة جل من تناولوا نظرية الأجناس الأدبية من المعاصرين، ومن القصد في هذا المقام التذكير بما بين صنفي الأدب الرئيسيين - الشعر والنثر - من تداخل، وربما لا يتميز أحدهما عن الآخر في حالات، إلا بعناصر غالبة في هذا أو ذاك، وقد دفع هذا التداخل بين الأجناس، إلى مناداة بندتو كروتشي
(1866-1952) BENDETTO CROCE، بإلغاء تقسيم الأدب إلى أجناس وعد الأدب وحدة - مهما تنوعت صيغه وأساليبه وموضوعاته - وتعبيرا عن منشئه، فهو يقول: "لا تقولوا هذه ملحمة، وهذه غنائية أو هذه دراما، تلك تقسيمات مدرسية لشيء لا يمكن تقسيمه، إن الفن هو الغنائية أبدا، وقولوا إن شئتم: هو ملحمة العاطفة ودراماها"...
مما يجدر ذكره هنا، أن النقاد والدارسين المعاصرين كثيرا ما يطلقون مصطلحات يتجاوزون بها تحديد الجنس الأدبي الذي ينتمي إليه هذا النص أو ذاك، فيستعملون لذلك مثلا، الإنتاج الأدبي أو العمل الأدبي أو الأثر الأدبي، وقد يستعيضون أيضا عن تسمية الجنس بالاقتصار على "النص" أو"الخطاب"، "لأن التمرد على الحدود الموضوعة بين الأجناس الأدبية أدى إلى رواج واسع لمصطلحي النص والخطاب، لكون تسمية الأجناس الأدبية قاصرة عن تحديد الخصائص البنيوية للنصوص..".
مع ثورة المبدعين المعاصرين على الحدود الصارمة بين الأجناس الأدبية، فإن تجاوز قضية الأجناس لم يتم من لدن النقاد، وبهذا ما زال الأخذ بمبدأ الأجناس مع ما بينها من تداخل، أمرا قائما في الدراسة الأدبية.
صادق مجبل الموسوي
المصدر (http://www.diwanalarab.com/spip.php?article2621)
حياكــــــــــــــم الله
http://abeermahmoud.jeeran.com/page3/267-do3aa.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com