المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة...المزاد



سعد رفعت الوردانى
10/03/2007, 11:19 AM
قصة قصيرة 0000 المزاد

000نافورة المياه تدفع المياه إلى أعلى بقوة00بدت كنخلة تداعبها رياح طيبة00ككاعب ترقص بجسد غض طرى00توزع على المارة زخاتها فى ظهيرة يوم شديد الحرارة00ومن لم يصبه وابل فطل00جمع غفير من المارة تجمع حول سيارة تقف بجوارها رصت عليها البضائع كهرم في تناسق يسر الناظرين
( قرب قرب واتفرج...إن كنت باشا إن كنت عسكرى ولابس بدلة أوغفير أو طالب ...بقولها بصراحة ...البضاعة دى بتمنها ...مافيش عليها جمارك ...يعنى البضاعة متهربه ومتاخده من أصحابها ...يعنى احنا جايين نوصل البضاعة دى للشعب بسعر رمزى ...لأن ده مال الشعب :ومال الشعب للشعب ولا ياكلوه الحرامية )0
000لفت انتباهى فى الحقيقة صوت البائع الندى وأعجبنى فى عرض بضاعته00نظرت إلى عقارب الساعة التى تحيط بمعصمى الأيسر 00الساعة لا تزال الواحدة ظهرا والدكتور الذى سلكت طريقى للذهاب إليه ليرى التحاليل التى طلبها لوالدتى يبدأ العمل فى الثانية أو الثالثة 00دفعنى هذا إلى التوجه صوب البائع وهو يعرض على زبائنه بضاعته فى تألق00اقتربت أكثرأتفحص البضاعة كمن يقرأ لأول مرة 00لم أنو الدخول فى المزاد مطلقا أردت فقط الوقوف فى الحلبة إلى أن يأتى ميعاد الدكتور فأنجز المهمة التى جئت من أجلها إلى المدينة
(ساعة سايكو تمنها سبعين جنيه...هنبدأ المزاد بخمسة وثلاثين جنيه...اللى
يزود يزود قرش واحد بس )
تعالت الأصوات من كل حدب وصوب : ستة وثلاثين ..سبعة وثلاثين ..تمانية وثلاثين..تسعة وثلاثين وكانت من نصيب الأخير ..باعوا أمام بؤبؤ عينى أكثر من خمسة ساعات ..نادى عليهم جميعا ووزع عليهم هدايا يربو ثمنها على ثمن الساعة بكثير ..فى الحقيقة شد هذا المشهد المسرحى انتباهى
وانتباه الحضور واتسعت حدقات العيون فى ترقب لما يظهره البائع الساحر من جرابه ..اتسعت دائرة الحضور حتى سدت الطريق المخصص للمارة
وتحول المكان الجميل من مكان للتنزه إلى حلقة فى سوق كبير..العروض مغرية لاتقاوم دفعت الحضور برفق حتى تسللت وأصبحت أمام البائع مباشرة قررت عندئذ دخول المزاد كمن غاب عن الوعى ولا أدرى أى سحر هذا الذى جعلنى أنخرط فى هذه المسرحية والتى لا أعلم ما تتمخض عنه فصولها ...ينظر إلى البائع مع كل عرض يعرض له فى تألق وإبداع منقطع النظير...أحسست أنه يريد أن يخدمنى ...أنا الوحيد الواقف الذى لم يشتر شيئا ..أعلن الخلاط حالة العصيان المدنى فقلت فى نفسى أفضل شئ هو الحصول على خلاط فى هذه الفرصة التى لن يجود الزمان بمثلها
(الباشا شكله عاوز حاجة معينة ...الحقيقة أنتظر عرض الخلاطات)
...لم ينتظر لأكمل كلامي وأخرج خلاطا على الفور...(علشان خاطر الباشا اللى واقف من زمان واحنا بنحترم الناس المحترمين والأستاذ محترم ..لم أدر على أى أساس بنى حكمه هذا ...دخلت المزاد عنوة...(خلاط ناشيونال يابانى تمنه تلتميه وخمسين جنيه وعليه ضمان سنة هنبدأ بميه خمسة وتلاتين جنيه اللى يزود يزود قرش واحد بس ...تزاحم الكل أصبحت كمن يقف فى طابور العيش ...انطلقت الأصوات :ستة وتلاتين سبعة وتلاتين تمانية وتلاتين تسعة وثلاثون خرجت منى من قهر نظراته...أشار إلي وقرر إعطائى الخلاط ...ذهبت إلى المحصل وأعطانى الخلاط مقابل مئة وخمسون جنيها خرجت منى سهلة دون عناء ...عقب الدفع الميمون أعطانى أباجورة هدية على الخلاط شكل الأباجورة يخلب العقل ...أخذت الخلاط والأباجورة أحضنهما كطفل متوجها إلى الدكتور الذى لم يحضر بعد نزعت فيشة الأباجورة ورشقتها فى إحدى الفيشات الموجودة فى حجرة الإنتظار لم تنبس الأباجورة ببنت شفة كمن أصيب بسكتة قلبية ...قلت: بسيطة لايهم تفحصت كرتونة الخلاط أقرأ.... صنع فى الصين ...قلت: صينى؟! ابن ال...قال أنها يابانى مسرعا ضغطت على زر التشغيل ضجة عالية كماكينة الطحين .....
انقطع بعدها الصوت فجأة ...رائحة الشياط تزكم الأنوف أعصابى كأعواد قش فى تنور ...الغضب الذى يملأصدرى يرمى بحممه عصبونات مخى ...فتضغط على جمجمتى التى كادت تتهشم كبيضة ...كلام الطبيب فى اللاشعور كمن يركب قطارا.... لم أركز إلا على موعد الكشف ...خرجت من عند الطبيب أجر أذ يال الخيبة أرجع بخفى حنين بعد أن قذفت بالخلاط والأباجورة فى عربة الزبالة مربوطا عليهما روشتات الصدق والأمانة
رافعا هامتى أخذت نفسا عميقا وعدت أكثر حرصا