المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيدة البيضاء الحوراء الهدباء الغيداء اللمياء



عزت الطيري
16/03/2007, 06:18 PM
السيدة البيضاء الحوراء الغيداء الهدباء
شعر/ عزت الطرى





من أي الأبراج تطل؟......

تسحبني بخيوط من ولع وحرير وهاجْ

من برج الأبنوس السامق أم من برج العاجْ؟

تسكرني الفتنة وتؤرق حلمي

فأجدف في بحر هواء، في نهر فضاء الملكوت

مجدافي وصلٌ وسكوت

شجر يتسابق.. يتعانق ،

فيفيض الأترجُّ حنينا

ويعانق نجماً ويموت

لا شيء يواري دهشتنا ... لا بدر سيخجلْ

لا طير يسقسق ويصفق ويجاهر

بغرام قرنفل

لا زنبق يرحل ... لا زئبق يسأل

في أي زمان يتدحرج... في أي فجاجْ؟

ٍلا شيء ولا لا ... غير عيون

وشموسٍ تحتفل وتحفل

كي تهبط

لدروب من فلْ

من أي الأبراج تطل ...

تستل سيوفا وتسلْ

وتقطـــــــّــــــع أعناق الوردات،
تلون بدماء الوردة :

أطراف يديها

وحداء قوافل... وبلابل ،

تنساق وتشتاق إليها

وغناء تخوم .. وتمل

وتعاود تحديقا وتدل :

الفعل السائح والسابح

والفعل الحاضر والماضي،

نحو بلاد من عسل النحو ،

الضارب في قسوة حبشي أرعنْ،

جمجمة الفعل العاقل ،

فيصير المختل المعتل «بياء» يمامتها،

أو «واو» الولد المجنون ...

حين تقول له ،

في هسهسة الساحر ، كنْ
فيطيع صبابته ويكون

........

من أي الأبراج تطل الحوراء الشقراءُ الهدباءُ

الفرعاءُ الغيداءُ الرغداءُ اللمياءُ النجلاءُ

إلي آخر أوراق الأسماءْ

تترقرق كالماء ، وتزهو كالحناء ،

وتنطق بلغات لم تدركها الألسنْ !!

فتغازل بدراً فيثوب ويذعن

ويجوب ويمعن

في ضوء مفاوزه ... ويحن

وتداعب أوتار الريح .. فتسكن

فهي المسكونة بدبيب العشاق ،

المعتصمين فناء ،

وهي الساكنة ، المسكنْ !!

وهي الممكنة، الإمكان ، وغير الممكنْ

وهي الأمَّارة بالعشق ، إذا عز العشق،

وعز المعشوق الأعشق والأفطنْ

وهي الوطن إذا عز الموطنْ

وهي القيثارة إن تاه اللحن علي شفة الأرغنْ

وهي الربانة إن خاف الربان

وهي البانة في عرس البان

وهي المعتدة بالحسن الظاهر والباطنِ ،

حين تقارن بين لحاظ الفتك بعينيها

ولحاظ الغزلانْ !!

وبين الشعر المنثال حنيناً ، فوق الكتفين

وبين جدائل كل صبيات الجان !! ،

وبين شفاه في حمرة دراق الشام

وبين الياقوت

وبين رفيف الهمس المهموس

وبين حفيف التوتْ !!

فتقول لعاشقها المشدود بحبل الوجد الطافح

من منا اليقظ ومن منا السكرانْ

من منا الخمرة ، من منا الدن ، الحان ، الندمان!!

من منا الشارب من منا المشروب

من منا الطالب من منا المطلوب !!

اختلط الحابل بالحابل والنابل بالنابل

والنبلة والصيد المرغوب

الشاعر يهذي ويثوب

الشاعر يبكي ويؤوب ...

الشاعر فجر وتفجر

يا برج الأبراج العاج الذهب الفضة والألماس المرمرْ !!

بين ضلوعك أنهار الكوثر

بين ربوعك سَكَّرة الليل ، وليلات السكرْ !!

فبأي ثمار سأهدهد جرحي ..

وبأي شراب أسكر

وبأي فواكهها أبدأ صلصلتي

وبأي سفرجلة في قفص الأغصان سأثأرْ ؟

.............

..............

ها هي سيدة اللؤلؤ والمرجانْ

ها هي فاتنة الريحان ، بأقصي بهجتها تتهادي

ما بين حرير ودمقسّ

وتمشط شعر الليل ، بعبق ونعاسٍ ،

وتريق رحيقاً .. فوق مباهج غرتها ،

وتفجر لوزا ، وتشد صباحا من أحضان طفولته

وترد الأمسْ

وتفكك أزرار الفل ،

يسيل العسل علي جدران الليل ،

يسيل الذهب ويتناسل في دمنا وردٌ ولهيبٌ ،

يتغير طقس في ريعان عذوبته ،

يتبدل طقسْ

هل كان نسيم السيدة ربيعا..؟ هل كان خريفا

هل كان خفيفا ونحيفا .. هل كانت كل كمنجات الليل

تدندن لحن الأسرار وأغنية الهمسْ ؟

قمر يتلألأ بين شعاب النسرين ،

قمران علي أعتاب السندس يفترشان مساء من عشب ويمامْ

موسيقي تتناثر فوق مداخل غبطتها

موسيقي تتكاثر وجدا وهيام

موسيقي تنتشر رذاذا ، ومجازا ، «وحجازا» «وصبا»

موسيقي تبتكر اللحن لها ،

فدبا وحبا وسها.. ، ولها النهاوند ودار ،

علي أركان أصابعها المبتلة بالعشق ، وحامْ

من يرحم هذا الولد النهاوند ، ومن سيدل الحلم إلي عينيه

إذا ارتعش وآوي لفراش الأوهام

موسيقي تتقافز فوق طريق لا يفضي لدروب الحناءِ

ولا لفضاء يكتظ بأسراب حمامٍ وسماء يمامْ

موسيقي ، موسيقي ،

مو ...

والسيدة البهجة ، من برج عذوبتها ،

تقرأ في كتب الغيم وتسحب رقتها

و

ت

ن

ا

م


-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
ezzateltairy@yahoo.com (http://us.f514.mail.yahoo.com/ym/Compose?To=ezzateltairy@yahoo.com)

عزت الطيري
06/04/2007, 05:07 PM
شكرا للذين مروا من هنا
وللذين لم يمروا

شريف الدمناوى
11/04/2007, 01:42 PM
السيدة البيضاء الحوراء الغيداء الهدباء
شعر/ عزت الطرى





من أي الأبراج تطل؟......

تسحبني بخيوط من ولع وحرير وهاجْ

من برج الأبنوس السامق أم من برج العاجْ؟

تسكرني الفتنة وتؤرق حلمي

فأجدف في بحر هواء، في نهر فضاء الملكوت

مجدافي وصلٌ وسكوت

شجر يتسابق.. يتعانق ،

فيفيض الأترجُّ حنينا

ويعانق نجماً ويموت

لا شيء يواري دهشتنا ... لا بدر سيخجلْ

لا طير يسقسق ويصفق ويجاهر

بغرام قرنفل

لا زنبق يرحل ... لا زئبق يسأل

في أي زمان يتدحرج... في أي فجاجْ؟

ٍلا شيء ولا لا ... غير عيون

وشموسٍ تحتفل وتحفل

كي تهبط

لدروب من فلْ

من أي الأبراج تطل ...

تستل سيوفا وتسلْ

وتقطـــــــّــــــع أعناق الوردات،
تلون بدماء الوردة :

أطراف يديها

وحداء قوافل... وبلابل ،

تنساق وتشتاق إليها

وغناء تخوم .. وتمل

وتعاود تحديقا وتدل :

الفعل السائح والسابح

والفعل الحاضر والماضي،

نحو بلاد من عسل النحو ،

الضارب في قسوة حبشي أرعنْ،

جمجمة الفعل العاقل ،

فيصير المختل المعتل «بياء» يمامتها،

أو «واو» الولد المجنون ...

حين تقول له ،

في هسهسة الساحر ، كنْ
فيطيع صبابته ويكون

........

من أي الأبراج تطل الحوراء الشقراءُ الهدباءُ

الفرعاءُ الغيداءُ الرغداءُ اللمياءُ النجلاءُ

إلي آخر أوراق الأسماءْ

تترقرق كالماء ، وتزهو كالحناء ،

وتنطق بلغات لم تدركها الألسنْ !!

فتغازل بدراً فيثوب ويذعن

ويجوب ويمعن

في ضوء مفاوزه ... ويحن

وتداعب أوتار الريح .. فتسكن

فهي المسكونة بدبيب العشاق ،

المعتصمين فناء ،

وهي الساكنة ، المسكنْ !!

وهي الممكنة، الإمكان ، وغير الممكنْ

وهي الأمَّارة بالعشق ، إذا عز العشق،

وعز المعشوق الأعشق والأفطنْ

وهي الوطن إذا عز الموطنْ

وهي القيثارة إن تاه اللحن علي شفة الأرغنْ

وهي الربانة إن خاف الربان

وهي البانة في عرس البان

وهي المعتدة بالحسن الظاهر والباطنِ ،

حين تقارن بين لحاظ الفتك بعينيها

ولحاظ الغزلانْ !!

وبين الشعر المنثال حنيناً ، فوق الكتفين

وبين جدائل كل صبيات الجان !! ،

وبين شفاه في حمرة دراق الشام

وبين الياقوت

وبين رفيف الهمس المهموس

وبين حفيف التوتْ !!

فتقول لعاشقها المشدود بحبل الوجد الطافح

من منا اليقظ ومن منا السكرانْ

من منا الخمرة ، من منا الدن ، الحان ، الندمان!!

من منا الشارب من منا المشروب

من منا الطالب من منا المطلوب !!

اختلط الحابل بالحابل والنابل بالنابل

والنبلة والصيد المرغوب

الشاعر يهذي ويثوب

الشاعر يبكي ويؤوب ...

الشاعر فجر وتفجر

يا برج الأبراج العاج الذهب الفضة والألماس المرمرْ !!

بين ضلوعك أنهار الكوثر

بين ربوعك سَكَّرة الليل ، وليلات السكرْ !!

فبأي ثمار سأهدهد جرحي ..

وبأي شراب أسكر

وبأي فواكهها أبدأ صلصلتي

وبأي سفرجلة في قفص الأغصان سأثأرْ ؟

.............

..............

ها هي سيدة اللؤلؤ والمرجانْ

ها هي فاتنة الريحان ، بأقصي بهجتها تتهادي

ما بين حرير ودمقسّ

وتمشط شعر الليل ، بعبق ونعاسٍ ،

وتريق رحيقاً .. فوق مباهج غرتها ،

وتفجر لوزا ، وتشد صباحا من أحضان طفولته

وترد الأمسْ

وتفكك أزرار الفل ،

يسيل العسل علي جدران الليل ،

يسيل الذهب ويتناسل في دمنا وردٌ ولهيبٌ ،

يتغير طقس في ريعان عذوبته ،

يتبدل طقسْ

هل كان نسيم السيدة ربيعا..؟ هل كان خريفا

هل كان خفيفا ونحيفا .. هل كانت كل كمنجات الليل

تدندن لحن الأسرار وأغنية الهمسْ ؟

قمر يتلألأ بين شعاب النسرين ،

قمران علي أعتاب السندس يفترشان مساء من عشب ويمامْ

موسيقي تتناثر فوق مداخل غبطتها

موسيقي تتكاثر وجدا وهيام

موسيقي تنتشر رذاذا ، ومجازا ، «وحجازا» «وصبا»

موسيقي تبتكر اللحن لها ،

فدبا وحبا وسها.. ، ولها النهاوند ودار ،

علي أركان أصابعها المبتلة بالعشق ، وحامْ

من يرحم هذا الولد النهاوند ، ومن سيدل الحلم إلي عينيه

إذا ارتعش وآوي لفراش الأوهام

موسيقي تتقافز فوق طريق لا يفضي لدروب الحناءِ

ولا لفضاء يكتظ بأسراب حمامٍ وسماء يمامْ

موسيقي ، موسيقي ،

مو ...

والسيدة البهجة ، من برج عذوبتها ،

تقرأ في كتب الغيم وتسحب رقتها

و

ت

ن

ا

م


-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
ezzateltairy@yahoo.com (http://us.f514.mail.yahoo.com/ym/Compose?To=ezzateltairy@yahoo.com)




عزيزى الشاعر الكبير
لا تحزن ان لم تجد ردا من الذين عبروا اولم يعبروا فالنص بالغ الثراء يحتاج الى اعمال ذهن والى قدح زناد الافكار
تحيتى على هذا النص الجميل الذى يمزج الماضى بالحاضر الذى يأخذنا فى طرقات المجهول فيطلعنا على المعلوم هذا النص الجامع للأنثى السامق مثل شموخ السرو
هذا النص الذى جمع جمال المظهر للانثى بجمال المخبر بعد ان كانا متفرقين فى شعرنا العربى على مدى قرون
لقد عبر هذا النص عن افكاره بلغة موسيقية جمعت بين السلاسة فى بعض الاحيان والوعورة فى احيان اخرى
ان اهم ما يميز هذا النص موسيقاه التى هى فى مضمونها موسيقى الانثى موسيقى المتضادات
لقد مثل النص هجمة مضادة فى نظرتنا للانثى هذه النظرة السطحية والتى عمقها النص

شكرا على هذا النص وتحيتى
شريف الدمناوى

تلميذ الجواهري
13/04/2007, 07:09 PM
لقد ابعدت في الوصف حتى لم نعلم من منا اليقظ ومن منا السكرانْ من شدة البلاغة اللغوية التي تحملها القصيدة ونتمنى ان نقرأ منك المزيد عن هذا النوع من ..........