المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نذير-قصة قصيرة بقلم خليد خريبش



خليد خريبش
08/03/2007, 04:54 PM
نذير
لا زلت أذكره،يصيح بأعلى صوته، يتطاير اللعاب من فمه،مشمراعن ساعديه،يلوح بالعصا التي يستعين بها أثناء المشي،قصير القامة، تعطيه ملابسه البيضاء:الجلباب ،السلهام والطاقية البيضاء مهابة قبيل صلاة الجمعة،متوجها إلى الجامع الكبير المتواجد في قلب المدينة،كان يثيرني وأنا طفل صغير بنصحه وعباراته التي تجعل الناس يطأطئون رؤوسهم يتذكرون ما ينتظرهم بعد الممات،يحثهم على فعل الخير:(يا مغرور اتق الله !اتق الله يا مغرور !فرطت في الصلاة ،الصلاة في وقتها خير من الدنيا وما فيها .لا إله إلا الله.لا إله إلا الله...).
كنت أتبعه منصتا محملقا فيه،يرتفع صوته حينا وينخفض حينا آخر وهو متوجه إلى الجامع.يرتفع عندما يصل إلى أماكن معلومة،وقف في منتصف زنقة ابن سينا أمام محلات لتجار وملاكين كبار صار يقول :(اتقوا الله،أدوا العامل أجره،أوفوا الكيل والميزان يا عباد الله،الدنيا فانية ! الدنيا فانية !أين الحاج فلان؟ أين الحاج فلان؟أين أموال الحرام؟هل نفعتهم أموالهم؟ستكوى بها جباههم وجوههم...).
تابع طريقه،اشتعل غضبا حينما رأى فتيات الثانوية بألبستهن المثيرة يقهقهن ويمرحن مع زملائهن في الدراسة،صار يقول:( لا حول ولا قوة إلا بالله !النساء فتنة !النساء فتنة !لا حول ولا قوة إلا بالله...).ألقت الفتيات نظرة خاطفة وتابعن طريقهن صامتات بصحبة زملائهن.
اقترب من الجامع،سيارات أعيان المدينة تملأ الشوارع في جوانب الجامع.سيارات الشرطة حاضرة كذلك،رأى بعض المسؤولين بجلابيبهم وطرابيشهم الأنيقة ووجوهم الممتلئة الوسيمة،صار يصيح:(اتقوا الله ،عباد الله، الظلم ظلمات يوم القيامة ،إياكم والنفاق ،إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار،أموال الناس، أموال الناس،الناس،الناس...).
دخل المسجد،أنصت باهتمام إلى الخطيب،أدى الصلاة،عاد إلى منزله بعدما أدى واجبه،عاد الناس إلى منازلهم ولا حديث إلا عن الشيخ الذي ينذر الناس ،لم يتذكروا شيئا مما قاله الخطيب،تذكروا نصائح الشيخ النذير التي بقيت تتردد في مسامعهم، في أذهانهم.

طارق شفيق حقي
08/03/2007, 05:17 PM
لا زلت أذكره ...استهلال جميل وعنوان القصة جزء من الاستهلال
نذير... لا زلت أذكره

السلهام والطاقية ... ما هو السلهام
منتصف زنقة ....كذلك ما هي زنقة

لو كانت من العامية ...أرى أن نبتعد عنها أو نضعها بين قوسين ( )


يا مغرور اتق الله !اتق الله يا مغرور !فرطت في الصلاة ،الصلاة في وقتها خير من الدنيا وما فيها .لا إله إلا الله.لا إله إلا الله...).

وقفت عندها جميلة ومؤثرة

القصة تجمع مواقف لهذا الشيخ يشير بجرأة وينتقد هذا المجتمع

هذا الانتقاد وهذا الموقف جمع قلوب الناس أكثر من شيخ الجامع الذي كان يتكلم عن النظرية
بينما الشيخ يطبق
والمشكلة أننا كلنا منظرون ولا نجد من مطبق
هذه الدراسة لهذا الشيخ والذي ظهر القاص يلاحقه
كنت أتصور لو كان طفلاً ثم يقول في النهاية
فتركت الخطبة ولحقت أستمع بخطاب الشيخ
وهذه القفلة في القصة التي فرطت بها

دخل المسجد،أنصت باهتمام إلى الخطيب،أدى الصلاة،عاد إلى منزله بعدما أدى واجبه،عاد الناس إلى منازلهم ولا حديث إلا عن الشيخ الذي ينذر الناس ،لم يتذكروا شيئا مما قاله الخطيب،تذكروا نصائح الشيخ النذير التي بقيت تتردد في مسامعهم، في أذهانهم.
القفلة المركزة هي في هذه العبارات
تركت الخطبةولحقت استمع عجوز
تحياتي لك

خليد خريبش
08/03/2007, 05:41 PM
السلهام هو البردة أو البرنس
أما الزنقة فهي الزقاق.و الكلمة موجودة في أحد المعاجم.
أما القفلة التي اقترحت فهي مركزة لكن الشيخ متوجه إلى المسجد لأداء الصلاة.دخلناجميعا.